أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحلقة الثانية)















المزيد.....


الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحلقة الثانية)


سعيد هادف
(Said Hadef)


الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


مع صيف 2012، يكون قد مر على الجزائر المستقلة نصف قرن. أربعة أعوام تفصلنا عن ذلك اليوم. فما الذي سيحدث خلال هذه السنوات التي تفصلنا عن 2012؟ وكيف سيكون العالم وقتئذ؟ وهل ستكون الجزائر على ما هي عليه اليوم؟ أم أسوأ؟ أم تكون قد أسست زمنها الجديد، زمن الديموقراطية والسلم والعدالة؟ وهذا ما نتمناه، ومانعمل في سبيله. لقراءة الحلقة الأولى اضغط على الرابطhttp://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=139145

من حيرة الأمير عبد القادر إلى حيرة الرئيس سي عبد القادر*
- سعيد هادف(Said HADEF)/باحث جزائري مقيم في المغرب

من الجزائر الفرنسية إلى الجزائر الأمريكية
ـــــــــــــــــــــ
لم أفهم ما الذي كانت تريده فرنسا من مقولة "الجزائر الفرنسية"، فالسياسة التي انتهجتها لتحقيق هذا المشروع كانت تقف على الطرف النقيض تماما مع مبادئها الديموقراطية، كما أنها لم تهيء المناخ العام للجمعيات ذات الطابع السياسي والمدني(الثقافية والتربوية والدينية...)، بشقيها المحافظ والعصري. وكان من المنطق، الذي لايتعارض مع فرنسا الأنوار، أن تكون الجزائر فرنسية مع الحفاظ على خصوصيتها وهذا مالم تنتهجه فرنسا الأصولية. لذلك كان من المنطق الذي لا يتعارض أيضا مع فرنسا الأنوار، أن ينتفض الشعب الجزائري حالما أدرك أن فرنسا تريد مسخه وابتلاع ثرواته(9).
كان هدف الإمبريالية هو الدفع بالشعب الجزائري إلى الحرب المسلحة واستفراغه من طاقته الثورية التي بدأت تتقوى وعيا وتنظيما وخطابا مع الحركات الوطنية السياسية والثقافية، الإصلاحية منها والتحديثية. ومن ثمة استنزافه في حرب غير متكافئة أتت على الأخضر واليابس، وبالتالي، وكتحصيل حاصل، يكون لها لقمة سائغة تجني من أرضه ما طاب من الثروات، وتساهم في إنهاكه كلما استعاد عافيته.
أليست هذه هي فرنسا التي ساعدت أمريكا على الاستقلال؟ أليست هذه هي أمريكا التي ساعدت فرنسا على احتلال الجزائر؟
إن التاريخ لايرحم، ومثلما انقلب على الحضارات التي خانت مبادئها عبر عصور خلت، فسيمكر أيضا بفرنسا الأصولية، فرنسا التي خدعت شعبا أعزل، وفرضت عليه حربا طاحنة، ثم انسحبت من الواجهة وهي مطمئنة، بعد أن نصبت أتباعها وخدامها على مراكز القرار العسكري والسياسي. إن اللعب بمصائر الشعوب لعبة قذرة لايمارسها سوى الأوغاد الأخساء.
فالعشرة آلاف مسلم بفرنسا مطلع القرن العشرين، أصبحت مع نهايته أربعة ملايين،لقد تضاعفت بعد قرن أربعمئة مرة.
