أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - انتهاء المهلة المحددة للافراج عن الشعب السوري















المزيد.....



انتهاء المهلة المحددة للافراج عن الشعب السوري


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 07:46
المحور: حقوق الانسان
    


ولا عزاء لسوريا
طائر الشمال في ابريل 2002

تعاني سوريا من أزمة اقتصادية، ويحيط بها خصوم ينتظرون سقوطها ثمرة ناضجة بين أيديهم فلم تعد شجرة النبل قادرة على حملها! فنظام صدام حسين على الرغم من الصورة الظاهرية للتعاون بين بغداد ودمشق يرى إنهاء عصر الأسد الابن أو روح الأب تشفيا في عداء تاريخي لم يزل طعمه مرا في حلق طاغية بغداد.
وتركيا المريضة اقتصاديا ودينيا والتي تحكمها ديموقراطية تحت أحذية العسكر والفساد المستشري فيها كأنها امتداد للجزائر ونيجيريا وباكستان تمسك بيد الغرب أكسير الحياة عن سوريا، فتمنع الماء أو تتركه يروي عطش السوريين، مواطنين ونباتات وحيوانات، وفقا لإشارات قادمة من تل أبيب، فالإسرائيليون يعرفون كيف يضعون الورقة الخضراء في جيوب جنرالات الأناضول.
ولبنان الشمالي قوي بجنوبه، وعنيد بشامه، لكن الجامعة الأمريكية تقف في قلب بيروت تراقب مظاهرات الصفيريين وهم يطالبون برحيل القوات السورية تمهيدا للتقدم ناحية حزب الله وإجباره على الاختيار ما بين وطنه لبنان أو بين دمشق وطهران ومزارع شبعا، وكأن هذا الاختيار حتمي ومقياس للوطنية وحب لشجرة الأرز!
ولا تزال مرتفعات الهضبة السورية تخضع لقوى الاحتلال الصهيوني على الرغم من كل قرارات الشرعية الدولية التي تطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي المحتلة. وإسرائيل تستعد لجولة أخرى من الحروب مع العرب، فالمعارك والقتل والاحتلال هي التي تعطي الحركة الصهيونية شرعيتها وإلا فقدت شعبيتها بين قوى الاستعمار وبين اللوبي الصهيوني في الإدارة الأمريكية، ثم إنه لا بد من احتلال أرض عربية جديدة حتى تتفاوض إسرائيل على الانسحاب من جزء منها!
لم تتغير مفردات الوطنية في دمشق رغم إيمان الكثيرين بأن عصرا جديدا قد بزغ، وأن لغته خليط من العبرية، والعربية، وأن زعماء هذا العصر يعتبرون أن هناك كتابين مقدسين فقط هما التلمود وبروتوكولات حكماء صهيون!
عندما يخرج وزراء الخارجية العرب من اجتماعهم الطارئ تكون العصا الأمريكية قد سبقتهم هناك حيث يدلي كل منهم بتصريح مختصر أو مقتضب، وفي آخر اجتماع ضمهم لرفع الراية البيضاء مع أبي عمار، خرجوا باثنين وعشرين لسانا عربيا غير مبين، فعلي التريكي وزير خارجية العقيد خائف كرئيسه من أي غضب أمريكي، وفاروق قدومي كان كأنه قادم من منتجع سياحي ويتحدث عن السلام والإمكانيات المتوفرة، وأحمد ماهر، الذي لا أعرف حتى الآن كيف عثر عليه الرئيس حسني مبارك مع أن مصر تستطيع أن تمد الخارجية بسبعين وزيرا في كل يوم يمثل كل منهم مدرسة في الدبلوماسية والثقافة والمعلوماتية والشكل والمظهر والحديث والمنطق والوطنية، يتحدث( أي وزير الخارجية المصري) عن الإجماع العربي في المؤتمر!
ووزير خارجية الأردن يعلم أن التحالف الأردني- الصهيوني أشد قوة وأمنا ودفئا من التضامن العربي، أما وزير خارجية موريتانيا فسينقل للإسرائيليين كل ما دار في الاجتماع. وحده وزير الخارجية السوري فقط فاروق الشرع كان صريحا وواضحا ومناهضا للغطرسة الأمريكية والاحتلال الصهيوني والظلم الدولي والتعاطف الغربي مع القتل والتدمير! فاروق الشرع الذي وقف مرة في مدريد يرفع وثائق تدين الإرهابي اسحق شامير في مفاوضات للسلام، لا يمكن أن يستخدم لغة كثيرين من زملائه في وصف إرييل شارون أو الدفاع عن موقف ياسر عرفات أو تأييد وقف ثورة التحرير الفلسطينية فلسطيني.
ترى ماذا يتبقى للعرب إن ترجل الفارس السوري النبيل؟
هل سيأتي يوم أغبر أسود مظلم يجلس فيه وزير الخارجية السوري مع نظرائه وزملائه وهم يتحدثون عن ذكريات الماضي عندما كانت هناك أمة عربية واحدة وقضية مركزية ونضال ضد الاحتلال ولغة مشتركة، وهم الآن في انتظار زميلهم العزيز وزير الخارجية الصهيوني؟
كابوس مفزع يطارد المواطن العربي عندما يشاهد وزراء الخارجية العرب يخرجون من اجتماعهم وكأنهم كانوا في سرادق للعزاء يتخلله حفل عرس احتفالا بالتخلص من الانتفاضة التي كانت تثير غضب أمريكا عليهم وعلى الزعماء وعلى الوطن العربي كله.
إلى متى ستصمد سوريا وهي تسمي الأشياء بمسمياتها، وترفض مقايضة الوطن في مقابل كلمات غزل تخرج من البيت الأبيض أو دولارات تصب في الخزانة السورية أو دعم غربي بمباركة أمريكية لتحسين الاقتصاد السوري؟
الواقع يؤكد أن سوريا هي المتحدث الرسمي باسم الحقوق العربية المهضومة وهي الملاذ الأخير لحركة النضال ضد الصهيونية وهي الصوت العربي الوحيد الذي يمكنه أن يقول لا للبطش والجبروت والظلم الأمريكي.
يبقى شيء أخير كتبنا عنه مرارا ولم نزل نطالب به السلطات السورية كما تطالب هي العرب بوقفة واحدة ضد الهجمة الأمريكية الصهيونية: أن يفرج الدكتور الرئيس بشار الأسد عن آخر معتقل رأي سوري، ويسمح لمنظمة العفو الدولية بزيارة أي مكان ترغب فيه في أي شبر من قلب العروبة النابض.
نحن مع سوريا في هذه الأوقات الحرجة من تاريخ أمتنا، ولكن على سوريا أن تقترب منا، وأن تمد إلينا يديها نظيفة وطاهرة ولا أثر فيها لأي تعذيب لمواطن سوري. نحن مع سوريا ظالمة أو مظلومة فهي قلعة النضال الأخيرة، وعلى دمشق أن تبادلنا نفس المحبة والتكاتف والتراحم وذلك بإنهاء كل صور الظلم الأمني الذي يقع على الضعفاء والمساكين وفي مقدمتها جعل الاستخبارات السورية في مواجهة أعداء الوطن وليس في تخويف المواطن.
شكرا للرئيس الدكتور بشار الأسد لأنه استجاب وأفرج عن مئات وأغلق سجنين مخيفين، وحرر بعض أعضاء الجماعات الإسلامية من كابوس مصادمات مر عليها أكثر من عشرين عاما، لكنها خطوات لا تكفي للانتصار على العدو وتحقيق الرخاء وتحرير الوطن، فإما أن يتم انتزاع الخوف نهائيا من صدور المواطنين الذين يخشون أجهزة الأمن وتحرق كل ملفات السوريين في الغربة ليعودوا آمنين إلى الوطن أو أن الفارس النبيل سيترجل ولن يتحرر الجولان! هل يحتاج هذا الخيار إلى التردد لحظة واحدة؟


انتهاء المهلة المحددة للافراج عن الشعب السوري

طائر الشمال في مايو 2002
ضميري المهني يضغط على كياني كله للكتابة عن حقائق الوضع في سوريا، لكن عشقي الشديد منذ صغري لقلب العروبة النابض يرجئ دائما رغبات قلمي إلى وقت لاحق، لعل مفاجأة تحدث، أو خبرا تطيره وكالات الأنباء ويطير معه قلبي فرحا وبهجة بانتهاء دولة المخابرات والإفراج عن الشعب السوري وتحقيق وعد الرئيس بشار الأسد.
ويطول الانتظار، ويزداد الحزن في النفس والقلب معا، وأكاد أتوقف عن الكتابة خشية أن أقف في الجانب المضاد والمعادي والمناهض لدمشق.
كان ومازال أملي كبيرا في فجر شامي مشرق كوجه حسناء حلبية تهب عليه نسمة رقيقة باردة، لهذا أرسلت عدة مرات للرئيس الراحل حافظ الأسد، وكتبت مقالات عشق في سورية، وتمنيت فيها أن يتنفس شعبنا هواء نقيا بعد إلغاء الأحكام العرفية وإغلاق المعتقلات والإفراج عن كل المعتقلين السياسيين.
وتصادف أحد مقالاتي مع الإفراج الفوري عن أكثر من ألفي معتقل بأوامر مباشرة من الرئيس الراحل حافظ الأسد، حتى أن القائمين على مجلة( الفرسان) الباريسية وقتها ظنوا أن لنا علاقة بالقصر الجمهوري في دمشق.
وعندما جاء الشاب طبيب العيون الذي تربى في مدرسة الأسد الوطنية وتأثر بالفكر الليبرالي الغربي ذهب الظن بي إلي أن الأمر لن يستغرق أسابيع قليلة ثم يفرج الرئيس بشار الأسد عن كل المعتقلين من أبناء شعبه، وينهي إلى غير رجعة دولة المخابرات والأمن.
وفعلا أفرج بشار الأسد عن ستمائة سجين سياسي في السادس عشر من أغسطس عام ألفين، وتوقف الإفراج، وبدا أن الحرس القديم فهم اللعبة جيدا، وران صمت مخيف على القصر الجمهوري، فالرئيس لن يفرج عن المزيد!
تذكرني قصيدة( دعاء الشرق) بسورية، وعندما قمت بزيارتها مرة واحدة يتيمة بدعوة من الدكتور محمد سلمان وزير الإعلام(السابق) كدت أتعرف على كل حجر في دمشق لم أكن رأيته من قبل، وتساءلت: هل حقا الحب يبدأ من دمشق كما قال نزار قباني في قصيدته التي كان مطلعها: يا تونس الخضراء جئتك عاشقا وعلى جبيني وردة وكتاب.. إني الدمشقي الذي احترف الهوى فاخضوضرت لغنائه الأعشاب.
يتملكني غضب شديد لأي هجوم ظالم على سورية، ولذا قمت بالرد على أنيس منصور عندما هاجم شعبنا السوري الذي لا زلت أعتبره في وحدة لم تنفصل بين الإقليمين الشمالي والجنوبي للجمهورية العربية المتحدة. وحزنت بشدة عندما تلقت الصحافة المصرية القومية توجيهات بالغمز واللمز في الموقف السياسي الوطني السوري بعيد مؤتمر قمة بيروت الذي عرض النازي الصهيوني آريل شارون حضور جلساته!
ومنذ تولي الدكتور بشار الأسد رئاسة الجمهورية وأنا أحاول ما وسعني الجهد تجنب الاصطدام وكأنني عاشق من طرف واحد، ليس بالقطع خوفا من أجهزة الأمن، فصفحات طائر الشمال تشهد منذ صدورها أننا لا نخاف إلا الله الواحد القهار، فطائر الشمال لا يستطيع أي موزع صحف في عالمنا العربي أن يعرض علينا توزيعها، والمرة الوحيدة التي تلقى منا موزع وناشر في عاصمة عربية طردا به ستمائة نسخة تركها في المطار ورفض تسلمها.
وكثيرون من معارفي وأصدقائي يطلبون مني عدم إرسال المجلة لهم خشية أن تحوم شبهات حولهم، وكذلك فعل نائب رئيس تحرير مجلة أسبوعية عندما قال لي في وقت لاحق بأنه يخشى أن يعرف أي من زملائه الإعلاميين أنه يقرأ طائر الشمال! بل إن مدير شركة خطوط طيران عربية في عاصمة أوروبية بعث إلينا رسالة هجاء رافضا تماما تسلم المجلة خشية أن يؤثر هذا على منصبه.
ترى هل يميز المسئولون السوريون بين مقالات يفيض على جانبيها عشق شديد لسورية وبين أخرى تطفح بغضا وكراهية وظلما؟
بكل ما في نفسي من حب لسورية وخوف عليها، أستطيع الآن التأكيد على أن لا فائدة، فلا تزال دولة المخابرات تهيمن على رقاب شعبنا، والحرس القديم
يقيمون جدارا سميكا حول الرئيس الشاب، وبشار الأسد لم يعرف بعد أن كل ضابط أمن يعتقل مواطنا سوريا بدون وجه حق، فإنه يعمل لصالح إسرائيل حتى لو ظن أنه يحسن صنعا!
التهم الحمقاء التي يتم توجيهها إلى أي معتقل لا تختلف كثيرا من شخص لآخر، فعندما تم اعتقال النائب المستقل مأمون الحمصي، وجهت السلطات له تهما عدة أهمها:التشهير بالدستور ومعاداة النظام والتخابر مع جهات خارجية معادية! والنائب المستقل لم يطالب بأكثر من احترام قدسية الدستور والحد من حالة الطوارئ وإلغاء الأحكام العرفية ورفع يد السلطة الأمنية عن السلطة السياسية. سجن صيد نابا تم فيه حشر مئات السجناء السياسيين وأكثر من نصفهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين، ثم بعث العراق، ثم التخابر مع جهات عربية(!!) وبالسجن أيضا معتقلون من حزب تحرير إسلامي، وحزب العمال الكردستاني، والعمل الشيوعي، والبعث الديموقراطي، والمنظمة الشيوعية العربية.
الحديث عن سجن تدمر يذكرنا بسجون العراق والأردن والجزائر والمغرب وتونس وليبيا، بل إنه يكاد ينافس سجن أبو غريب العراقي وسجن تزمامارت المغربي، فالسجون الثلاثة يستطيع ملك الموت أن يقوم بزيارتها متى شاء وسيجد بمجرد دخوله مواطنين سوريين أو عراقيين أو مغاربة مشرفين على الموت وينتظرون الزيارة الميمونة لعزرائيل الذي سينهي عذابهم.
خمسة آلاف سجين قضوا نحبهم في سجن تدمر العسكري في أقل من خمس سنوات وذلك في بداية الثمانينيات.
جرت مجزرة تدمر الشهيرة التي قادها الدكتور رفعت الأسد وتخلص فيها من سبعمائة سجين بنشوة شديدة، وبالمناسبة فالدكتور رفعت الأسد يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني في قناته التليفزيونية(شبكة الأخبار العربية)، ويبكي بدموع حقيقية(!!) على حقوق الإنسان، لكن الدكتور لم يقرأ الفاتحة بعد على أرواح مئات السوريين المدفونين في مقبرة جماعية بالقرب من سجن تدمر.
الغريب أن الدكتور رفعت الأسد كان يريد أن يرث أخاه الرئيس الراحل حافظ الأسد، ولو فعل لجعل سورية كلها مقبرة جماعية واحدة تمتد من اللاذقية إلى مجدل شمس. حقوق المواطن السوري منعدمة تماما، فالاعتقال التعسفي قائم، وكلمة القضاء هي السفلى أمام مذكرة التوقيف الأمنية التي يكتبها على عجل ساديون تجري في عروقهم دماء إيلي كوهين، وللمعارضة السورية الحد الأدنى وهو يقترب من الصفر، والسلطات لا تحترم استقلال القضاء ولا حرية العمل النقابي وتشتبه في أي محام يقرر الدفاع عن سجين الرأي.
جميع الانتهاكات اليومية لحقوق الإنسان داخل وخارج السجون والمعتقلات، تعلم بها الحكومة وتوافق عليها وتسهل مهمة مرتكبيها وتجعل الدولة ومؤسساتها وشعبها في خدمة الأمن وأجهزته المخيفة.
ليس في سورية دستور يمكن الاعتماد عليه واحترامه على الرغم من الانحياز الكلي للدستور السوري لحزب البعث الاشتراكي، فكل القوانين التي تسير بها سورية هي قوانين استثنائية والثابت الوحيد هو الأحكام العرفية التي ستكمل في العام القادم عامها الأربعين أي في الثامن من مارس.
إن أي سوري يريد أن يغادر عليه أن يحصل على عدم ممانعة من السلطات الأمنية، وهذا يعني للمثقفين والمفكرين والفنانين والكتاب مراقبة مسبقة لأعمالهم وإلا فإن الأمن العام لن يسمح لهم بمغادرة البلاد.
إن أي كتاب أو مخطوط أو مقال بل حتى خطبة الجمعة في المساجد يجب أن تمر على أجهزة الأمن لأخذ الموافقة أو تتعرض للمنع.
وعندما بدأ الرئيس بشار الأسد في تنفيذ وعوده بإطلاق حرية الشعب انتفضت القيادة العامة لحزب البعث العربي الاشتراكي واتهمت بيان الألف مثقف بأنه يريد تخريب الجبهة الداخلية. وعاد الحرس القديم يقبض على رقاب شعبنا السوري بعد أن تنفس لشهر أو اثنين..
إن أي ندوة يتم عقدها الآن ينبغي أن تستوفي شروطها كاملة وهي طلب ترخيص رسمي للمحافظ، والحصول على ترخيص باسم الشخص الذي سيلقي المحاضرة، وقائمة بأسماء الأشخاص الذين سيحضرون الندوة، وتقديم موجز عن الندوة مع تحديد المكان والزمان.
المئات الذين تم خطفهم أو اختفاؤهم لم يعثر لهم أحد على أثر، ولم توافق السلطات السورية بعد على التحقيق في اختفائهم.
وبما أن هناك أحكاما عرفية منذ أربعين عاما، فإن الحاكم العرفي يستطيع أن يأمر باعتقال أي شخص دون اللجوء لمذكرة توقيف أو الحصول على موافقة
النيابة العامة، وفترة الاعتقال قد تمتد ليوم أو عام أو عشرين عاما دون محاكمة، فكرامة المواطن لا تساوي قيمة ورقة عليها مذكرة التوقيف بل هي أرخص
من أن يكلف ضابط الأمن نفسه معرفة التهم الموجهة للمعتقل.
هناك خمسة عشر جهازا للأمن في سورية تملك صلاحيات واسعة تبدأ بتوقيف أي شخص في عمله أو منزله أو في الشارع أو في حفل زواج ابنته أو في مطار دمشق الدولي، وتمر تلك الصلاحيات بحرية تعذيب المتهم والاعتداء الجنسي عليه وتوقيف أهله وضرب زوجته والتهديد باغتصاب بناته، ولا تنتهي تلك الصلاحيات بدفنه في مقبرة جماعية لا يعرف موقعها غراب ينبش في الأرض أو الثعبان الأقرع الذي لا يقترب من المقابر الجماعية لأي سجن عربي.
لماذا لم يعلن الرئيس بشار الأسد عفوا عاما عن أبناء شعبه المعتقلين ظلما والذين قضى بعضهم أكثر من ربع القرن في زنازين ضيقة وقذرة دون أن تتم توجيه
أي تهم إليهم.
إن المحاكم الاستثنائية وصمة عار وتسيء لسورية، فهناك إذلال للقضاء والمحامين وعائلات المعتقلين، وكذلك محاكمات صورية تستند إلى اعترافات تم انتزاعها تحت باطن الأرض بعد نزع أظافر المتهمين أو نفخ أجسادهم أو اغتصابهم، وليس للمحامي حق الانفراد بموكله. من يصدق أن سورية لم توقع على اتفاقية مناهضة التعذيب لأن أجهزة الأمن الخمس عشرة والتي يعمل في خدمتها آلاف من زبانية التعذيب لن تجد عملا حرا وشريفا ونظيفا، فقد تلوثت أيديها بدماء شعبها لعقود عدة، وتربى جيل جديد من ضباط الأمن وجنوده ومخبريه ومرشديه لا يعرفون لغة أخرى غير القسوة وقلع الأظافر وإطفاء أعقاب السجائر في الأجساد البريئة لمواطنين أحبوا وطنهم فقابلهم أبناء وطنهم من رجال الأمن بكراهية تكاد تصطلي حمما.
من يصدق أن الصحفي رضا حداد الذي توفى في السابع عشر من يونيو عام ستة وتسعين كان قد قضى في المعتقل أربعة عشر عاما قبل أن تتم محاكمته رغم مرضه بالسرطان ورفض السلطات السورية الإفراج عنه؟
ضحية يقول: لدى اعتقالي تم تعريضي إلى أشد أنواع التعذيب لانتزاع معلومات، حيث تم جلدي وتعذيبي بالكرسي الألماني وحرق الأطراف بالأسيد وهرس الأصابع والتعذيب المعنوي بجلد زوجتي أمامي وأهانتها وإحضار والدتي والتهديد بتعذيبها. ثم تعرضت لعملية فسخ للطرفين السفليين أدت إلى افتراق شديد في الوصل العاني وكسر عظم الحوض، ففي السجون السورية هناك أربعون طريقة للتعذيب، منها كسر العظام والاغتصاب والصعق الكهربائي وقلع الأظافر والتعليق من الأرجل مع جلد طوال الليل والنهار وغيرها.
في تقرير منظمة العفو الدولية تم توثيق اعترافات خطيرة لمتهمين تعرضوا لكل صنوف التعذيب وخاصة عقب اعتقالهم حيث يتم تعرضهم لما يطلق عليه(حفل الاستقبال) وتتضمن أكثر الطرق شيوعا الضرب على أنحاء الجسم، والضرب على باطن القدمين، وتعليق الضحية في إطار سيارة معلق وركله، وصب الماء البارد بصورة متكررة علي جسم الضحية، وتمديد العمود الفقري بما يسمي الكرسي الألماني. ولا يزال التعذيب يمارس بصورة منتظمة في سجن تدمر العسكري، وقد تضاعف التعذيب على الخمسمائة معتقل الذين حوكموا أمام محكمة أمن الدولة في دمشق في يوليو عام خمسة وتسعين. كما أن هناك أكثر من عشرين ألف سجين مروا على سجن تدمر العسكري في أقل من عشر سنوات لكنه لا يستضيف الآن أكثر من ستمائة سجين، بعضهم قضى فيه عقدين من الزمان دون محاكمة. ويقول احد السجناء الذين هربوا من سوريا منذ أقل من ثلاث سنوات: " عندما يشكل الموت حدثا يوميا يتربص بالمرء من خلف التعذيب وعمليات الضرب العشوائية وقلع العينين وكسر الأضلاع وسحق الأصابع.. وعندما يحدق بك الموت ولا يمكن تفاديه إلا بالصدفة.. أفلا ترحب بالخلاص عبر رصاصات الرحمة؟".وهذه شهادة سجين سابق في تدمر عما حدث له بعد عام من تولي الدكتور بشار الأسد مقاليد السلطة: " بعد نزولنا من الحافلة في سجن تدمر، سرنا عبر بوابة السجن ورؤوسنا مغطاة وأيدينا مكبلة خلف ظهورنا. وفي اليوم التالي جمعونا من أجل( حفلة الاستقبال). أمرت أن أستلقي على بطني، ثم ربطوا قدمي إلى الأعلى. وضغط أربعة حراس على ظهري بأقدامهم ليمنعونني من الحركة. ثم جلدت ربما أكثر من مائتي جلدة إلى أن فقدت الوعي".
ويقول آخر:" أثبت الجنود والرقيب المسؤول أنهم أصحاب أفكار مبتكرة في وسائل الإذلال، وإلى جانب الضرب والركل والجلد، هناك وسائل تعذيب هزلية مؤلمة مثل إجبار السجين على أكل حشرة أو صرصار أو ذبابة كبديل عن لعق حذاء الحارس أو الرمل في الساحة لتنظيفها".
ويتعرض السجناء للضرب بشكل روتيني وهم يدخلون إلى زنازينهم أو يخرجون منها أو عند الاستعداد للاستحمام أو عند تسلمهم الطعام.
هناك رئيس للزنزانة وعليه أن يأتي كل يوم بمن يتلقى وجبات إضافية من التعذيب وإذا لم يفعل يتعرض هو للتعذيب، ثم يطلب منه، مثلا،أن يحضر أطول سجين أو الأقصر أو شخص أعزب أو متزوج لمعاقبته، وفي أغلب الأحيان يقترن التعذيب الجسدي بالنفسي ثم التهديد باغتصاب الزوجة أو الابنة أو الأم.
ويطلب حراس السجن أحيانا من السجناء أن يعذب كل منهم الآخر كأن يضربه أو يطلب منه شرب ماء قذر أو أكل حشرات، فالمطلوب تحطيم كامل لكل ذرة كرامة أو إنسانية يمكن أن تكون قد أفلتت ولا تزال قائمة في نفس أو عقل أو جسد السجين.
وفي سجن تدمر حينما يحين موعد حلق الشعر يقوم السجناء الحلاقون بحلق شعر النزيل بطريقة همجية وسريعة وبأمواس حلاقة قديمة وملوثة وتحدث شقوق وجروح في الرأس، وإلا فإن العمل لا يصبح جيدا ويتعرض الحلاق للتعذيب.
الذهاب إلى الحمامات جحيم لا يطاق، فالنزلاء يذهبون بالركل والضرب والجلد. ثم يدخل ستة منهم إلى دش واحد وبارد، ويقوم الحارس وهو يضرب الستة الآخرين بالعد من واحد إلى عشرين ثم تنتهي وجبة الضرب والاستحمام، وعلى هؤلاء الستة أن يعودوا ويركعوا ليتلقوا ضربات موجعة حتى ينتهي الآخرون
من الاستحمام. أما العودة إلى الزنزانة فكأنها طريق لا نهائي يتعرضون خلاله لضرب في كل أجزاء الجسد حتى يتحول إلى دماء متجمدة.
حتى هذه اللحظة فإن سجن تدمر العسكري تمارس فيه كل صنوف العذاب مثل الجلد أثناء تقديم الطعام أو ارتكاب مخالفات جسيمة وأهمها النظر إلى وجه الحارس أو الذهاب إلى المرحاض أثناء الليل وعقوبة المخالفة تتراوح ما بين خمسين إلى مائتي جلدة.
في بعض الأوقات التي مرت على سجن تدمر اضطر أكثر من مائة سجين إلى استعمال مرحاض واحد، وفي عام تسعة وتسعين تم منع المطالعة أو إعطاء دروس أو الصلاة أو الصوم أو النظر من النافذة أو المشي داخل الزنزانة.
قمنا بالاستعانة بمقتطفات من حقوق الإنسان العربية والسورية والدولية، والأمر يحتاج إلى مجلدات كاملة لوصف جحيم لا يمكن أن يستمر.
كم وددت لو أنني لم أحب سوريا في يوم من الأيام فربما تمكنت من إصدار عدة كتب من شاكلة كتب المعارضة من الإخوان المسلمين والشيوعيين وبعث العراق والمستقلين وغيرهم، لكنني في الواقع، ورغم فداحة الجرم المستمر في سورية أتشبث بضوء صغير جدا أكاد أراه رؤى العين حتى لو بدأت مقالي بأنه لا فائدة من الحديث عن النظام السوري ودوره الوطني والتفاؤل بقرب انتهاء دولة الاستخبارات وأجهزة الأمن وسجن تدمر ومئات من الضباط والسجانين الذين نهشوا لحوم السوريين وعذبوا وقتلوا آلافا من الأبرياء في السنوات الماضية.
إذا ظن الرئيس بشار الأسد أنه مدين للحرس القديم بتوليه رئاسة الجمهورية فلن يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.
هناك تناسب عكسي ما بين عدد المعتقلين وما بقي من وقت لتحرير المرتفعات السورية، ولا زلنا نحذر الرئيس الدكتور بشار الأسد من أن كل رجل أمن يعذب سوريا أو يعتقله أو يهينه هو واحد من الطابور الخامس الذي يعمل لصالح إسرائيل في قلب العروبة النابض. لن يتحرر شبر واحد من سورية قبل أن يتحرر الإنسان السوري ويتنفس وينطلق ويكتب ما يشاء ويعقد ندوات وينتقد الحكومة والسلطة والرئيس نفسه.
لن يجد آريل شارون خيرا من السجانين في سجون ومعتقلات سورية ليمنعوا هذا البلد من التقدم وامتلاك قوته وتحسين اقتصاده.
فليصدقني الرئيس بشار الأسد إن قلت له بأن كل أجهزة الأمن المنشغلة بالمواطن السوري تعمل من حيث تدري أو لا تدري في خدمة الموساد.
كل السجانين وضباط الأمن في سجن تدمر جواسيس لإسرائيل حتى لو لم يكن بينهم وبين الدولة العبرية أي اتصال، فمن أولى مهام الجاسوس أن يخرب لصالح أعداء الوطن. ليتق الرئيس بشار الأسد ربه وضميره ويعلن فورا الإفراج عن الشعب السوري في داخل السجون وفي خارجها، وإذا لم يفعل فستقوم بذلك قوى غربية أو أمريكية بدعم كامل من الكيان الصهيوني العنصري.
الغريب إن جسدي كله يرتعش من هول ما قرأت عن دولة الاستخبارات، ولا زلت أحب سورية وأحلم بأن يقوم بشار الأسد بتحريرها من المحيطين به وبها، هل هي أضغاث أحلام؟ وسلام الله على سورية

لماذا لا ترد سوريا؟
طائر الشمال في 5 أكتوبر 2003

اختارت إسرائيل بعناية شديدة توقيت ضرب العمق السوري في الوقت الذي يحتفل السوريون بمرور ثلاثين عاما على أكتوبر المجيد.
الرسالة كانت واضحة, وكما ذكرنا عشرات المرات من قبل بأننا نقف مع قلب العروبة النابض, ونتعاطف مع دمشق, ولسنا في معرض المفاضلة بين باطل العدو الصهيوني والحق السوري.
لكن سوريا لا تريد أن تنصت مرة واحدة لعشاقها من العرب الخائفين عليها والذين تنحصر مطالبهم في حقوق المواطن السوري, والقضاء على دولة المخابرات, وانهاء سلطة الحرس القديم, ونزع الخوف من قلوب السوريين, وفتح أبواب الوطن كله للمغتربين ليعودوا بدون خوف أو وجل أو ملفات أمنية ويساهموا في بناء الوطن.
قلنا بأن العدو الصهيوني هو الأكبر والأقوى ما لم تغلق سوريا كل المعتقلات والسجون, وتفرج عن سجناء الضمير والرأي.
التحليلات التي حاول المفكرون والسياسيون والمثقفون السوريون اقناع المشاهد بها في الفضائيات جاءت مضحكة ومبكية, وهي اكليشيهات معدة منذ زمن بعيد عن ضرورة أن تختار سوريا وقت وزمن معركة التحرير.
وجاء الرد السوري بشكوى مليئة بالدموع إلى مجلس الأمن وكأن المجلس لا يحتوي على مجلدات من الشكاوى ضد الدولة العبرية لا تحرك شعرة من رأس السفاح آريل شارون.
لا نبحث عن حرب, ولا نطلب من سوريا أكتوبر جديدا, لكننا نريد ردا فيه ولو أقل درجات الكرامة التي تليق بذكرى النصر العظيم حتى لو كانت تهديدا أجوف بالرد في العمق الاسرائيلي على العدوان.
لو أن اسرائيل ضربت الصومال فربما ينتفض الصوماليون غضبا ويأتي الرد على العدوان الصهيوني في ساعات معدودة.
لا نحرض سوريا ولا نريد معرفة توقيت الحرب أو تحرير الجولان, لكننا نبحث عن الكرامة وهي بالطبع ليست في حشايا الشكوى لمجلس الأمن

من يعيد إلينا سوريا؟
طائر الشمال في 16 سبتمبر 2003

بيني وبين سوريا عشق قديم لا أتذكر بداياته, ولعلها كانت في العام الأول للوحدة بين الاقليم الشمالي والاقليم الجنوبي, وكنت قد بلغت الحادية عشرة من عمرى , وبدت لي آنئذ سوريا امتدادا عضويا وروحيا وثقافيا لوطني الأم.
وفي هذا العام بالذات أتذكر أن أحد المدرسين أبلغنا في الفصل في مدرسة البوصيري الابتدائية بالأنفوشي في الاسكندرية أنه يستعد للسفر إلى قلب العروبة النابض, وسيزور الجامع الأموي, ويتجول في سوق الحميدية, ويقرأ الفاتحة على قبر صلاح الدين الأيوبي.
وسألنا مازحا إن كان أحدنا يرغب في شيء من دمشق, فرفعت يدي على الفور, وكنت أريد فقط أي شيء من رائحة سوريا التي أحببتها قبل نضوجي بسنوات عدة.
ومرت السنوات, وانفصلت سوريا عن مصر, وظللت لسنوات عديدة استخدم تعبير الاقليم الشمالي والاقليم الجنوبي في محاولة مني لرفض الانفصال, أو الايحاء للنفس بأن قلب العروبة لاتزال ملتصقة بقلبي.
ثم توالت سنوات أخرى, وشغلتني هموم الوطن العربي برمته, ولكن ظل حنين السفر لسوريا يسري في كياني كله, ولم أكن مطمئنا لزيارة عشقي الأول استنادا إلى كتابات كثيرة لي عن حقوق الانسان والمعتقلات والسجون, وحساسيتي المفرطة ضد دولة المخابرات.
وفي عام تسعين حدث تغير فكري لي نتيجة الموقف السوري الملتزم والمبدئي من احتلال العراق لدولة الكويت الصغيرة والآمنة والمسالمة, في الوقت الذي بدأت تخف حدة الضغط على المواطنين, وكان لابد من الوقوف مع سوريا لأسباب قومية وعروبية.
ونشرت في طائر الشمال مقالات كثيرة ورسائل مفتوحة إلى الرئيس حافظ الأسد, ومنها واحدة من الرسائل التي قيل لي بأن الرئيس الراحل استجاب لها, وتأثر بفحواها وبمصداقيتها حتى أن محررا بمجلة الفرسان التي كانت تصدر في العاصمة الفرنسية اتصل بي وسألني إن كنت على علاقة بالقصر الجمهوري! ولما سألت عن السبب قال لي بأن الرئيس حافظ الأسد قرر الافراج عن ألفين وسبعمئة معتقل بعد نشر رسالتي المفتوحة والموجهة إليه.
قمت بزيارة دمشق مرة واحدة ولمدة خمسة أيام فقط , وقابلت مثقفين واعلاميين ومسؤولين, وزرت القنيطرة, وأرتويت من الأرض الطيبة, ولكن كانت في نفسي عشرات التساؤلات التي لم تجب عليها زيارتي, ولم تزحها جانبا عواطفي الجياشة تجاه دمشق وأهلها وأرضها وتاريخها ومفردات الوطنية في قاموسها اليوم.
كل جيران سوريا يتربصون بها, ويأملون في انهيارها, ويعمل كثيرون منهم مع أعدائها وخصومها, من ذئاب الأناضول في الشمال مرورا بنظام شيطان بغداد البائد ثم الرئيس الجديد بريمر ( وهو غير الرئيس أحمد الجلبي ), والنظام الهاشمي في الأردن ( حتى أن السفير السوري في عمان تراقبه أجهزة الاستخبارات الأردنية ليلا ونهارا), وكثير من الميليشيات اللبنانية الظاهرة والباطنة, أما الكيان الصهيوني فحدث ولا حرج.
ومع ذلك فالسلطات السورية ترى حرية التعبير والرأي والنقد والمعارضة والتظاهر والرفض أشد خطرا من كل أسلحة جيرانها مجتمعين أو منفصلين!
وعندما تولى طبيب العيون الشاب بشار الأسد الحكم بعد تغيير مواد الدستور ليلائم عمره, تفائل المتشائمون, وتسامح الغاضبون, وأرسل الخصوم في الداخل إشارات كثيرة ممنية نفسها بعهد جديد في ظل قيادة علمية ومستنيرة ومتفتحة وتملك الاثنين معا, الفهم الغربي للديمقراطية, والالتزام السوري العربي في الصراع مع العدو الصهيوني.
لكن دولة المخابرات لم تكن تسمح للرئيس الشاب أن يقص أجنحتها, أو يلعب من وراء ظهرها, أو يفرج عن آلاف المعتقلين, أو ينهي سطوتها على رقاب المواطنين, أو ينزع الخوف من قلوب السوريين.
ولم يتغير شيء....
فالمحققون جلادون, وأجهزة الاستخبارات تعرف دبيب النمل, والمواطن السوري تزداد نبضات قلبه أضعافا كثيرة قبل أن تهبط الطائرة به مطار دمشق الدولي, وروح إيللي كوهين تسري في دماء زبانية التعذيب في المعتقلات.
سوريا هي قلعة الصمود أمام الصهيونية, وهي مفردات الوطنية التي تتطهر بها النفس العربية في زمن الهزائم, وهي الكبرياء الذي يتحدى المهانة والاذلال أمام قوى الاستعمار الجديد, وهي الشباب الذي تجدد ( رغم اعتراضنا وتحفظنا على طريقة نقل السلطة ) في صورة هذا الشاب المتفتح والذي تربى في مدرسة الأسد.
ولكن دولة الاستخبارات التي تعتقل الشعب السوري بكامله داخل حدود جمهورية الصمت, تعتقل أيضا الرئيس بشار الأسد داخل دائرة الخوف أو الانتظار, فهو مدين لها بايصاله للحكم وهي تعرف أنها لا تمزح ولا تقدم تنازلات.
في كتاب ( طبائع الاستبداد) يقول عبد الرحمن الكواكبي:
( المستبد يود أن تكون رعيته كالغنم درا وطاعة, وكالكلاب تذللا وتملقا, وعلى الرعية أن تكون كالخيل إن خُدمت خَدمت, وإن ضُربت شرست, وعليها أن تكون كالصقور لا تلاعَب ولا يُستأثر عليها بالصيد كله, خلافا للكلاب التي لا فرق عندها أطعمت أم حُرمت حتى من العظام).
