أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي عجيل منهل - هجرة - اخوتنا المسيحيين - فى العراق- لماذا ؟ - مؤثمر- الاسقافة --فى الفاتيكان -















المزيد.....


هجرة - اخوتنا المسيحيين - فى العراق- لماذا ؟ - مؤثمر- الاسقافة --فى الفاتيكان -


علي عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 3168 - 2010 / 10 / 28 - 02:04
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



انعقد في الفترة بين 10-- 24 من تشرين الأول 2010 ---مؤتمر الأساقفة في الفاتيكان ---بدعوة من البابا بندكتس السادس عشر---، وكان العنوان الأساسي للمؤتمر هو نزوح "--هجرة" المسيحيين من الشرق الأوسط،-- --ولعل عنوان المؤتمر --يوحي بالكثير من الإشكاليات والتداعيات، خصوصا بشأن العلاقات الإسلامية المسيحية تاريخيا، في الماضي والحاضر، ولا سيما بعد زيادة الهجرة المسيحية وانخفاض أعداد المسيحيين في الدول العربية والمشرقية،
مما يحصل في العراق-. وضرورة - الدفاع عن المسيحيين --لا يعني الشروع في تفاصيل - المواجهة الصليبية"-- أو "صراع الحضارات-- كما يروج البعض ، لأننا نعرف بأن الجميع في العراق يعاني. سنّة ، شيعة ، تركمان ، عرب وأكراد ومسيحيون. لكن --مشكلة المسيحيين-- تكمن في أنهم لا يشكلون سوى 3% من خليط الأقليات ، أغلبهم--- لا ينتمي إلى حزب أو حركة سياسية---.نستطيع التظاهر بأن الموضوع لا يعنينا ،-- وقد نلقي - باللوم على أميركا-- التي بدأت الحرب ولا يبدو أنها تستطيع وضع نهاية - للمشاكل الطائفية واهل العراق اولى بحل مشاكلهم -. --و جوهر الدين الإسلامي المتسامح والذي يؤكد على التعايش بسلام. -لكن الامور تسير من سىء الى -أجواء الجريمة المنظمة والتطهير العرقي. المشكلة تكمن في عجز القوات الدولية والحكومة العراقية عن السيطرة على الأوضاع هناك.الوضع أخطر بكثير مما يبدو. غالبية المسيحيين في العراق ، المقدر عددهم قبل الحرب بنحو 700 ألف عراقي ، نزحوا عن بيوتهم وقراهم إلى مناطق أكثر أمنا. أكثر من 178 ألفا منهم يعيشون كلاجئين في دول الجوار. الكل مستهدف: النساء والأطفال والشيوخ. كل الكهنة والقساسوة غادروا العاصمة بغداد إلى مدينة أربيل في الشمال ، معظم الكنائس في الموصل أغلقت وفر روادها إلى مناطق متفرقة في كردستان العراق.أصول الديانة المسيحية بدأت هناك ، وستكون الخسارة كبيرة إذا ما اختفت المسيحية من هناك. العصابات السياسية المسلحة تحاول باسم الإسلام اقتلاع الرئة الأهم للديانة المسيحية في الشرق الأوسط. كما أن للوضع تأثير مماثل على الدين الإسلامي أيضا ، لإن زوال نموذج التعايش والتسامح بين المسلمين والمسيحيين في العراق سيعني زوال صفة التسامح التي تميز الإسلام. وسيطرح القائمون على هذه الأفكار إسلاما غريبا على المنطقة يدعى الإسلام السياسي المتطرف الذي يؤمن بنفسه فقط ويرفض الآخر.الإسلام ، دين المحبة والسلام والتسامح ، لا يقبل أبدا قتل الأبرياء لمجرد كونهم مسيحيين. - كما أن للمسألة أبعادا إقليمية ودولية خطيرة. خروج المسيحيين بشكل نهائي من العراق قد يعني خروجهم أيضا من فلسطين ولبنان وحتى من مصر وسوريا تباعا. ما يعني نسف كل مبادئ التعدد الثقافي والديني والعرقي التي تقوم عليها المجتمعات المتحضرة في تلك البلدان.في مناطق عديدة من العالم ، يعيش المؤمنون بمختلف الديانات مع الملحدين جنبا إلى جنب ، فكيف يستحيل ذلك على الديانات التي تحمل كتبا سماوية؟ إنها مأساة بحق وقد لا يتوقف تأثيرها عند العراق وحده.

قائمقام قضاء تلكيف في العراق باسم بلو--..

فقد قدم --عرضاً مفصلاً -لمقومات الوجود المسيحي في العراق ودورهم على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وما يعانونه من تهميش في الحقوق وازالتها عبر التشريع او غيره، ومحاولات --بعض الاطراف في الدولة الى طمس هذا الشعب-- الذي شعاره المحبة والسلام،-- متناسين ان المسيحيين يشكلون مكوناً اصيلاً من نسيج المجتمع العراقي المتنوع. ودعا بلو الجهات المعنية العراقية والدولية الى مساندة ومساعدة شعبنا المسيحي في العراق وعدم غض النظر عما يجري وجعل هذا المكون يعيش بامان واستقرار وذلك من خلال توفير الامن له والعمل للحد من استهداف المسيحيين وكذلك اشراكهم في الاجهزة الامنية والقوات المسلحة وازالة سياسات التهميش والاقصاء التي مورست في مناصب - بالدولة وضمان الحقوق الادارية والسياسية والثقافية للقوميات المختلفة كما تنظيم القانون الخاص بالاحوال الشخصية وازالة كل حالات التغيير الديمغرافي واعادة العشرات من القرى والاراضي المغتصبة في شمال العراق بحجة المنفعة العامة الى اصحابها، اضافة الى العمل الجدي لوقف نزيف الهجرة عبر ممارسة الضغط على هيئة الامم المتحدة والدول المانحة للجوء....

-هجرة المسيحيين- ...

انتظر - مسيحيو المشرق العربي الكاثوليك، ومعهم الأرثوذكس والأكثرية المسلمة، نتائج أعمال «سينودوس» روما - الذى عقد فى العاشر من اكتوبر - تحت قبة الفاتيكان والى جانب قبر بطرس الرسول. والنتائج بعد الرابع والعشرين من هذا الشهر، أي في اختتام أسبوعين من المداولات والمداخلات في مجمع مقفل يساهم في إغنائها المئات من رجال الدين الكاثوليك برعاية وإشراف البابا بنديكتوس السادس عشر، يعاونهم جهاز إداري من رهبان ومدنيين وإعلاميين تتوزع مقرات عمله على أطراف ساحة بازيليك القديس بطرس حيث يحتشد يومياً عشرات الألوف من المؤمنين القادمين من شتى أنحاء العالم رغبة في التبرك بالمقام المقدس أو في رؤية البابا وهو يطل من الشرفة الشهيرة، أو في حضور قداس يترأسه بنديكتوس في كنيسة مار بطرس التاريخية ثم التجوال في طوابقها السفلى حيث ترقد جثامين البابوات الذين تعاقبوا على قيادة الكنيسة منذ ألفي عام.
ويقيم التاريخ بكل ثقله في هذا المكان، وإذا خفي منه شيء، تتكفل المواقع القريبة في روما القديمة بالإضاءة عليه. قريباً من الفاتيكان يقع الكوليزيوم حيث كان يرمى المسيحيون الأوائل طعاماً للأسود لمجرد تسلية الأباطرة، وعلى مسافة منه حمامات الإمبراطور كركلا حيث نشاطات الحياة الدنيوية تصدم بقوة الإيمان الإلهي، وفي داخل الكنيسة التاريخية الضخمة (جددت وبنيت في مطلع القرن السادس عشر) يجرى مع كل قداس تثبيت انتصار المسيحية على الوثنية، وتأكيد انتصار بطرس وبولس في موتهما.
يبدأ المشاركون في القداس الذي يترأسه البابا في التوافد قبل ساعة ونصف الساعة من إطلالة رأس الكنيسة. يتخذ آلاف الزوار أمكنتهم ابتداء من الثامنة صباحاً في أرجاء القاعة الفسيحة، ويجلس الضيوف بموجب بطاقات خاصة في المناسبة على مقاعد خاصة الى يمين ويسار المذبح، ثم يـدخل الكورال القائم على خدمة القداس وهو يضم المئات من طلاب اللاهوت الدارسـين فـي روما، أتوا من شتى بقاع الأرض، يليـهم الأسـاقفة الـكبار الـذين يتخذون أماكن لهم قريباً من البابا في وسط الكـنيسة والى جـنبات المذبح، وفي المقدمة ضيوف مميزون كان منهم في قداس افتتاح سينودوس الشرق الأوسط، البطريرك الماروني نصرالله صفير وبطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس لحام وغيرهما، وعلى مقربة منهم المطران جورج خضر ممثلاً الكـنـيسة الأرثوذكـسية المشرقية...
ما من مجال للارتجال في الـ «سينودوس». الوثيقة الأساسية وزعها البابا على المشاركين قبل أشهر لدى لقائه بهم في قبرص، وهي ستكون «أداة العمل». والمداخلات ضبطت في حدود دقائق معدودة وبحسب نظام دقيق يتولى إدارته رئيس الجلسة، ولكل مشارك أن يدلي بملاحظاته ضمن الوقت المخصص له كما لغيره، وأظهرت مداولات الأيام الأولى تقارباً في هواجس غالبية الحضور وفي طريقة تناولهم الموضوعات المطروحة، وأبرزها بحسب المونسينيور السرياني بيوس قاشا:

1 - تعريف العالم بالكنائس الشرقية عموماً والكاثوليكية خصوصاً من أجل تعميق الحضور المسيحي وتنميته والدور الريادي لأبناء هذه الكنائس...

2 - ضرورة إدراك رؤساء الكنائس انهم ليسوا مدعوين فقط لتقديم أحوال بلدانهم ودراسة نواحيها السلبية والإيجابية فحسب، بل هم مدعوون إلى افهام المؤمنين المسيحيين بأن وجودهم في مجتمعاتهم ذات الغالبية المسلمة هو رسالة سامية...

3 - تؤكد الوثيقة التي طرحها البابا ان المسيحيين هم مواطنون أصلاً في أوطانهم، ينتمون الى النسيج والهوية ذاتها في بلدانهم الخاصة. وغياب الصوت المسيحي ووجوده سيتسبب في إفقار المجتمعات الشرقية ويفقدها التعددية التي ميزتها.

4 - تكشف الوثيقة أن الصراعات السياسية القائمة في المنطقة منذ عقود، تؤثر تأثيراً مباشراً وعميقاً في حياة المسيحيين بصفتهم مواطنين كما بصفتهم مسيحيين، وهذا ما يجعل وضعهم هشاً وغير مستقر.

5 - توصي «أداة العمل» بأهمية الاستمرار في التربية على الحرية واحترام حرية الآخر وتحظى المصالح الطائفية في سبيل إحقاق القانون والعدالة. فالحرية الدينية وحرية الضمير لا تتعارضان مع ما يريده الله ومن لا يحترم خليقة الله لا يحترم الخالق. والسلام والـعدالة والاـستقرار شـروط أســاسـية لتنمية الحقوق الإنسانية.

6 - تظهر الوثيقة ان السياسة والاقتصاد هما سببان رئيسان في هجرة المسيحيين والمسلمين من الشرق منذ نهاية القرن التاسع عشر، وقد تزايدت هذه الهجرة في أيامنا بسبب الصراعات السياسية وعدم الاستقرار الذي أحدثته مشاكل المنطقة، كما تظهر أن المسيحيين كانوا الضحية الأولى جراء تجاهل السياسات الدولية الحضورَ المسيحي.

7 - تطالب كنائس الغرب أن تحضّ حكومات بلدانها على اتباع سياسات كفيلة بالمساهمة في تنمية وسلام الشرق الأوسط، وتشجع المسيحيين على عدم ترك أوطانهم والعمل على التملك فيها.

8 - توصي بالشراكة بين الكنائس وأن يبقى المؤمنون أمناء لكنيستهم الأصلية، وتشدد على أن الحوار المسكوني يجب أن يتم على مستويات مختلفة كي يأخذ طابعاً جماعياً في البحث عن الحقيقة.

9 - وفي حديثها عن العلاقة مع المسلمين تستشهد الوثيقة بمقررات المجمع الفاتيكاني الثاني التي تنظر بتقدير الى المسلمين، وتشدد على أهمية الحوار الديني متمنية اتساعه ليشمل فئات واسعة، فالحوار هو أساس في العيش المشترك وقبول الآخر ضمن وطن واحد... ومفتاح النجاح في العيش المشترك هو الاعتراف بالحرية الدينية وبحقوق الإنسان...

لا تختصر هذه الأسطر وثيقة من 92 بنداً، والمناقشات الدائرة أظهرت مدى اتساع هموم المشاركين ونوعية هذه الهموم التي تتراوح بين العمل الكنسي التقليدي ومسائل الخوف على المصير، مروراً بالنظرة الى ما يجب أن تكون عليه أوضاع المسيحيين في بلدانهم.

