أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم حسن - من سيقذفُ أوُباما بحذاءهِ ؟














المزيد.....

من سيقذفُ أوُباما بحذاءهِ ؟


إبراهيم حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:19
المحور: الصحافة والاعلام
    


شغلت قضيةُ مُنتظر الزيدي ورشقهِ الرئيس السابق جورج بوش بفردتي حذاءهِ العديد من الصحف الإلكترونية والغير إلكترونية، ناهيكَ عن المُنظارات التلفزيونية والجدل الحاد بين مختلفي ألآراء،هذا بالإضافة إلى تأثر الشارع العراقي بها تأثراً لا يُستهان به، جرّاء ما قامَ بهِ بعضُ الجهلة وأصحاب العقول المُتأرجحة من مظاهراتٍ ولافتاتٍ تافهة.أرادوا بها زعزعة الأمن وإثارة قضية خاسرة من أساسها.
في الحقيقة إنَ هذهِ الحادثة على الرغم من تفاهِتها والبعض يدعو إلى عـدم الإهتمام بها، لكنها بصراحة لها تأثيرها الإجتماعي على الشارع العراقي.فهذا الحادثة المخزية التي قامَ بها ذلكَ الشاب المدعو مُنتظر الزيدي،دخلت الشارع والبيت العراقي بقوة،مما أنتج عن كثرة المؤيدين والمُعارضين لها.ونحن لا نعرفُ في الحقيقة هل كانَ الزيدي وطنياً بحق ؟ عندَ فعلتهِ هذهِ ؟ أم إنهُ فعلها بدوافعَ سياسيةٍ مقصودة؟ أو لإثارةِ الشارع العراقي ؟ أو لأجل الحصول على الشهرة وتخليد أسمه في التأريخ على حدِ زعمهم؟
الواقع إنَ هذهِ التساؤلات قد شغلت العديد من المُحللين السياسيين من العراقيين وغيرهم.وأختلفَ أكثرهم في هذهِ القضية. فمنهم من يرى إن منتظراً كانَ مُحقـاً في كل ما فعل، فحذاؤهُ كانَ بمثابة أخذ الثأر من ذلكَ المُجرم المدعو جورج بوش، جرّاء ما فعلتهُ سياستهُ الحمقاء بالعراقيين.والبعض الآخر يتهجم على الزيدي ويصفهُ بالطفل المُستخف، ولا شكَ إنَ الوصفَ الأخير يليقُ بالزيدي تماماً !!
لسنا هنا بصدد الدفاع على جورُج بوش وعن سياستهِ الرعناء في العراق.فليذهب جورج بوش إلى الجحيم، لكننا دعنا من العواطف والوطنية الفارغة،ولننظر لهذهِ القضية من بُعدين آخرين.
البُعد ألاول هو إن جورجَ بوش كانَ ضيفاً على الحكومة العراقية، وليسَ مِنَ التقاليد والعادات العَربية التي ورثناها أن نكرّمَ الضيف ونستقبلهُ بالأحذية إطلاقاً، ولم يسبق لنا أن فعلناها مُسبقاً،هذا أولا.والبعد الثاني هو أن الزيديَ لم يحترم دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي، عندما قذفَ بحذاءهِ على الرئيس الأمريكي، ولم يحترمَ من كانَ جالساً بقربهِ منَ الصحفيين.ونحنُ رأينا كيفَ هبّوا الصحفيين بوجههِ وأمسكوا بيديه وطوّقوه من كل جانب.

إن هذا الموقفُ يشيرُ إلى عدم تقبل الصحفيين لهذهِ الحادثة.لأن التلاعب بالأحذية ليست مهنة للصحفيين ولا تمثل تعبيراً عن الرأيِ إطلاقاً.
يُخيّل لي إن الزيديَ لم يخطر ببالهِ أن يرشقَ الرئيس بوش بحذاءه، ولم يخطط لها مسبقـاً. فلو كانَ الزيديُ مخططاً لها مُسبقـاً لأخبرَ بعض من يثق بهِ من زملاءهِ في العمل الصحفي.ثم إنَ الزيديَ عندَ قذفه بوش بفردة حذاءه الأولى عاود إنحناءته ليخلع الفردة الثانية التي كانَ منتعلها.فلو كانَ مخططاً لها لكان قد خلع الفردتين ووضعهما أمامه !!

