أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 12















المزيد.....

في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 12


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 3196 - 2010 / 11 / 25 - 22:45
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين ـ الجزء 12

لقد عمل لينين على وضع أسس النظام العالمي في عصر الإمبريالية باعتبارها الأساس الإقتصادي للفكر السائد آنذاك في أوساط التحريفية الإنتهازية ، و عمل على فضح ادعاءاتها حول "الرأسمالية الجديدة التي تتجه إلى الإشتراكية لإسعاد البشرية" كما يدعي الكاوتسكيين و أتباعهم الذين يعملون على خداع البروليتاريا ، عبر أقوالهم المغلوطة التي تهدف إلى تيسير استغلال البروليتاريا من طرف الرأسماليين ، و كانت الدعاية لمساندة الحرب الإمبريالية الأولى باعتبارها "حربا بروليتارية" حسب زعمهم ، محطة تاريخية حاسمة لفضح أذناب الأمية الثانية الذين ساهموا في تشرذم الحركة العمالية العالمية. و سار المناشفة في دربهم و أيدوا قيام الحرب للحيلولة دون إنجاز الثورة اٌشتراكية ، و أكدت وقائع الحرب الأهلية واقع الطفيلية و التعفن التي تتسم بها الرأسمالية الإمبريالية ، باعتبارها أرضيت خصبة لانتشار الفكر التحريفي الإنتهازي ، عبر ترويج المنظور البورجوازي للوقائع و الأحداث التاريخية خاصة في عصر الإمبريالية التي تسيطر فيها حفنة من الدول الغنية على باقي شعوب العالم ، و هي تهدف إلى مزيد من استغلال البروليتاريا و لا تتوانى في تقديم رشاوى لزعماء الحركة العمالية عبر العالم الذين يتحولون إلى أروستوقراطية عمالية تخدع البروليتاريا و تبيع مصالحها.
و كما أن الرأسمالية في حاجة إلى البورجوازية الصغرى اقتصاديا خاصة منها أرباب الأعمال الصغرى من أجل تخطي أزماتها و تجديد نفسها ، فهي بحاجة إلى البورجوازية الصغرى سياسيا خاصة المثقفين و الأريستوقراطية العمالية لتمرير سياساتها الطبقية.
و يقول لينين :
" وإذا لم يدرك المرء الجذور الاقتصادية لهذه الظاهرة. إذا لم يقدر أهميتها السياسية والاجتماعية حق قدرها لا يستطيع أن يخطو خطوة في ميدان حل المهام العملية التي تواجه الحركة الشيوعية والثورة الاجتماعية المقبلة."كتاب :الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية.
و كما أكد ماركس على أن الأساس الإقتصادي هو الذي يحدد نوعية البنية الفوقية أي الأفكار و الثقافة السائدة في المجتمعات الرأسمالية ، سعى لينين إلى تحديد الأساس الإقتصادي للممارسة التحريفية الإنتهازية في تلك المرحلة التاريخية من تطور الرأسمالية إلى الإمبريالية خاصة منها أذناب الأمية الثانية. و حدد لينين أسس البنية السياسية و الإقتصادية للرأسمالية الإمبريالية التي تعتبر نتاج النمو الهائل لوسائل الإنتاج ، عبر التطور الصناعي خلال القرن 19 و طفرة العلوم الطبيعية خاصة الفيزياء ، مما ساهم في تحول الرأسمالية إلى المرحلة الإمبريالية بعد تخطي حدود المزاحمة بين الرأسماليين في السوق التجارية العالمية.
و يقول لينين :
" إن نمو الصناعة الهائل والسرعة الكبرى في سير تمركز الإنتاج في مشاريع تتضخم باستمرار هما خاصة من أخص خصائص الرأسمالية. وتعطي الإحصاءات الصناعية الحديثة عن هذا السير أكمل المعلومات وأضبطها."نفس المرجع.
و عكس ما كانت البورجوازية و معها التحريفية الإنتهازية الكاوتسكية تدعيه حول "الأعمال الصغرى الحرة" و "المنافسة الحرة" التي تجلب الرخاء و الديمقراطية للبروليتاريا ، فإن تطور الرأسمالية إلى مرحلة عليا يؤكد صحة النظرية الماركسية اللينينية ، مما أكد صحة القول بأن المشاريع الرأسمالية الصغرى لا مجال لها في عصر الإمبريالية سوى دورها في امتصاص أزمة الرأسمالية.
يقول لينين :
