أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - نيلسون مانديلا ومنصف المرزوقي انطباعات شخصية














المزيد.....

نيلسون مانديلا ومنصف المرزوقي انطباعات شخصية


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 960 - 2004 / 9 / 18 - 05:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما استضافت العاصمة النرويجية أوسلو في الخامس والعشرين من أغسطس عام تسعين مؤتمر ( الكراهية ) الذي حضره المناضل الكبير نيلسون مانديلا والرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر والتشيكي فاكلاف هافل والكاتبة جنوب الأفريقية نادين جوردمير والكاتب الفرنسي ايلي فيسيل, كان مانديلا على وعي تام بكل ألاعيب السياسيين الكبار خلف الستار على الرغم من أنه اعتزلهم سبعة وعشرين عاما خلف القضبان.
من العرب حضر اثنان فقط: الصحفي الفلسطيني حنا سنيورة والكاتب التونسي الدكتور منصف المرزوقي الأستاذ بكلية الطب, جامعة سوسة, رئيس رابطة حقوق الانسان في تونس ( سابقا ).
كان الاحتلال العراقي للكويت في أسبوعه الرابع, والعالم كله في انشغال شديد باستنباء ما يدور في ذهن طاغية بغداد ولكن هناك قوى ثانية كانت تلعب في الناحية الأخرى من المسرح الدموي وهي لجنة للسلام يترأسها الكاتب اليهودي ايلي فيسيل الحاصل على جائزة نوبل.
فشلت كل المحاولات لتوريط نيلسون مانديلا لكي يدير وجهه ناحية ( الكراهية ) في الشرق الأوسط ليخرج المؤتمرون بنتيجة تصب في صالح الكيان الصهيوني, فقد كان مدركا لكل ما يدور خلف ظهره, وتحدث هو عن ( الكراهية ) في العالم كله, من جنوب أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية.
ألقى الدكتور منصف المرزوقي كلمة عن الحضارة العربية الاسلامية وسط ذهول ودهشة واعجاب وحسد لف القاعة كلها, فكانت وثيقة مشرقة ومضيئة ورائعة, وتحول الحاضرون ناحية هذا العربي الذي خطف الأضواء, وقدم الفكر العربي الاسلامي في صورة راقية ومتسامحة وواقعية منطلقا من التاريخ والجغرافيا, ومتوقفا كثيرا عند فلسفة الرؤية الانسانية لهذا الفكر الديني العميق.
في اللحظة التي شعر خلالها الدكتور منصف المرزوقي أن الأمور تسير في غير صالح الحق الفلسطيني انسحب من القاعة مرفوع الرأس كأنه عربي قادم من زمن الفرسان النبلاء.
وفي كلمته لم ينس ادانة النظام الارهابي لطاغية بغداد, وطالب بانسحاب فوري من الكويت دون قيد أو شرط.
طلب مني الدكتور المرزوقي أن التقط له بعض الصور وهو يجري حديثا مع نيلسون مانديلا, وبعد ذلك تقدمت أنا من المناضل الكبير الأكثر تواضعا من كل من قابلت من الكبار, وأجريت لقاءا سريعا تركز على دوره في اقناع صدام حسين بالانسحاب من الكويت.
عرض نيلسون مانديلا أن يسافر فورا إلى بغداد, قائلا بأنه يحب العرب ويحترمهم, وهو قادر على اقناع الرئيس العراقي بسحب قوات الغزو فورا من الكويت.
أرسلتُ الحديث إلى الأستاذ ناصر العثمان رئيس تحرير صحيفة ( الشرق ) القطرية آنئذ, وتفضل بنشره في الصفحة الأولى في صباح اليوم التالي, ولكن القوى الخفية قامت بالتعتيم على عرض نيلسون مانديلا, ولم يتصل به أحد طالبا عرض وساطته, أو محاولا التعرف على نهجه الذي كان سيتبعه لاقناع صدام حسين بالانسحاب من الكويت, طواعية أو اضطرارا.
كان قد حضر أيضا مؤتمر ( الكراهية ) كل أعضاء الحكومة النرويجية المهتمين بالدور النرويجي في السلام الدولي, ومنهم رئيسة الوزراء السيدة جرو هارلم برنتلاند ووزير الخارجية شل ماجنا بوندفيك ( رئيس الوزراء حاليا ).
عاد الدكتور منصف المرزوقي إلى تونس واستقبلته وسائل الاعلام التونسية بحملة اعلامية ظالمة تتهمه بأنه كان يحضر مؤتمرا صهيونيا , وأبدى تعاطفا مع القوى المعادية للعرب.
كانت الحملة غير نظيفة بالمرة, وتضرب تحت الحزام, خاصة وأنها جاءت بعد بيان اتحاد الكتاب التونسيين الذي قام فيه موقعوه بتقديم التهنئة لطاغية بغداد على " ضمه المحافظة التاسعة عشر إلى الوطن الأم .. العراق "!
كانت تونس كلها ، من قيادتها العليا إلى أصغر مثقفيها متعاطفة تماما مع الغزو العراقي لدولة جارة آمنة ومستقلة, أما المباديء والقيم والأخلاق ورفض الاحتلال والتنديد بالنهب والسرقة والاغتصاب والغاء دولة عربية من على خريطة العالم فكانت أمورا ثانوية بجانب قيام توسعة أرض الخوف في جمهورية الرعب العراقية لتشمل الكويت الآمنة.
غضب المثقفون التونسيون والاعلاميون وكان غضبهم نتيجة طبيعية لعدم رضاء السلطات العليا عن نهج الدكتور منصف المرزوقي الذي دان الغزو والارهاب والاستبداد, وهو المهموم بحقوق الانسان, والمدافع عن حقوق التونسيين في الحرية والكرامة والعدل.
تأثر الشرفاء سلبا بالحملة الظالمة على الدكتور المرزوقي, ولم يصدق أحد أنه كان يمثل الوجه المشرق الرائع للمثقف العربي في مؤتمر استقطب زعماء كبار وصانعي قرار من العالم كله.
أرسلت له بعد فترة رسالة مطولة بسطت فيها مشاعر الفخر والاعتزاز التي جعلتني أستمع بكل الاعجاب لكلمة وطنية مليئة بكل المعاني القيمة لحضارة التسامح , وشكرته على موقفه المناهض للصهيونية وللاحتلال العراقي لدولة عربية, ثم أرفقت الصور التي التقطها له مع نيلسون مانديلا.
تلقيت بعدها رسالة شكر يبلغني فيها الدكتور منصف المرزوقي بأن رسالتي نزلت عليه بردا وسلاما, وجعلها شهادة موثقة لكل الذين اتهموه ظلما وبغيا وعدوانا وزيفا وجهلا بأنه اشترك وساهم في ترويج الفكر الصهيوني.
إن السلطة الرابعة ترتكب جريمة نكراء عندما تُطوّع القلمَ لرغبات السلطة الأولى , وتختلط الأمور , ويتسلل الباطل خفية إلى ظاهر الحق, وتبدأ عملية التزوير في أوراق الوطن.
كم تمنيت أن يستمع كل عربي إلى الدكتور منصف المرزوقي في ذلك اليوم ليتعرف على نقطة ضوء في عالمنا الفكري المليء بمساحات هائلة من الظلام الدامس.
تهنئتنا القلبية إلى المناضل نيلسون مانديلا في عيد ميلاده الخامس والثمانين, وتحية إلى المناضل المثقف الحر الدكتور منصف المرزوقي في منفاه بعيدا عن الوطن الطارد لأبنائه الأحرار.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://www tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهاكات حقوق الإنسان في لبنان
- دعوة لتنازل الملك فهد عن العرش
- لا شرعية لنظام حكم عربي لا يغلق المعتقلات
- لماذا أحب الفلسطينيين؟ لماذا يكرهني الفلسطينيون؟
- لماذا لا يشتري العربُ موريتانيا
- صديق الغربة .. الصديق المفترس
- التدين البورنوجرافي
- رسالة مفتوحة إلى أم الدنيا.. ماذا فعل بك هذا الرجل؟
- ولكن الرقيب سيظل احمقا .....
- خالص العزاء لشعبنا التونسي .. ربع قرن جديد تحت حذاء الرئيس
- لماذا لا يبيع العقيد الليبيين؟
- انتهاء المهلة المحددة للافراج عن الشعب السوري
- سنوات الذل والقهر في المغرب .. ولكن إبليس كان أكثر رحمة من ا ...
- الدخول إلى المنطقة المحرمة.. أقباطنا شركاء الوطن، حقوقهم واج ...
- رسالة مفتوحة إلى الأمير عبد الله بن عبد العزيز .. فلسفة الصم ...
- فتاوى العلماء والفقهاء ليست ملزمة للمسلمين
- حوار بين زنزانتين في سجن عربي
- وقائع محاكمة الرئيس حسني مبارك
- حوار بين قملتين في شعر رأس صدام حسين
- مسح ذاكرة العراقيين .. سباق محموم لاغتيال وطن


المزيد.....




- أمريكا تعلق على موقفها من تصنيف هيئة تحرير الشام كـ-منظمة إر ...
- بلينكن: حريصون على تجنب تقسيم سوريا والنزوح الجماعي منها
- الخارجية السعودية تصدر بيانا بشأن استيلاء إسرائيل على المنطق ...
- إدارة العمليات العسكرية للمعارضة السورية المسلحة تعلن افتتاح ...
- صحافي إيرلندي: أوكرانيا تشكل أكبر تهديد لأوروبا
- الأردن يرسل معدات عسكرية إلى لبنان
- أردوغان يوجّه رسالة بالعربية للسوريين
- واشنطن: لم نتوقع سقوط حكومة بشار الأسد
- إيران تدعو مجلس الأمن الدولي إلى -منع إسرائيل من احتلال الأر ...
- مشاهد لآثار الاستهداف الإسرائيلي الواسع لسوريا (فيديوهات)


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - نيلسون مانديلا ومنصف المرزوقي انطباعات شخصية