أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس رمزي - الفتن من أجل تقسيم الوطن















المزيد.....

الفتن من أجل تقسيم الوطن


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 3171 - 2010 / 10 / 31 - 11:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد اصبحت برانويا تقسيم الاوطان حقيقة وواقعا ملموسا المساله ليست رعبا وخوفا خياليا لاوجود له !! فقد اصبحنا قاب قوسين او ادني من التقسيم , اليوم في السودان . وغدا في اليمن , وبعد غد في مصر والسعوديه , هذا امرا ملموسا نراه اليوم علي ارض الواقع .

في هذا المقال سوف اتعرض من خلاله الي الشأن الداخلي في مصر وهل هذه الفتن التي يتعرض لها الشارع المصري ماهي الا مقدمات سوف تنتهي بنا الي تقسيم هذا الوطن؟ وماهي سيناريوهات هذا التقسيم ؟ كل هذه التساؤلات وغيرها ما سوف نناقشه من خلال هذا المقال :

اولا- عزل الاقباط عن المجتمع المصري

في حقيقة الامر خلت جميع خرائط توزيع السكان في مصر من أي تعدادا رسميا للاقباط وتوزيعهم وتجمعاتهم في القاهره والاسكندريه والوجه البحري والصعيد , دائما يشار الي تعداد السكان في مصر الي نسب مئويه دون الحديث عن اية ارقاما واقعيه ورسميه , فقد اصبح تعداد الاقباط في مصر من الاسرار العسكريه الخطيره التي لا ينبغي البوح بها!!

لقد استبعد الكثيرون من الخبراء السياسيين في مصر امكان حدوث تقسيما علي اساس فرزا طائفيا وكان لهم ابعادهم السياسيه المقنعه في ذلك الوقت فقد اشاروا في مجمل هذا الموضوع الي ان التجمعات السكانيه ذات الشكل الطائفي هي التي تهدد كيان الوطن وتعرضه الي التمزق ومخاطر التقسيم كما هو الحال في دارفور وجنوب السودان , وكما هو في لبنان بجنوبه وشماله . وهذا الامر لا ينطبق علي مصر والاقباط حيث انهم مشتتين في كل مدينه وكل حي وكل شارع وكل حاره وكل عماره بين اقليه مسيحيه واكثريه مسلمه بشكلا لايسمح لهم باي تجمعات طائفيه اوعرقيه , فلاتوجد لهم بقعه جغرافيه معينه يتجمعون بها ويناضلون من اجل انفصالها عن الدوله الام وبالتالي فان ماحدث في دارفور وجنوب السودان لايمكن ان يتكرر في مصر باي شكل من الاشكال .

ولكن بالرغم من هذا الا ان مخطط تقسيم مصر يسري في جميع اوصال مصر دون ان يشعر به احد مثله مثل مرض السرطان الذي ينتشر في الجسم المصاب به دون ان تظهر علي المريض اعراضه الا في مراحله المتقدمه والتي يصبح فيها البتر هو العلاج الوحيد ,
هذا بالفعل ما يحدث مصر , سرطان الفتنه ينتشر ويستفحل الي ان نصل الي حالة الا عوده ولايمكن معه تعافي الوطن من سرطان الفته الا ببتر جزء من الوطن والتخلص منه ويعيش الوطن اعرجا بقدما واحده دون القدم الاخري .

تتعرض مصر الي مخططا يسير بخطا هادئه تتقدم ولا تتوقف في اتجاهها نحو هاوية التقسيم ولاريب في هذا .

فقد نجح هذا المخطط في ان يقسم الشعب المصري الي شعبين بدلا شعبا واحدا , نجح في ان يجعل من المصريين ثقافتان بدلا من ثقافه واحده , فكران بدلا من فكرا واحدا وتاريخان بدلا من تاريخا واحدا , حتي في مظهره الخارجي فانقسمت الازياء النسائيه الي نوعان من الازياء مبنيان علي فرزا طائفيا , فقد اصبحت المراه المسلمه ترتدي الحجاب ليس لانه التزام ديني فحسب بل من اجل تاكيد هويتها الدينيه ليس اكثر من هذا كذلك الامر فقد تخلت المرأه القرويه القبطيه عن غطاء راسها واصبحت الان تسير في شوارع القريه بلاغطاء راسها من اجل تاكيد هويتها الدينيه هي الاخري