ما الذي ستفعله فرنسا العجوز إزاء التاريخ وهو يتدفق بكامل عنفوانه؟
هل كانت فرنسا الأصولية صادقة فعلا، حينما أطلقت مشروع الجزائر الفرنسية؟ أم كانت مجرد أكذوبة، أرادت من خلالها أن ترمي بقنبلة في قلب التاريخ الجزائري لتحوله إلى شظايا، ومن ثمة طمس معالمه ونقاط استدلاله، ومن ثمة تسديد المسار السياسي الجزائري في اتجاه الضلال؟
لأن هذا المشروع لم يأت إلا في ظل تحولات دولية بالغة الأهمية كانت أسفرت بعد حروب طاحنة عن منظمة أممية أقرت في شريعتها الجديدة: من حق أي شعب أن يقرر مصيره، وهو القانون الرامي إلى تصفية الاستعمار. فالجزائر كان بإمكانها أن تحصل على استقلالها بخسائر أقل وبطريقة أكثر نجاعة ومردودية. فهل باغتت فرنسا الأحداث والتطورات على مستوى العالم كما على مستوى الشعب الجزائري، ولم تجد من حل سوى الزج بأبناء هذا الشعب في دوامة جهنمية، ثم تترك على ناصيته دجالين أغدقوا عليه الخطابات المعسولة، وجعلوا منه شعبا أسطوريا إذ أوهموه أنه بطل المعجزات الذي طرد، بكفاءته الحربية وبأدوات بسيطة، دولة كان يحسب لها ألف حساب بين الدول العظمى.
ثمة لعبة قذرة، كانت ولا تزال، تلعبها الإمبريالية من خلف حجاب نوراني خادع، من صنع سحرة محترفين. لكن السحر، هذا الذكاء الأسود، حتما ينقلب على الساحر.
إن فرنسا التي احتكرت حكمة الأنوار، لم تتعاطاها إلا بانتقائية مشبوهة، ولم تجُد بقبس منها على مستعمراتها الغارقة في الظلام.
ها هو التاريخ يزحف ضدها رويدا رويدا، فهل تبقى فرنسا الرسمية، فرنسا القرن الواحد والعشرين مصرة على بلادتها وأنانيتها على احتكار التاريخ؟ هل تبقى مصرة على مواصلة لعبتها القذرة؟ أم آن الأوان للنزول من عليائها إلى أرض التواضع، والعمل على إضاءة التاريخ وتطهيره من تقرحاته؟ أم أنها ستبقى الخادم الأمين للمشروع الإمبريالي في طبعته الأمريكية، المصر على بسط نفوذه، بل وارتهان وطن سالت في سبيل سيادته دماء غزيرة.

الإمبريالية تتسع بكم، أيها الضيقون
ـــــــــــــــــ
إن معاينة تاريخية، منذ الثورة الفرنسية بتجلياتها، والتوسع البريطاني والفرنسي، وحيثيات الفشل الروسي في الوصول إلى المياه الدافئة رغم الحرب التي لم تنطفىء لأكثر من قرنين بينه وبين العثمانيين، وانفصال أمريكا المتحدة عن التاج البريطاني، تفضي بنا هذه المعاينة إلى اكتشاف الخيوط اللامرئية للوضع العربي- الإسلامي المتأزم. في هذا السياق تأسست جمعيات ونواد ومحافل مسيحية ويهودية كانت بمثابة المهماز الذي جعل النخب الإسلامية تجعل من الإسلام مرجعها الأساس لخوض معركة التحرر. كما أن الحرب العالمية الأولى لم تندلع سوى لتنفيذ مخططات تم إعدادها سلفا، ومن بين هذه المخططات فصل العالم المسيحي عن العالم الإسلامي بحزام لاديني تمثل في روسيا البلشفية وتركيا مصطفى أتاتورك.
و المطلع على التاريخ الأمريكي، يعرف حتما كيف تأسست هذه الأمبراطورية، وكيف استلهمت قوتها من التاريخ البشري، بكل ما فيه من ذكاء وخبرة، وكيف استغلت الطاقة البشرية بكل ما تتمتع به من قدرة على الإبداع والتدمير،وكيف نجحت في تضليل الأمم ومخادعتها، بكل ما تملك من دهاء سياسي وقانوني. ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا حدث هذا في أمريكا ولم يحدث في دولة أخرى؟ لماذا لم تظهر هذه القوة في كندا أو المكسيك مثلا؟ لماذا أصبحت روسيا وتركيا فجأة دولتين لادينيتين وهما اللتان خاضتا حربا ضروسا من منطلق ديني؟ إن المطلع على التاريخ الأمريكي يعرف كيف تمت الهندسة الجيوسياسية للشرق، ويعرف ما الذي تعنيه أمريكا اليوم بالشرق الأوسط الكبير. و المطلع على التاريخ الأمريكي يعرف من هو جون أدمز والمحاولات الأمريكية لشراء أراض بالقدس وما هو (القدر المتجلي)، ولماذا دخلت أمريكا في عزلة، ولماذا خرجت منها، والمطلع يعرف من هو جورج بوش القس مؤلف كتاب (محمد مؤسس الإمبراطورية الإسلامية) سنة 1844، السنة التي تأسست فيها البهائية بالشرق الأوسط كديانة ذات أنشطة سرية، ومن بعدها بنصف قرن تظهر القاديانية أيضا كديانة ذات أنشطة سرية، ولكلا الديانتين تمثيل ونفوذ في العالم، والمطلع يعرف من هو بلاكستون صاحب كتاب (المسيح آت)، وصاحب مذكرة (فلسطين لليهود) المذكرة التي قدمها إلى الرئيس الأمريكي بنيامين هريسون سنة 1891، والذي لم يدخر جهدا في تحريض اليهود ومساعدتهم على العودة إلى القدس، والمطلع يعرف الدور الأمريكي في الحربين العالميتين وما تلاهما من حروب حتى اليوم، وأهدافها الاستراتيجية منها.
في هذا السياق كان الإسلام موضوع صراع بين القوى التحررية التي جعلت منه عامل تحرر واتحاد وقوة، وبين القوى الموالية للإمبريالية التي جعلت منه عامل استسلام وتبعية واستغلال. في هذا السياق ظهر الشيخ شامل في الشيشان والأمير عبد القادر في الجزائر، غير أن الوهابية وحدها- رغم فشلها في الانتشار غربا- انتصرت على خصومها بالجزيرة وعلى محمد علي بمصر، وأسست دولتها التي لا تزال ذات نفوذ حتى اليوم، وهي التي ظلت تغذي الإسلام السياسي بشكل أو بآخر. إن هذا التأمل الكرونولوجي يقودنا إلى النشاط الفكري والسياسي الذي قاده الأفغاني ومحمد عبده، ثم بروز ناشطين جدد في ظل تغيرات جيوسياسية جديدة، أمثال محمد إقبال، علي جناح، المودودي مؤسس (الرابطة الإسلامية) ثم حسن البنا مؤسس جماعة (الإخوان المسلمين)، وكيف تم الدفع بهذا الفكر نحو التطرف واستغلاله وفق سيناريوهات محكمة لتنفيذ مخططات محددة، تم التدرج بهذا الفكر لتحويله إلى قوة ضاربة ضد أهله، فمثلما تم استغلال ثروات المسلمين لتفقير المسلمين، فقد تم استغلال الإسلام لضرب المسلمين، كما يتم استغلال مسألة القوميات لضرب المسلمين بأقلياتهم وأكثرياتهم. لقد تم التدرج بالحركات الإسلامية، تنظيما وتخطيطا وتمويلا وتوجيها، في اتجاه غامض، لتتحول بعد ذلك إلى قوى شبحية جاهزة للتجلي في أي وقت وفي أي مكان.
كيف تم تهييء الرأي العام الدولي حتى يصدق أن السماء تمطر دون غيوم؟ كيف يمكن للقملة أن تظهر في رأس أصلع؟ وأن تتحول القفار بسهولة إلى واحات للحالمين بقلب الأنظمة. هذا هو الإرهاب، إنه البعبع، الفزاعة التي تختفي من ورائها الأطماع والمخططات، وأوركيسترا من الخبراء والمحللين السياسيين والإعلاميين يعزفون ببراعة سمفونية القيامة التي لا مهرب منها إلا بالتسليم للقدر الإمبرياليٍ المتجلي. أما إذا لم تتمكن أمريكا من التسلل عبر هذا السيناريو، ففي جعبتها ملفات أخرى أكثر سخونة(10).

العولمة الأمريكية: جدلية الوعد والوعيد
ـــــــــــــــــــ
يبدو أن العولمة تقتضي من جميع الأطراف نوعا متميزا من التمثل وهذا ما نلمسه في كثير من المقاربات والتحليلات سواء المؤيدة أو المناهضة. فالعولمة في هذا السياق هي تجلٍّ للرغبة (رغبة الذات الأمريكية المتفوقة) على هيئة محسوسة. تجل سياسي، ثقافي اقتصادي، وعسكري، تجلّ لقدر مسلح بكل أسباب القوة. فمن وجهة نظر العديد من المحللين نستنتج أن هذا القدر/ الرغبة لا فكاك منه… إنها الرغبة حينما ترقى إلى مقام الحاجة أو الضرورة الحتمية أو لقدر الذي يتجاوز الكل… إن هذه الرغبة وهي تمتلك أسباب القوة تنزع إلى الامتداد والانتشار. غير أن ثمة فرقا بين الرغبة المبدعة والرغبة المدمرة. فالأولى تنزع إلى التوحد الكوني بينما الثانية تنزع إلى السيطرة المتوحشة و التسلط والاستحواذ، وربما كانت مزيجا من الحالتين. إن المعضلة هنا حسب ( جان ماريجكو ) في دراسته المسهبة (11) تكمن في كون الرغبة حينما تفتقد إلى روح الشعر بعمقه الصوفي تكون والحالة هذه قد تجردت من كل نبل و إنسانية، وتصبح رغبة إجرامية معادية لمحيطها. إن النظريات الساعية إلى تفسير هذه الظاهرة إذا صحت فيمكن سحبها على المنظمات والهيئات والجمعيات والأحزاب وحتى المجتمعات والدول(12).. هل تمتلك المنظمة العالمية للتجارة، مثلا، هذه الروح الشعرية؟ وهذا العمق الإنساني ؟ والعولمة الأمريكية هل تبدو مؤهلة لتحقيق ذاتها بأكبر قدر من الإنسانية؟ بل أكثر من ذلك. هل تتمتع المجتمعات الفقيرة والضعيفة التي غالبا ما تعيش على المساعدات. هل تتمتع بقسط من هذه الروح الإنسانية بين أبنائها أولا وإزاء الآخر المتفوق ثانيا؟ والجزائر هل استطاعت أن تحقق انسجامها الداخلي؟ هل نجح مشروع المصالحة الوطنية في تحقيق إجماع حوله؟ يبدو المشهد السياسي الجزائري اليوم مخيبا للآمال، ويبدو أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بدأ يدخل حيرته، فبناء دولة سيدة تحترم نفسها وتحترم الآخرين ليس بالأمر الهين.


أن يحتج مثقف فرنسي مثلا ضد العولمة الأمريكية بوصفها اعتداء على المحلية والخصوصية ومساسا بحقوق الإنسان، فهذا شيء له ما يبرره. فالمواطن الفرنسي يتمتع بحقوقه الكاملة وبمظلة من القوانين تحمي كرامته داخل بلده وخارجه. فما هي حجة المثقف العربي في رفضه للعولمة ؟ فالمواطن العربي في بلده ومع بني جلدته لا يتمتع بالحد الأدنى من شروط الحياة الكريمة. كل شيء يمس بحياته. البطالة، غياب الديموقراطية، الرشوة الإقصاء والتهميش وانحسار الحريات، رفض الرأي المغاير…كيف يسمح العربي لنفسه بوصف الآخر بالغازي والمعتدي والعدو،،،،، دون أن يقدم نقدا ذاتيا لنفسه ولمجتمعه ولسياسة بلده. المجتمعات العربية تعاني من أزمة الاندماج المحلي والإقليمي، وهذا المشكل الأساس قد عالجته الأنظمة إما بتركه وتجاهله وإما بقمعه. إن الإشكال هنا، هو كيف يتم احتواء ما هو مدمِّر في الرغبة ثم تصريفه إبداعيا، جماليا وإنسانيا؟
وإذا كانت المسألة حسب عدد من المفكرين تقتضي تجريد السلطة المالية من سلاحها. فإنه بالمقابل وهذا هو دور المنظمات غير الحكومية ومكونات المجتمع المدني- يجب تنظيف الثقافات من الأهواء والرغبات المدمرة والنزعات المتطرفة. إن ما نحن في حاجة إليه ( وهو ما كنا في حاجة إليه دائما) هو الكيفية الأكثر نجاعة وفعالية في تمثل الواقع بثوابته ومتغيراته، والتأسيس لثقافة ديموقراطية يتعلم المجتمع البشري من خلالها إلزامية الفصل بين ما هو مزاجي وما هو ضروري. فماذا نحن فاعلون؟؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(9) صدرت عدة كتابات تدين بعض الجنرالات، وتتهمهم بالفساد، وضلوعهم في التعذيب والتصفية الجسدية، وبعض هذه الكتابات لضباط جزائريين. وما أثار انتباهي ما كتبته الشروق اليومي نهاية شهر أوت 2007عن الجنرال اسماعيل العماري. وقدم المقال الراحل في صورة مناقضة تماما لما راج عنه. وإن صح أن الراحل عاش بتلك البساطة والبراءة والتفاني فهذا يعني أن المؤسسة العسكرية عاجزة عن تقديم نفسها بالشكل الصحيح إلى الرأي العام الجزائري، أو أن هؤلاء الجنرالات هم مجرد أدوات في يد شبكة أكثر سرية وأكثر خطورة.
