أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 14















المزيد.....

في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 14


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 3200 - 2010 / 11 / 29 - 13:00
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين ـ الجزء 14

إذا كان الصراع الطبقي هو الذي يحدد مجرى التاريخ كما يقر بذلك الدياليكتيك الماركسي ، فإن تطور الرأسمالية من المزاحمة إلى الإحتكارية قد غير أشكال هذا الصراع بين الرأسمال و العمل مما حول مجرى التاريخ في عصر الإمبريالية ، إلا أن التناقض الأساسي في الصراع الطبقي لم يتغير و الذي يتجلى في وجود العمل المأجور الذي يحدد وجود الرأسمال و يكرس التناقض بين العمل و الرأسمال ، و يعمل على تكريس الصفة الخاصة لوسائل الإنتاج الضرورية في تنمية الرأسمال و تركيزه في أيدي أقلية من البورجوازيين و تنامي استغلالهم لقوة عمل الطبقة العاملة ، و الصراع الطبقي يكمن في علاقة التناقض بين القوى المنتجة الجديدة و علاقات الإنتاج القديمة الشيء الذي يحول شكل البنية الفوقية.

يقول ماركس :
"إن العلاقات الاجتماعية التي يُنتج الأفراد بموجبه، أي علاقات الإنتاج الاجتماعية، تتغير وتتحول مع تغير وسائل الإنتاج المادية وتطوره، مع تغير القوى المنتِجة وتطورها. وعلاقات الإنتاج تشكل بمجموعها ما يسمى العلاقات الاجتماعية، المجتمع، تشكل مجتمعا في مرحلة معينة من التطور التاريخي، مجتمعا مميزا، معينا. فإن المجتمع القديم، والمجتمع الإقطاعي، والمجتمع البرجوازي هي مجموعات من علاقات الإنتاج، كل مجموعة منها تُميِّـز في الوقت نفسه مرحلة خاصة من مراحل تطور الإنسانية التاريخي. " كتاب: العمل المأجور و الرأسمال.
فالعمل المأجور يعتبر سند الرأسمال في تطوره و تنميته فبدونه لا يمكن وجود الرأسمال رغم إمكانية تقليص أعداد العمال عند كل تطور يلحق وسائل الإنتاج ، لأن الآلة وحدها لا يمكن أن تقوم بجميع الأعمال التي يتطلبها الإنتاج إلا قادرة على تقليص أعداد كثيرة من العمال بشكل رهيب و الزج بالأعداد الغفيرة منهم في الشارع ، و كل ما تطورت وسائل الإنتاج المتطور يبقى عملا بسيطا لا يتطلب إلا العدد القليل من العمال ذوي مهارات أقل من أجل الإنتاج الهائل ، و يتم كل يوم طرد أعداد هائلة من العمال و العصف بهم في صفوف العاطلين خاصة خلال الأزمات التي تلازم الرأسمالية ، و يصبح الرأسماليون أكثر شراسة من ذي قبل كما يقول ماركس :
" ولكن الرأسمال لا يعيش من العمل وحسب. فهو كالسيد البربري من مالكي الأرقاء يجتذب إلى قبره جثث أرقائه، وهم جماهير العمال الذين يهلكون خلال الأزمات. وهكذا نرى أنه، حين ينمو الرأسمال بسرعة، تنمو المزاحمة بين العمال بصورة أسرع بما لا حد له، أي أنه بقدر ما يسرع الرأسمال في نموه، بقدر ما تنخفض بمقادير أكبر نسبيا أبواب الرزق، وسائل معيشة الطبقة العاملة؛ ومع ذلك فإن نمو الرأسمال بسرعة هو الشرط الأنسب للعمل المأجور".نفس المرجع.
إن وسائل الإنتاج تلعب دورا هاما في تطور القوى المنتجة كما تعمل على تدمير الطبقة العاملة في ظل المزاحمة و التمركز اللذان يفرضان تقسيم العمل ، و مع التطور الهائل لوسائل الإنتاج ينمو الرأسمال المرهون بوجود العمل المأجور بأقل أجر مما يؤدي إلى تعطيل قوة عمل عدد أكبر من المأجورين ، إن التناقض الأساسي بين الرأسمال و العمل يتجلى في تكديس الجزء الكبير من قوة العمل المنتزعة من الطبقة العاملة من طرف الرأسماليين الذين يكدسونها على شكل قيمة مكدسة في البنوك ، و يتم توظيفها من جديد بعد أن أصبحت رأسمالا مستقلا لاستغلال القيمة الحية التي تتحول إلى بضاعة بشراء قوة عمل العمال لكن بأقل سعر ممكن و في ظل شروط أكثر عدوانية ، الشيء الذي ساهم في تطور الرأسمالية من المزاحمة إلى الإحتكارية.
فرغم الإنتقال من مرحلة المزاحمة إلى مرحلة الإحتكارية بعد سيطرة الرأسمال المالي على السوق التجارية العالمية ، فإن الأجر ما زال قائما رغم سيطرة المضاربات المالية على المشاريع الإنتاجية نتيجة التطور الهائل الذي عرفته وسائل الإنتاج ، التي لا تتطلب إلا القيام بعمل بسيط لا يتطلب الجهد العضلي ، و تعاظمت وسائل الإنتاج التي استطاعت توفير الإنتاج الهائل بأقل تكلفة و بأقل عدد ممكن من العمال ، مما جعل الرأسماليين يتحاشون المشاريع الإنتاجية في عصر الإحتكارات الكبرى ، و هنا انتهت أطروحة ماركس في الإقتصاد السياسي لتحل محلها أطروحة لينين حول "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية".
يقول لينين :
" إن تطور الرأسمالية قد بلغت حدا تقوض فيه الإنتاج البضاعي فعلا وإن كان ما زال «سائدا» كالسابق وما زال يعتبر أساسا للاقتصاد كله، وتصبح فيه الأرباح الرئيسية من نصيب «عباقرة» التلاعبات المالية. وتقوم هذه التلاعبات والإحتيالات على أساس اكتساب الإنتاج للصفة الاجتماعية، ولكن تقدم البشرية الهائل التي توصلت بعملها إلى حد اكتساب الإنتاج للصفة الاجتماعية يصبح مفيدا… للمضاربين. وسنرى فيما يأتي كيف أن نقاد الإمبريالية الرأسمالية من صغار البرجوازيين الرجعيين يحملون «على هذا الأساس» بالعودة إلى الوراء، إلى المزاحمة «الحرة»، «السلمية»، «الشريفة» ."كتاب: الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية.
ففي مرحلة الإحتكارات الكبرى أصبح اتحاد الرأسماليين و اتحاد شركاتهم أمران ضروريان في الإستغلال في ظل الرأسمالية الإمبريالية ، و سيطرت التروستات و الكرتيلات على السوق العالمية إلى حد لم تبق دولة لم يتم السيطرة عليها في مرحلة الإستعمار القديم لتفرض شروطها على الشعوب المستعمرة ، و تم إعادة تقسيم العمل في ظل شروط أسوء قريبة من الرق و العبودية ، و لم يكن للمزاحمين مجال في السوق التجارية العالمية حيث تشكل المشاريع الضخمة السمة الأساسية للرأسمالية الإمبريالية. ففي الإحتكارات الكبرى "يتخذ الإنتاج صبغة اجتماعية" بفضل المشاريع الكبرى التي أحدثتها الكارتيلات باستعمال وسائل إنتاج جد متطورة ، و جاء في تقرير اللجنة الحكومية الأمريكية عن التروستات:
" إن تفوقها على المزاحمين يستند إلى ضخامة حجم مشاريعها و إلى تجهيزها التكنيكي الممتاز. فتروست التبغ قد بذل كل جهوده منذ تأسيسه ليحل العمل الآلي محل العمل اليدوي في نطاق واسع وفي جميع الميادين. " نفس المرجع.
عكس ما يقوله الرأسماليون عن الكارتيلات و أهميتها في تطور الرأسمالية بالقضاء على أزماتها ، ففي الرأسمالية الإمبريالية يتم تعميق الأزمات المالية التي تحدث رجة هائلة في النظام السياسي و الإقتصادي العالمي ، حيث يزداد التناقض الأساسي في التعمق بين ملكية وسائل الإنتاج الخاصة و العمل الذي يكتسي صبغة اجتماعية ، و يتعاظم التناقض بين الرأسمال و العمل في ظل شروط الإستغلال المكثف للطبقة العاملة من طرف الرأسماليين.
يقول لينين :
"أمّا قضاء الكارتيلات على الأزمات فهو قصة اختلقها الاقتصاديون البرجوازيون الذين يسعون وراء طلي الرأسمالية بالمساحيق مهما كلف الأمر. بالعكس، إن الاحتكار، عندما ينشأ في بعض الفروع الصناعية، يشدد ويزيد الفوضى التي تلازم الإنتاج الرأسمالي بأكمله. فعدم التناسب بين تطور الزراعة والصناعة، الأمر المميز للرأسمالية بوجه عام، يزداد لدرجة أكبر. إذ أن الوضع الممتاز الذي تجد فيه نفسها الصناعة الأكثر تنظيما في الكارتيلات، ما يسمى بالصناعة الثقيلة، ولاسيما صناعة الفحم والحديد، يفضي، في الفروع الصناعية الأخرى، إلى «انعدام المنهاجية لدرجة أشد» كما يعترف ييدلس الذي وضع كتابا من أحسن الكتب عن «العلاقات بين البنوك الألمانية الكبرى والصناعة."
و حدد لينين تاريخ انتقال الرأسمالية إلى المرحلة الإمبريالية فيما يلي :
1) سنوات العقد السابع والثامن من القرن الماضي هي قمة، ذروة تطور المزاحمة الحرة. لم تكن الاحتكارات غير أجنة بالكاد تلاحظ.
2) بعد أزمة سنة 1873 جاءت مرحلة نادرة ولم تكن وطيدة بعد. إنها ما تزال ظاهرة عرضية.
3) نهضة أواخر القرن التاسع عشر وأزمة سنوات 1900-1903: تصبح الكارتيلات أساسا من أسس الحياة الاقتصادية بأكلها. تحولت الرأسمالية إلى إمبريالية.
كما حدد الوسائل التي يتخذها الإحتكاريون لفرض التنظيم في هذه الإتحادات على المزاحمين و الخضوع لها و هي :
1) الحرمان من المواد الخام («…طريقة من أهم طرق الإجبار على الانضمام إلى الكارتيل»).
2) الحرمان من الأيدي العاملة عن طريق «الائتلافات» (أي العقود بين الرأسماليين ونقابات العمال بشأن عدم قبول هذه الأخيرة العمل إلاّ في المشاريع المنظمة إلى الكارتيلات).
3) الحرمان من وسائط النقل.
4) الحرمان من أسواق التصريف.
5) عقود مع الشارين بشأن عدم إقامة العلاقات التجارية إلاّ مع الكارتيلات وحدها.
6) تخفيض الأسعار بصورة منظمة (ليفلس «الدخلاء»، أي المشاريع غير الخاضعة للاحتكاريين؛ تنفق الملايين للبيع بأقل من التكاليف خلال زمن معين: فقد حدثت فترات خفضت فيها الأسعار في صناعة البنزين من 40 إلى 22 ماركا، أي نحو النصف!
7) الحرمان من التسليف.
8) إعلان المقاطعة.
و ما تطور الرأسمالية من المزاحمة إلى الاحتكارية إلا نتيجة اضطهاد الدول الرأسمالية للشعوب المضطهدة هذا الاضطهاد الذي تلازم جدلية الحرب و الاستعمار ، و التي ترتكز على تطور وسائل الإنتاج و تأثيرها على القوى المنتجة مما يساهم في بسط السيطرة الاقتصادية و العسكرية على الشعوب المضطهدة.
و لا يمكن معرفة مميزات الرأسمالية الإمبريالية اليوم إلا عبر هذا التناقضات الملازمة لها من خلال العلاقة بين الحرب و الإستعمار ، و لا يمكن للتطور الهائل لوسائل الإنتاج أن يحقق الديمقراطية في ظل الرأسمالية الإمبريالية كما يدعي التحريفيون الإنتهازيون ، حيث يتم تسخر هذه الوسائل من أجل اضطهاد الشعوب.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 13
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 12
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 11
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 10
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 9
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 8
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 7
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 6
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 5
- في المعرفة الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 4
- في المعرفة الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 3
- في المعرفة الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 2
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 1
- في الأسس المادية للإقتصاد الإشتراكي
- بصدد نظرية -السيرورات الثلاث- : المنطلقات والانزلاقات الجزء ...
- بصدد نظرية -السيرورات الثلاث- : المنطلقات والانزلاقات الجزء ...
- بصدد نظرية -السيرورات الثلاث- : المنطلقات والانزلاقات الجزء ...
- بصدد نظرية -السيرورات الثلاث- : المنطلقات والانزلاقات الجزء ...
- التحريفية الإنتهازية بالنهج الديمقراطي و الهجوم على المناضلي ...
- ملاحظات أولية حول ورقة -المرجعية التاريخية و الفكرية و السيا ...


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 14