لا جديد في الحكومة العراقية الجديدة !!!

إبراهيم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3202 - 2010 / 12 / 1 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تدورُ الأحاديث واللقاءات الإعلامية حولَ التشكيلة الوزارية الجديدة، والتي كلفَ بها السيد نوري المالكي، منذ الخميس الماضي. والتي بالتأكيد ستقرر شكل الحكومة القادمة، وتجسّد وعودها وامكانياتها على ارض الواقع . لكنْ هل يستطيع السيد نوري المالكي الإتيان بوزراء كفوئين مؤهلين لشغل هذهِ المناصب؟ وهل سيكونوا على قدر المسؤولية الجديدة المُناطة بهم ؟

بالتأكيد إنَ الإجابة على السؤال الأول ربما تكون عسيرة، أو سلبية، والسبب هو أن الكتلَ السياسية هي أساسا غير قادرة على اختيار مرشحين كفوئين ملتزمين من داخلها، بسبب الصراعات الداخلية داخل الكتلة ذاتها. أو بالأحرى، لا تحبذ الكتلة – وبصورةٍ قصدية - أن تختار من هو كفوء لشغل المنصب الوزاري. قد يكون هذا لأسباب متعلقة برؤية كل كتلة ومدى وعي أعضاءها وولاءهم ومصداقيتهم، وبالتأكيد فأن هذا الأمر يُعرقل وصول الرجل المناصب إلى المنصب المناسب، وهذا ما يجعلنا أمام حكومة قد لا تختلفُ كثيراً عن سابقتها، إذا كانَ الأمرُ بالفعل مرهوناً بالمحاصصة الحزبية والطائفية، التي باتت تنهش بكيان الحكومة، وتهمّش أصحاب الكفاءات وتؤدي بالبلد إلى الخراب.

وليس من أدنى شك، في إن السيد المالكي ليسَ المسؤول الأول، عن عدم إختيار المرشحين الكفوئين، إذ ان الامر بات مرهونا بالكتلة ذاتها. وما على السيد المالكي إلا أن يختار أحدا من هؤلاء المرشحين، أو ربما قد يرفض داعياً استبداله، وما على الكتلة حينها إلا أن تختار مرشحاً آخر ربما يكون أيضا غير مناسب لشغل هذا المنصب الوزاري. وهكذا بأعتقادي ستتشكل الحكومة العراقية الجديدة، على أساس حزبوي طائفي، قد لا يأتي بجديد على الصعيدين الاجتماعي والسياسي.


وربما تكون هذهِ النظرة التشاؤمية مُبالغاً فيها، إلا أنها على أية حال نابعة من صلب الواقع السياسي والاجتماعي الذي يدورُ في الساحة السياسة العراقية. أذن لا جديد في الحكومة الجديدة. الأمر فقط متعلق بتغيير المراكز وتغيّر " الوجوه " أما السياسة، فهي هي، وإما الكفاءة فهي خارج نطاق التشكيلة الوزارية، قد أكونُ مجحفاً في بعض الجوانب، ربما لأنني لا استطيع أن أتكهن بشئ، إلا إن ملامحَ الحكومة الجديدة بدأت تتضح شيئاً فشيئاً.وما على الشعب العراقي المسكين، إلا أن يرضى بكل ما يجري وسيجري ويسلم أمرهُ إلى الله .

• إبراهيم الساعدي
• كاتب / باحث انثروبولوجي
• بغداد

#إبراهيم_حسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات