أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - الحريات في الجزائر ملف معقد وستكون له تبعات على مستقبل النظام والدولة















المزيد.....

الحريات في الجزائر ملف معقد وستكون له تبعات على مستقبل النظام والدولة


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 18:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يرى سعيد هادف المثقف والصحفي الجزائري المقيم في المغرب، بأن آفاق الحريات في الجزائر كانت دائما مخيبة للانتظارات،و يعتقد أن ملف الحريات العامة في الجزائر يبقى معقدا، و هو ما سيفضي إلى "تبعات على مستقبل النظام والدولة على حد سواء" في تصور الأستاذ هادف الذي لا يخفي استغرابه من "صمت النخبة إزاء هذه الحقوق المسفوكة". عن جريدة الصحراء الأسبوعية/ يحيى بن طاهر/ المغرب

- كيف تلقيتم كمثقف وصحفي جزائري، القمع الشرس الذي تعرضت له الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها منطقة القبايل (في تيزي وزو وبجاية) المطالبة بالحكم الذاتي للمنطقة؟

• في ضوء الوضع الجزائري، ومواثيق حقوق الإنسان، فإن الحريات في الجزائر لاتزال تعاني من التضييق، بل تزداد انحسارا. هذا الوضع يترجم أزمة بنيوية لا يتحمل مسؤوليتها النظام وحده بل كل الفاعلين من مكونات المجتمع المدني أحزابا وهيئات وإعلاما ومثقفين... ومثلما يفتقد النظام إلى أساس دموقراطي فإن هذه المكونات تفتقر إلى ثقافة دموقراطية فضلا عن عوامل أخرى...
أما بخصوص الاحتجاجات الأخيرة بمنطقة القبايل فهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، المنطقة كانت دوما متقدمة على سائر أنحاء الوطن على صعيد "الوعي الجهوي" وبالتالي ظلت مستعصية على التدجين وكل محاولات النظام في التعامل دموقراطيا مع هذه "الحالة" لم تكن في الجوهر سوى مناورات لا تخلو من فرجة تراجيدية، والسؤال الذي يجب طرحه: هل هناك حلقة أخيرة لهذا المسلسل أم هو مسلسل بلا نهاية ومفتوح على جميع التطورات المأساوية مثلما هو الحال في العراق والسودان والصومال واليمن وأفغانستان... أطرح هذا السؤال من منطلق أن ما يحدث في منطقة القبايل ليس معزولا عن المستويين المحلي والدولي. على المستوى المحلي فإن الحالة القبايلية مرتبطة تراكبيا مع ما يشابهها وإن كان في حالة كمون (منطقة بني زاب والشعابنة ومنطقة التوارق) كما أنها على علاقة تمفصل مع الاحتجاجات العمالية وارتفاع نسبة البطالة واتساع رقعة الفقر وتدهور الوضع الأمني... ملف "الحالة القبايلية" مطروح على مكاتب جهات لن تتأخر في تفعيله وقت الحاجة، وهذه الحالة تتداخل مع مسألة "حرية المعتقد" وتتمفصل دوليا مع الطرح الانفصالي لجبهة البوليساريو الذي تدعمه الجزائر، غير أن الخطر الذي يتجاهله النظام وهو خطر محكم بلا شك وربما من أخطر الملفات هو الوضعية الملتبسة ّ"للاجئين الصحراويين" حسب الوصف الجزائري، "المحتجزين" حسب الوصف المغربي. أين هي حقوق هؤلاء في التنقل وفي التعبير وفي الحياة الكريمة؟ ومن سيدفع ثمن معاناتهم التي تزداد تعقيدا؟

- يذهب الكثير من المتتبعين للشأن الجزائري بأن الفترة التي تولى خلالها عبد العزيز بوتفليقة رئاسة الجمهورية الجزائرية تميزت بالصرامة في مواجهة الاحتجاجات وكذا إصدار عدة قوانين تشل من حركة الجمعيات وحرية التجمع على عكس ما كان ينتظر منه؟

• كما ترى، ملف الحريات في الجزائر ملف معقد وستكون له تبعات على مستقبل النظام والدولة على حد سواء، غير أن ما يثير الاستغراب هو صمت النخبة إزاء هذه الحقوق المسفوكة والتي ستصب في رصيد مخططات العولمة وعلى حساب شعوب المنطقة. سلطة بوتفليقة صممت على منع كل أشكال التظاهر والاحتجاج، لقد أفلحت في احتواء مؤقت لكن هذا لم يكن يعني أبدا أنها أفلحت في إقناع تنسيقية العروش بالعدول عن مسارها الاحتجاجي. لقد كتب وزير الثقافة والإعلام السابق السيد محي الدين عميمور عن فشل مسيرة الخامس يوليوز 2001، وبطريقة تخلو من روح المسؤولية واصفا المنظمين بالمشبوهين، والخطير في الأمر أنه دعا سكان العاصمة إلى مواجهتهم (الشرق الأوسط العدد 8559) كيف يصدر كلام كهذا عن شخص كان على رأس وزارة حساسة، لم يدر في خلد السيد عميمور أن هذا الاستخفاف بما يتفاعل في خلايا الواقع هو الذي يتدرج بالجزائر يوما بعد يوم إلى حافة الانهيار، وموقف كهذا ليس غريبا عنه، فالسيد عميمور هو أحد المثقفين البارزين الذين احترفوا تبجيل النظام دون قيد أو شرط. إن قمع المسيرات وكل مظاهر الاحتجاج ليس انتصارا للحق ولا لأي اختيار ثقافي متبصر. فلا أدري لماذا فرح السيد اعميمور للإجهاض - حسب تعبيره- الذي تعرضت له المسيرة. فما قام به النظام ويصر عليه هو إخماد صرخة الاحتجاج التي تواصل دويها في مناطق ومواعيد أخرى، فما حدث في منطقة القبائل قد حدث في جهات أخرى وهذا يعني أن المجتمع الجزائري وجد نفسه مرغما على الرد بإقامة توازنه وبأساليب عنيفة مادام القائمون على شؤونه يرفضون الإصغاء إلى نداءاته. وأحداث القبائل لا تنفصل عن سياق الأزمة التي تزداد تفاقما منذ جلاء المحتل الفرنسي.

- على العموم، ما هو التقييم الذي يمكن أن تعطوه لوضع الحريات في الجزائر حاليا؟

• لقد عرفت سنة 2008 أحداث شغب وتخريب بعدد من المدن، كان أبرزها ما وقع بمدينة بريان في شهر ماي (عنف لفظي وجسدي إلى درجة القتل، وبيانات تحريضية، وشلل في النظام العام وإشادة بإسرائيل، وعداء عرقي معلن بين المزابيين/الأمازيغ والهلاليين/العرب، وعداء مذهبي بين الإباضيين والمالكيين). وعشية إحياء الذكرى الثامنة والعشرين للربيع الأمازيغي شهد مقر ولاية تيزي وزو، أحداث عنف وتخريب. كماعرفت ولاية البويرة تنظيم مسيرة سلمية، جدد من خلالها مواطنو الولاية مطالبهم في ترسيم الأمازيغية وكذا فتح المجال الإعلامي والثقافي.
وقد قام حوالي عشرين شابا بمحاصرة مقر الولاية، حيث تم رشق مقر الولاية بالحجارة والقارورات الحارقة، كما قاموا بإضرام النار في العجلات المطاطية، غير أنه وعند منتصف الليل عادت المواجهات بشكل أعنف.
واليوم تعيش الجزائر إضرابات عديدة، عمال مركب إفريقيا للزجاج أفريكافير بالمنطقة الصناعية بجيجل وعمال مؤسسة "أرسلور ميتال" عنابة، مركب الحديد والصلب بالحجار سابقا، وعمال الشركة الوطنية للمركبات الصناعية برويبة بالجزائر العاصمة. هناك سيل من الإضرابات والاحتجاجات. وما كان كامنا بدأ في الخروج إلى العلن وما دامت الأمور لم تنتظم في مسار دموقراطي فهي مرشحة للتعاظم.
الحديث عن الحريات هو حديث عن الحقوق وعن الدموقراطية، والجزائر لم تنتبه بعد إلى أهوال العولمة، التي لا يمكن مجابهتها إلا بشعب واثق ومتماسك محليا وإقليميا، وهذا التماسك تصنعه الحريات وإشاعة الحقوق وجبر الضرر وإطفاء الأحقاد. ثمة مسؤولية تتحملها النخب المتواطئة بصمتها. تحدث الإعلام مؤخرا عن الشركات الأجنبية التي حوّلت حاسي مسعود إلى منطقة محرّمة وقد انتقدت النقابات المستقلة الوطنية والفيدراليات الدولية للعمال التعسف الذي تمارسه الشركات الأجنبية في حاسي مسعود وما جاورها. واعتبرت نشاطها، بعيدا عن رقابة الدولة، استمرارا لاستعباد اليد العاملة الجزائرية، والطرد التعسفي للمئات منهم أمام صمت وزارة العمل. الحقوق تهدر كلما كان الواقع أو أجزاء منه بعيدة عن الضوء الإعلامي وخارج النقاش الدموقراطي.

- هل هناك آفاق لتجاوز حالة انحباس حرية التعبير في الجزائر؟

•ا لآفاق كانت دائما مخيبة للانتظار، والتجاوز يقتضي الوعي والشجاعة وبعد الهمة. أصحاب الكلمة اليوم منشغلون ولايقوون على الرد إلا بشكل انفعالي وعصبي، لا مكان للعقلانية في خطاباتهم وبرامجهم ولا مكان للحكمة، الأمر مفهوم ويفهمه الغرب جيدا، وعندما تصبح الكلمة للمؤمنين بحقوق الإنسان والمتشبعين بقيم العدالة والحرية عند ذلك يكون التجاوز.

- كيف يمكن تجاوزها؟

• لا شيء يأتي من فراغ، نحتاج إلى المزيد من الثقافة الحقوقية والخبرة في آليات التنظيم والتأسيس لخطاب جديد الهدف منه إخضاع الواقع إلى نقاش دموقراطي، هناك مبادرات وخطابات جديدة وأفكار تتحرك في فضاء الشبكة العنكبوتية، النوادي الإلكترونية وقنوات النقاش مثل الفيس بوك. وعلى الجزائريين والمغاربة أن يكونوا سندا لبعضهم حتى يمكنهم بناء مستقبل أفضل، أستغرب أن يكون هناك تنسيق على المستوى الأمني ولا يكون على مستويات أخرى تعود بالنفع على شعب البلدين؟ لماذا لا يوجد تنسيق وتعاون على المستوى الإعلامي والثقافي والجمعوي والنقابي...؟



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش أربعينية وفاة عائشة مختاري:متى تخضع كل القوانين إلى ...
- محمود درويش/ شهادة
- أفريقيا كفضاء أيكوثقافي: العلاقة المغربية الجزائرية نموذجا
- الشرط الغائب في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط*الجزائر في أفق ...
- التعديل الدستوري الجزائري
- في صميم الجدل الدائر حول تصريحات أدونيس
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- نصف قرن على مؤتمر طنجة: الشرط الغائب في مسألة الاتحاد المغار ...


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - الحريات في الجزائر ملف معقد وستكون له تبعات على مستقبل النظام والدولة