سوريا في خطر مادامت دولة المخابرات تمسك رقاب الشعب, وكلما تحرر سوري وخرج من المعتقل خسرت اسرائيل موقعا لها, فإذا تم الافراج دون قيد أو شرط عن كل السوريين واللبنانيين والفلسطينيين المعتقلين في زنزانات الرعب, فإن إسرائيل ستقيم سرادق عزاء, وستفهم القيادة الصهيونية أن قلب العروبة النابض ستلحق بها هزيمة منكرة في أي حرب قادمة.
لن يتحرر شبر واحد من الجولان ما لم يتحرر الشعب السوري من الخوف والفزع وسوط الجلاد وملفات الرعب في أجهزة الأمن الممتدة في طول وعرض الوطن السجين.
سوريا الحبيبة ترزح تحت نير استعمارين, الصهيونية في المرتفعات, وأجهزة الأمن في المنخفضات, أعني زنزانات العالم المنسي تحت الأرض.
إن كل ضابط سوري أو رجل أمن يعتقل بريئا, أو يعذب مواطنا, أو يلفق تهمة كاذبة لواحد من أفراد شعبه, فإنه في الواقع يعمل ضمن الطابور الخامس, وأن لافرق كبير بينه وبين إيللي كوهين.
لسنا في معرض الحديث المفصل عن سجن تدمر , فالداخل إليه مفقود والخارج منه مولود, وغالبا لا تخرج منه إلا روح مسكين عذبه زبانية الارهاب حتى تم استدعاء ملك الموت على عجل.
في فجر السابع والعشرين من شهر يونيو عام ثمانين قام 200 عنصر من سرايا الدفاع بأوامر من رفعت الأسد بفتح النار على مئات الأبرياء في سجن تدمر العسكري , وفي أقل من ساعة زمن كانت أجساد السجناء قد تمزقت, وسالت الدماء في كل مكان, وجاءت شاحنات لنقل مئات الجثث, ثم قامت بالقائها في حفر قريبة من بلدة تدمر( بالمناسبة فرفعت الأسد لديه قناة فضائية عربية تدافع عن حقوق الانسان !!!).
المجازر كثيرة ومنها مجزرة جسر الشغور, ومجزرة سوق الأحد بحلب, ومجزرة سرمدا, ومجزرة هنانو بحلب, أما مجزرة حماة فكانت في الثاني من فبراير عام اثنين وثمانين وهي أخطر وأقسى المجازر الوحشية في القرن العشرين.
ومع ذلك فقد ظل الشعب السوري العظيم قادرا على التسامح والعفو, وخرج عن بكرة أبيه يبايع الرئيس بشار الأسد, ويضع بين يديه مستقبله وأمانيه وأحلامه.
ووصلت اشارات سلام ورغبة في تلاحم طوائف الوطن من أكثر المتضررين في تاريخ سوريا من المجازر وهم جماعة الاخوان المسلمين وقيادتهم في ألمانيا, لكن السلطات السورية رفضت عودة الاخوان بعد أكثر من عشرين عاما من المذابح والمواجهات.
الرئيس بشار الأسد يملك حلا سحريا يصنع به سوريا جديدة, ويلهب به خيالات الابداع, ويحرر به مرتفعات الهضبة, ويخفف به من كل التجاوزات التي حدثت في عهد الرئيس الوالد الراحل, وهذا الحل لا يخرج عن الافراج الفوري عن كل المعتقلين المنسيين في سجون الرهبة وعالم الظلمات والظلم تحت الأرض, وتفكيك دولة المخابرات, وتسريح أو محاكمة كل الضباط الذين اشتركوا في المذابح والمجازر ضد شعبنا السوري, وفتح الوطن السوري لكل المغتربين والمهاجرين دون أن يتوجه أي رجل أمن بسؤال واحد لعائد من الغربة, وأن يتم حرق جميع ملفات السوريين في مكاتب الأمن, وأن ترفع الرقابةعن الاذاعة والتلفزيون والكتاب والصحيفة والمطبعة.
عندئذ سيكتشف الرئيس بشار الأسد أن الأسياد الأحرار هم الحماية الوحيدة له وللوطن, في مقابل عبيد خائفين .
إن الأيدي المرتعشة لن تحمل سلاحا, وإذا حملته ففيه هزيمتها قبل أن يطلق العدو رصاصة واحدة.
كلما ازدادت دولة المخابرات وبسط الحرس القديم سيطرته على الوطن, تنفس الاسرائيليون الصعداء, وتلقت أجهزة الموساد تعليمات بأن لا يعملوا على الجبهة السورية, فدولة المخابرات في دمشق كفيلة بهزيمة الوطن دون أن يضطر جندي صهيوني واحد لاطلاق رصاصة.
هذه كلمات حب مكملة لأول معرفة لي منذ أربعة عقود أو أكثر بالاقليم الشمالي للجمهورية العربية المتحدة, ولاتزال سورية في قلبي لا تبرحه حتى يأذن الله أو أكون من الهالكين.
إنني أرى هزيمة حبي الأول .. سوريا العظيمة في الظلم والبغي والعدوان وامتهان كرامة المواطن وبث أجهزة تجسس على المواطنين ومشاعر الخوف لدى كل المغتربين وتهميش دور ثقافة الحرية والتمرد والنقد والرفض.
ومقالي هذا دعوة من قلب يحب عشقا جارفا سوريا, ويتمنى الافراج الفوري عن الرئيس بشار الأسد من أجهزة الأمن ودولة المخابرات والحرس القديم, ليحرر بدوره شعبنا الباسل والصابر.
عندما يتم الافراج عن الشعب السوري سيتدفق عشرات الالاف من المبدعين والعباقرة السوريين الذين نسيهم الوطن في غربتهم, فتركوه فريسة السلطة.
في قصيدة نشرها الشاعر المأمون أبو شوشة في ديوان ( دموع المهرج ) يقول:
في قصرك المعمور بالخيرات يا ملكي كلاب ..
ولأنها في عز ملكك لا تثور ..
لا شك أنك عالم لما لا تثور ..
الأغبياء الأدعياء المغرضون يهللون ..
إن الرعية حرة والشعب جبار عنيد
لكن كلابك أنت زرقاء الدما شيء جديد ..
تهوى الخضوع والاستكانة ..
وبرغم ما يروى للصور الكثيرة للوفاء عند الكلاب ..
فكلاب قصرك يا مولاي واغفر لي خيانة ..
هذا الذي يتقولون بها العصاة المجرمون ..
فأنظر لسخف حديثهم ..
لغبائهم ..
أو ليس شعبك أو كلابك كلهم ملكا حلال؟

ترى هل يعيد إلينا بشار الأسد سوريا؟
ماذا يفعل المنسيون ( منهم 200 مواطن لبناني) في زنزانات تحت الأرض وبين أنياب كلاب بشرية تعمل لصالح العدو الصهيوني داخل قلب العروبة؟
عندما تنهزم سوريا, لا قدر الله, أمام أي عدوان أمريكي أو صهيوني أو تركي , فسيكون يوما تتجمع فيه كل أحزان الأرض في قلوبنا, وسنلعن يومئذ الصامتين والخائفين والجبناء الذين حبسوا أصواتهم وألسنتهم وأقلامهم, وتركوا سوريا الحبيبة حبيسة في عالم الخوف.
هل تحرك كلماتي صانع القرار في القصر الجمهوري في دمشق, أم أن الكتابة أصبحت في عالمنا عبثا؟
ألم يأن الوقت الذي نحتفل فيه جميعا, ومع الرئيس بشار الأسد, بعرس سوريا الحرة وكرامة مواطنيها واختفاء عالم الخوف, أم أن أمنياتي أضغاث أحلام؟
وسلام الله على سوريا

كل السوريين خائفون، فكيف لقلب العروبة أن ينبض؟
طائر الشمال في 23 نوفمبر 2003

عندما نشرت مقال ( من يعيد إلينا سوريا ؟) عن قلب العروبة النابض وأجهزة الأمن والاستخبارات والسجون والمعتقلات وحرية المواطن, وظننت أن الأعمى سيقرأها, وسيسمعها من به صمم!
ولكن على عكس كل المقالات الأخرى لم يصلني رد واحد من داخل أو خارج سوريا الحبيبة.
مصادفة أم خوف أم يأس من السوريين لأي تغيير قد يطرأ على بلدهم بعد أربعين عاما من اعلان قانون الطواريء!
لم يعد هناك أدنى شك في أن القوى العالمية الممثلة بالولايات المتحدة الأمريكية تتربص بسوريا, ولن يكون الوضع أفضل من وضع جماهيرية العقيد بعد المقاطعة, ثم الحصار, ثم ترك كلب الاستعمار في المنطقة ينهش دمشق انطلاقا من تل أبيب أو القدس.
والتاريخ يعيد نفسه, وهو لا يلقي دروسه إلا على من ألقى السمع وهو بصير, فعدد كبير من منظمات الدفاع عن حقوق المواطن السوري بين المعارضة السورية في المنفى تستعد للتعاون مع واشنطون بنفس طريقة المعارضة العراقية التي مهدت الطريق الأمريكي لاحتلال وطنها والاستيلاء على النفط حتى لو كان الهدف الأسمى هو ازالة النظام البعثي لطاغية بغداد.
يجب أن نعترف على الرغم من وجود منظمات حقوق الانسان, ولجان الدفاع عن الحرية في سوريا, وأبطال أحرار في سجون وأقبية تحت الأرض في عاصمة الأمويين, فإن المواطن السوري المفترض فيه أنه يقود حركة النضال, ويتعرف على مفردات الوطنية, ويحارب عدوا لدودا, وتصله من لبنان نسائم الحرية, لا يتحرك إلا قليلا, ولا يكترث بطوفان قد لا يبقي ولا يذر من قلعة النضال.
أما السوريون الذين يحتلون مواقع اعلامية وثقافية وفكرية في معظم صحف المهجر فيكتبون عن الأدب والشعر والروايات الغرامية والحرب العالمية الأولى وقصائد مصطفى طلاس وتلفزيون الجزيرة ومحمد دحلان وباسكال مشعلاني والخلافات اللبنانية, أما هموم الوطن, وأجهزة الاستخبارات, ومئات الآلاف من السوريين الحالمين بعودة إلى بلد تحكمه قوانين بغير المرور على مكاتب الأمن العام لتلقي صفعة على القفا, والغاء قوانين الطواريء, فكلها أمور لا تمثل أهمية للسوريين!
وعندما قامت الطائرات الاسرائيلية بضرب مواقع داخل حرمة الوطن, ثم حلقت فوق القصر الرئاسي لبشار الأسد لابلاغه رسالة نحسب أنه تسلمها واستوعبها جيدا, لم يكن من مهام الطيران الوطني لبلد واقع جزء عزيز منه تحت الاحتلال رد العدوان أو التهديد أو حتى استعراض قوة في السماء في منطقة آمنة.
وسادت إسرائيل فرحة غامرة, فسوريا بهذا المنطق لن تحرر جولانها ولو بعد نصف قرن.
ثم إن تحرير الوطن لا يستقيم إلا بتحرير المواطن من الخوف وأجهزة الأمن والاختطاف والمحاكم الجائرة والتعذيب في المعتقلات وجحيم تدمر.
كلما مر وقت كاف نظن فيه أن الضمير الوطني للرئيس الشاب سيستيقظ, ويعلن بعدها اعادة الحريات لمواطنيه, واغلاق المعتقلات, ومنع التعذيب , والسماح للمنفيين بالعودة الآمنة لوطن الكرامة, واجراء مصالحة مع الاخوان المسلمين, واستبدال الحرس القديم, وتنشيط الدولة بدماء جديدة لشباب القرن الواحد والعشرين بعيدا عن المشتركين في تكميم الأفواه, يعود الرئيس طبيب العيون بتأكيد تمسكه بالثوابت القديمة, واستخدام مصطلحات بعثية وشعارات غير مجدية عن التصدي للعدو وتحرير الهضبة المحتلة وفضح انحياز أمريكا.
إذا حدث, لا قدر الله, اعتداء أمريكي على سوريا فإن رجال الأمن والمخابرات والمرشدين وحراس السجون وزبانية التعذيب سيهربون في الساعات الأولى للأعتداء, ولن يجد المواطن المسكين الذي تهدده ممارسات القمع, وتذله عمليات القهر, وتحرمه السلطات من حرية الكلمة والتظاهر والاحتجاج والنقد واختيار الحاكم والوقوف بكرامة أمام القضاء وعدم الخوف من زائر الفجر نفسه محايدا أو مؤيدا لحرية ممسوخة يأتي بها محتل.
قلب العروبة النابض يوشك على التوقف, والسوريون في الداخل والخارج يشاهدون تداعيات الخطر على وطنهم ويفضلون الركون للأمن والسلامة والابتعاد عن أجهزة قمع تستدعي الأم والأخت والأخ الصغير في تحد لأهم أصول العدالة في السماء والأرض, أن لا تزر وازرة وزر أخرى.
سوريا في خطر, لكن المسؤولين يظنون أن لعبة الرقص مع الذئاب قد تعفيهم من أنيابها.
لم يعد هناك أدنى مبرر لوجود القوات العسكرية السورية في لبنان, فاللبنانيون قادرون على الدفاع عن أنفسهم في المحافل الدولية وفي وجود مقاومة وفي روح حزب الله.
إن الثلاثين ألف جندي سوري في لبنان لو كانوا يملكون أمر حريتهم لحرروا المرتفعات السورية منذ زمن بعيد.
الصمت السوري, الرسمي والشعبي, تجاه مستقبل مظلم ومخيف في ظل القطب الواحد وتنامي القوة العسكرية الصهيونية التي أصبحت ثالث أكبر مصدر للسلاح في العالم يثير لدينا تساؤلات كثيرة, ويؤكد لنا أن روح إيلي كوهين لم تمت بعد, فهي تعمل في دمشق, وتضعف الوطن, وتطارد المواطن, وتسمح بالفساد, وتتنفس في ظل قوانين الطواريء.
حزننا على دمشق أشد وأعمق من حزننا على أي بلد عربي آخر, فهي على مرمى حجر من العدو الصهيوني, ومحصورة بين تركيا واسرائيل, وستشمت فيها أحزاب لبنانية كثيرة, وسينتقم الاخوان المسلمون من حكم الأسد, وستبتهج تل أبيب بفتنة طائفية تزيل الخطر السوري عليها إلى الأبد.
ومع ذلك فذرة صغيرة من الأمل لا تراها العين المجردة لا تزال موجودة, وتنتظر صحوة مفاجئة لضمير الرئيس الشاب ليفرج عن شعبه ويحرره, فهل نحن واهمون؟

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+22492563
Oslo Norway



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنوات الذل والقهر في المغرب .. ولكن إبليس كان أكثر رحمة من ا ...
- الدخول إلى المنطقة المحرمة.. أقباطنا شركاء الوطن، حقوقهم واج ...
- رسالة مفتوحة إلى الأمير عبد الله بن عبد العزيز .. فلسفة الصم ...
- فتاوى العلماء والفقهاء ليست ملزمة للمسلمين
- حوار بين زنزانتين في سجن عربي
- وقائع محاكمة الرئيس حسني مبارك
- حوار بين قملتين في شعر رأس صدام حسين
- مسح ذاكرة العراقيين .. سباق محموم لاغتيال وطن
- وقائع محاكمة العقيد معمر القذافي
- ولكن عزرائيل لا يزور ميونيخ .. سيدي الرئيس حسني مبارك لا تصد ...
- هواءٌ .. فاضَ عن رئتي


المزيد.....




- الأمن السعودي يعلن اعتقال مقيم هندي لتحرشه بفتاة ويشهر باسمه ...
- اعتقال مئات الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة مع استمرار ...
- كيف تفاعل مغردون مع صورة اعتقال الشرطة الأميركية تمثال الحري ...
- بسبب حرب غزة.. مذكرات الاعتقال الدولية ترعب نتنياهو وقادة جي ...
- مفوض الأونروا يحذر من خطط إسرائيل لحل الوكالة: تقوض قيام دول ...
- الأونروا: أنباء عن وفاة طفلين على الأقل بسبب الحر في غزة
- والدة أمير قطر تلتقي المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاج ...
- منظمات حقوقية تنتقد قمع الأصوات المؤيدة للفلسطينيين في أوروب ...
- تعليق أمريكي على إقرار قانون مكافحة البغاء والمثلية الجنسية ...
- هل تصدر -الجنائية- مذكرات اعتقال بحق -نتنياهو- و-غالانت- هذا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - انتهاء المهلة المحددة للافراج عن الشعب السوري