أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شينوار ابراهيم - أنين الغربة في الكائِنٌ العاديٌّ للقاص شينوار إبراهيم/ بقلم : كاظم الشويلي














المزيد.....

أنين الغربة في الكائِنٌ العاديٌّ للقاص شينوار إبراهيم/ بقلم : كاظم الشويلي


شينوار ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 16:10
المحور: الادب والفن
    



الغربة وأنينها ، هذه المرحلة التي يتجرع مرارتها الإنسان رغما عنه ، ربما في بعض الأحيان برغبته ، يقضيها خارج أسوار بلده ويكتوي بلهيبها ، لمستها شاخصة في القصة القصيرة جدا ( كائن عادي ) للقاص المبدع شينوار إبراهيم .
تدور فكرة القصة حول مفهوم الاغتراب والهجرة عن الوطن ،حيث يعاني الإنسان المغترب من الوحدة والعزلة وعدم القدرة على التعايش والانصهار الروحي بهذا المجتمع الجديد ، وذلك لأسباب عديدة ، منها فارق الثقافات بين الشعوب والمجتمعات ، اختلاف اللغة المتداولة بين المجتمعات ، تباين العادات والتقاليد ، ولا ننس الجذور الأيديولوجية المساهمة في بناء الأواصر بين أفراد المجتمع الواحد .
يستهل بطل القصة الحديث عن التعريف بمكانه الذي يعيش فيه قائلا :
( فِي مَدِيْنَةٍ مَا ؛ أَسْكُنُ فِي شَارِعِ بَتُهُوَفِن , عمارةِ رَقِم 73 ، الطابق 45 ... في غُرْفَةٍ صَغِيْرَةٍ . تحتوي على حَمَامٍ .. ومَطْبَخٍ ... وسَرِيْرٍ وَطَاوِلَةٍ ... عَفْوَاً نَسَيْتُ أَنْ أَذْكُرَ فِي زَاوِيَةِ الْغُرْفَةِ يُوْجَدُ الْهَاتِفُ الذي أجهلُ رنينهُ ... )
نلحظ ومن المفردة الأولى التي شرع بها مقدمة قصته قائلا : ( في مدينة ما ... ) أن الكاتب لم يحدد مدينة محددة إنما قد جعلها مفردة شاملة عامة وكأنه لا يريد أن ينكفئ على بقعة جغرافية معينة ، بل أراد أن تأخذ قصته بعدا عالميا شاملا . يستغرب البطل عدم قدرته على الانصهار في بوتقة العالم الجديد ، فيبدأ بطرح أسئلة تدور في مخيلته وتلح على ذهنه المشبع بالغربة والعزلة والوحدة ، وراح يبحث في علل القطيعة بعد أن نسى رنين الهاتف وعدم تعرفه للوجوه التي تشاطره السكن في العمارة 73 و الطابق رقم 45 ( لا أعرفُ مَنْ يقيمَ معي في نفسِ المكانِ .... أَتَجَوَّلُ على الأرصفةِ كَتائِهٍ مشردِ الأفكارِ ... مُتْعَبِ الهواجسِ... لم لا يُكَلِّمْنِي , ولَا يَنْظُرُ فِي وَجْهِي أَحَدٌ .... ضَجِيْجُ الْسَّيَّارَاتِ ... ألأَحَادِيثُ....الْفَرَحُ و الْسَعَادَةُ...أَلاضْوَاءُ .. الْبَشَرُ... لَا أَفْهَمُ كلَّ ذلكَ. فِي الْمَسَاءِ أقفُ أمامَ الْمِرْآَةِ ... انْظُرُ إلى وَجْهِي ... رُبَّمَا يبدو شَكْلِيَ غريبا ... لا يفهمني أحدٌ ... هل تبدو لغتي غيرَ مفهومةٍ؟ ام أَنِنّي أَصَمٌّ؟ ... لَم الْتَقِ زَائِرَا... هَل أنا مَوْجُوْدٌ؟.... ) .
و أخذ يتفلسف ويذكرنا بفلسفة رينيه ديكارت ( أنا أفكر إذا أنا موجود ) وكأن القاص بدأ يشك بوجوده كباقي الناس ، ونلحظ انه أصر على أن يكون عنوان القصة هو ( كائن عادي ) وكأنه يوجه صرخة للناس ويخبرهم بأنه كائن موجود يعيش معهم فلما الجفاء والعزلة والقطيعة ؟!
نلحظ عدم مبالاة هذه المجتمعات رغم انفتاحها ، وإنها تتوجس الخوف والقلق من الوافد الغريب ، لذا وبعد أن أصيب بطلنا باليأس من الاندكاك بهذا المجتمع ، حاول أن يتوحد وان يطرق باب جديد للخروج والاتحاد مع عالم مثالي خالي من النكد واليأس والبؤس ، نطالع :
( فِي غُرْفَتِي لَا أُحِبُّ الْسَّتَائِرَ ... و تَظَلُّ الْنَّافِذَةُ مَفْتُوْحَةً حَتَّى تَزُوْرَنِي على الْأَقَلِّ الْشَّمْسُ ... والرِّيَحُ ... والْمَطَرُ ...... ) .
هنا ينقلنا القاص من عالم الكائنات البشرية إلى عالم اكبر وأسمى وأبهى ... الا وهو عالم الطبيعة الكبير جدا ، عالم أشعة الشمس والرياح والأمطار ... انه عالم الله المثالي ...
ان القاص في هذه الرائعة يوجه دعوة للتأمل والتفكر في محيطنا وبيئتنا ومحاولة لفهم أنفسنا ثم الاندماج والتوحد مع باقي مكونات المجتمع ، ان القاص يعيب انغلاق المجتمع على ذاته . وهذا يتمثل بالعلاقات الجليدية التي يعاني منها الغرب .
لقد أجاد القاص شينوار إبراهيم بأسلوبه الممتع سرد قصته ، وقد اختزلها بكلمات قصيرة لكنها تحمل معاني كبيرة جدا ...



#شينوار_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أجراس ليل ( بابا نوئيل )
- لماذا تبكي النساء ؟؟؟
- أُريدُ أنْ أكونَ طفلاً
- شينوار ابراهيم .... ابداع يرافق الحنين إلى زمن الطفولة بقلم ...
- لك .. يخضرُّ الانتظار
- إلى اعز إنسان أهداني السماء.._ إلى ابني جان في عيد ميلاده ال ...
- من حكم الادب العالمي
- صدى
- جان
- أرصفةُ الزمانِ
- الَى عَامِر رَمْزِي
- في حوار مفتوح مع الشاعر العراقي حسين الهاشمي :
- كائِنٌ عاديٌّ
- قصة قصيرة جدا/تحليق
- الصرخةُ / أيادي ناعمةٌ
- لكِ وحدَكِ ..هذا النداءُ
- رَحْلِة ُحَبٍّ مَاجَلَانِيّةٍ
- بغْدَاد
- أنغام
- خُطُوَاتُ الْلَّيْل


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شينوار ابراهيم - أنين الغربة في الكائِنٌ العاديٌّ للقاص شينوار إبراهيم/ بقلم : كاظم الشويلي