أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم حجاج - القرد كثيف الشعر بين حيوانية البدائية وفجاجة الحضارة الحديثة.














المزيد.....

القرد كثيف الشعر بين حيوانية البدائية وفجاجة الحضارة الحديثة.


إبراهيم حجاج

الحوار المتمدن-العدد: 3187 - 2010 / 11 / 16 - 00:27
المحور: الادب والفن
    


القرد كثيف الشعر بين حيوانية البدائية وفجاجة الحضارة الحديثة. بقلم:ابراهيم حجاج ـ مدرس مساعد بقسم الدراسات المسرحية ـ كلية الآداب جامعة الاسكندرية
تدور مسرحية القرد كثيف الشعر للكاتب الأمريكى" يوجين أونيل" حول فكرة الانتماء، ومع ذلك ، فهناك من فسرها تفسيرا اجتماعيا على أنها الصراع بين طبقة الرأسماليين المسيطرة التى تمثلها الفتاة ميلدرد ووالدها صاحب مصانع الصلب وطبقة العمال الفقيرة الكادحة التى يمثلها يانك ومجموعة الوقادين، وهناك من فسرها على انها الصراع بين القديم الجميل الذى يمثله بادى والحاضر المتوحش الذى يمثله يانك ، وكلها تفاسير يحتملها النص وتدخل فى إطار فكرته الرئيسية وهى قضية الانتماء ، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا ما معنى الانتماء الذى يعنيه "أونيل" هل هو انتماء يانك إلى طبقته ، أم انتمائه إلى بدائيته، أم انتمائه إلى مظاهر القوة فى الحضارة الجديدة، والاجابة عن هذا السؤال تأتى مع كلمات اونيل نفسه التى أوردها فى خطابه إلى احد اصدقائه مفسرا مقصده من كتابة هذا النص حيث قال:"القرد كثيف الشعر هو رمز للانسان الذى فقد شعوره بالانتماء مع الطبيعة، هذا الانتماء الذى كان يتمتع به قديما كحيوان والذى لم يستطع اكتسابه فى ظل الحضارة المادية الجديدة" لقد فسر اونيل بكلماته تلك معنى المسرحية. فالمسرحية تكشف المواجهة بين الطبيعة البكرالتى يمثلها بادى ويدافع عنها فى حواره الطويل مع يانك وبين الحضارة الجديدة بكل ما تحمله من تشويه على مستوى الشكل والمضمون وهو ما ظهر بوضوح فى المشهد الخامس الذى تجرى أحداثه فى شارع الخامس من نيويورك، فعلى مستوى الشكل، التناقض واضح بين الطبيعة الجميلة والمادية القبيحة ، بين جو يوم الأحد الجميل وجماعات الذاهبين إلى الكنيسة وبين حركاتهم الآلية وكأنهم تحولوا فى ظل الحضارة المعاصرة إلى تروس فى آلة الحياة.أما بطل المسرحية يانك فهو لا يؤمن بالطبيعة الجميلة التى ينادى بها بادى ويشعر بانسجام مع عالم الآلات التى يمثل القوة التى تسير السفن ، بدخانها الأسود الدى يلطخ السماء وقاطراتها الملعونة التى تهز وترج وتخنق الصدور بتراب الفحم ثم تأتى إهانة ميلدرد فتصيبه فى الصميم وتفقده ايمانه ، فيبدأ صراع شخصى ضد هذه الفتاة التى اهانته ، ثم ما يلبث أن يتحول إلى صراع عام ضد طبقتها ، وعندما يفشل فى الانتقام من هؤلاء الذين ينكرون عليه انتمائه الى عالم الآلات ، عالم الحضارة الحديثة ،يذهب الى حديقة الحيوان ليبحث فى أوجه الشبه بينه وبين القرد الذى شبهته به ميلدرد، لعله يجد عنده انتمائه الأصيل وهناك يلقى مصرعه حيث يضمه القرد إلى صدره ضمة قوية تودى بحياته ، ليؤكد الكاتب فشل الانسان فى شعوره بالانتماء مع الطبيعة فى ظل الحضارة المادية الجديدة التى شوهت جمالها بمظاهرها الفجة ، ومن هنا أنكر على بعض المخرجين الذين تصدوا لاخراج هذا العمل تغيير النهاية بأضافة حالة من التوحد والانسجام بين يانك والقرد تنتهى بها المسرحية مما يخالف الفكرة الرئيسية للمسرحية والتى تؤكد صراع الانسان من أجل قضية الانتماء، فبهذا الانسجام قد شعر يانك بانتماءه الى البدائية الأولى بحيوانيتها المتوحشة، وانتهى صراعه نهاية مغايرة للواقع والمنطق من ناحية ولفكر الكاتب من ناحية أخرى.
ابراهيم حجاج
مدرس مساعد بقسم الدراسات المسرحية
كلية الآداب جامعة الاسكندرية



#إبراهيم_حجاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الانعكاس ....ما لها وما عليها.
- المسرح والمجتمع
- ملخص رسالة ماجستير ظاهرة الجريمة فى المسرح المصرى
- ظاهرة التمرد فى المسرح
- الأدب ونظرية الضبط الاجتماعى
- تأثير الثورة على كتاب المسرح المصرى فى الستينيات
- نظرية الفن للفن
- أسطورة نفى أفلاطون للشعراء عن مدينته الفاضلة
- قضايا المجتمع بين المسرح الأمريكى والأوروبى الحديث
- المسرح وقضايا المجتمع من العصر اليونانى عصر النهضة
- قراءة جديدة لمسرح توفيق الحكيم رؤية نقدية لنص-ياطالع الشجرة ...
- الدين والمسرح....خدعوك فقالوا...


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم حجاج - القرد كثيف الشعر بين حيوانية البدائية وفجاجة الحضارة الحديثة.