أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى القرة داغي - 11سبتمبر.. وبذرة فناء الغرب















المزيد.....

11سبتمبر.. وبذرة فناء الغرب


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 958 - 2004 / 9 / 16 - 09:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لقد ظننت يوماً بأن بذرة فناء الغرب ستكون حتماً غيبية المصدر ليس لها وجود على الأقل على أرض الواقع المادي الذي يعيشه الغرب والذي أصبح اليوم بمجمل حيثياته مُسيطَراً عليه من قبل الحضارة الغربية التي فاقت جميع سابقاتها من الحضارات في الرقي والتطور والمدنية حتى يخيل للمرء بأنها ستكون آخر الحضارات الأنسانية على وجه الأرض حتى يرثها خالقها لأن الغرب وببساطة قد وصل الى مرحلة من النضج والرقي والتقدم والأحساس بالمسؤولية أصبح فيها من العسير أن تأتي بذرة فنائه من الداخل أي من المنظومة الأجتماعية والأقتصادية والسياسية التي أبتدعها وتبناها الغرب والتي يدور الغربيون اليوم في فلكها ويجنون من ثمار نجاحاتها .
يومها لم أكن أعلم بأن الغرب يحوي هذا الكم الهائل من العناكب السامة التي أستغلت طيبة وسماحة وتساهل أهل الغرب لتنسج خيوطها وتبني شبكاتها العنكبوتية التي أصبحت اليوم بؤراً خطيرة للأرهاب تُفَرّخ سنوياً المئات أن لم نقل الآلاف من العناكب السامة الصغيرة التي سرعان ما تكبُر لتصبح قنابل موقوتة الغرض منها تدمير المجتمع الذي آواها وآوى أهلها من ناكري الجميل والباصقين في صحون من أطعمهم .. فلقد كان من ضمن نتائج رقي الغرب وهي كثيرة ولا مجال لحصرها الآن هو وصول الغربيين الى نضوج فكري مكّنهم من وضع قوانين تحترم حقوق الأنسان وتكفل حريته على أرض الواقع بعيداً عن النصوص والآيديولوجيات النظرية التي تنادي بتطبيق شيء في حين تطبَّق من قبل دعاتها ومريديها على أرض الواقع بشكل مختلف تماماً عما تنادي به .. وبالتالي فقد أصبحت دول الغرب التي تبنت هذه الأفكار محط أنظار شعوب العالم الأخرى التي فشلت في الوصول الى ما وصل اليه الغرب بسبب أختلافها مع الغرب في التركيبة الأجتماعية والثقافية التي تساعد على التخلف والتأخر بالأضافة الى تَسَلّط طبقة معينة من الحكام سواء كانوا ساسة أو رجال دين على رأس هذه الشعوب لعقود طويلة سلكوا بهم طريقاً أبتعدت بهم عن الطريق الذي سلكه الغرب للوصول الى ما هو عليه اليوم وهو ما أوجد بالتالي هذه الفجوة المريعة بين مجتمعاتنا من جهة والمجتمعات الغربية من جهة أخرى .. فهنا جهل وهناك وعي .. وهنا التخلف وهناك الحضارة .. وهنا القمع وهناك الحرية .. وهنا الديكتاتورية وهناك الديمقراطية .. وهنا الخوف وظنك العيش وهناك الأمان والحياة الكريمة .. كل هذه الأسباب دفعت الكثيرين من العرب والمسلمين الى تبني فكرة الهرب من بلدانهم والهجرة أو اللجوء الى بلدان الغرب التي أحتضنت هؤلاء يوم لفظتهم بلدانهم ووفرت لهم كل أسباب العيش الرغيد لا بل أصبح الكثيرون منهم يحملون اليوم جنسيات تلك البلدان ولا فرق مطلقاً بينهم وبين سكانها الأصليين .. وبدلاً من العرفان والشكر الجزيل للغرب على ما وفره لهم من ميزات ما كانوا ليحلموا بها في بلدانهم طعنوه وأهله من الخلف .. فبعد عقود من الأقامات المفتوحة والجنسيات والمساعدات الأجتماعية التي قدمتها دول الغرب لمن لجؤا أليها هرباً من بلدانهم فتحت أوروبا أعينها على مجموعة من الناس لاهم لهم سوى شحن أبنائهم وتثقيفهم ضد الدول التي وَلَدوا وَنَشؤا فيها وأكلوا هم وأهلهم من خيراتها وأنتفعوا بخدماتها الأجتماعية والتعليمية حالهم كحال أبناء البلد أن لم يكن أفضل .. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد لا بل تجاوزه الى الحد الذي أصبح بعض هؤلاء الأهل وأبنائهم شرائح أجتماعية مشوهة في المجتمع .. مشوهة في كل شيء في تعاملاتها وفي تصرفاتها بل وحتى أحياناً في ملبسها ولكن الأخطر هو التشوه في التفكير الذي يعد الآن السمة الغالبة لدى 75% من الجالية العربية والمسلمة في أوروبا وأمريكا وأستراليا وكندا والذي كان من نتائجه الجريمة البشعة والمريعة التي حدثت يوم 11 سبتمبر2001 والتي عَرّت الكثير من الأمور وكشفت الكثير من المستور الذي كان خافياً على البعض أما جهلاً وأما تغاضياً عن واقع مريع ومؤلم تعيشه هذه الأمة التي لم تفلح في شيء وتعيش القهقري منذ قرون لأنها وكما يبدوا أمة ديدنها الفشل وهي وأياه صنوان لا يفترقان .
فما حدث صباح 11 سبتمبر2001 الدامي كان السبب ورائه ذلك المجتمع المشوّه الذي ثبت اليوم بأنه كان بذرة سوء زُرعت عن طريق الخطأ وبدون دراسة ورقابة في الغرب وأثمرت لنا فيما بعد نماذج مشوهة من البشر قامت بتلك الجريمة النكراء بحق أناس مسالمين وهي مستمرة في جرائمها بحق البشرية في كل مكان من أرض الله الطيبة .. المجتمع الذي بدأ يتكون وينمو ببطأ ومنذ زمن وبشكل مشوه في الشوارع الخلفية لأوروبا وأمريكا وأستراليا وكندا بعيداً عن أعين الغرب المتسامحة التي لاترى فيمن يختلف عنها في الدين واللون والمعتقد عدواً لدوداً على عكس خريجوا هذه الشوارع وبعض مساجدها الأرهابية الذين لايرون في أبناء الأقوام والأديان الأخرى سوى أعدائاً وكفرة يستحقون القتل .. لذا فأن بذرة فناء الغرب تكمن في أعتقادي في ( بعض ) وليس جميع أو كل مهاجري بلدان المشرق العربي والأسلامي الذين يعيشون فيه لأن الغرب بالنسبة لأمثال هؤلاء هو " مكان لقضاء الحاجة " كما وصفه أحد منظري ودعاة الأرهاب أبو حمزة المصري أو هو " دار للحرب " بعد أن قسّم زعيم الأرهاب العالمي أسامة بن لادن العالم الى فسطاطين أو دارين .. دار حرب ودار سلام .. وبالتالي لن يهدأ لهؤلاء ومن يسير في ركبهم بال حتى يقوضوا حضارة هذا الغرب ويجعلونها أثراً بعد عين .. لذلك فأن الوضع يتطلب من حكومات الغرب وبعض الحكومات العربية والأسلامية التي تعادي الأرهاب لا التي تموله أن تقف بحزم وقوة بوجه هذا الجسم السرطاني الخبيث الذي ينهش منذ زمن في جسد الغرب وأن تسارع الى أجتثاث بؤره المنتشرة بكثرة ( وعلى عينك يا تاجر ) في الكثير من المدن الأوروبية وتجفيف منابعه التي يمثلها بعض شيوخ السوء الذين لايزال الغرب يحتضنهم ويُكرمهم ويُحسِن ضيافتهم أضافة الى بعض مساجد ضرار التي حذر منها الرسول الكريم محمد (ص) وهي المساجد التي لم تبنى لوجه الله ولكي يعبد فيها سبحانه وأنما بنيت تحقيقاً لأغراض سيئة مشبوهة من ضمنها الدعوة الى الأرهاب والتشجيع عليه مستغلة بعض الشباب العربي والمسلم الضائع الذي لم يجد من سبيلاً لتعويض عقد النقص التي يعيشها سوى بقتل الآخرين ممن هم أفضل منه خلقاً وعقلاً وعلماً وأيماناً بنواميس الله سبحانه وتعالى .
سلام على كل شهداء الأرهاب وفي أي أرض سقطوا .. سلاماً أحمد شاه مسعود .. وسلاماً ضحايا 11 سبتمبر .. وسلاماً عبد المجيد الخوئي .. وسلاماً محمد باقر الحكيم .. وسلاماً عز الدين سليم .. وسلاماً يا كل طفل وشيخ وأمرأة بل ويا كل أنسان طالته يد الأرهاب وسهامه المسمومة .
تحية لكل جندي يحارب الأرهاب ويرفع سلاحه بوجهه وبوجه أصحابه ودعاته ويعمل على أجتثاثه وتخليص المجتمع من شروره وآثامه.. وتحية لكل الكتاب والمثقفين العرب والمسلمين الذين قالوا كلمتهم الحق والفصل بوجه الأرهاب فلم يداهنوا ولم يرائوا ولم تأخذهم نظرية المؤامرة بدهاليزها التي لن تنتهي ألا بنهاية أصحابها من ناقصي العقل والدين .
وللحديث بقية ...



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مليشيات العراق الجديد وأشكالية العلاقة بين الماضي والحاضر
- مثقفون أبرياء لكنهم مع الأسف .. مذنبون
- العراق ما بين أرادة الحياة والمقدر والمكتوب
- فضائيات ام غرف عمليات
- العراق الجديد بين حكومة في العلن وحكومة في الخفاء
- ما الذي يحدث في العراق .. ديمقراطية أم فوضى و تسيّب ؟
- أقليّات العراق .. و رسالة الأحد الدامي
- مشكلة شعوب لا رؤساء
- 14 تموز ثم 17 تموز و مسلسل الأنقلابات
- ذكرى 14 تموز .. بين الأحزان و الأفراح
- مقال سياسي : عراقيوا المنافي و الأنتخابات و التلاعب بمقدرات ...
- العراق الجديد ما بين التمثيل بالجثث و أختطاف الرهائن
- العراق الجديد .. و مفترق الطرق
- أحتكار حق المواطنة .. و تكرار المأساة
- العراق الجديد بين الثرى و الثريا
- أزنار .. بالاثيو .. لا نقول وداعاً بل الى اللقاء
- الفضائيات .. و صفقات التسويق المفضوحة
- أمريكا .. ما بين مسمار جحا و قميص عثمان
- عراقية الأكراد .. عريقة عراقة دجلة و الفرات
- الأرهاب ملّة واحدة .. صدام و بن لادن


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى القرة داغي - 11سبتمبر.. وبذرة فناء الغرب