أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - اغتالوك حياً ... حرقوك شهيدا .... يا وصفي التل














المزيد.....

اغتالوك حياً ... حرقوك شهيدا .... يا وصفي التل


خالد عياصرة

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اغتالوك حياً ... حرقوك شهيدا .... يا وصفي التل
منذ عقود مازالت ذكرى وصفي التل حاضرة فينا،فهو واحد من أهم رجالات الأردن الذين أسهموا بالقول والفعل وضحوا بكل ما يملكون حتى بأرواحهم في سبيله وأهله.
صفحة الشهيد وصفي التل صفحة تزين تاريخنا المعاصر، نستذكرها بامتياز عندما تشتد الخطوب فوق رؤوسنا، نستدفئ بها باعتبارها تعزية وسلوى،من خلال أعاده استذكار مواقف الباقية ،غرست بيد لرجال من طراز وصفي التل...
عند الجلوس في بيت وصفي المكون من طابقين كما البيوت الشامية القديمة تغطي وجهاته الداخلية نبتة"المديدا"، تم تبليط البيت ببلاط رخامي بلونين ابيض واسود،يضم البيت عدد من الغرف،وإسطبل للخيول تم استصلاحه،في المضافة الرئيسية تحتل صور وصفي التل جزء كبير من الجدران الداخلية للمضافة الى جانب صور عدد أخر من رجالات الراعين الأول.
إضافة لعدد من أدلال القهوة بمختلف الإحجام في موقد يتم إعداد وتسخين القهوة العربية عليه،تنتشر رائحتها في كل مكان لتختلط بعراقة وتاريخ المكان ،كما يوجد جمر تفوح رائحة البخور الذكية منه لتعم الأجواء،لتكتمل الصورة.
لا ادري ما الذي انتابني،قشعريرة عمت كامل جسدي،دمعة حارة حارت في عيني رفضت السقوط، كلما سرقتني عيني الى حيث الصور المعلقة على جدران البيت وكأنها صفحة تاريخ تلخص عشرات السنين من الانجاز الذي كان لابد من التخلص منه ومن عموده من خلال اغتياله .
لحظات استعيد تاريخ عشرات السنين،تاريخ رجال قدموا الدم في سبيل الوطن،بل راحوا ضحايا في سبيل بقاءه واستمراره، كم تمنت ان أعيش تلك المرحلة وأرافق رجالاتها بمرها قبل حلوها،مرحلة كان الرجل بها بألف رجل.
وصفي كم اشتقنا اليك، نفقدك بعدما تحولت الرجال الى أشباه رجال،نفتقدك ايها البطل والى حربك المعلنة ضد الفساد والمفسدين،كم نحتاج اليك يا ابن الريف والبادية والمدينة،ابن الأرض التي رفضت التخلي عنها وضحيت بالجسد بمقابل بقاءها.
يا وصفي، بعدك غابت الزراعة واغتيلت الأشجار وصدر منتوجنا الى الصهاينة في إسرائيل،وتم سلب روح الإذاعة ،وتشويه صورة الأغنية الوطنية، بل انتهى دور الإعلام برمته،ابعد السياسيين الحق وتم إقصاءهم عن المواقع العامة وكأنهم أعداء لا أبناء هذه الأرض،كثرت المصالح الرأسمالية والشركات الرأسمالية والكراسي الرأسمالية والمناصب الرأسمالية .كثر الفساد وعم وانتشر ،دونما ان نجد احد يقف بوجه مشهرا سلاحه ومدافعا عن حق الأردن الذي لولا دفاع رجاله بالأمس لما كان اليوم.
يا وصفي أشقاءنا العرب باتوا أكثر فرقة،صار أبناء الصهيونية اقرب إليهم منا،احتلت بغداد وصرنا بين مطرقة وسندان،والحبل على الجرار،اغتصبت وقطعت ارزاق ،وسلبت موارد لا في الليل بل في وضح النهار،وقف من يدعون السياسة والحنكة والمعرفة مكتوفي اليد لا يقدرون على تحريك ساكن دونما اذن مسبق من "الكونجرس"ولوبياتة الصهيونية،إما نحن فصابرون الى ان يأتي أمثالك فالحال غير الحال التي زرعتها .
يا وصفي لو تم الأخذ بما تقول لما ذهبت الأرض تلو الأرض ولما عشش الصهاينة بين ظهرانينا ،عاشت واستشهدت لقد فكرت مليا في خوض حرب صليبية جديدة لاستعادة الضائع من فلسطين،تلك الأرض المقدسة التي شغلت جل اهتمامك ،من خلال ابتداع إرادة إستراتيجية عسكرية تعتمد على محاور عده تقود في النهاية الى الانتصار على الصهيونية العالمية وجبهتها المتقدمة المتمثلة بإسرائيل ألان يا وصفي تغلق أبواب الحدود بوجه الأشقاء وتفتح بوجه الصهاينة.
كنت على يقين بعدم مشروعية عقد صلح مع إسرائيل لان القضية بالنسبة للرجال الشرفاء من طرازك " تكون او لا تكون "اليوم نهرول نحو التطبيع بحجه الديمقراطية وحجة التطور وحجة التعايش السلمي.
لقد هو سبقت غيرك في تكوين إستراتجية حربية تقود الجماهير العربية جنباً لجنب مع جيوشها النظامية الى أتون المواجهة الحتمية مع الكيان الصهيوني إستراتيجية توحد العرب على الرغم من المشاكل التي يعانون منها وما تجربة حرب تموز وغزة ببعيدة عن الأذهان،باعتبار الهدف هو القضاء على إسرائيل وكيانها المفروض دولياً.
لقد تم الانقلاب على كل شي يا وصفي فالزراعة تم استبدالها بناطحات سحاب،والبوادي تم طرد إبلها وأغنامها ،والقرى تم نسيانها،والمدن سيطر عليها الرأسمال الفاسد بحجه الديمقراطية،وتنمية التي بدائها أنت ورفيق دربك الشهيد هزاع المجالي تم كسر عجلتها وبيعه بثمن بخس دنانير معدودة لا تغني ولا تسمن من جوع.انتشر الفقر والسلب والنهب ،واستفحلت الجريمة،وباتت المناسب السياسية وقفا على أبناء المال وذويهم،تم قسم العرب الى عربان،أولا مسيطر سلاحه المال والأخر عبيد سلاحه عرق الجبين.
نفتقد اليوم الى ساسة من نمرة وطراز وصفي التل الامر الذي حدا بنا نحن الأجيال القادمة بعد وصفي التل الترحم على تلك الأيام وصرنا نبحث في دفاتر الماضي عن رموز نتمسك بها وتاريخها الوطني الشريف،جراء افتقادنا الى أمثالهم،نفتقد الى جراءه المسئول يا وصفي والى رحمته ونظافة يده،وغيرته وتواضعه،بعد 38 عاما من استشهاده مازال وصفي التل حاضرا فينا.
وأخيراً هل يمكن ان نعيش ليوم نشهد به رجال يسيرون على نهج وصفي التل هل يمكن،لا يمكن ان نجزي الشهيد القومي العربي الوطني الشرس حقه مهما كتب الكاتبون ومهما تغنى الشعراء والمطربون فهو بحاجه الى إعادة دراسة لمنهج وصفي التل،فالمحبون كثر لا ننكر ذلك،لكن كم محب فهم نهج وصفي وسار على أساسة،الامر الذي يدعونا الى البكاء... وعلى رأي الشاعر حبيب الزيودي :
رفـن رفوف الــــحجل رفن ورا رف / و خيل أصايل لفت صفن ورا صــف
أقول يا صــويحبي يكفي عتب يكفي / و يا مهدبات الهدب غنن على وصفي
يا وصـفي يا رمحنا الموت ما همك / قلت يا أرضي ارتوي و يا نبع لا تجفي
لنبكي : على وصفي الذي ارتوت الأرض من دماءه فاستشهد لنعيش نحن، لنبكي دمعا أشبة بدم حار...الله يرحمنا برحمته.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


خالد عياصرة
[email protected]



#خالد_عياصرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ثمة توازن قوى بين الحكومة والنواب ؟
- تحركات اللحظة الأخيرة لرئاسة مجلس النواب الاردني
- شلال وثائق منهمر وصمت حكومي مبهر
- العين الحمراء لمجلس النواب السادس عشر
- محافظة جرش : ضعف المخيمات الفلسطينية وامتداد الخلافات الأرض ...
- اسطورة التنظيم السري لحزب التيار الوطني الدستوري وضعفه الطاغ ...
- وصفي التل .... بمواجه دائرة الإفتاء
- كتب التاريخ المدرسي وهيكل
- قواعد جديدة في التعامل مع الحكومة الرفاعية
- كاميرا خفية ام كاميرا قاتلة
- من سيخبر الشعب الاردني بأكاذيب الحكومة وحبها لنا
- لا سمع ولا طاعة لكم.... رسالة للحكومة الرفاعية
- باب الحارة : اذ يقفل أبوابة فهل نقفل عقولنا
- فشل حكومي بامتياز عنوانه ... الماء
- الأردن ما بين الحقوق المنقوصة.... وحقوق الفلسطينية المحررة
- خالد الكركي : نحن كذلك نحترم قراراتك
- روبرت فيسك ... ناهض حتر .... والمشروع الوطني الأردني
- أحاديث في دهاليز الاقتصاد الأردني المأزوم
- بصراحة عن الانتخابات القادمة
- المعلمين .... لا للإضراب ... نعم للحوار


المزيد.....




- شاهد..قرية تبتلعها الرمال بعد أن -تخلى- عنها سكانها في سلطنة ...
- الأمن الروسي يعتقل 143 متورطا في تصنيع الأسلحة والاتجار بها ...
- وزارة الخارجية الروسية تصر على تحميل أوكرانيا مسؤولية هجوم م ...
- الحرب على غزة| وضع صحي كارثي في غزة وأيرلندا تنظم إلى دعوى ا ...
- ضغوط برلمانية على الحكومة البريطانية لحظر بيع الأسلحة لإسرائ ...
- استمرار الغارات على غزة وتبادل للقصف على الحدود بين لبنان وإ ...
- تسونامي سياسي يجتاح السنغال!!
- سيمونيان لمراسل غربي: ببساطة.. نحن لسنا أنتم ولا نكن لكم قدر ...
- قائد الجيش اللبناني يعزّي السفير الروسي بضحايا هجوم -كروكوس- ...
- مصر تعلن موعد تشغيل المفاعلات النووية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد عياصرة - اغتالوك حياً ... حرقوك شهيدا .... يا وصفي التل