أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - نزاع الصحراء: من يكسب الرهان؟؟؟















المزيد.....

نزاع الصحراء: من يكسب الرهان؟؟؟


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 16:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


في مقال، بجريدة "المساء" بعنوان "سيناريوهات محتملة في نزاع الصحراء" يخلص المحلل السياسي عبد الرحيم المنار اسليمي إلى أن الحل الأمثل لنزاع الصحراء، والأقل كلفة للمغرب، هو أن يشرع في تنزيل مشروع الحكم الذاتي "بطريقة منفردة وبأدوات ذاتية" وفي مقال، بنفس الجريدة، بعنوان "وصفات للإخفاق وواحدة للنجاح" يطرح السيد محمد الأشهب السؤال التالي: مع من نتفاوض وليس حول ماذا؟
وإذ يعتبر الأول أن الحل لا يمر إلا عبر الحكم الذاتي والجهوية المتقدمة، فالثاني يرى أن أبرز الصعوبات التي تعتري مسار المفاوضات يتمثل في غياب مفاوض سيد. ويخلص إلى القناعة التالية: "على الجزائر أن تكون طرفا أساسيا ومحوريا في المفاوضات، وإلا التخلي النهائي عن تدخلها في هذا الملف"، ليضيف،"وإن لم يكن لا هذا ولا ذاك فالعقود القادمة لن تكون أقل مدعاة إلى الاستئناس بفضيلة الصبر".
ما نعيشه اليوم، في المغرب والجزائر وموريتانيا هو نتاج تدبير سياسي للجغرفيا تحكمت فيه جهات لم تدخر جهدا في ضرب كل المساعي النبيلة الطامحة إلى مشروع وحدوي ديمقراطي يصون كرامة أهل المنطقة وحقوقها وسيادتها. التاريخ سجل يحفظ آثار الطرفين: الطرف الذي اجتهد سلميا لخدمة المشروع الوحدوي، والطرف الذي وظف قراءته المغرضة للتاريخ ورهن ثروة شعبه لأهداف غامضة.
ليس هناك من حل خارج الديمقراطية، فما العمل لتجنب الكارثة؟ الكارثة التي نزلت بالعراق، وأفغانستان والصومال، والسودان وتحوم على دول أخرى بشكل أو بآخر...
إذا كان هناك من وصفة لحل نزاع الصحراء؛ فإن هذه الوصفة لا توجد، لا بيد الجزائر ولا البوليساريو ولا الأمم المتحدة. فهذه الوصفة بيد المغرب الديمقراطي. لماذا؟
لقد أفلح السيد عبد الرحيم المنار في وصف الجزائر "بباكستان شمال أفريقيا"، لأن النظام الذي أحكم قبضته على رقبة الشعب الجزائري، لم يتأسس منذ بدايته، إلا من أجل أجندة محددة ومدروسة؛ لم يكن من أهدافها لا خدمة الشعب الجزائري ولا الاتحاد المغاربي ولا هم يحزنون. فالشبكة التي تسهر على تنفيذ المخطط السري لهذه الأجندة، هي شبكة خرجت من رحم الانقلابات والمؤامرات، بدء بحرب التحرير وانقلابها على مبادئ الحركة الوطنية، وما صاحبها من إقصاءات وتصفيات وتزوير، ثم الانقلاب على الحكومة المؤقتة، ثم انقلاب 1965، ثم الانقلاب على الشرعية الديمقراطية، ثم الإمعان في "دسترة" الضلال السياسي. هذه الشبكة المتخصصة في نكث العهود والمواثيق والاتفاقيات، نجحت في تحويل الجزائر إلى فضاء مغلق، بعد أن جففت منابع الخيال الخلاق، وصادرت الحقوق والحريات. فالنظام الذي صنعته هذه الشبكة ظل منغلقا في وجه الغرب الديمقراطي لكنه في نفس الوقت ظل على صلة بالدوائر الاستخباراتية والمالية للغرب، وهذا قاسمه المشترك مع باكستان. فهو عدو للغرب الديمقراطي لكنه خادم مخلص لمافيا الغرب، منذ حرب التحرير إلى اليوم. فهذا النظام في جوهره وبطبيعته المافيوية لا يقوى على الحوار مع طرف ديمقراطي ومن أجل هدف إنساني. وعلى هذا المستوى لايمكن التعويل عليه، وأي محاولة هي مضيعة للوقت، بل مضيعة لفرص ما تبقى من أسباب نجاة المنطقة. ولذا، في تقديري، فلا ينبغي للمغرب الديمقراطي أن يعلق الآمال على النظام الجزائري، لأنه والحالة هذه غير مؤهل للاضطلاع بأي دور في حل ديمقراطي لنزاع الصحراء.
أما إذا كان الحوار والتفاوض من أجل اقتسام الغنائم، ففي مثل هذه الحالة، سيحتاج النظام الجزائري إلى مفاوض من طينته، مفاوض لا يؤمن بالديمقراطية ولا بالإنسانية، فما رأي المغرب الديمقراطي في هذا الحل؟؟؟؟ أطرح هذا السؤال، لأن الذين يطالبون النظام الجزائري ليكون طرفا محوريا في المفاوضات، فكأنما يقولون له: "تعالى نقتسم الخسائر والأرباح"، وإذا مالت المفاوضات في هذا الاتجاه؛ فهذا لا يعني سوى شيء واحد: هو أن القوة المعادية للديمقراطية هي التي كسبت الرهان، وسيكون مستقبل المنطقة مفتوحا على ليل بلا قمر.
جبهة البوليساريو، لايعول عليها مادامت أداة في يد النظام الجزائري. أما الأمم المتحدة فقد أثبت التاريخ أنها لا تنجح في حل النزاعات إلا إذا كان المتنازعون يتمتعون بالسيادة وفن الإصغاء والقدرة على ابتكار البدائل؛ وعليه، فإن الأمم المتحدة ستكون سندا قويا للطرف الأكثر كفاءة وصدقا في ابتكار بدائل ديمقراطية. وهذا ما يؤكد أن الوصفة لا توجد سوى في يد المغرب الديمقراطي، لماذا؟
كما هو الشأن في كل الدول التي اختارت الديمقراطية، فإن المغرب تتجاذبه قوتان: قوة ديمقراطية وأخرى معادية للديمقراطية، وأعداء الديمقراطية في المغرب هم جزء لا يتجزأ من الشبكة التي ظلت على صلة بالدوائر الاستخباراتية والمالية للغرب، وهذه الدوائر لا تخضع للنقاش الديمقراطي ولا تؤمن إلا بمصالحها الضيقة. وما علينا إلا أن نطرح السؤال التالي: ما ذا لو نجح المخطط الذي كان وراء تنصيب بن عرفة ملكا على المغرب؟ أو ماذا لو نجحت الانقلابات التي استهدفت الملك الراحل الحسن الثاني؟ إن الذين يكيدون للمغرب اليوم، ومن داخل المغرب، هم امتداد لتلك الشبكة المغاربية/العالمية التي سممت تاريخ المنطقة. فمغرب اليوم، حين عزم على تهوية تاريخه وإضاءته بما يلزم من هواء وضوء "الإنصاف والمصالحة"، ثم بإطلاق مشروع "الحكم الذاتي والجهوية الموسعة"، قد باغت أعداء الديمقراطية، وهؤلاء الأعداء، بطبيعة الحال، لم يتراجعوا إلى الخلف إلا لقرصنة هذه المتغيرات، وبالتالي إفشال هذا التوجه الديمقراطي.
القوة المعادية للديمقراطية بالجزائر، حسمت الأمر لصالحها، ووضعت البلد برمته في جيبها الباطني، ومن ينتظرها أن تعود إلى رشدها الديمقراطي، فهو كمن ينتظر السبخة أن تزهر، "ويلا قلتُو كذاب جيبو لَحْطبْ وحَرْقو باعزيز أو لطفي دوبل كانو".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*باعزيز مغني جزائري ملتزم ومعارض للنظام، وفي إحدى أغانيه الملتزمة، يكرر هذه اللازمة" ويلا قلتو كذاب جيبو لحطب وحرقوني" بالعربية الفصحى "إذا كنت أكذب، فأحضروا الحطب وأحرقوني"
* لطفي دوبل كانو، من مطربي الراب، أغلب أغانيه تنتقد الوضع الجزائري، يكرر نفس اللازمة التي اقتبسها من با عزيز.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهوية الموسعة والحكم الذاتي: الدينامية الدموقراطية والدينا ...
- الاتحاد المغاربي: التاريخ المعطى والتاريخ البديل
- الجزيرة في المغرب والمغرب في الجزيرة
- مؤتمر السمارة وقمة سرت: التاريخ واللاتاريخ
- المغرب والجزائر: رحلة السلام تبدأ من تندوف
- مناطق للسلام وأخرى للفوضى : من يصمم خارطة المستقبل المغاربي؟
- العلاقة الأمريكية بالعالم الإسلامي: أي آفاق؟
- حمى المونديال : الجزائر صيف 2010
- محمد لبجاوي:صوت الشجاعة والأمل
- الشعر، السياسة، التاريخ....
- الحريات في الجزائر ملف معقد وستكون له تبعات على مستقبل النظا ...
- على هامش أربعينية وفاة عائشة مختاري:متى تخضع كل القوانين إلى ...
- محمود درويش/ شهادة
- أفريقيا كفضاء أيكوثقافي: العلاقة المغربية الجزائرية نموذجا
- الشرط الغائب في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط*الجزائر في أفق ...
- التعديل الدستوري الجزائري
- في صميم الجدل الدائر حول تصريحات أدونيس
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - نزاع الصحراء: من يكسب الرهان؟؟؟