(10) شهدت القارة الأفريقية زيارة تاريخية للرئيس الأمريكي جورج بوش إلى 5 دول إفريقية في جويلية2003، وتوثقت الوشائج عبر تدخل واشنطن لحل الأزمة في ليبيريا، والبحيرات العظمي، والسودان، وساحل العاج وغيرها من أزمات القارة. والمخطط الأمريكي في هذا المضمار يسعى إلى تأسيس عدد من القواعد أو المنشآت الأمامية في تونس والمغرب والجزائر والنيجر والتشاد وليبيريا ومالي والسنغال وبعض دول الساحل• كما تعتزم الإدارة الأمريكية بناء شبكة من القواعد العسكرية تغطى إفريقيا كلها، كما تستعد لوضع مقر أساطيل حاملات الطائرات في إفريقيا و إلى بناء منشآت عسكرية صغيرة الحجم في السنغال وغانا ومالي ومناطق أخرى. أما تشكيل القيادة الإفريقية الكبرى فيعد الحلقة الأهم لتعديل الترتيبات العسكرية الأمريكية العالمية• ويبدو أن الدولة المعول عليها لاحتضان هذه القاعدة هو الشغل الشاغل للإدارة الأمريكية، خاصة وأنها كانت تعلق آمالا كبيرة على إقامتها في الجزائر أو المغرب بحكم الموقع الإستراتيجي الكبير الذي تمثله الدولتان، إلا أن رفض الجزائر والمغرب وليبيا، حتى قبل تقديم طلب رسمي لاعتماد القاعدة، أخلط الأوراق الأمريكية وجعلها تصرف اهتمامها إلى دول إفريقية أخرى كغانا ومالي وحتى موريتانيا التي تعد الوجهة المفضلة والمطروحة بقوة لقربها من الحدود مع ثلاث دول غنية جدا بموارد الطاقة وهي الجزائر وليبيا والنيجر في مجال اليورانيوم الذي كان مستغلا لحوالي نصف قرن من شركة أريفا الفرنسية. ؟
- أوصى تقرير وضعه عام 2005 معهد الدراسات الإستراتيجية الدولية، بوضع الدول الإفريقية الغنية بالنفط وفي مقدمتها الجزائر، ضمن أولويات السياسة الأمريكية، مشيرا (التقرير) إلى أن ذلك لن يتحقق إلا بإقامة عدد من القواعد العسكرية. ومنذ ذلك الوقت عمل البنتاغون علي جمع تسع دول إفريقية من بينها الجزائر والمغرب ضمن المبادرة العابرة للصحراء لمواجهة الإرهاب حيث بدأ العمل لإقامة قواعد عسكرية في المغرب وموريتانيا وتشاد والسنغال، من خلال الادعاء بمساعدة وتعزيز الجيوش النظامية في هذه الدول لتتمكن من مواجهة الإرهاب.
- "إن أمريكا المتحدة تسعى لإقامة عدد من القواعد العسكرية في بعض الدول مثل دول الشمال الإفريقي، وذلك لتعزيز قواتها العسكرية في البحر الأبيض المتوسط، بحجة محاربة الإرهاب ونحن نرفض السماح لأي دولة بإقامة قواعد عسكرية على الأراضي الجزائرية أيا كانت الإغراءات، فلا تاريخنا ولا ثروتنا ولا مواقفنا تسمح بمثل هذا الوجود على أرضنا". في تصريح ليومية المصري اليوم (21- 09- 2007) عبد القادر حجار، سفير الجزائر بالقاهرة والممثل الدائم بالجامعة العربية.
