أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم حجاج - -عفوا أيها الأجداد...علينا السلام- فانتازيا المسرح المصرى بين الارهاب المغلف بدعاوى السلام ومحاولات طمس الهوية العربية.















المزيد.....



-عفوا أيها الأجداد...علينا السلام- فانتازيا المسرح المصرى بين الارهاب المغلف بدعاوى السلام ومحاولات طمس الهوية العربية.


إبراهيم حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 18:02
المحور: الادب والفن
    


عفوا أيها الأجداد...علينا السلام- فانتازيا المسرح المصرى بين الارهاب المغلف بدعاوى السلام ومحاولات طمس الهوية العربية.
بقلم: ابراهيم حجاج مدرس مساعد بقسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الاسكندرية
لا شك أن مسألة الحرب والسلام من القضايا المهمة التى تشغل حيزاً ليس بقليل فى عقولنا جميعاً خاصة وأن الصراعات المتلاحقة ، والمنعطفات السياسية الخطرة الأخيرة تدعونا إلى طرح عدة أسئلة جوهرية حول وضعنا العربى الراهن ، والتفكير حول ماهية المستقبل ، انطلاقاً من المناخ السائد محلياً وعالمياً فى ظل الهيمنة الأمريكية على العالم العربى . وقد استحوذ الواقع العربى المتشظى على وعى الكثير من كتاب المسرح ، فقدموا نصوصاً تحمل رؤى سياسية نقدية تدين بقوة الخنوع العربى فى مواجهة الغطرسة الأمريكية، وتزيح الستار عن الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية ، ومحاولاتها المستمرة للسيطرة على دول العالم الثالث بدعوى الصداقة والحماية والسلام .
والسلام فى نص " عفواً أيها الأجداد .. علينا السلام " يتخذ معنى مغاير للمعنى التقليدى المتعارف عليه ، فالمسرحية تتناول سلام القوة ، وفقا لمبدأ التصالح الضعيف الذى تقوم عليه العلاقة بين أمريكا والعرب، وذلك من خلال حدوتة خيالية تدور أحداثها فى دولة "سلامستان" ، وهى دولة وهمية ابتكرها خيال الكاتب "نبيل بدران " لينسج خلالها خيوط الإسقاط السياسى لواقعنا المعيش ، و " ستان" فى اللغة تعنى موطن فنقول عربستان أى موطن العرب وأفغانستان أى موطن الأفغان ، وكذلك سلامستان هى موطن السلام " .
وتنطلق وقائع الحدث الدرامى لهذا النص داخل الإدارة العامة للتحقيقات فى دولة سلامستان، حيث نرى المحقق العام ، وقد شغل بمراجعة بعض الأوراق الخاصة بإحدى قضايا أمن الدولة .

" المساعد : كل شيء هادئ فى سلامستان .

المحقق العام : الأسماء تغيرت ؟

المساعد : شارع الحرب أصبح شارع السلام .

المحقق العام : وساحة الجهاد ؟

المساعد : أصبحت ساحة الحياد .

المحقق العام : وكلية الحقوق ؟

المساعد : صارت كلية الواجبات .

المحقق العام : وصالات التدريب على السلاح ؟

المساعد : الرقص فيها مباح حتى الصباح .

المحقق العام : ونصب الجندى المجهول ؟

المساعد : أسميناه الحبيب المجهول .. كل شيء هادئ فى
سلامستان ."

ولكن الرياح تأتى أحياناً بما لا تشتهى السفن ، فهناك من يكدر صفو " سلامستان " ويعبث بأمنها وسلامتها ـ حسب أعراف وتقاليد الأنظمة المستبدة ـ ففى أحد سجون سلامستان يقبع شخص يدعى " حرب جبار كاظم غيظه " بتهمة هى الأغرب من نوعها ، فلم تكن جريمة "حرب" ، قتل ، أو سطو مسلح ، أو حتى سرقة ، فجريمة "حرب" لم تكن سوى اسمه . ففى ظل نظام يدعو إلى السلام العادل الشامل ، ويسعى بكل ما أوتى من قوة إلى مجابهة الإرهاب والقضاء عليه ، يصبح اسم " حرب " من الممنوعات ، بل جريمة تخل بالأمن العام، وتزلزل كيان الدولة وسلامتها .

" المحقق العام : أنت حرب جبار كاظم غيظه ؟

حرب : نعم .

المحقق العام : معترف ؟

حرب : (مندهشاً ) بماذا ؟

المحقق العام : بأنك حرب .

حرب : اسمى مثل جلدى .. كيف أهرب منه ؟

المساعد : ( وهو يكتب ) واعترف دون تعذيب .

المحقق العام : والدك جبار ؟

حرب : الله يعطيه العافية .

المساعد : ( وهو يكتب ) وواصل اعترافاته .

المحقق العام : وجدك كاظم غيظه ؟

حرب : الفاتحة على روحه ؟

المحقق العام : (غاضباً ) لعنة الله عليه .. لماذا كان كاظماً غيظه؟

حرب : اسألوه .. هذا عنوانه فى المقابر .

المساعد : حاقد من يكظم غيظه "

وتستمر التحقيقات فى إطار من المشروعية الاستفزازية . وفى ظل محاولات النظام لفرض السلام الجبرى على مواطنى سلامستان ، والضرب بيد من حديد على كل من يحاول العبث بأمن البلاد ، واستخدام كافة الإجراءات التعسفية التى تبلغ فى شدتها درجة القهر والإرهاب يتم إجبار " حرب جبار كاظم غيظه " على تغيير اسمه إلى " مسالم قانع بالع غيظه" ، كما يجبر " منصور رافع سيفه " ( زميل حرب فى الزنزانة المجاورة ) على تغيير اسمه هو الآخر ، بحيث يتماشى مع السياسة العامة للنظام الجديد ، فيصبح " مهزوم راهن سيفه " .

" المحقق العام : محظور اسم منصور .. اختر ما تشاء من هذه
الأسماء .

المساعد : ( يقرأ من ورقة ) مقهور .. مزعور .. مدحور ..
مجرور .. مكسور ..

المحقق العام : وبدلاً من رافع سيفه اختار ما تشاء من هذه
الأسماء .

المساعد : ( يقرأ من ورقة ) خافض سيفه .. كاسر سيفه ..
بايع سيفه .. راهن سيفه .

حرب : الرهن أحسن من البيع . "

كما تأمر إدارة التحقيقات " منصور رافع سيفه " (سابقاً ) بتسليم سيف العائلة المرفوع لتضمه إلى مجموعة السيوف التى أودعتها متحف " سلامستان " بعد أن جردت البلاد من أسلحتها ، وحظرت فيها بيع السيوف ، وعبثاً يحاول "منصور " إقناع المحقق العام بأن سيف عائلته مجرد اسم ، فهو سيف على الورق ، لا يقتل ولا يخدش ، ولكنه تعنت النظام ، وسياسته المستبدة تحولان دون ذلك .
ويمثل "منصور" للأمر الواقع ويبدأ رحلة البحث عن السيف المزعوم ويدله "والد حرب" على أقدم بائع سيوف بدولة "سلامستان" عسى أن يجد عنده ضالته المنشودة ، ويذهب إليه "منصور" بصحبة حرب وزوجته ، وقد تخفى الجميع خوفاً من بطش السلطة ، وهناك تكون المفاجأة ، فقد حول "فارس ضرغام" (سابقاً) ، و"تابع سامع الكلام" (حالياً) دكانه من محل لبيع السيوف إلى محل لبيع زينة النساء وبعد حوار طويل جمع بين "منصور" و"حرب" وزوجته من ناحية ، وصاحب الدكان من ناحية أخرى يعترف الأخير بامتلاكه لسيف وحيد ورثه عن جده، سيف يعلوه الصدأ ، سلاح منقرض ، استخدمته أقوام كانت تغضب لهتك العرض وتثور لسفك الأرض، كانت لا ترضى بالقهر ولا بالعهر ، كانوا يموتون وأيديهم على السيوف قابضة ، يرفضون تسليمها حتى بعد الموت ، وعلى الرغم من اعتزاز صاحب الدكان بهذا السيف وحرصه على إخفائه سنيناً طويلة عن أعين النظام لا يتأخر عن تسليمه لمنصور ظناً منه أنه الفارس الضرغام الجديد الذى سيعيد للبلاد كرامتها فيغمده فى قلب وغد ، أو يعيد به حقاً مسلوباً أو يصد به غازياً ، أو ينشر به عدلاً . ولكن أمام الحقيقة المخجلة ، وبعد أن يتأكد صاحب الدكان من أن مكان هذا السيف العزيز لم يكن سوى أحد الأرفف المتربة فى المتحف السلامستانى العتيق ، يرفض تسليمه إياه ، وفى تلك اللحظة ينقض المحقق العام على صاحب الدكان ، وتقوم مجموعة من الحرس بتقييده لينتهى الفصل الأول بمصادرة السيف وضمه للمتحف .
وفى ظل الممارسات القمعية ، والقهر السلطوى ، وغياب الديمقراطية كان لابد من بناء تنظيم ثورى سرى يهدف إلى مقاومة النظام الفاسد ، ومواجهة ضغط أجهزة الاستخبارات المفسدة ، والعمل على استرداد كرامة شعب "سلامستان" . ففى بيت صاحب الدكان نرى مجموعة تضم " حرب " و "منصور" ومعهم بعض الفتيان يتدربون على فنون القتال ، ويتبارزون بسيوف خشبية ، بينما يتنقل بينهم صاحب الدكان موجهاً ومشجعاً .

" صاحب الدكان : بعد أسبوعين ستغلب رجلين .

منصور : بسيف خشبى ؟

صاحب الدكان : لو أحرقوا السيوف الخشبية .. سأدربكم بسيوف ورقية .. المهم
ألا ننسى شكل السيف .

حرب : لا يعرف الخوف من عنده سيف .

صاحب الدكان : أخشى أن يجىء يوم تسأل فيه تلاميذك .. فيم كانت تستخدم
السيوف ؟ فيردون .. فى تقطيع البصل .

حرب : وددت لو تعلموا لغة السيف .

صاحب الدكان : هذه ليست صنعة .. بل متعة .. عندما يحل الظلام أرسل تلاميذك
خلف الدكان .

الفتى : الجهاز العجيب (مقلداً الجهاز ) مريب .. مريب يضعف بصره فى
الليل (ثم ملوحا بالسيف الخشبى ) ولا يميز الخشب .. يكشف فقط
المعادن ".

ولم يصدق حدس الفتى ، حيث استطاعت إدارة التحقيقات بما لديها من إمكانيات تكنولوجية، وأجهزة تصنت عالية المستوى من التنبؤ بتكوين تلك التنظيمات والكشف عن الخلايا السرية قبل أن تستيقظ ، ومن ثم تتم مداهمة أوكار المقاومة ، والقبض على جميع أفرادها وتقديمهم للمحاكمة ، ويستميت المحقق العام لإلصاق التهم بحرب ومنصور لدرجة أنه يأتى بجهاز كومبيوتر متطور (إنسان آلى ) ليكشف عن انتمائهما السياسى ويخطف حرب أحد السيوف الخشبية وينهال ضرباً على الجهاز حتى ينكسر السيف الخشبى.

" الحارس : (لصاحب الدكان) عدت لتجارة السيوف ؟

الفتى : (ملوحاً بسيفه الخشبى) نلهو بها أم أن اللعب أيضا ممنوع ؟

الحارس : ( للجهاز ) صوره بالسيف .

الجهاز : صورت البيت كله أتريد صورة مكبرة للحى ؟

الحارس : يكفى البيت الآن .

الجهاز : بالداخل طفل يلعب ... يلعب

الحارس : يلعب بأمه ؟

صاحب الدكان : ابنى الأصغر .

الحارس : يلعب بماذا ؟ (يرسل الجهاز إشارات حمراء متقطعة )

الجهاز : يلعب بسلاح .. بسلاح .

الحارس : سلم سلاحك .. سلم سلاحك . "

وتمشياً مع روح الفانتازيا المسيطرة على النص جاء المشهد فى قاعة المحكمة غريباً ، حيث نرى مواطنين شرفاء حريصين على الدفاع عن وطنهم ، وعن أمنهم الذى سُلب منهم تحت دعاوى السلام الزائفة نراهم خلف القضبان ، وقد أُلصقت لهم تهماً هى الأقرب إلى العبث فيتهم " غالب كاظم غيظه" (ابن عم حرب ) بتهمة تزييف الأسماء ، حيث تمسك باسمه الحقيقى رافضا الاسم الذى نعته به النظام حفاظاً على أمن البلد وسلامتها ، ولم تكن تلك تهمته الوحيدة، بل هناك الأفظع من ذلك فقد ظهرت حمامتين مذبوحتين فوق مائدة طعامه .

" المحقق العام : ممنوع أكل الحمام .

ابن العم : يسيل لعابى كلما رأيت حمامة .. فما بالكم بحمامتين دخلتا بيتنا طائعتين
راضيتين ؟

المحقق العام : ودخلتا بطنك طائعتين راضيتين ؟

ابن العم : نادتنى معدتى فلبيت النداء (ثم متلمظاً) ألذ طعام .. الحمام ..

المساعد : الحمام رمز السلام .

المحقق العام : علم البلاد تزينه حمامة ..

المساعد : خاتم الدولة على شكل حمامة

المحقق العام : من يأكل الحمام كأنه يأكل الوطن

حرب : أكل الوطن مهمة الأعداء .. يؤدونها على خير وجه

المساعد : من يذبح الحمام يعبر عن رغبة مكبوتة فى ذبح دعاة السلام ."

ويطالب المساعد بأقصى عقوبة لسفاح الحمام ، عدو السلام، ليكون عبرة لغيره ، بل ويطلب من الحضور الوقوف دقيقة حداد على الحمامتين الشهيدتين ، وبالفعل يقف المحقق العام مع المساعدين والحاضرين ، ثم يجلسون وهم يجففون دموعاً وهمية من شدة التأثر .
وتقرر المحكمة توقيع عقوبة السجن مدى الحياة على قاتل الحمام وصرف معاش يومى كيساً من الحبوب للحمامة اليتيمة التى افقدها المجرم والديها وهى فى عمر الزهور .
أما المتهم الثانى فهو "تابع سامع الكلام " صاحب دكان زينة النساء ، فعلى الرغم من اتباعه للأوامر ، وسماعه للكلام ، إلا أن أحد الشهود قد لاحظ على ولده الأصغر بوادر انحراف فهو يهوى حمل السلاح ، ويريد أن يكون فدائياً ، ويقدم الشاهد للمحكمة دليل إدانة ذلك الفتى فيخرج من علبة ورقية مدفع رشاش مائى .

"صاحب الدكان : ابنى برئ

المحقق العام : أتنكر أنه مدفع رشاش ؟

صاحب الدكان : اعترف بأنه رشاش (ويضغط على أحد الأزرار فينطلق الماء من فوهة
المدفع ) رشاش ماء يرش به الحديقة .. يسقى زهورنا .

المساعد : يعيد للأذهان قاذفات اللهب والحروب التى أكلتنا كالحطب

المحقق العام : كل اللعب التى على هيئة سلاح أحرقناها فى الميادين العامة

المساعد : لم يحرق مدفع ابنه .. التهمة ثابتة ."

وتصدر المحكمة قرارها بعزل الابن الأصغر قبل أن يفسد أطفال الدولة بميوله الإجرامية، كما تحكم بالسجن على صاحب الدكان وولده الأكبر لاتهامهما بالتستر على المجرمين وتدريب الفدائيين على سلاح ممنوع . ويتقدم للمحاكمة "حرب جبار كاظم غيظه " (مدرس التاريخ ) ، وجريمته هذه المرة تتلخص فى كونه يلقن تلاميذه معلومات غير صحيحة ، حيث افترى ـ من وجهة نظرهم ـ على البطل العربى صلاح الدين الأيوبى ، فنسب إليه انتصار كاذب فى موقعة حطين ، كما غير مجريات التاريخ ، وتلاعب بأحداثه فنصر قطز على المغول فى عين جالوت ، وليس هذا فحسب بل تجرأ، وبات يذكر تلاميذه بأمجاد أجدادهم القدماء ليأخذوا عنهم العزيمة ، وقوة الإرادة ، وليلعنوا زمانهم الذى يتكلم فيه الجبن بألف لسان . إن جريمة حرب هذه المرة هى الخروج عن النص ، حيث تم حذف كل هذه المعلومات من المقررات الدراسية ، ومُنع ترديدها داخل المدارس ، لذا تقرر المحكمة إبعاده عن مهنة التدريس بل عن سلامستان كلها لمدة عام ، وتعريض كل من يعمل على تشغيله أو إيوائه للمساءلة .
وفى ختام سلسلة الجرائم الفانتازية تأتى جريمة " مذعور راهن سيفه " المتهم بإثارة الذعر بين الناس ، والتحرش ببعض الضيوف الأجانب لا لشيء سوى لأنهم قرروا الاستيلاء على منزله بحجة أن لهم فيه ذكريات خاصة فترة تواجدهم فى هذه البلاد فى الماضى .

"الأجنبى : سأشتريه .

منصور : لست للبيع .

الأجنبى : البيت ..

منصور : (غير مصدق ) بيتى ؟

المساعد : كانا فيه قبلك .

منصور : كانا مستأجرين .. وليسا مالكين .. لن أبيع .

المحقق العام : ستبيع .. ليست هذه أخلاق سلامستان ."

ويأتى قرار المحكمة متوافقاً مع غرابة القضية ، فتصدر حكماً بتسليم البيت للأجانب ، وتدبير مكان آخر لمنصور وعائلته ، بما يتوافق مع الوصايا الأربعة التى يرتكز عليها قانون سلامستان .

• كن لطيفاً وأفتح بيتك للغريب .
• كن عفيفاً وأترك أرضك دون عراك .
• لا تكن سخيفاً وتطالب بحق سليب .
• من يلعن أباك در له قفاك .

لقد نجح الكاتب فى تحويل الواقع العربى الراهن إلى درب من الخيال ، وقولبته فى قالب فانتازى يتخطى حدود الزمان والمكان فى إسقاطات رمزية تجسد هموم الوطن المعاصرة ، وذلك من خلال طرحه لعدة رؤى سياسية تلتقى مع تطور الأحداث ، وتصب فى فكرة واحدة تزيح النقاب عن الإستراتيجية الأمريكية الصهيونية ، وخططها المستفزة للسيطرة على دول العالم الثالث بدءأ من محاولاتها لطمس التاريخ العربى والهوية العربية بجميع أطيافها ، بهدف اقتلاع العرب من جذورهم . وبالطبع لا يتأتى هذا الاقتلاع إلا من خلال التحايل والتزوير والتحريف .

" المساعد : المتهم الثالث .

الحارس : مسالم قانع بالع غيظه .

حرب : موجود .

المحقق العام : وظيفتك ؟

حرب : مدرس تاريخ

المساعد : تاريخ مزور .. مغشوش .. واسمعوا كلام الشاهد .

المفتش : بينما كنت أؤدى عملى كمفتش تعليم .. اكتشفت أنه يلقن التلاميذ معلومات
غير صحيحة .

حرب : معلومات صحيحة .. انتصر صلاح الدين الأيوبى فى موقعة حطين ..
انتصر قطز على المغول فى عين جالوت .. انتصر سعد ابن أبى وقاص
على رستم فى معركة القادسية .

المحقق العام : ما شأنك إذا انتصروا أو انهزموا ؟ "

فإدارة التحقيقات فى نص "نبيل بدران " ما هى إلا نموذجاً للمحتل الأمريكى الصهيونى الذى يعكس ممارسات القطب الأوحد بهويته ومرجعيته محاولاً فرض إستراتيجيته التى تقوم على محو الآخر وإلغائه ومحاربة مقوماته الحضارية وطمسها ليحيل العالم إلى دائرة مغلقة ممكن من خلالها احتواء العقل الإنسانى وتفكيك بنيته الثقافية ، وأنظمته الفكرية لصالح حضارة واحدة هى حضارة الأقوى .فالجميع يعلم أن الإنسان العربى صلب التكوين النفسى لأنه محمل بإرث استعمارى عمره آلاف السنين ، وله ذكريات عن أزمان المجد ، والعراقة الحقيقية ، وعن حضاراته التى قدمت للإنسانية الكثير ، ولا شك أن هذه الخلفية التاريخية والذاكرة الجمعية للعربى تملأ وعى المستعمر بالقلق من بعث جديد يعيد للأمة العربية أمجادها الغابرة .

" الزوجة : منذ أعوام وزوجى يقول لتلاميذه هذا الكلام .

حرب : التاريخ شهادتى .

المساعد : زوجك خرج على النص .

المفتش : هذا الكلام حذفناه .

المحقق العام : ليس فى المقرر .

المساعد : ممنوع ترديده داخل المدارس .

الزوجة : الذين رفعوا رؤوسنا نهيل فوق رءوسهم التراب ؟

المحقق العام : كفى عن الكلام .. نحن هنا فى محكمة .

الزوجة : محكمة تعلق على صدر الباطل وساماً ؟

حرب : (بأسى) لو أنهم أحياء لاتهمتم صلاح الدين باسترداد القدس ، ولأمرتم
بنفى هازم المغول ، ولبعتم ابن زياد فى المزاد ولا أطلقتم الرصاص على
صدر ابن أبى وقاص . "

لاشك أن الصورة الحالكة الأليمة التى يقدمها النص هى صورة صادقة وأمينة إلى حد بعيد لواقعنا الذى نعيشه الآن ، "خاصة فى ظل الممارسات التى يقوم بها المحتل الأمريكى فى العراق منذ اليوم الأول للاحتلال ، ومحاولاته لدك المواقع الأثرية العراقية بلا رحمة وهدم المتاحف ، ودور الوثائق والمخطوطات . وما يفعله الاحتلال الصهيونى فى الأراضى الفلسطينية المحتلة لتهويد مدينة القدس ، وتدمير الآثار العربية الإسلامية من أجل محو ونزع ذاكرة الأمة العربية بتبديل وتغيير المعالم الفلسطينية الجغرافية والتاريخية والتراثية ، فمنذ عام 1978 وهو يطلق أسماء عبرية على المواقع الفلسطينية من قرى ومدن وشوارع وسهول وآبار ، بل ويتعمد ترويج هذه الأسماء فى الكتب والمناهج التعليمية ، وعبر وسائل الإعلام." إن إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية تدرك جيداً أن فلسطين التاريخية لا يوجد فيها شبر إلا ويشهد على بطولات أبنائها وتضحياتهم ، وأن جذور العرب ضاربة فى أعماق ثراها الغالى المعطر بعبير دماء شهدائها ، ولهذا يعمل المستعمر قصارى جهده على طمس حقائق التاريخ والجغرافيا ، فاللص المغتصب كعادته بسيئه التذكير بما سلبه وينعم به لذا يعمل على طمس كل الحقائق حول ما تم اغتصابه ، والكيفية التى سلكها فى عملية الاغتصاب لتبقى الجموع العربية المستقبلية على جهل بما حدث .

" المفتش : والأدهى من هذا وذاك أنه يحرض تلاميذه على رسم تلك الخريطة (ويسلم
المفتش الخريطة للمحقق العام الذى يتأملها دون اكتراث )

المحقق العام : لا تخصنا .. ليست خريطتنا .

حرب : خريطة الأجداد ( ثم مشيراً لأماكن على الخريطة ) وصلوا هنا .. وهنا ..
توغلوا لأقصى الشمال .. لم توقفهم سدود أو جبال .

المفتش : ليست فى المقرر .

المساعد : يجبر التلاميذ على رسم أماكن وهمية .

المحقق العام : إنه خطر على أولادنا .

حرب : سيأتى يوم لن تجد فيه بيتك على الخريطة .

الزوجة : ضاع وطن .. وغداً تضيع أوطان أخرى . "

النص يعطى أبعاداً لقضية تبدو لأول وهلة بسيطة إلا أن أعماقها ، ورموزها تمتد لمدينة القدس وحق العرب الفلسطينيين فى أراضيهم المحتلة . كما يحيلنا إلى الحرية المنقوصة التى يبتاعها العرب من أمريكا والتى يضيق هامشها أو يتسع وفقاً للمصالح الأمريكية فيعكس من خلال أحداثه التدخل السافر للولايات المتحدة فى المقررات الدراسية العربية عامة والمصرية خاصة بدعوى التطور وتحديث التعليم ، وفرض توصياتها بمنع ربط كلمة "إسرائيل " بمسمى " العدو " من أجل زرع بذور التطبيع فى أجيالنا القادمة فى ظل روح السلبية والخنوع التى باتت سمة أساسية من سمات عالمنا العربى" ، والتى عكسها النص من خلال زوجة " حرب " عندما طالبت زوجها فى بداية الأحداث بالانصياع لأوامر النظام والتنازل عن اسمه ولقب عائلته ، بل وتجاهل ما حدث ، والتعايش مع الواقع باعتبارهم الطرف الأضعف فى القضية .

" الزوجة : أنا مع التغيير .

حرب : (ساخرا) النساء يفضلن التغيير .

ابن العم : لن نبدل ثوباً أو حذاء .. سنبدل اسم عائلة .

الأب : المهلة أوشكت على الانتهاء .

ابن العم : وإذا رفضنا ؟

الأب : للسجون كلنا سنسير .

الزوجة : يكفى ما جرى لزوجى .

حرب : أيروق لكم اسم بالع غيظه ؟

الأب : كظم الغيظ يجلب الأمراض .

الزوجة : والبلع يفيد الأبدان .. أنا سأبلع ."

يحمل النص خطاباً عربياً يكشف عن الحالة العربية الراهنة ، بتأملها ويعيد النظر فى عوامل الضعف فيها فنحن أمة مختطفة عاجزة مكلومة فى تاريخها وشرفها وكرامتها ، وصلت إلى حالة من التداعى والهوان فى ظل حكام يداعب الخوف أجفانهم فيبيتون فى مستنقع الذل والاستسلام ، وقد أغرقهم القهر الأمريكى .

" المحقق العام : هدفنا إنسان مطوًّر محسًّن .

حرب : احضر يحضر .. أخرس يخرس .. أرفع يرفع .. اخلع يخلع .. اركع يركع
.. إنسان محسن بدون لسان "

كما يشير النص إلى الادعاءات الزائفة للمنظمات الأمريكية والصهيونية ضد العرب ، ودمغهم بالإرهاب ودعم التطرف فى الوقت الذى تتجاوز فيه أمريكا كل حدود العدل والحرية فى حركة القانون الدولى ، حيث أن الحق لديها للقوة والغاية فى عرفها تبرر الوسيلة ، حتى لو كانت هذه الوسيلة هى الممارسة الفعلية للإرهاب فى حق شعوب مسالمة بحجة أنها ضحية للإرهاب الدولى وتسعى لمحاربته ، فيستحيل الحق باطلاً ، والباطل حقاً ، وتنقلب الموازين ويرتبك منطق الأشياء ليسود الزيف ، وتنعدم الحرية فى معاقلها بحيث لا يصبح لدى أمريكا شيئاً من الحريات باستثناء تمثال الحرية ويصبح أبعد الناس عن الجريمة هو المجرم.

" المساعد : اسمك جريمة .

المحقق العام : مخالف لعصر السلام .

حرب : ليس على لسانى سوى جملتين .. السلام عليكم .. عليكم السلام ..
برنامجى المفضل ( مليون سلام ) فيلمى المفضل ( يا سلام على حبك )
أغنيتى المفضلة (أنساك يا سلام ) .

المساعد : اسمك تحريض على العدوان .

المحقق العام : الجميع ينشدون السلام وأنت تريد الحرب .

حرب : (مندهشاً ) أنا ؟

المساعد : يكفى أن اسمك حرب ."

ويحذر النص من المؤامرات الأمريكية الصهيونية لتغييب عقل الإنسان العربى ، وصرفه عن قضيته الأساسية المتعلقة بالأرض والحريات ، وتحويله إلى كائن مستهلك للرزايا والبلايا التى رمتنا بها الحضارة الغربية ، حيث يتعرض شعب سلامستان فى نص "نبيل بدران" لسرقة من نوع جديد ألا وهى سرقة الوعى ، فبعد أن قضى المتهمون فترة العقوبة فى المنفى المخصص لهم ، يعودون إلى أوطانهم على متن طائرة خاصة ، وفى المطار يكون فى استقبالهم موظف الجمارك الذى هو ذاته السجان .

" الراكب الأول : معى شرائط مصورة .. نستطيع أن نتأكد من تفاهتها وخلاعتها .. لزوم
الفرجة والتسلية .

موظف الجمارك : ممتع هذا الشريط .. شاهدته سبع مرات احترس من زوجتك (ثم مشيرا
له بالمرور ) فى حدود المسموح حسب تعليمات اللجنة العليا للانشراح
والانشكاح .

الراكب الثانى : خمور .. حجم عائلى .. ملتزم بالقانون .. لتر لكل مواطن ، وعائلتنا
غزيرة الإنتاج .

موظف الجمارك : (مشيراً له بالمرور ) فى حدود المسموح حسب توصيات المؤتمر .

الراكب الثانى : الأول لرفع التكدير عن المواطنين .

الراكب الثالث : معى مكيفات .

موظف الجمارك : (يتأمل اللفافة ) صنف جديد .

الراكب الثالث : التمساح .. يجعلك فى حالة استعداد قصوى حتى الصباح .. هدية منى
وتحية لمزاج الجمارك .

موظف الجمارك : (مشيراً له بالمرور) فى حدود المسموح .. حسب تعليمات اللجنة العليا
للمزاج العالى . "
وعندما يعيش الإنسان فى ظل قهر أعمى ، وديكتاتورية هوجاء ، يصبح حتى عقله معتقلاً سجيناً لبطش هذا القهر ، وهذه الديكتاتورية ، ويوضع تحت الوصايا ، حيث تملى عليه آراؤه وأفكاره ، ففى ساحة التفتيش بالجمارك يرفض المسئولون خروج حرب وزوجته دون المرور على جهاز قراءة المخ ويظهر ـ بعد إشارة معينة من موظف الجمارك ـ اثنان من الحراس يضعان غطاءً معدنياً فوق رأس حرب ، وعندما يضغط الكشاف على أحد الأزرار يضىء الجهاز إضاءات حمراء متقطعة تصاحبها أصوات تحذيرية .

الكشاف : ( يقرأ من ورقة ينزعها من الجهاز ) المخ مصاب ببؤرة ثقافية تشكل
خطراً على كل من يتعامل معه، صورة الأشعة تؤكد أنه قرأ الكتاب الممنوع .

حرب : ممنوع داخل البلاد .

موظف الجمارك : وخارجها .. هذا الكتاب يدق طبول الحرب .

الكشاف : ونحن نعيش عصر السلام ..

موظف الجمارك : مدمن قراءة كتب ممنوعة .. أنت الآن متهم . "

ويظهر فى تلك اللحظة المحقق العام الذى يبدأ على الفور إجراءات التحقيق مع حرب بتهمة حمل أفكار مهربة . وبإشارة معينة من موظف الجمارك يضع الحارسان الغطاء المعدنى فوق رأس الزوجة . وعندما يضغط الكشاف على أحد الأزرار يضيء الجهاز إضاءات خضراء متقطعة تصاحبها أصوات موسيقية تفيد بأن عقل الزوجة ما يزال سليماً ويمنع الحارسان الزوجة من الاقتراب من زوجها الذى يتم عزله ، ونفيه ثانيةً إلى وادى الخيام بغرب سلامستان ـ إشارة إلى خيام اللاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية ـ حيث حاجز الأسلاك ذات الثقوب الضيقة التى لا تسمح بدخول يد أو خروجها ، وهناك يولد الضغط انفجاراً ، حيث يدرك " حرب " أن حالة الضعف والهوان التى أصابت شعب سلامستان ، وجعلت منه لقمة سائغة فى فم قوى القهر والاستبداد لن تنتهى بروايته للأمجاد الماضية واستغراقه فى نشوة الفخر والاعتزاز التى قد تنقلب إلى مانع ومعوق حضارى ، بدلاً من أن تكون دافعاً إلى الثورة والتغيير وشاحذاً للفاعلية ، فيقرر السعى إلى مخاطبة وعى الجماهير ، وإيقاظ روح الثورة التى أوشكت أن تموت وتدفن وسط ركام القهر والعبودية . وفى نفس اللحظة التى يخرج فيها "حرب " سيفاً أخفاه فى ملابسه تتدلى من أعلى المنصة المسرحية ، وتظهر من الكواليس عشرات السيوف والسهام والحراب والبنادق ، فقد ولدت الضغوط القهرية التى مارستها الأنظمة المتسيدة المستبدة انفجاراً فى الوعى الجمعى ، فتحركت الجموع تطالب بحريتها المستلبة ، وحقوقها المسروقة . ويظهر منصور والفتى (ابن صاحب الدكان ) وهما يحملان بندقيتين ويشيران لإناس لا نراهم بأن يتقدموا للأمام .

" الحارس : (مذهولا ) الخيام تتحرك .

حرب : صمت عشرة أعوام أنسانا الكلام .

منصور : أحصوا أنفاسنا .

ابن العم : سجلوا همساتنا .

حرب : فى كهوف الصمت أخفينا عزمنا .

منصور : من الصبر نسجنا شراعنا .

ابن العم : من الظلمة أوقدنا نورنا .

الفتى : ومن حاملات الخيام صنعنا سلاحنا . "

ويحاول "حرب " و "منصور " و " ابن العم " و "الفتى" مع آخرين تحطيم حاجز الأسلاك الذى ما يلبث أن يهتز ثم يسقط تماماً ، ويتدافع الجميع وكأن الأجداد قادمون من كل الصحارى لينقذوا شعب سلامستان ، فتهتز الأرض تحت سنابج خيولهم وتهز الكون صيحاتهم وفى تلك الأثناء يهرب المحقق العام والمساعد والحراس بينما يندفع " حرب " وسط الجمهور . وهو يوزع على الجميع خريطة الأجداد .

" حرب : علموا أولادكم رسم خريطة الأجداد ( ثم مشيرا لأماكن على الخريطة )
وصلوا هنا .. وهناك .. توغلوا لأقصى الشمال .. لم توقفهم سدود أو جبال
( وتساعده زوجته فى توزيع الخرائط على الجمهور )

حرب : علموهم .

الزوجة : عرفوهم .

حرب : كانوا فى تلك المدينة .

الزوجة : وفى تلك الجزيرة .

حرب : كانوا فى تلك الضفة .

الزوجة : وفوق ذلك الجبل .

حرب : ذكروهم بما ضاع .. ليتمسكوا بما سيضيع .

وقد اعتمد " نبيل بدران " فى نصه على تقنيات المسرح التغريبى عبر وسائل متعددة من أهمها الصياغة الموضوعية المنطوية على التناقض المثير للدهشة ، بالإضافة إلى طبيعة الأحداث التى تدور فى أجواء خيالية تفرض أنماطاً خاصة من الشخصيات . كما أن البناء الفنى لتلك الأحداث يقوم على مشاهد منفصلة فى شكل لوحات تعكس كل واحدة منها فكرة تصب فى النهاية فى البناء الشامل للمسرحية .
كما لعب الحوار دوراً هاماً فى تغريب النص حيث اتسم بالجدل والنقاش وتصادم الأفكار، مما يجعل المتفرج يشترك فى هذه الجدلية فيظل واعياً وعياً ذهنياً بما يدور أمامه ، هذا إلى جانب خلق نوع من المشاركة لدى جمهور المتفرجين بتوجيه خطاب مباشر إليهم للوصول إلى حكم نقدى لما يعرض أمامهم مما يولد حافزاً داخلياً للإصلاح والتغيير ، حيث لم يكتف النص بتصوير الحاضر أو تذكيرنا بالماضى بل تطلع أيضاً إلى المستقبل ، ليقوى عزائمنا على اقتحامه وصنعه ، فالمسرحية لا تكتفى بإثارة المشكلة ، والتنبيه إلى مواطن الفساد ، ولكنها تضع العلاج متمثلاً فى تثوير الجموع العربية لمواجهة القوى الخارجية المتربصة بها ، وتراه الطريق الوحيد لخلاص الأمة وتحريرها .
كما يؤكد النص على أن القفز فوق حقائق التاريخ فى محاولة لطمسه وتبديله عملية مارستها الأمم الغازية فى العديد من بقاع العالم على مر العصور ، ولكنها كانت تبوء دائماً بالفشل لأن الشعوب الحرة تهيم بحب أوطانها وتدافع عنها ، وتصون حدودها بلا حدود ، وينتقل هذا الحب من جيل إلى جيل ، لذلك فالمشاريع الاستعمارية المعاصرة القائمة على التجزئة والتشريد لابد أن تهزم فى نهاية المطاف .
ابراهيم حجاج مدرس مساعد بقسم الدراسات المسرحية كلية الآداب جامعة الاسكندرية



#إبراهيم_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراما المسرحية وجرائم الاعتداء على السلطة
- القرد كثيف الشعر بين حيوانية البدائية وفجاجة الحضارة الحديثة ...
- نظرية الانعكاس ....ما لها وما عليها.
- المسرح والمجتمع
- ملخص رسالة ماجستير ظاهرة الجريمة فى المسرح المصرى
- ظاهرة التمرد فى المسرح
- الأدب ونظرية الضبط الاجتماعى
- تأثير الثورة على كتاب المسرح المصرى فى الستينيات
- نظرية الفن للفن
- أسطورة نفى أفلاطون للشعراء عن مدينته الفاضلة
- قضايا المجتمع بين المسرح الأمريكى والأوروبى الحديث
- المسرح وقضايا المجتمع من العصر اليونانى عصر النهضة
- قراءة جديدة لمسرح توفيق الحكيم رؤية نقدية لنص-ياطالع الشجرة ...
- الدين والمسرح....خدعوك فقالوا...


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم حجاج - -عفوا أيها الأجداد...علينا السلام- فانتازيا المسرح المصرى بين الارهاب المغلف بدعاوى السلام ومحاولات طمس الهوية العربية.