الفكر السياسي السليم في النظام المستقيم

جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 964 - 2004 / 9 / 22 - 11:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الدعوه الي التغيير دعوه باتت شعار من الشعارات الرنانه التي تستحوذ علي كافه مستويات القوي السياسيه في الساحه العربيه. و السؤال الغائب عن اذهان الجميع ان هذا التغيير ليس احلال نظام مكان نظام اخر علي قدر انه تغيير في البيئه السياسه عامه.
البيئه السياسيه العربيه بيئه مريضه يغيب عنها الاعتراف بحق كافه القوي السياسيه في الوجود. وصلتني دعوه للاشتراك في حركه تغيير مصر وكم كانت دهشتي بأن مايطالب به هؤلاء الساده هو احلال نظام عنصري بنظام اكثر عنصريه. و العنصريه هنا تثبت ان جذورها ممتده الي كافه القوي السياسيه في الساحه العربيه.
السؤال هنا ان لم يتيح التغيير التعايش السلمي بين كافه القوي السياسيه ويفوز الفكر السياسي لدعم الشعوب في جو من النظافه السياسيه بأصوات تلك الشعوب. والحفاظ علي الهدف الحقيقي وهوالنتافس السياسي وليس الصراع السياسي. البيئه الحره هي البيئه التي تضمن صحه العمل السياسي.
لابد ان يقتنع الجميع ان قام حزب او فكر معين بالاطاحه وتصفيه المتصارعين السياسين من ساحه العمل السياسي بمجرد اعتلاء كرسي الحكم فلن تقوم للساحه السياسيه النظيفه قائمه وسيكون المطلب بالتغيير قائم الي الابد. ولن تري شعوبنا اي تقدم علي علي الساحه الاقتصاديه ولا الساحه الاجتماعيه.
فالقوي الشعبيه هي القوي الوحيده القادره علي انجاح اي خطه حكوميه . ان لم يقدر هؤلاء علي اقناع الشعب انهم ليسوا عليه القوم والشعب العبيد و ان مصلحه الشعوب هي الهدف الرئيسي و الوحده الوطنيه بين ابناء الشعب الواحد دون اي تفرقه او تمييز عنصري مهما كان اتجاه تلك الحكومه.
الشعوب العربيه تعيش حاليا حاله من الرعب و الارهاب السياسي و الساحه غير مهيئه علي الاطلاق لأي انتخابات حره.
ولكن ما ارغب فيه اليوم هو ان نسئل انفسنا ماهو الحل للخروج من تلك المأزق . و ان لم نتعلم من درس العراق فكأننا فعلا نثبت اننا شعوب ليس من حقها ان تعيش حره.
هل تغيير النظام في العراق كما ظن الامريكان واصدقائهم في السعوديه كلن الحل الامثل؟ الم يكن صدام حسين افضل الشرين؟ اليس بالدليل القاطع ان العراق بوضعه الراهن يهدد سلام المنطقه بالكامل ان لم يكن يهدد السلام العالمي؟ انسحاب الامريكان من العراق بات مشكله لا حل لها لايستطيعون الانسحاب او حتي البقاء ... ان انسحبوا دون وضع حل سياسي سلمي بين القوي المتصارعه فستكون حرب اهليه لن تنطفئ ولابعد 100 عام و ان ظلوا فأيضا لن تهداء العراق بل سيذداد العداء بين الشرق و الغرب الي الحد الذي يهدد السلام العالمي .

ماالحل اذن؟
الحل هو ان تتدخل الامم المتحده تدخل مباشر وتحل قوي عالميه محل القوي العسكريه الامريكيه ... هدفها هو نزع سلاح كافه القوي المتصارعه ودعوه الجميع الي مائده المفاوضات للتمهيد لحكومه عراقيه تأخذ العراق الي المستقبل المنشود للعراق واخذ وضعها الطبيعي في المنطقه و المجتمع السياسي الدولي . ومن احد اهدلف تلك القوه ان تخرج العالم من هذا المأزق الصعب الذي لاتتحمله الولايات المتحده بمفردها علي الرغم من انها السبب المباشر لتلك الوضع لفقد الاداره الامريكيه الحاليه للحنكه السياسيه و المعرفه وانه من الخطاء كل الخطاء ان نترك الولايات المتحده محاوله الخروج من المأزق الذي ساهمت معظم دول العالم في الوصول اليه. وعلي زعماء العالم العربي ان يتحلوا بروح المسئوليه وان يرتفعوا فوق روح الانانيه و النظره الضيقه للمنفعه الخاصه.
ان لم يخرج العراق من تلك المحنه بسرعه وفي اقل من 6 شهور بأي حال من الاحوال فلسوف يشهد العالم اسؤا فتره في تاريخ البشريه الحديث لن اذهب الي حد القول بحرب عالميه بالمعني المتعارف عليه كالحرب العالميه الثانيه بين جيوش نظاميه وتكون الحروب في الصحراء في مكان ما ... انما سوف يطفح هذا الموقف الي حرب يوميه بين دول العالم اجمع ولن يكون هناك قوه واحده تستطيع ان تضع حد لانهائها . ان لم يجتمع العالم علي مواحهه تلك المشكله من موقع الحفاظ علي السلام العالمي ووضع حد لتلك الموجه الرعناء من العنف الدين سياسي. و محاوله وضع حد وتقنين للعولمه علي الطريقه الامريكيه وتفهم العولمه بمفهوم جديد وواقعي ... ليس مايصلح في امريكا يصلح بالضروره في الهند او العراق. الحريه بمفاهيمها الغربيه حلم عظيم لكافه الدول العربيه ولكن مظاهر الحريه الامريكيه لاتصلح لمظاهر الحياه العربيه وحين اقول المظاهر اعني الكلمه بكل ماتحوي من معاني ... فالعربي يحيا في امريكا بعقليه ومظهر مختلف تماما عن العربي في العراق او مصر او اليمن ... لايستطيع العربي في تلك الدول ان يستبدل مظهر الحياه اليوميه في محيط الاسره كما يفعل في بلاد المهجر ... من كل اوجه الحياه فلذلك لايستطيع الامريكي فرض الحل الامريكي الصنع في دول الشرق ليس لاي عيب بها من وجهه نظر الامريكي ولكن هو العيب بعينه للبيئه العربيه التي لها مظهريتها الخارجيه والواقع المرير ان مظهرهم لايخبر عن مخبرهم ... وكلنا عارفين الواقع... الجميع يحلم بالحياه في امريكا و التمتع بالحريه و الحياه كأنسان .
ولكن المثل بيقول عينه فيها واتفو عليها .........

#جورج_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات