الي مثيري الفتنه الطائفيه

بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 3146 - 2010 / 10 / 6 - 22:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في كلمة فخامة الرئيس مبارك بمناسبة احتفالات عيد نصر اكتوبر شدت انتباهي عباره هامه جدا وهي :

"إن المساس بهذه الوحدة خط شائك وخطر .. لن أسمح لأحد بتجاوزه .. وعلى من يزرعون الفتنة ويشعلونها ويغذونها .. أن يدركوا تماما أن أحدا ليس فوق الدستور والقانون .. وإننا سوف نتصدى بكل الحسم لمحاولات الوقيعة .. ولتوريط رموز للدين والعقيدة والفكر.. يتعين أن تربأ بنفسها عما يوقع بين جناحى الأمة.. ويهدد أمن واستقرار الوطن."



وفي هذه العباره وفقا لفهمي المتواضع يتضح لي مايلي :

أولا- وجه سياسته تحذير شديد اللهجه الي مثيري الفتن الطائفيه واوضح سيادته انه لا احدا فوق الدستور والقانون وهذا تحذيرا شديد اللهجه موجها لنيافة الانبا بيشوي والدكتور العوا بان مكانة الاول الدينيه لايمكن ان تضعه فوق الدستور والقانون وانه معرض مثله مثل اي مواطن مصري للمحاسبه القانونيه ولن تشفع له مكانته الدينيه كما ان نفس التحذير موجها للثاني بان موقعه الاجتماعي وعضويته للمجلس الاسلامي العالمي لم ولن تكون حصانه له تعفيه من اي مساءله قانونيه



ثانيا- حذر سيادته للمره الثانيه بان الدوله ليست غافله وسوف تتصدي بكل الحسم لمحاولات الوقيعه ولتوريط رموز الدين والعقيده والفكر يتعين ان تربأ بنفسها عما يوقع بين جناحي الامه وفي هذا ايضا تحذيرا الي كل من رجال الدين والفكر والاعلام ان تبتعد عن كل ماهو له نتائج سلبيه تؤثر علي العلاقه بين المسلمين والاقباط وعليهم عدم الابتعاد عن هذه المنطقه التي وضع سيادة الرئيس تحتها خطا احمرا لايجب تجاوزه والخوض فيه وهذا امرا في منتهي الاهميه وله ابعادا في منتهي الاهميه ومنها :



البعد الاول: التأكيد علي رجال الدين بعدم التعرض لعقائد الاخرين سواء من خلال العظات والخطب الدينيه او البرامج الدينيه او برامج التوك شو او الفضائيا الدينيه المتخصصه , او من خلال المقالات والاحاديث الصحفيه , او الكتب التي تصدر في هذا الشأن وانا اري في هذا البعد ضربة قاسمه علي راس مثيري الفتن الطائفيه من الجانبين



البعد الثاني : وضع رجال الدين في حجمهم الطبيعي كمواطنين مثلهم مثل اي مواطن مصري فلا مكانتهم الدنينيه الرفيعه سوف تعفيهم من المساءله القانونيه ولا شعبيتهم الطاغيه التي تستخدم الدراويش من الجانبين كدرعا واقيا لهم سوف تشفع لهم وتحميهم من المساءله القانونيه



البعد الثالث : تحجيم رجال الدين ووضعهم في مكانهم الطبيعي داخل المسجد والكنيسه وعدم حشر انوفهم في امورا بعيده كل البعد عن الدين والعقيده ومحاولاتهم المستميته من اجل ان يكون لهم دورا سياسيا مؤثرا في الشارع المصري من اجل ابتزاز القياده السياسيه انهم بالفعل تحولوا من رجال دين يقتصر دورهم علي الامور الدينيه فقط داخل جدران المساجد والكنائس الي ان توحشوا واستأسدوا للسيطره علي الشارع المصري واصبح دارويشهم والمبخرين لهم عصاة قوزيه لهم في وجه كل ماهو مستنير وقد امتد نفوذهم هذا الي خارج حدود الوطن بين اقباط المهجر وبين العماله المصريه في دول الخليج , فقد صنعوا لانفسهم من الجهتين مناصيرا لهم اسسوا لهم المواقع علي صفحات الانترنت واستخدموا اقلامهم بالفاظهم البذيئه التي توجه الاتهام بالكفر والخيانه والتشبيه بيهوذا الخائن لكل من يكون عثره في طريق توحش رجال الدين ومحاولاتهم المستميته نحو السيطره علي مقدرات الشعب المصري والحجر علي عقولهم ولهلاء ابشرهم بانه قد ولي زمانكم وبارت بضاعتكم هنيئا لكم



وهنا اعود الي موضوع الفتن الطائفيه لا من اجل ان اشعل نيرانها بل من اجل ان اضع هؤلاء مثيري الفتنه في حجمهم الطبيعي .



عندما قمت بتنظيم وقفه احتجاجيه من اجل المطالبه بعزل نيافة الانبا بيشوي بسبب تصريحاته كنت اهدف الي مايلي :



اولا – عندما قمت بنقل مكان الوقفه الاحتجاجيه المطالبه بعزل نيافة الانبا بيشوي من داخل اسوار الكادترائيه المرقسيه الي امام دار القضاء العالي بالرغم من ذلك كان له تأثيرا سلبيا في المشاركه الفعاله من الاخوه المتضامنين في هذه الوقفه الا انه له الكثير من الرسائل السياسيه وهي علي سبيل الحصر:



البعد الاول: احترام القانون الذي يمنع التظاهر في ساحات دور العباده



البعد الثاني : التأكيد علي ان الاقباط دولتهم هي مصر وليس الكاديترائيه وكل من هم داخل

مواطنون مصريون وليسوا دولة داخل الدوله وعندما انادي بعزل احد هؤلاء

يجب ان اطالب الدوله المصريه ولا اطالب الكنيسه بذلك وعندما اوجه احتجاجا

لابد وان يكون الاحتجاج هذا موجها للدوله ولذلك كانت الوقفه الاحتجاجيه امام

بيت العدل المصري وهو دار القضاء العالي وهو الجهه الوحيده التي المنوطه

بتوجيه مظلمتي



البعد الثالث : هناك سؤالا هاما تم توجيهه لي من الكثير من اخوتي الاقباط " لماذا

احتجاجك موجها فقط ضد نيافة الانبا بيشوي ولماذا لم توجه اتهاما مماثلا

وقويا ضد تصريحات الدكتور محمد سليم العوا ؟ وهنا انا لي مجموعه من

الاجابات عن هذا السؤال الهام :



الاجابه الاولي: لان الانبا بيشوي هو الرجل الثاني في الكنيسه وتصريحاته وان

كانت في شكل حوار شخصي الا ان اي كلمه تخرج من فمه تنسب للكنيسه

القبطيه الارثوذةكسيه بشكلا خاصا ولجميع الاقباط بشكلا خاصا وهذا ما كان

له اثرا ايجابيا في اشعال نيران التوتر الطائفي , اما الدكتور العوا فأنا لا انتقص

من مكانته حين اقول انه لايعبر الا عن نفسه لانه لا ينتمي الي مسسة الازهر

الاسلاميه وانا احتج ضد تصرفات مسسات وليس كل شخصا هنا او هناك يصدر

عنه تصريحا ننظم ضده وقفات احتجاجيه وهنا تكون الفوضي بعينها



الاجابه الثانيه : عندنا نحن الاقباط الارثوذوكس توحش النظام الكنسي الذي خلق

من نفسه نظاما الهيا لا ينبغي انتقاده ومن ينتقده فقد انتقد الذات الالهيه نفسها

ومن خلال هذه الوقفه اردت ان اوجه رساله قويه الي هذا النظام الالهي بان

الكهنه وقيادات الكنيسه ليسوا الهه ولا هم وكلاء الله علي الارض بل هم بشر

عاديون مثلنا تصرفاتهم تخضع للمساءله من الشعب الارثوذوكسي ولا احد

منهم علي الاطلاق فوق النقد وقد يعرضني موقفي هذا للمساءله الكنسيه

وعقوبات الحرمان التي تصل الي ان تكون مدي الحياة وحتي بعد مماتي

فلن يقبلون الصلاة علي جثماني ولكن هم ليسوا الهه وساقف امام تأليههم

مهما كلفني الامر من مصاعب وهجوما شرسا اعمي من حاملي المباخر



الاجابه الثالثه : تأسيس مبدأ هام للغايه وهو لابد وللمستنيرين من الجانبين

الاسلامي والمسيحي ان يقفون وقفه جاده في وجه كل من تسول له نفسه في

ان يعبث بمقدرات هذا الوطن فلابد للاخوه المسلمين ايضا ان يقفون بالمرصاد

لاي شخصيه دينيه اسلاميه تحاول زعزعة استقرار هذا الوطن فلا قداسة لاحد



أخيرا



اختم مقالي هذا بكلمات السيد الرئيس محمد حسني مبارك حين قال فخامته :



" نعمل من اجل دوله مدنيه حديثه تواكب واقع العالم في القرن الواحد والعشرين تقف بجانب الفقراء والبسطاء وتدفع بكل فئات شعبها الي الامام لاتخلط الدين بالسياسه تؤكد مفهوم المواطنه قولا وعملا وتحفظ الوحده الوطنيه بين ابنائها من المسلمين والاقباط "



بولس رمزي

#بولس_رمزي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات