أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - المكان لدى سعدي يوسف ... ضرورة قاصرة وعينات بديلة














المزيد.....

المكان لدى سعدي يوسف ... ضرورة قاصرة وعينات بديلة


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 3179 - 2010 / 11 / 8 - 20:46
المحور: الادب والفن
    



يتطلب تحريك المكان إعادة الضوء لموجوداته ثم الإنتقال بهذه الموجودات عبر غاية الفعل اليومي وهي غايات ربما تبدو ظاهرة للعيان لكنها غير مرئية تقتنص إقتناصا فيفلح الشاعر ليتم الكشف عن حاجات اخرى يمكن تطويرها لاتتصل بشكلية مكانية وأنما بفعل الموجودات المكانية من رسم ملامح قضية ما بدقة متناهية وهذا بدوره يفتح ممرا للولوج بالحدث الباطني إلى الحدث المرئي بفعل تقابل (الحاجة – المتعة – الضرف- الوسيلة ) وعند ذلك توعز المخيلة بتقديراتها لأن نشاطها المكاني عبر ببعد لموجود أخر
يختفي من خلاله المفهوم السائد للمكان ليحل بديلا عنه شكل من أشكال المناجاة أو شكل من أشكال الحوارية الأحادية المقتضبة فلا تعد هناك محورية للبناء الشعري بقصد ترسيخ أسبقية لدلالة ما ولا الإستحواذ الكلي على ماضي الأشياء إذ أن المتطلب الأساس أن لايقدر الفعل على غاية محددة بل الأسبقية في الأنغماس في اللحظة المكانية التي قد تترأى من خلال العوامل الوجدانية التي تكتشفها تلك اللحظة وتحدث الإضطراب المطلوب لإدامة القدرات التحسسية القابلة التناسب بين الحواس المختلفة والأشكال وبذلك يصبح مكون الجمال المكاني مايتم تلقية وما يثير من الإحساسات تجاه الأشياء المبتكرة والتي تنسجم في كلية النص :

لم يعد في الشوارع ماتعزفين له
الساحة إنطفأت والحرائق قد غادرت في مياه المجاري
المقاهي مهذبة في الصباح
ومغلقةٌ بعد منتصف الليل
مثلكِ
لم تبق إلا الملابسُ
قطنٌ
وجلدٌ
وأغنيةٌ لثقوب السراويل زرقاء عند الركب
........
........
سوف يأتي المغني ويذهبُ
يأتي الخريفُ
ويذهبُ
لكن ، ستبقين برميل بيرة
تظلين في هدأة الزاوية
أنتِ
والأمسِ
والرمسِ
والقدم الحافية

أن الخروج من معطف المكان

ضمن ذلك يعمل الزمن كغاية مشتركة ويحاول الشاعر إضعاف سطوته رغم وجود ملامح الزمن العلنية هنا وهناك
كما أن مستوى الإنسجام الزمكاني يؤسس لعلاقات قطعية لكن فعل اللغة وفعل العاطفة تسوق لتصورات غير مشتركة
لأن كلا منهما يرتبط بقصد ما ضمن ضرورات ما قد تجعل الشاعر يختار ما بين أمرين أمر اللغة المتسلطة التي أثراها المكان وكان مرجعية لها أو قدرات الإنفعال على تشكيل لغة لاتعني بالمباشرة والإنتقاء التاريخي ،
عبر ذلك يختار الشاعر خياره في إضاءة خافتة للمكان عبر تسمية لفظية لموجود معرف ما ثم يعمل على أن تتحرر وتلتئم بالبعد النفسي الذي يكون مصاحبا للإنتقالات التي ترسمها الحواس (تارة حاسة العين وتارة حاسة اللمس وتارة الحاسة المفقودة )كل ذلك تكون مساحة الإشتغال الشعري تفوق المساحة المكانية الحقيقية والمقدرة أمام يقينية في كل ماتأتي به قوانين الطبيعة وملابسات الحياة :

سوف تسأم زاويةَ الشام أيضا
ونبتتها وهي تذبلُ خلف الزجاج
ولسوفَ ترددُ في السر:
إني أتيتُ لكي أحتمي بالزجاج ..
الظهيرةُ
و
ا
ق
ف
ةٌ
والشجيرات من طرف العين تلمحها
وهي تهدأ في الظل
والشمسُ تهدأ في الظل
والطفلُ يهدأ في الظل
والهاشميةُ ضائعةٌ في الطريقِ إلى الشام
.......
.......
......
هل بدأ الإنتظار

يتمثل المكان في هلامية غير حسية مع ذلك الشعور المسبق بالصورة الشعرية له وما يظم من علائق متشابكة من أشال الحقائق إلى أشكال العبث وقد يظم إليه أشكال من السخافات فالأمكنة غير مستقرة حتى ببعدها الرمزي وهي لاتعني فيما تعنيه لدى الشاعر غير تلك الضرورة القاصرة التي لاتتناغم إلأ بتراجيديا مرعبة لخلق المزيد من العينات التي تكون بديلا للعينة الأصلية مواسأة للفراق والخوف والموت والأنين ،

[email protected]



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتعرف الإتجاهَ إلى العالم
- سعدي يوسف ...ذعرُ الأجوبةِ أمام أسئلة التيّه
- قبل أن يكتملَ ذلك الحداد اللامعقول
- إسرائيل قد تستحق الشكر لو إستكملت عملها بعمل أخر
- دقات الساعة التي تنتظر أن تقف حين يُدق الباب
- أحمد القبنجي .. إضاءة جديدة في نقد الفكر الديني
- برقةٍ نستمعُ لنعيق الغراب ونقدسُ الليلَ وخفاشه ...
- الحساسية المفرطة مابين الأجيال والأصوات الشعرية المبدعة
- من مد يده ليصافحني لكن ذراعاي تحت رأسي
- بولامدم
- يعودون من اللذة القدسية إلى الخريف المهجور
- سقراط ... العمل بحماس من أجل كمال النفس
- ربما يراد أن أعتاد
- على مساحة جغرافية واحدة
- تلك المجاهيل في اللحظة التي ينتظر بلوغها
- إستبدلنا البرجَ من القوس إلى العذراء
- إلا بعدَ ضمان القوت
- هاي زوربا.. هاي زوربا
- سعدي يوسف يبحثُ عن جنةٍ أخرى منسيةٍ في برلين
- سفاهات مقصودة وجدل حكيم


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - المكان لدى سعدي يوسف ... ضرورة قاصرة وعينات بديلة