يبدو للمتتبع لهذهِ القضية إن الشارعَ العراقي كانَ مؤيداً لفعلةِ الزيدي هذهِ !! والواقع إنَ الشعبَ العراقي كانَ مُستهجناً لهذهِ الفعلة الشنعاء التي قام بها ذلكَ الطفل مُنتظر الزيدي.فهو على أرجح الظن فعل فعلته هذهِ ليحظى بالشهرة أولاً. ولينالَ عطف وإحترام الشعب العراقي ثانياً. وتخليد أسمه في التأريخ ثالثاً. وما درى صاحبنا الزيدي بأن فعلته هذهِ أدت إلى تخليد أسمه في مزبلة التأريخ كما هو حال الفاشّية صدام حُسين.
الواقع إن هؤلاءَ المتخلفون إنما يفعلونَ هذهِ الأفعال كي يكسبوا بها رضا الشعب، والإعلان عن وطنيتهم الحمقاء. ليست حرية التعبير بوساطة الحذاء إطلاقاً. وليست حرية الصحافة هي رشق الأحذية أبداً.فهذهِ أفعال يمارسها السَذج الذينَ لا يفقهونَ شيئاً. إن الشعبَ العراقي قد أبدى عن رفضهِ وإستهجانه لهذهِ الفعلة المُخزية. وما بقي إلا أولئكَ المُهرجونَ يتظاهرونَ في الشوارع وفي الجامعات يطالبونَ بإطلاق سراح الزيدي، ورشق الرئيس السابق جورج بوش بمزيدٍ من الأحذية !! مع الأسفِ الشديد.
كنتُ أتحدثُ قبل أيام مع زملائي في هذا الموضوع، وقد أعلنتُ عن إستهجاني لهذهِ الحادثة. فهبّوا كلهم بوجهي وقد بدت على وجوههم " الغيرة الشديدة" والوطنية الجيّاشة. وأخذوا يهتفونَ بخطبهم الرنانة التي إعتادوا عليها من زمان. فخاطبني أحدهم "وهو مُغتاض قطعاً " وهو يحصي عددَ المتضررينَ من العراقيين من جرّاء الإحتلال،كما أحصى عدد المنازل التي هدّمت.وفاجئني آخر بأسماء النساء اللواتي أغتُصبنَّ من قبل جنود الإحتلال. وهم يتوعدون جورج بوش والمسكين أوبـاما بمزيدٍ من ألاحذية.
وأحتدمَ الجدال بيني وبينهم حتى خفت أن يقومَ أحدهم بضربي ،لكنني جادلتهم بالتي هي أحسن،وخففتُ من حدةِ الموقف ، بيد إنهم لا يهدءون ولا يتوانون عن رشقي بوابلٍ من الاحذية إذا إستوجب الأمر !! واللهُ الساتر على أيةِ حال.
إننا ومنذ القرون الماضية أبـُتلينا بنماذجَ عدة من قبيل هؤلاء المتخلفين، الذين يذوبونَ شوقاً للمظاهرات وإختلاق الفتن.إن الأستقرار لا يخدمهم حتماً وفي كل الأحوال، لذا فهم بينَ حين وآخر يخرجونَ لنا بقضيةٍ مثيرةٍ علها ترتفع بشأنهم الواطئ بعضَ الشئ........لكنهم كلما أرادوا ذلكَ، لاقوا الاستهجانَ والاستصغارَ من قبل الشعب وأصحاب العقول الراجحة.

إننا نأملُ أن تتفتح عقولهم وعقول من يؤيدهم في هذهِ الأعمال التي لا تجُدي نفعاً. أظنُ أنهم سيظلونَ في طريقهم هذا إلى ما شاءَ الله، فهم قد تعوّدوا من زمَان، على هذا الطريق الوعر،وهم على أرجح الظن سيلاقونَ الويل والإحتقار في الدنيا والآخرة.
إنني وبعد هذهِ الحادثة أخافُ على الإعلام العراقي من التعثر واللجوء إلى هذهِ الأفعال المُخزية، وأخافُ على أوباما من حذاءٍ لعلهُ في طريقهِ إليه !!

* إبراهيم الساعدي
كاتبٌ عراقي



#إبراهيم_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة رجلٌ يائس !
- التنمية البشرية.....مجرد وعود !!
- ما هي ألانثروبولوجيا ؟
- هلوسة الصباح
- الفهم الخاطئ للحرية.... هل سيؤدي بالعراقيين إلى الهلاك ؟
- في ظل غياب الوعي الثقافي... هل نشهد عدم توزان أفكارنا ؟
- دوّرُ الوعَيّ الفِكري فيّ إرشاد الفرَدِ العِراقي
- عطر الغايب لـ جمعة الحلفي.... معالم لحركة تجديد في الشعر الش ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - إبراهيم حسن - من سيقذفُ أوُباما بحذاءهِ ؟