"إن الملكية الخاصة القائمة على عمل صغار أصحاب الأعمال، والمزاحمة الحرة، والديموقراطية – إن جميع هذه الشعارات التي يخدع بها الرأسماليون وصحافتهم العمال والفلاحين قد اندرجت بعيدا في طيات الماضي. لقد آلت الرأسمالية إلى نظام عالمي لاضطهاد الأكثرية الكبرى من سكان الأرض استعماريا وخنقها ماليا من قبل حفنة من البلدان «المتقدمة». ويجري اقتسام هذه «الغنيمة» بين ضاريين أو ثلاث ضوار أقوياء في النطاق العالمي، مسلحين من الرأس حتى أخمص القدمين (أمريكا وانجلترا واليابان) يجرون الأرض كلها إلى حربـهم من أجل اقتسام غنيمتـهم."نفس المرجع.
و يتم الترويج اليوم لما يسمى "تحرير التجارة العالمية من القيود الجمركية" و "إنشاء المناطق التجارية الحرة " ، و سخرت الرأسمالية الإمبريالية لذلك "منظمة التجارة العالمية" لفرض القيود على الدولة التي ترفض الإندماج في هذه المنظمة الإستعمارية ، لقد حاولت التحريفية الإنتهازية ، فيما قبل كما تفعل اليوم ، طمس حقيقة الرأسمالية الإمبريالية التي برزت نتيجة المزاحمة الحرة و التمركز في الإنتاج كما أكد ماركس على ذلك.
يقول لينين :
" حاول العلم الرسمي أن يقتل عن طريق مؤامرة الصمت مؤلف ماركس الذي برهن بتحليله النظري والتاريخي للرأسمالية على أن المزاحمة الحرة تولد تمركز الإنتاج وعلى أن هذا التمركز يفضي، عند درجة معينة من تطوره، إلى الاحتكار."نفس المرجع.
و اليوم يسعى المناشفة الجدد إلى دحض الماركسية باسم تطويرها مدعين أننا لسنا بحاجة إلى أعمال ماركس ، محاولين دحض الدياليكتيك الماركسي خدمة للمذهب البورجوازي باتهامهم ماركس بأنه لا يملك تصورا واضحا حول الثورة الإشتراكية ، مدعين أنه يقول بأنها ستقوم في العالم دفعة واحدة ، بذلك يعتبرون الماركسية عبارة عن أوهام المادية الميتافيزيقية التي لطالما حاربها ماركس في حربه ضد الهكليين.
و هم يعتبرون أن عدم قدرة ماركس على وضع تصور واضح للمجتمعات الإشتراكية هو ما دفعه إلى تأسيس الأمية الأولى في 1864 ، انطلاقا من عالمية الإشتراكية في مقابل عالمية الرأسمالية ، و هذا الخطأ هو الذي دفعه إلى حل الأممية الأولى ليسقط رفيقه إنجلس في نفس الخطأ، و ذلك بتأسيس الأممية الثانية من أحزاب إشتراكية و نقابات التي ما تزال قائمة إلى اليوم ، إنه بالفعل تحليل منبثق من اللاعرفانية التي تتسم بها أفكارهم ، و هم ينطلقون من ماركس محاولين تجاوز الدياليكتيك الماركسي ليسقطوا في الهيونية و الكانطية ، و هم يحاولون تجاوز مقولة "يا عمال العالم اتحدوا !" بتناولها بشكل تبسيطي لتبخيس المذهب الماركسي ، هذا الشعار الذي اتخذه ماركس أساسا لمواجهة إتحاد الرأسماليين من أجل إسقاط الرأسمالية و بناء المجتمعات الإشتراكية.
و في محاولتهم لتجاوز الماركسية اللينينية يدعون أننا لسنا بحاجة إلى لينين متهمينه أنه لم يعر إهتماما لدور البورجوازية الصغرى ، ذلك ما عرض مشروعه الإشتراكي للدمار بعد سيطرة هذه الطبقة على السلطة و انهيار الإتحاد السوفييتي ، هذا الإدعاء البئيس دفعهم إلى السقوط في أخطاء فادحة ، بعد القول بأن روسيا في بداية الثورة الإشتراكية تعرف طبقتين رئيسيتين هما العمال و الفلاحون لكن مع مرحلة البناء الإشتراكي ظهرت طبقة ثالثة و هي "البورجوازية الوضعية" ، هذا التقسيم الطبقي الغريب عن المذهب الماركسي الذي وضع ماركس و إنجلس أسسه ، و التي دفع به لينين إلى الأمام بتطويره للدياليكتيك الماركسي بعد دحضه لأقوال الماخيين. إن منهجهم اللاعرفاني هو الذي دفع بهم إلى مثل هذه الإدعاءات المغلوطة معتقدين أنهم يطورون الماركسية ، و هم يدعون أن الإشتراكية هي التي أفرزت هذا التقسيم الطبقي الجديد مما أدى إلى تفكيك الإتحاد السوفييتي .
و لتفسيرهم للصراع الطبقي يقولون بأن "العلاقة بين أداة الإنتاج و المنتج علاقة تناقض" التي تنبثق منها المعرفة المسيطرة على العمل ، عكس ما يقوله ماركس عن المعرفة التي تنبثق من داخل الصراع بين القوى المنتجة الجديدة (أدوات الإنتاج و العمال المنتجون) و علاقات الإنتاج الرأسمالية ، هكذا بكل بساطة يحاولون تجاوز المفاهيم الماركسية بوضع كلمات بسيطة في محاولة لتجاوز الدياليكتيك الماركسي بأقوالهم المليئة بالتناقضات ، مما دفعهم إلى محاولة تجاوز الفهم الماركسي اللينيني للنظام العالمي المتسم بالصفة الإمبريالية ، و هنا يقعون في معضلة البؤس الفكري الذي يقول بانهيار الرأسمالية و الإشتراكية معا.
و في مقولتهم هذه يقعون في أخطاء الماخيين الذين يقولون "المادة تزول" و هنا يكمن صلب منهجهم اللاعرفاني ، الذي يريد صياغة "النظرية الثالثة" للعالم و هي لا رأسمالية و لا إشتراكية و إنما شيء ما بينهما ، ليكتمل لديهم البناء الفكري المادي الميتافيزيقي الذي ينطلق من المثالية الذاتية ، فهم يدعون أنهم ماركسيون و يحاولون التوافق بين المادية و المثالية مدعين أن الماركسية اللينينية تجاوزها العصر ، واهمين أنهم قد تجاوزوا ماركس و إنجلس و لينين و ستالين و ماو و أن الماركسية اللينينية غير قادرة على إعطاء الأجوبة الصحيحة للتناقض الأساسي بين الإمبريالية و الإشتراكية.
و انهوا بناء صرح مشروعهم الفكري البورجوازي الرجعي المفعم بالإنتهازية المنشفية بتبرير كل الكوارث التاريخية التي لحقت بالبروليتاريا في الربع الأخير من القرن 20 بالمشروع الإمبريالي للإقتصاد الإستهلاكي ، و هم يتحدثون عن الرأسمال في محاولة لتفسير أزماته المزمة عبر إخفاقات العملة الأمريكية معتبرين أن أساس الأزمات الإقتصادية ما هي إلا أزمات الدولار ، مدعين أن نهج الإقتصاد الإستهلاكي بدول العالم الثالث و سيطرة "البورجوازية الوضعية" بالدول الإمبريالية هو الذي ألحق الكارثة بالعالم ، و هم عاجزون فهم تناقضات النظام الرأسمالي الإمبريالي بعدم قدرتهم عن تجاوز تناقضات منهجهم اللاعرفاني ، و التي لا تخرج عن نطاق المدارس البورجوازية الصغيرة التي تسعى لوضع البورجوازية الصغرى شبه المثقفة في صرح الترف الفكري البورجوازي.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 11
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 10
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 9
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 8
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 7
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 6
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 5
- في المعرفة الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 4
- في المعرفة الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 3
- في المعرفة الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 2
- في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 1
- في الأسس المادية للإقتصاد الإشتراكي
- بصدد نظرية -السيرورات الثلاث- : المنطلقات والانزلاقات الجزء ...
- بصدد نظرية -السيرورات الثلاث- : المنطلقات والانزلاقات الجزء ...
- بصدد نظرية -السيرورات الثلاث- : المنطلقات والانزلاقات الجزء ...
- بصدد نظرية -السيرورات الثلاث- : المنطلقات والانزلاقات الجزء ...
- التحريفية الإنتهازية بالنهج الديمقراطي و الهجوم على المناضلي ...
- ملاحظات أولية حول ورقة -المرجعية التاريخية و الفكرية و السيا ...
- ملاحظات أولية حول ورقة -المرجعية التاريخية و الفكرية و السيا ...
- المرجعية التارخية و الفكرية للنهج الديمقراطي


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - في المعرفة و الدياليكتيك الماركسي عند لينين الجزء 12