ماتيو غيدار باحث فرنسي مختص في قضايا الإرهاب يؤكد أن القاعدة لم تتمكن من إسقاط أنظمة الحكم المغاربية، الشيء الذي دفع بها إلى توجيه اعتداءاتها على الأجانب – خاصة الفرنسيين والأميركيين -- العاملين أو المقيمين في المغرب العربي باعتبارهم في طليعة المساندين للأنظمة المحلية، في خطوة لدفعهم على التخلي عن تلك المساندة، ووصف الباحث هذه الخطة "بإستراتيجية التهديد الدائم وغير المباشر". وترمي مثل هذه التحاليل إلى الدفع بالأنظمة المغاربية إلى التسليم بالأطروحة الأمريكية المشار إليها أعلاه. كما علينا أن نسلم أن النظام لا يرعى سيادة الدولة، بل لا سيادة له، وإلا كيف نفسر أن يقوم مكتب التحقيقات الفدرالي الأف•بي•أي ، بالتحقيق في أموال الزكاة على خلفية التشكيك في ذهاب جزء منها إلى الشبكات الإرهابية، و أيضا أن الأف•بي•أي قامت ضمن وفد أمريكي رسمي بنفس التحقيقات مع العديد من الوزارات الجزائرية في إطار مكافحة تبييض الأموال .
- قال رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، بأن الجزائر معرّضة لاعتداءات إرهابية خطيرة ستنفذها "القاعدة"، ولم يحدد المالكي، "مصادر" هذه "المعلومات"، التي يقول بأنه أمر بتسليمها للجزائر، التي قال رئيسها عبد العزيز بوتفليقة، عقب التفجير الانتحاري الذي كان يستهدفه بباتنة، بأن هذه الأعمال أصبحت في خدمة عواصم خارجية وزعماء أجانب. ورأى مراقبون، أن كلام المالكي يبقى محاولة لنقل الرعب والفتنة والقلق إلى الجزائر، بتحويلها إلى "ميدان" إفتراضي ومفبرك لتنفيذ "أعمال خطيرة" من طرف "القاعدة" وما قاله المالكي لجريدة "الحياة"، يعطي الانطباع، بأن التسريب هدفه إثارة الهلع وسط الرأي العام، وتحريض أمريكا على توجيه نظرها أكثر بإتجاه الجزائر. وردا على سؤال: هل بدأوا(عناصر القاعدة) بالخروج أو بالهروب إلى خارج العراق؟ وإلى أين؟، سارع المالكي إلى الرد: "بدأوا بالخروج..لدينا معلومات قدمتها إلى دول..توفرت لدينا معلومات من «القاعدة» بأنها تريد أن تنتقل أو تنقل جزءا من نشاطها بإتجاه إيران وسورية ولبنان والسعودية، وقسم منهم عاد إلى المغرب العربي، إلى الجزائر"(الشروق اليومي- 28/09/2007)- تضاربت من جديد تحاليل خبراء مكافحة الإرهاب في إسبانيا وأوروبا حول مستقبل أمن وسلامة الشمال المتوسطي، بعد أن عاد تنظيم القاعدة لتهديد الرعايا الإسبان والفرنسيين في منطقة المغرب العربي• كما أطلقت سفارات الإنذار حول ضرورة التعاون الأمني في المنطقة. يرى الدكتور كارلوس إيشيفاريا خيسوس، خبير بوحدة التعاون الأمني الدولي بأن تهديدات الجماعات السلفية الجزائرية جادة ولا شك في فعاليتها الإرهابية، ويقول بأن قانون المصالحة الوطنية الذي أعلنه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد يفشل في إيقاف العنف• كما أن بعض التائبين قد يعودون لحمل السلاح، والخطر لا يهدد الجزائر فقط، بل كذلك دول الساحل وتونس والمغرب ودول الجنوب الأوروبي وعلى رأسها إسبانيا•ويوافقه في الرأي الدكتور فيرناندو رايناريس، خبير مكافحة الإرهاب بمعهد الكانو الدولي، حيث يشك في متانة طريق المصالحة الوطنية بالجزائر، ويطرح تساؤله: من يضمن عدم عودة التائبين من حمل السلاح والصعود إلى الجبل مرة أخرى• من