لست متعجبا انما محتار؟

جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 894 - 2004 / 7 / 14 - 05:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

لست متعجبا انما محتار؟
ليس كل من يلبس ملابس البشر يصنف من عداد البشر؟ و ليس كل من يستعمل الكمبيوتر هو انسان متحضر...
اسم موقعنا الغالي الحوار المتمدن... و معظم الكتاب فعلا علي مستوي من التمدن و التحضر كنتيجه مباشره للعلاقه بين الكتاب و المسئولين عن الموقع.
عندما ازور الموقع كقارئ...اشعر كأنني اتنزه في حديقه من العقول المتفتحه.التي تملئ عالمنا العربي بنسيم من الحريه... ينعش في وجداني الاحساس بالامل في ان تستعيد المنطقه مكانتها في الرقي و الحضاره. حضاره وادي النيل وحضاره بلاد الشام و الرافدين.

اليوم وجب علي ان اخصص موضوعي لشكر القراء جميعا اولهم من ارسل لي باقات من السباب و الوعيد والتوعد ومن قال لي انني كافر وانني خائن ومتعصب وماادراك من سباب لايليق بي ان اذكره او اتذكره حتي في ذهني .
تعجبت من كثره السباب من اشخاص يعيشون ويتمتعون بالحريه التي اتاحتها لهم تلك الدول الملقبه بدول الكفر؟!

لماذا السب ولماذا كل هذا الغضب؟ لماذا كل هذا الحقد ولماذا كل هذا الانتقاد لدول اتاحت لهم ولاول مره في تاريخ حياتهم طويله ام قصيره ان يتمتعوا بكافه حقوق المواطنه في حين انهم كانوا في حضيض المجتمع مطحونين بصراعات الحروب الاهليه وحروب قطاع الطرق كما في بعض الدول الشرق افريقيه؟
جاؤا الي بلاد الكفر لكي يتنسموا الحريه و الكرامه جاؤا يحتالوا علي نظم الكفاله الاجتماعيه لكي يعيشوا عاله علي المجتمع الجاد الذي يحترم البشر ويتعامل معهم معامله الاحرار وليس معامله العبيد من الطبقه السفلي... لم يتطبعوا بطباع المتحضرين الافارقه في تلك البلاد بل تتطبعوا بطباع الافارقه قطاع الطريق المنحرفين ..

وللاسف هذه المجتمعات صارت ترفضهم وترفض كل تصرفاتهم وترفض ان تصدقهم ...
قال لي احد المدرسين في المدارس الثانويه ان تلاميذه من هذا البلد الافريقي طالبوا بان يخصص لهم مكان للصلاه بالمدرسه وعلي الرغم من انها مدرسه عامه غير مسموح بممارسه شعائر الصلاه لاي دين او فئه وافق الناظر لانه شئ عظيم ان يتدين الشباب ؟
وبعد قليل رفض الناظر ان يسمح لهم مره اخري وقرر ان يلغي قراره السابق للاسباب التاليه:
سمع احد الطلاب المتكلمين العربيه المصليين يطلبون ان ينصرهم علي القوم الكافرين ويذلهم ويخضعهم تحت اقدامهم من الكفره اليهود و المسيحين؟!!
وعندما اراد الناظر التحقق من ذلك قال له من كان يؤم الصلاه ان هذا الدعاء سوف يستمر الي يوم القيامه يوم يذل فيه الكفره امثال الشعب الامريكي وبمناسه الحديث عن تعريف الامريكي هنا ... الامريكي هو كل من يتحدث اللغه الانجليزيه ابيض او اسود من الممكن ان يكون انجليزي او فرنسي او هندي احمر او هندي من الهند ايطالي سويسري الماني تركي جريجي مصري مغربي هولندي صومالي نيجيري او مسيحي او يهودي مسلم ( بالمناسبه عدد المسلمين في امريكا اكثر من عددهم في افغانستان ودوله الامارات و الكويت معا) اسباني او حتي يمني وممكن يكون سعودي او حتي ايراني ... هذه هي امريكا العدو اللدود اللعين الذي اتي الي العالم بهذه البدعه او الايه المنسوخه لكم دينكم ولي ديني ؟
احد الافاضل قال لي من احد الدلائل علي ان الدين المسيحي ليس بدين فأن هناك العديد من الكنائس تباع في المنطقه التي يسكن فيها ؟ هل هذا حقيقي ام ان العداء للغرب علي انه مسيحي هو السبب في ان يتخيل البعض ان الغرب ممثل للمسيحيه؟ الغرب لايمثل المسيحيه لان المسيحيه انطلقت من الشرق و اهل الشرق يعرفون تمام المعرفه ان مسيحي الشرق هم المسيحيون الممارسون للدين الحقيقي الي يومنا هذا... لو كان يسمح ببناء الكنائس في الشرق لفاقت اعداها الجوامع.
الاخريين قالوا لي لماذا تستخدم لغه الاسلام ان كنت حاقد عليه الي هذه الدرجه؟ هل حقا انا حاقد علي الاسلام؟ هل الاسلام شخص لكي احدق عليه؟ وان حقد احد علي احد اليس سبب الحقد ان هذا الشخص افضل مني؟ ولديه ماليس لدي؟ هل الاسلام صعب المنال الي حد انني لاأستطيع ان اكون مسلما؟ اليس المسلم هو من يشهد الشهادتين وكنتم بالسر العليم ؟ اذن ماسهل ان اكون مسلما كبقيه القطيع ولكن ليس هذا مربط الفرس؟ مربط الفرس هنا ان يتخيل المسلمون ان اللغه العربيه هي حكر علي المسلمون ؟ اللغه العربيه استخدمها ومازال يستخدمها غير المسلمون الي يومنا هذا.. فلي الحق ان استعمل اللغه التي اشاء استخدامها... و النبي صلي الله عليه وسلم هو من قال من عرف لغه قوم أمن شرهم ...
وقال لي شخض اخر اذن لماذا ماتت لغتكم القبطيه او الاشوريه او غيره من اللغات التي كانت موجوده قبل الغزو العربي؟ بالله عليكم ماهو الرد علي مثل هذا السؤال الساذج ؟ الظاهر ان الرد كان لازم يكون فضل المصريين لغه العرب لانهم كانوا سعداء من كل قلوبهم بالالاف الشهداء الذين قتلوا علي يد العرب ومن شده فرحتهم من المعامله الحضاريه لما جاء في الشروط العمريه ولاجل سواد عيون العرب دفع الاقباط الجزيه وهم صاغرون ... صاغرون ليس لسمح الله للعنف و حد السيف انما صاغرون لانهم كانوا متخلفين حفاه ولم يكن لديهم اي حضاره ... جاء العرب الي مصر واحضروا معهم الخيرات من مأكولات وملابس وعلم العرب المصريين الكتابه و فنون الطب و الهندسه و الري و الفلك و الرياضيات فأخيرا عرفوا علم الحساب ... وعرفوا ان رمسيس الثاني استخدم فنون العرب الهندسيه في بناء معبد ابوسمبل والاهرامات وغيره من فنون التحنيط وعلوم الكمياء يافرحه شعب مصر بغزو العرب ... فمنشده الاعجاب ترك المصريين دين الاباء ودخلوا الي دين الله افواجا ... تركوا دين التوحيد الذين عرفوه من الالاف السنين و دخلوا دين التوحيد الجديد... تركوا اديان التخلف و الرجعيه التي كانت تنادي بالزوجه الواحده الي دين الحريه مثني وثلاث واربع وماملكت ايمانكم ... تركوا حضاره المصريين المتخلفه التي اخرجت العديد من الملكات الصالحات ودخلوا في دين ناقصات العقل و الدين .... ولسه بيسئلني الراجل الطيب ده ليه بستخدم اللغه العربيه ؟ الظاهر انه نسي انه في يوم من الايام احد الحكام الملقب بالعادل حرم اكل الملوخيه ومنع استخدام اللغه القبطيه واللي يتكلم القبطيه تنقطع لسانه علشان يحرم انه مايفرحش مع باقي اهل مصر المتخلفه بقدوم الحضاره العظيمه حضاره العرب الماهوله... لدرجه ان اللي بني اكبر جامع في مصر كان قبطي "جامع ابن طالون" وبكل فخر بعد مابناه لم يستطيع ان يبني شئ اخر من كثر اعتزازه بهذا العمل الجليل وبمحض اختياره قرر قطع يده علشان مايبنيش حاجه ثانيه ...
جاء اليوم الذي يعرف العالم اجمع ان المصريين الاقباط عانوا ومازالوا يعنانون من هذه الحضاره العربيه العظيمه لدرجه انهم وبمحض اختيارهم قرورا ان يعيشوا في بلادهم وعلي ارضهم صاغرون يقبلون ايادي جلاديهم السخيه في عطاء البلاء ....
عجبي علي امه ضحكت من جهلها الامم ... و المهزله مازالت مستمره للموسم ال1427 علي مسرح الكوميديا في جميع انحاء مصر و الدول المحتله بالاستعمار العربي . ويقوم بالتمثيل العالمي فرقه القاعده بقياده مخرج الروائح اسامه بن لادن ومساعده المخرج الفذ الدكتور ايمن ابن الظواهري بالمسرح العائم علي نهر دم الابرياء في العالم اجمع.

انا لست حاقدا او متعصبا او حانق لاني لست مؤمن ولا حاج و الله اعلم .....

#جورج_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات