أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عنكاوي - من وحي مجزرة كنيسة سيدة النجاة(1)














المزيد.....

من وحي مجزرة كنيسة سيدة النجاة(1)


سامر عنكاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 23:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تهاوى الرجال يعانقون يقبلون ارض العراق الحبيبة آخر ما رأت عيونهم الحائرة التي تبحث عن سبب او مغزى حين سالت الدماء الحارة على مذبح الكنيسة وأسكتت النساء المتحسرات وقطفت الورود الغضة وذبحت البراءة والإنسانية والطفولة برصاصِ غادرٍ من إرهابيٍ لئيم وسكين أعمى يبحث عن الضحية الإنسان قربانا يقدمه لإلهه كفيزة او سمة دخول الى الجنة.

لن نرى ثانية تلك الوجوه المنورة بالمحبة التي تجسد أبجدية طيبة شعبنا وعشقه تراب وطنه صدقا.

إنَّ نفرا ضالا يُعمل سيف همجيته ودمويته فينا، لن يؤثر في مواقفنا وعمق محبتنا وعشقنا عراقنا الذي شدناه من أول أجدادنا بُناة الحضارة حتى آخر ضحايانا فداء هذا العشق الأزلي الأبدي فروح المواطنة المزروع فينا منذ القِدم ما زال ينمو ويكبر شامخا بنا حتى أعالي قباب كنائسنا البهية بتربة تحيا فيها وبها...
ولكن،
أليس من حق صرخات الضحايا أن تعلو وأن نستعديها مرات ومرات كي لا تتكرر ببرودة أعصاب السفاحين القتلة؛ إن بعض تلك الصرخات والتأوهات ما زال أنين آلامها يسائلكم:

ما هو الدافع القاهر لارتكاب جرائم بهذا الحجم؟
ما هي الايدولوجيا او العقيدة التي تشرعن هذه الجرائم؟
ومن يتحمل مسؤولية تكرر تلك الجرائم البشعة؟

هل هو الإرهابي مغسول الدماغ الموجه بالرموت كونترول أم من يقف وراء توجيهه وتصنيعه وأسلحته القذرة؟ أم متماهل مقصر في واجب الحماية أم من يقف وراء واجب إعداد الحماية الكفء ولا يفعل؟ أم .. و أم غير هذا وذاك أم جميعهم وكيف تتلاقى الأضداد في ارتكاب جرائم كتلك البشاعات...
أسئلة ستبقى تعلو بأصوات الضحايا القرابين وفي أروقة الكنائس والمعابد، تنتظر الإجابة لوضع معالجات وحد حاسم نهائي لنهر من دماء الأبرياء.

عني أنا وقلمي وضميري اسمحوا لي أن أضم صوتي لسيمفونية الأنين والرحيل الفاجع وأن أترك بعض كلمات قد تصب في حل أو معالجة أو ما يساعد للوصول إليه وبالتأكيد يبقى الباب مفتوحا بل مشرعا لكل الآراء لأسرع وأنجع الحلول.

باعتقادي ان الذي دفع هؤلاء الأوغاد الى قتل الأبرياء هو الإيمان المتطرف بالغيب الذي ليس له شكل او ماهية، لا يقول ولا يتكلم, ولا يمكن لأحد ان يعرف عنه شيئا مؤكدا, وبالتالي يمكن لكل من يريد ان يتصور وأن يبني على هذا التصور محبة او قتلا.

وقد تصور الذين في الكنيسة واختاروا المحبة والسلام والاخوة بين البشر لتساوقه مع الطبيعة البشرية والجوهر الإنساني وهم يعتقدون بان هذا ما يريده الله من خلق العالم,

وتصور الإرهابيون واختاروا القتل وطريق التوحش والهمجية فباتوا بطريقة الاعتقاد بأنهم جنود الله الغاضب القوي الرهيب يبيدون كل مخالف ومختلف مصرين على أن الله يريد ذلك فتقربوا بالعنف الدموي والموت منه.. إنهم عمي لا يبصرون ما يشيعونه من خراب ودمار ومن تقتيل للنفس التي حُرّم قتلها وهم يشيعون بغير حساب إرهابا وتقتيلا لأرواح بريئة ولا حساب لعذابات أحبتهم وأمهاتهم وأزواجهم وأبنائهم.