جهته، يرى الصحفي إيناسيو زمبريرو، مختص في إرهاب الجماعات السلفية المغاربية بأن اليوم لا يمكن الحديث فقط على الجماعات السلفية الجزائرية وتهديدها لإسبانيا أو فرنسا ويعد ملف ضمان أمن فرنسيي الجزائر، أهم القضايا التي تناولتها زيارة وزير الداخلية، يزيد زرهوني، إلى فرنسا يومي 4 و5 أكتوبر 2007. (الجزائر نيوز)-وأعلنت وزيرة الداخلية الفرنسية، ميشال أليو ماري، في ردودها على أسئلة الصحافيين، أن البلدين اتفقا على تفعيل التنسيق الأمني الذي يهدف إلى درء خطر الإرهاب عن المواطنين الفرنسيين والجزائريين. ووصفت الشراكة الثنائية في المجال الأمني بأنها ذات مستوى استراتيجي وتتطور في كنف التفاهم المتبادل . وقالت أيضا: لقد اتفقنا على تطوير هذه القدرة التي تتوفر لدينا من أجل حماية مواطنينا، وتكون حمايتنا أنجع عندما نقوم بها سوية . وتناول الوزيران في مباحثاتهما التنسيق الاستخباراتي والتعاون في مجال الأمن المدني وحماية الحدود.
- بين الفينة والأخرى يطفوا إلى السطح، بشكل تناوبي أحيانا وتزامني أحيانا أخرى، موضوع القوميات (التوارق والقبايل) وموضوع اليهود الجزائريين والأقدام السود وموضوع المفاعل النووي.
(11) (داخل الإنسان توجد رغبة تميل إلى تحقيق حالة من التوحد الكوني، ولا تبقى فقط سجينة الاستعمال التقني للموضوعات. وإذا كان تحليلنا هذا صحيحا، فإن وجود مثل هذه الرغبة داخل العالم يدلنا على أن العالم أقل رفضا لهذا التوحد مما يمكن أن نتصور. وإذا كان الأمر مخالفا لذلك، وجب علينا أن نفترض بأن الإنسان يعيش داخل عالم معاد لميله الباطني. إن مقولة الفضاء اللانهائي تنبع من إرادة في مراقبة مطلقة للطبيعة(= رغبة في السيطرة) ولا تقول شيئا جوهريا حول الفضاء ذاته. ومهما كان ضئيلا اهتمامنا بالرغبة في التوحد الكوني – عوض الإرادة في المراقبة المطلقة -، فإننا نكتشف بأن الفضاء الذي يقارن هذه الرغبة في التوحد لا يشابه في شيء فضاء الفيزياء الكلاسيكية). جان ماريجكو، الرغبة والفضاء،منصف عبد الحق،أنوال الثقافي،21-02-1987. النص بلغته الأصلية صدر سنة 1985.
(12) آخر تلك النظريات الساعية إلى تفسير هذا المرض صدر عن العلماء المختصين في ما يعرف بعلم الاجتماع البيولوجي والساعي إلى تفسير السلوك والتركيب الاجتماعي لدى الحيوان والإنسان بناء على استراتيجية البقاء، وحسب نظرية التطور ينتج السلوك المعادي للمجتمع والمترافق بسلوك إجرامي عن استراتيجية خاصة موروثة عن الأسلاف(...) امتد تشخيص الإصابة بالسلوك المعادي للمجتمع ليشمل الشركات والمؤسسات الكبرى(...) وتصرفات تلك المؤسسات يصنفها ضمن مصاف المصابين بهذا السلوك المعادي للمجتمع. وفي ضوء الأسس الثقافية التي تأسست عليها أمريكا وبشكل خاص الدور الذي لعبته مدينة نيو إنغلاند يمكننا فهم النزعة الإمبريالية للإدارة الأمريكية اليوم وتركيزها على ما تسميه بالعقيدة الأمريكية.



#سعيد_هادف (هاشتاغ)       Said_Hadef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحل ...
- نصف قرن على مؤتمر طنجة: الشرط الغائب في مسألة الاتحاد المغار ...


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد هادف - الجزائر في أفق 2012، الذكرى الخمسينية لاتفاقيات إيفيان (الحلقة الثانية)