فقد زرعوا في عقول الاقباط انهم ليسوا من هذا الوطن ولا ثقافتهم من ثقافة هذا الوطن بل انهم الاقرب الي امريكا والغرب وانهم اذا استقلوا بدولة لهم سينافسون امريكا والغرب في التحضر والتقدم وان تخلف هذه البلد يرجع الي تخلف تلك الاغلبيه المسلمه الحاكمه

كما زرعوا في عقول المسلمين انهم خير امه اخرجت الي الناس وان سبب التخلف والفقر الذي تعاني منه شعوبنا هو ابتعاد نظام الحكم في الدوله عن الاحتكام بالشريعه الاسلاميه وان حل جميع مشكلات شعب مصر تكمن في شعار "الاسلام هو الحل" وان المسلم السريلانكي او الفلبيني اقرب له من المصري المسيحي.

انه التقسيم بعينه عزيزي القارئ ففي السابق فشل الاستعمار البريطاني في تقسيم مصر بينما نجحنا نحن فيه بامتياز , عندما قال احد قادة الاحتلال البريطاني في السابق انه من الصعب جدا الفرز الطائفي بين المصريين , اما الان فقد قمنا نحن بهذه المهمه ونجحنا في ان نتحول الي شعبان وليس شعبا واحد هذه حقيقه لا يمكن لاحدا ان ينكرها


ثانيا- سيناريوهات التقسيم


سوف تتعرض البلاد في السنوات القليله القادمه الي هزات طائفيه عنيفه فقد يصل بنا الامر الي حرب الشوارع في بعض مناطق القاهره والصعيد والاسكندريه وسوف يفقد الاقباط اعدادا ليست بالقليله كنتيجه حتميه لظواهر العنف الطائفي الذي سوف تشهدها البلاد , وسوف يتدخل المجتمع الدولي , راغبا في حماية تلك الاقليه القبطيه المغلوبه علي امرها , وسوف يضع القياده السياسيه امام احد
امران احلاهما مرا هما :

البديل الاول: قبول تقديم الحمايه الدوليه للاقباط وهذا يعني عودة الاحتلال الاجنبي الي مصر تحت غطاء حماية الاقليات الدينيه

البديل الثاني : عزل الاقباط عن المسلمين في وطنا بديلا يوفر لهم الحمايه وهناك من يقترحون ان يكون هذا الوطن من شمال المنيا الي البحر المتوسط وطنا للمسلمين ومن جنوب المنيا الي جنوب سوهاج وطنا للاقباط وهذا الاقتراح موجودا علي طاولات الكثيرون من مشعلي نيران الفتنه في مصر

ثالثا- امريكا واسرائيل والغرب والفتنه في مصر

لايمكنني باي حال من الاحوال ان انكر ان هناك دورا امريكيا اسرائيليا عربيا في حرب التفتيت التي تتعرض لها مصر بضراوه وهكذا يفكر لنا الاخرون وفقا للسيناريو التالي :

اولا- امريكا والمجتمع الدولي يعتقدون اعتقادا راسخا ان تلك الاتفاقيه التي وقعها (السادات – مناحم بيجين – كارتر) ليست اتفاقيه للسلام بين شعبين بل هي اتفاقيه سلام بين حكومتين فالصراع المصري الاسرائيلي صراعا تاريخيا والعداء بين الشعبين لايمكن ان توقفه اتفقات سلام او تطبيع علاقات او خلافه والان دولتان لهما علاقات رسميه وسفارت متبادله وعلاقات تجاريه حكوميه محدوده وقطيعه شعبيه وبالتالي فان هناك تخوفا امريكيا اسرائيليا من ان يحدث في مصر ماحدث في ايران وقيام دوله دينيه في مصر عندها لن تستمر اتفاقيات السلام الهشه بين الدولتين وتشتعل نيران حروبا جديده بين مصر واسرائيل

ثانيا – ان جعل سيناء دوله قبطيه فاصله بين مصر واسرائيل تساعد علي منع أي احتكاكات عسكريه وابعاد مصر نهائيا عن الحدود الاسرائيليه وبالتالي فان دولة الاقباط هذه المره لن تكون بتقسيم الصعيد بل سيكون بانشاء وطنا قبطيا للاقباط في شبه جزيرة سيناء لتكون دوله مستقله لهم يرعاها الغرب ويقدم لها المساعدات الماليه والفنيه واللوجستيه وبهذا ترتاح اسرائيل من ذلك الكابوس المزعج الذي يهدد كيانها وهو وجود مصر علي حدودها , فان وجود دوله جديده ذات انتماء غربيا شعبها يتوق الي الفرنجه من الممكن ان يتقبل ان يعيش في سلام وعلاقات طبيعيه دائمه مع الشعب الاسرائيلي

ثالثا- فصل سيناء جغرافيا عن مصر والقاره الافريقيه الي الابد لتصبح سيناء دوله اسيويه ووطنا لمسيحيي المنطقه العربيه تقبل هجرتهم وهجرة الاوروبيين اليها لتكون بديلا لهم عن لبنان

اخيرا:

اعتقد ان هناك الكثير من التساؤلات التي تدور في عقلك عزيزي القارئ وهذه مجموعه لاباس بها من التساؤلات اطرحها علي اعزائي القراء في انتظار اجابتهم عليها :

السؤال الاول : هل يقبل أي قبطي ان يتخلي عن تاريخ وجغرافية وطنه مصر باهراماتها ونيلها ويرحل عن هذه الارض الي ارض سيناء حتي ولو نجح الامريكان والاوربيون من ان يجعلوا من سيناء اجمل من المدن السويسريه ؟؟

السؤال الثاني: هل الاقباط متحابون الي درجة انهم سوف يؤسسون مدينتهم الفاضله بعيدا عن المسلمون؟ هل سوف تنتهي مشاكلهم اذا عاشوا في كيانا مسيحيا مستقلا؟

السؤال الثالث: ما شكل الحكم الذي سوف تكون عليه هذه الدوله ؟ وهل سيكون للكنيسه دورا في حكمها ام ستتفرغ الكنيسه للصلاه والتعبد مثلما هو حادث في اوروبا والغرب؟

السؤال الرابع: هل سيتم القضاء علي ظاهرة خطف الفتيات القبطيات ام ستظل عمليات الخطف والاغتصاب مستمره؟

السؤال الخامس: هل الاخوه المسلمين سيعيشون سعداء عندما اخلاء مصر من الاقباط ؟ وهل الاقباط هم سبب شقاء وتعاسته المصريون المسلمون؟

السؤال السادس: هل سيتم حل مشكلات مصر الاقتصاديه برحيل حوالي اثني عشر مليون شخصا منها؟ تعداد سكان مصر الان اثنان وثمانون مليونا . وبرحيل الاقباط سوف يكون تعداد سكانها سبعون مليونا , فقد كانت مصر سبعين مليونا منذ خمس سنوات فهل كانت مصر اسعد حالا من اليوم؟

الاجوبه علي هذه الاسئله متروكه لك عزيزي القارئ ,وللموضوع بقيه

بولس رمزي



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجميع فسدوا وافسدوا - الجزء الثاني
- كلنا فاسدون ومفسدون - الجزء الاول
- شيزوفرينيا !!!
- الي مثيري الفتنه الطائفيه
- لا عزاء للاقباط
- رساله الي والي الاقباط
- الحرمان لقطع اللسان
- عذرا نيافة الانبا بيشوي انت فتنه
- الاخوان ومعسول الكلام
- اختفاء كاميليا والدروس المستفاده
- هل الاقباط مصابون بانفصام في الشخصيه؟
- مرضي البالتوك يحاولون اخراسها
- دكاكين حقوق الانسان
- رجال الدين يعلنون الحرب علي مصر
- سر اختفاء كاميليا وعميان البال توك
- المدافعون عن الكنيسه
- الكنيسه والدوله وجهان لعمله واحده
- الفاتحون الجدد
- شفرة كاميليا
- ألأقباط بين مطرقة الكنيسه وسندان الدوله


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس رمزي - الفتن من أجل تقسيم الوطن