محمود طرشوبي
الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 15:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إلي متي هذا الهوان ؟
في صباح كل يوم تخرج علينا الأخبار بانبطاح جديد أمام العدو الصهيوني , و لم أجد دولة تقف له و غابت مصر من مع غابوا , و انشغلوا بمشاكلهم الداخلية و أصبح جل همهم هو تثبيت دعائم الحكم , و تنفيذ مخطط التوريث الذي سيشمل كل العالم العربي , و أصبح المواطن العربي يشعر بالخوف و الجوعو القلق من الغد الذي لا يحمل أي بشريات و الحال في مصر لا يختلف عن غيره في العواصم العربية , و لكن الأخبار حملت كعادتها خبراً لا يجني من وراءه الخير فلم يكتفي النظام المصري بتقديم الغاز للكيان اليهودي بأبخس الأثمان رغم احتياجنا إليه ولم يكتف بالخدمات الأمنية "الجليلة" التي يقدمها له، بل ها هو يسكت عن جريمة اغتصاب جديدة يباشرها هذا الكيان بحق المناطق البحرية المصرية دون أن يحرك هذا النظام ساكناً.
فقد كشفت مصادر بوزارة البترول المصرية أن الاتفاقية التي وقعها وزير البنى التحتية في إسرائيل عوزي لاندو يوم الجمعة 17 ديسمبر الماضي في العاصمة القبرصية "نيقوسيا" مع وزير الخارجية القبرصي ماركوس كيبريانو لترسيم حدود المياه الاقتصادية بين "إسرائيل" وقبرص ستؤدى إلى ضم "إسرائيل" لنحو 20 ميل بحرى من المنطقة الاقتصادية البحرية المصرية في البحر المتوسط والتي يبلغ عرضها من الشواطئ المصرية من 45 إلى 90 ميلاً.
وأكدت المصادر أن الحدود البحرية التي أعادت "إسرائيل" ترسيمَها مع قبرص دون مشاركة مصر من شأنها أن تحرم مصر من مناطق كثيرة غنية بالغاز الطبيعي في البحر المتوسط، كما أنها شملت مناطق يجرى التنقيب فيها حاليا عن الغاز لصالح مصر، ومناطق أخرى تمت فيها اكتشافات لصالح مصر.
وأكدت تقارير صحفية يهودية بأن الاتفاقية الجديدة مع قبرص من شأنها أن تؤمّن احتياجات المرافق اليهودية من الغاز الطبيعي بفضل الاكتشافات الأخيرة من الغاز في البحر الأبيض المتوسط، لأنها ستمهد الطريق للتنقيب عن النفط والغاز في شرق البحر المتوسط.
وعلى الجانب المصري اكتفت الخارجية المصرية -وبعد أسبوع كامل من الصمت المطبق على نبأ توقيع الاتفاقية- بإصدار بيان على استحياء قالت فيه على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية "إن مصر تتابع باهتمام التفاصيل الخاصة بالاتفاق الذي وقعته "إسرائيل" وقبرص لترسيم الحدود البحرية بين البلدين في 17 ديسمبر الجاري".
هكذا الأخبار تردنا إلينا كل يوم و ليس فيه إلا ما يزيد بلاء إلي بلاءنا و لا املك حتي تعليق غير لفت الأنظار إلي إن توقيع مثل هذه الاتفاقية من شأنه، تشجيع الشركات الأجنبية للاستثمار في أعمال التنقيب عن النفط والغاز وتطوير الحقول المكتشفة، كما تشكل أساسا قانونيا لإعلان حق "إسرائيل" الحصري في الاستثمار في هذه المنطقة رغم أنها لا تخضع لسيادتها في حين أنها تقع أيضا ضمن حدود المياه الإقليمية الاقتصادية.
محمود طرشوبي
#محمود_طرشوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