أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس رمزي - الجميع فسدوا وافسدوا - الجزء الثاني















المزيد.....

الجميع فسدوا وافسدوا - الجزء الثاني


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 3166 - 2010 / 10 / 26 - 03:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد تعرضنا في الجزء السابق الذي عزيزي القارئ الي مساهمة المؤسسات الدينيه في افساد المجتمع وبطبيعة الحال لا يمكن ان تكون المؤسسات الدينيه فقط هي المسئول الوحيد عن تلك الحاله المترديه التي وصل اليها المجتمع المصري ولكن هناك الكثير من المؤسسات الاخري التي لا تقل خطوره عن المؤسسه الدينيه وفي هذا الجزء سوف نناقش سويا دور المؤسسه التعليميه فيما تتعرض له البلاد من موجة عاتيه من الفساد :



بداية عزيزي القارئ سوف اروي اليك فيما يلي الوضع الذي كانت عليه المؤسسه التعليميه في حقبة الستينات حينما كنت تلميذا صغيرا في المدارس الابتدائيه الحكوميه :



اولا – هيئة المعلم :



في حقبة الستينات كان المعلم بالرغم من راتبه الصغير الذي لم يكن يتجاوز العشرة جنيهات شهريا الا انه كانت هيئته تجبر الطلاب علي احترامه فلا يجب ان نتجاهل ان مظهر المدرس احد الضوابط التي تحكم العلاقه بين المعلم والتلميذ فقد كان مدرس المرحله الابتدائيه خريجا لاحد المعاهد التعليميه فوق المتوسطه التي تم الغاؤها فيما بعد وهو دور المعلمين والمعلمات فقد كان المعلم يلتزم بمظهرا رسميا له لا اعتقد ان هذا المظهر موجودا في يومنا هذا فقد كان المعلم يلتزم بان يكون في المدرسه مرتديا بدلته الكامله والكرافت حليقا لحيته يرتدي حذاء يلمع كالمرآه حتي في اشهر الصيف كان يرتدي قميصا ابيضا نظيفا مهندما ولا يتخلي مطلقا عن رابطة العنق ودائما حسن المظهر . اما الان حدث ولا حرج فقد نجد المدرس في المدرسه غير مهندما مظهره وفي الكثير من الاحيان نجد الطالب في مظهر افضل هنداما من المعلم هذا الامر الذي قلل كثيرا من احترام الطالب لمعلمه



ثانيا- المستوي العلمي والثقافي



كان المعلم بالنسبة لنا مصدر المعلومه الصادقه والصحيحه التي كانت تحفر داخل عقولنا وكان في هذه الحقبه انتماء المعلم لمصر انتماء يصل الي درجة الايمان ولذلك نجح المعلم في خلق جيلا مصريا محبا لمصريته مؤمنا بعروبته . لم اسمع قط من معلما ايا كانت ديانته اي حديثا طائفيا , لم اجد منه حشوا طائفيا في عقولنا بل لم اكن مبالغا اذا قلت لك عزيزي القارئ لم اسمع من معلما واحدا سؤالا سخيفا اعتدنا علي سماعه هذه الايام الا وهو (ماهي ديانتك؟ ) وهذا السؤال لم اسمعه من مدرس قط خلال جميع المراحل التعليميه المختلفه وهذا ليس بسبب تعمد المعلم في ان يكون حريصا في بالا يقع في مثل هذا السؤال السخيف ولكن لان ديانتي لاتعني المدرس في شئ , كل ماكان يهم المدرس من اجل ان يميز طالبا عن طالبا آخرا عوامل اخري لا علاقة لها بالدين تنحصر في : (السلوك الاخلاقي للطالب – مظهر الطالب ونظافته – التحصيل العلمي للطالب ) دون ادني اهتمام منه بديانة الطالب مطلقا ولا يعنيه مطلقا الي اي اسره او عائله او قبيله ينتمي الطالب اليها , كان دائما المدرس يهتم بان يزرع في عقولنا القيم الثوريه فقد كان يعلمنا بان الرشوه امرا في منتهي السوء ومكروها ومن اكثر المبيقات التي كانت تمر بها مصر فيما قبل ثورة يوليو 1952 ونجح المعلم في خلق جيلا يكره الرشوه ويعتبرها عار وفضيحه اخلاقيه لم يعلمنا المعلم ان الرشوه حرام ومن يحصل عليها سوف يذهب الي النار بل كان يعلمنا ان الرشوه خيانه للبلد والمجتمع تعادل العماله لدوله اجنبيه عدوه لمصر والمنطقه هكذا حفر المعلم قيم واخلاقا رائعه دون المرور علي الاديان من قريب او من بعيد هكذا كان المدرس يعلمنا الاخلاق والسلوك القويم دون ان يستخدم آيه واحده من الانجيل أو القرآن



كانت المدرسه تهتم بالانشطه الفنيه (موسيقي ومسرح ) كما كانت تهتم بجميع الانشطه الرياضيه وكانت تقيم دوري بين الفصول والفرق في جميع الالعاب (قدم – طائره – يد – العاب قوي) ومن خلال هذا الدوري يتم اختيار منتخب للمدرسة مكونا من افضل العناصر المختاره ليمثل المدرسه في دوري المدارس في جميع اللعبات وكانت المدرسه دائما تعلق شعار (العقل السليم في الجسم السليم) وليست شعارات طائفيه كما هو موجودا الان .



كانت المدرسه تحرص كل عام في ان تقدم حفلا غنائيا تحييه نخبة من المواهب الفنيه من طلاب المدرسه . كما كانت تحرص علي تنظيم الرحلات الترفيهيه والثقافيه والعلميه , التي ساعدت علي انصهار التلاميذ من الديانتين في بوتقه واحده وفكرا وانتماء واحدا وهو الانتماء لمصر , فقد نجحت المدرسه في ان تساوي بين محمد وبولس والاهم انها نجحت في ان تجعل من كل من محمد وبولس صديقان متحابان كل منهما يعرف يعرف ديانة الاخر ويحترمها ويبتعد عن الخوض في نقاشات عقائديه



عزيزي القارئ هكذا كان التعليم في مصر في حقبة الستينات واعتقد ان السيد وزير التعليم من نفس هذا الجيل ومن نفس المحافظه التي تعلمت فيها فهل سيعود بالتعليم الي مرحلة الستينات؟؟ سؤال مهم جدا اذا اردنا ان نتقدم فعلينا ان نعود بالتعليم الي ذلك المستوي الذي كان عليه نظام التعليم في حقبة الستينات من القرن الماضي .



أزمة مناهج أم ازمة معلم :



انا اري عزيزي القارئ ان القاء العبء في المناهج الدراسيه في سوء التعليم خطأ فادحا , حقا المناهج الدراسيه تحتاج الي التطوير ومواكبة العصر بشكلا دوريا , نعم عزيزي القارئ اؤيدك فيما تذهب اليه بان التعليم في حاجه الي تنقيته من تلك المقررات ذات المظهر الطائفي الفج الذي يحرض عل كراهية الاخر , لكننا أيضا في امس الحاجه الي تنقية عقول الساده المعلمين من تلك الافكار الهدامه التي من شأنها زرع بذور الفرقه بين ابناء الوطن الواحد منذ نعومة اظافرهم , هل سينجح وزير التعليم في ان يعيد لنا معلم حقبة الستينات من اجل خلق جيلا محبا لوطنه وبلده ومجتمعه ؟؟



المشكله عزيزي القارئ تكمن في المنظومه التعلميه باكملها , حقا انه عبء ثقيل علي السيد وزير التعليم لكن اذا اراد الاصلاح فلابد وان يخوض التجربه الي اخرها , نعم هناك من يتربصون به من طيور الظلام لكن اذا كان هو مؤمنا بفكرة التطوير فلن يهتم بهؤلاء ولا يهتم باقلامهم او ميكروفانتهم



ماذا افرز نظام التعليم الحالي :



في منظومه تعليميه فاسده ومفسده منذ اوائل الثمانينات من القرن الماضي الي يومنا هذا فمن الطبيعي ان يخرج لنا اجيالا متعاقبه من منتجاته من الخريجين الفاسدين , فانه من المحتم ان تكون مخرجاته في منتهي السوء فاذا حسبنا اعمار هذه الاجبال فنجد من التحق بالتعليم في اوائل الثمانينات وعمرة ستة سنوات اصبح اليوم عمره حوالي اربعون عاما تقريبا , فقد اخرج لنا التعليم :



اولا- مجموعه لا باس بها من قادة الفكر الذين تتلمذوا علي يد مدرسون طائفيون زرعوا في عقولهم فكرا طائفيا متخلفا



ثانيا- رجال صحافه واعلام ينتشرون بين وسائل الاعلام المختلفه تتلمذوا علي يد مدرسون لايمتلكون شيئا سوي زرع بذور الكراهيه للاخر والتطرف والتشدد وعدم الانتماء لمصر



ثالثا - التسيب في نظام التعليم الي ان اصبح الغش الوسيله الافضل للنجاح وبدلا من ان يكون المعلم المحارب الاول للغش فقد افسد المنظومه التعليميه وقام بالتسهيل علي الطلاب ومعاونتهم علي الغش الامر الذي افرز لنا اطباء اقل كفاءه وعلما وخبره عن سابقيهم وخلت الساحه العلميه من العلماء والمبتكرين والمطورين



رابعا – فساد المنظومه التعليميه افرز لنا موظفون حكوميون غير اكفاء فاسدون لايردون تحيتك اليهم الا اذا دفعت لهم رشوه مقابل رد تحيتك



خامسا – طمع وجشع مدرسي الدروس الخصزصيه افرز لنا رجال اعمال اكثر جشعا وغشا وفسادا وطغيانا



سادسا – الفرز الطائفي داخل المدرسه ساعد الكنيسه في ان تبني كيانها كدوله داخل الدوله وخرج الينا جيلا من الاقباط امضوا اربعون عاما بين اسوار الكنيسه منقطعين عن المجتمع المحيط بهم يرون صورة هذا المدرس الطائفي الذي كانوا يعانون منه الامرين في وجه كل مسلم يلتقون به



سابعا- افرز الفساد التعليمي سياسيين يعتمدون علي الغش والتزوير من اجل الوصول الي المقاعد النيابيه وافاقين يلهثون وراء المناصب تقاس كفاءتهم بمقدار ولاؤهم , كما افرز معارضه تعمل من اجل مصالح فرديه محدوده ولا تعمل من اجل صلاح المجتمع متي قضيت مصالحهم تحولوا الي معارضين بلا انياب



ثامنا – خرج الينا جيلا من دعاة الفتن من الجانبين فقد افرز لنا التعليم دعاة اسلاميين كارهين لكل من هو غير مسلم كما افرز لنا كهنة كارهين كل ماهو مسلم أيضا والاثنان يغذون الاجيال القادمه بما هو اصعب واعتي مما نعانيه اليوم ومالم يتم تصويب اتجاه المجتمع بكل قوة وحزم ستكون العواقب وخيمه للغايه علي المجتمع المصري باكمله وجميع طوائفه



اخيرا:



بالرغم من ضئالة فرصة النجاة الا اننا لابد وان نعترف انه يوجد فرصه اليوم لكن لن تبقي هذه الفرصه متاحه الي الغد فلابد من انقاذ مصر من هذا الغول القادم لاريب في ذلك , لابد من فرز المنظومه المشرفه علي التعليم في مصر من قمة الهرم التعليمي الي ادني مستوياته ولابد وان يكون ذلك في منتهي السرعه الامر لا يحتمل لانه في منتهي الخطوره , سوف يعرض البلد كلها للانهيار مالم نتحرك وننهض جميعا , والي القاء في الجزء الثالث لنكمل هذا الموضوع



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلنا فاسدون ومفسدون - الجزء الاول
- شيزوفرينيا !!!
- الي مثيري الفتنه الطائفيه
- لا عزاء للاقباط
- رساله الي والي الاقباط
- الحرمان لقطع اللسان
- عذرا نيافة الانبا بيشوي انت فتنه
- الاخوان ومعسول الكلام
- اختفاء كاميليا والدروس المستفاده
- هل الاقباط مصابون بانفصام في الشخصيه؟
- مرضي البالتوك يحاولون اخراسها
- دكاكين حقوق الانسان
- رجال الدين يعلنون الحرب علي مصر
- سر اختفاء كاميليا وعميان البال توك
- المدافعون عن الكنيسه
- الكنيسه والدوله وجهان لعمله واحده
- الفاتحون الجدد
- شفرة كاميليا
- ألأقباط بين مطرقة الكنيسه وسندان الدوله
- قرار المحكمه الدستوريه والزواج الثاني للاقباط


المزيد.....




- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بولس رمزي - الجميع فسدوا وافسدوا - الجزء الثاني