غادة عبد المنعم
مفكرة
الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 20:05
المحور:
الادب والفن
تيمة قديمة وسيناريو متوسط وقصة كان من الممكن أن تسقطنا فى بئر الميلودراما لولا أن رغبة كلا من المخرج والسيناريست حالت دون ذلك، ورغم كل تلك العيوب ففيلم زهايمر استطاع تحقيق إيرادات جعلت منه الفيلم الثانى ضمن أكثر الأفلام إيرادا فى شباك التذاكر، حيث حقق فى أسبوعين ما يزيد عن 11 مليون جنيه، وهو ما أكد أن الكثير من المشاهدين يذهب لأفلام عادل إمام فقط لمشاهدته.
السيناريست نادر صلاح الدين حاول فى سيناريو فيلم زهايمر الحفاظ على الحد الأدنى المقبول لفيلم كوميدى فخرج فيلمه أقرب لكوميديا الفارس منه لكوميديا الموقف، خاصة وأن معظم المواقف التى فجرت الكوميديا فى فيلمه كانت من التيمات المعروفة والمحفوظة لدى المشاهد المصرى والعربى وخاصة لدى مشاهدى أفلام عادل إمام، الجديد فى زهايمر، والذى جاء مختلفا عن باقى أفلام النجم عادل إمام كان تخليه أخيرا عن وجود البطلة المثيرة، رمز الإغراء وهو ما استعاض المخرج شريف عرفة عنه بإسناد الكثير من أدوار فيلمه للعديد من نجوم الكوميديا فجاءت الكوميديا فى زهايمر عبر مصادر متعددة، وهو ما ذكرنا بأفلام كوميدية قديمة كانت تبهجنا بكثرة أبطالها من نجوم الكوميديا حيث يجتمع فى الفيلم الواحد إسماعيل ياسين وزينات صدقة وعبد الفتاح القيصرى وغيرهم. فى زهايمر أيضا اجتمع لنا أحمد رزق وضياء المرغنى وإيمان السيد التى تألقت هى وممثل آخر معروف – وان كنت للأسف لا أذكر اسمه - وقد قام فى هذا الفيلم بدور السباك، وقد امتلك كلاهما حضور كوميدى قوى. إذا أضفنا لهؤلاء وجود عدد من الممثلين الكبار كأحمد راتب ولطفى لبيب وضيفى الشرف سعيد صالح وإسعاد يونس وكذلك رانيا يوسف والتى أعتقد أنها ممثلة ممتازة و لديها الكثير الذى لم تظهره بعد. والى جوارهم نجوم محبوبين كنيللى كريم وفتحى عبد الوهاب كل تلك الوجوه التى ظهرت على الشاشة فأسعدت المشاهد ومنحته شعور بالراحة وبأنه مدلل – فهو بصدد مشاهدة فيلم ذو ميزانية كبيرة ، وهو الشعور الذى تأكد بالديكورات وأماكن التصوير الأنيقة التى ظهرت فى الفيلم لتعكس للمشاهد ثراء البطل، وبجوار كل هذا الدلع، فقد تحقق للفيلم ولمشاهده مستوى جيد من التصوير والمونتاج والموسيقى وكل تلك العناصر،والأهم هو حصول المشاهد على مشهد نهاية ينتصر فيه الأب ويتمكن فيه من ترويض أبنائه والانتقام من زوجة ابنه المتسلطة وابتعاده عن المدينة وجشعها ليكمل حياته فى الريف مع حفيدته الصغيرة.
كل هذا الدلع زائد وجود النجم عادل إمام كان وراء إقبال الجماهير على زهايمر أما سيناريو الفيلم المبنى على قصة ومعالجة مكررة و المتورط فى مشاهد لا تتسم بالمنطق وإخراج الفيلم الذى لم يتم فيه توجيه الممثلين مما أثر على أداء الكومبارس وأصحاب الأدوار الصغيرة فقد ظلا العناصر الأضعف فى فيلم تلعب فيه نجومية الممثلين وحب الجماهير لهم الدور الوحيد ربما فى جذب المشاهد.
#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