المتهم في مثل هذا الموقف الإرهابي الأبشع هو تنظيم القاعدة الإرهابي (الدولة الإسلامية في العراق) باعترافهم وعلى صفحاتهم الالكترونية واستدلالا من مواقفهم المعروفة تجاه الدين والحياة والبشر, ولا يغفل أي عراقي تحالف القاعدة والصداميين وإيران لاتفاق المصالح وتقاطعها وتقاطعهم جميعا مع ما يتقولون ويزعمون من مصالح الأمريكان.

ولكن ! وآه من كلمة لكن!
الأجهزة الأمنية طرف آخر بالمعادلة, فهنا سؤال يطرح نفسه :-

هل الأجهزة الأمنية متفرغة وبتركيز عالي للحفاظ على حياة الناس من الإرهاب والقتل ام هي مشتتة بين مهام كثيرة منها:-
1- الصراع الطائفي للسيطرة على الدولة والمجتمع والحياة العامة.
2- حماية المسيرات المليونية التي لا يخلو شهر منها, وتستنزف اهتمام وقوى كبيرة من الجيش والشرطة وتبدد المال العام, وليس ليوم واحد او اسبوع او شهر بل على مدار السنة من اجل التحضير والتنسيق والتخطيط.
3- مشغولين بمحاربة المليشيات التي هي سبب خراب العراق وضعف الحكومة من جهة وفي الاشتراك مع صراعات تلك الميليشيات عبر الاختراقات.
4- الفساد المالي والإداري الذي أصبح سمة مميزة وعلامة بارزة للدولة العراقية.
5- المجرمين وقطاع الطرق والمافيات بمختلف أنواعها واختصاصاتها
6- وأخيرا وليس على رأس المهام وأولويتها يمنحون جزءا غير كاف لمحاربة الإرهاب المدعوم من تنظيم القاعدة وبقايا البعث وبعض الأصابع الأجنبية من الدول العربية وإيران.

الوضع بالعراق ليس سليما وتعصف به الطائفية ويصول فيه الإرهاب ويجول, ومن هذا المنطلق هناك سؤال مركب اعتقد انه اهم الأسئلة:-

لماذا لا يمنع رجال الدين والمعممين التجمعات الكبيرة حفاظا على حياة الجميع؟
لماذا لا تتحمل الحكومة مسؤولياتها وبماذا هي مشغولة اذا لم يكن همها الإنسان العراقي؟
هل التواصل مع الله يحتاج الى مكان معين والله موجود في كل مكان كما تقول جميع الأديان السماوية والوضعية, ام هي مصلحة رجل الدين وليذهب جميع العراقيين الى الجحيم؟

تراجي ذهب:-
الطائفية في العراق سند الإرهاب وديمومته



#سامر_عنكاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحل الحبيب عنوة في مجزرة كنيسة سيدة النجاة
- الان اتحاد الشعب 363 (2)
- الآن اتحاد الشعب 363 (1)
- لنطرق الحديد وهو ساخن, نادين البدير ثورة لتحرير العقل والانس ...
- هل يذهب الحذاء مثلا يحتذى بعودة حذاء منتظر الى الصورة والصدا ...
- دولة القانون الدولة الحلم (4)
- دولة القانون الدولة الحلم(3)
- دولة القانون الدولة الحلم (2)
- دولة القانون الدولة الحلم
- شكرا لكم لقد اعيدت الحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة !!!
- إنتخابات المجالس المحلية للمحافظات طريقنا إلى الحرية والعدال ...
- الحزب الشيوعي العراقي شاطئ أمان السفينة العراقية
- غزة بين سندان حماس الأصم وحمم المطرقة الإسرائيلية الخرقاء
- غزة: وحشية يندى لها الجبين غضبا وخجلا
- قل الحق ولو كان على نفسك
- ما هكذا تورد الإبل يا سيدتي بان سعيد
- الاسلام السياسي المتطرف في العراق وعن علاقته بالاحتلال والوط ...
- تحالف غير معلن بين الحكومة والارهاب لتدمير العراق
- ملاحظات حول مقالة الدكتورة بان سعيد - المجلس الأعلى الإسلامي ...
- صدام والعمالة للأمريكان والشعب العراقي ومسيرة الآلام


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامر عنكاوي - من وحي مجزرة كنيسة سيدة النجاة(1)