فأسقف جيبوتي المطران جورجيو بيرتين (فرنسيسكاني) يشكو النقص في الكهنة ويقترح ابتكار «مصرف للكهنة الجاهزين» يمكن تسميته بـ «كهنة بلا حدود».
ويكشف المطران فنسان لاندل ان المسيحيين في المغرب «جميعهم أجانب» ويقول: «مسؤوليتنا ان نساعد هؤلاء المسيحيين على القبول بالدخول مع أصدقائهم المسلمين في مسيرة قبول اختلاف الآخر واللقاء معه بروح مجانية مطلقة (...) وهذا سيساعدهم في العودة الى ديارهم بنظرة جديدة نحو المسلمين» ويضيف: «حضورنا سيكون أقوى لو كان لدينا بين كهنتنا كاهن أو اثنان من العرب...».
ويثير المطران سليم صايغ ---مسألة البدع في الكنيسة: «هنالك ما يقارب الخمسين بدعة في الأردن...» ويطالب بالاهتمام بالتنشئة المسيحية وتوعية المدارس الكاثوليكية على رسالتها الدينية.
ويتحدث المطران رافايل فرنسوا ميناسيان (أرمن/ القدس) عن ضعف التعاون «في حقل وسائل الإعلام بين الكاثوليك في الشرق الأوسط...».
بدت هذه النقاط المثارة وغيرها هامشيةً في مقابل مسائل أساسية أخذت قسطها من الاهتمام، واستحقت تدخلات «حامية» من بعض المشاركين..ووو
فالعراقيون أثاروا بقوة ...
.موضوع --هجرة المسيحيين --في السنوات الأخيرة والمصريون ركزوا على موضوع العلاقة مع المسلمين، وأثار آخرون مسألة حساسة تتعلق بتبعية المهاجرين من بلدانهم الى الكنيسة اللاتينية خارج هذه البلدان، وطرح أساقفة من فلسطين موضوع إفراغ الأرض المقدسة من مسيحييها، ليسأل آخرون: هل هناك خطة لتهجير مسيحيي الشرق؟
وسأل المطران بطرس مراياتي أسقف حلب للأرمن عن غياب الإشارة في الوثيقة الى أن «في دمشق كان اهتداء بولس الرسول... ثم انطلق الى الأمم (...) وفي أنطاكية دعي تلامذة المسيح أول مرة مسيحيين. وفي شمال حلب ازدهرت الحياة النسكية والرهبانية في القرن الرابع من مار سمعان العمودي الى مار مارون (...)، وقال: «هذه حقيقة مسكونية تعيدنا الى جذورنا المسيحية الواحدة. وعلينا أن نحييها ليس محلياً فحسب وإنما عالمياً لتكون دعماً لحضورنا المسيحي المتأصل في عمق التاريخ».
وتابع مطران حلب: «يحق لنا أن نتساءل: هل هناك مخطط لتفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين؟ منذ مئة عام لا تزال عمليات الهجرة والتهجير القسري مستمرة. ففي عام 1915 هُجِّر مئات الآلاف من الأرمن قسراً (...) ثم جاء دور السريان والكلدان (...) ولم يتوقف المسلسل (...) فكانت أحداث فلسطين، والحرب الأهلية في لبنان، والثورة في إيران واجتياح العراق (...) فهل يأتي يوم يشهد فيه العالم المتفرج والكنائس الغربية اللامبالية موت مسيحيي الشرق؟».
صرخة مطران حلب لاقاها المطران شليمون وردوني - كلدان العراق--- الذي رأى ان خطوة عقد السينودوس جاءت «متأخرة لأنه كان يجب أن نقوم بها منذ مدة طويلة لأهميتها وخطورة المواضيع التي نتباحث فيها وهي تتعلق بالوجود. ودعا --الأسقف العراقي --الى «الدفاع عن الحرية خصوصاً الدينية منها وحرية الضمير والكلمة»، وقال: «علينا أن نزرع السلام والاستقرار في بلداننا وان نصرخ جميعاً لا للحرب، نعم للسلام ولا للإرهاب... ونعم للوحدة والتسامح والحوار». ويكمل المطران لويس ساكو رئيس أساقفة كركوك مشدداً على الالتزام الجدي في الحوار مع المسلمين، إذ «لا سلام ولا استقرار من دون حوار مع المسلمين. معاً نستطيع أن نمحو الحروب وكل أشكال العنف». ويضيف: «يجب أن ترتكز قوة كل دولة على صدقيتها في تطبيق القوانين لخدمة المواطنين من دون تمييز بين أكثرية وأقلية. نريد أن نعيش بسلام وحرية، لا أن نبقى فقط على قيد الحياة».

وتكتمل الصرخة القادمة من --حلب وكركوك ---مع صرخة مطران عكا الياس شكور (كاثوليك) عندما قال في مداخلته: «بصفتي رئيس أساقفة لأكبر كنيسة كاثوليكية في الأرض المقدسة، أدعوكم بإلحاح وأناشد الأب الأقدس أن يولي مزيداً من الانتباه الى حجارة الأرض المقدسة الحية (...) مسيحيتنا لا تزال تعيش تحت التهديد اليومي للسلطات (الإسرائيلية) التي تستمر في حلمها بنقل أقليتنا بعيداً من أراضيها وبيوتها ووطن أجدادها».
في موازاة المداخلات المعبّرة و «اليائسة» إذا جاز التعبير لمشاركين من العراق وفلسطين، بدت مساهمات الأساقفة اللبنانيين المستندة الى تجربة في العيش المشترك المعبّر عنه في صيغة مشاركة في السلطة السياسية، أكثر راحة و «عملية» في تناول المشكلات المطروحة.
وحدد المطران بولس مطر (رئيس أساقفة بيروت للموارنة) أربع مسؤوليات ينبغي أن تساهم في إنجاح السينودوس «من أجل الشرق الأوسط والعالم».

1 - مسؤولية مسيحيي الشرق أنفسهم: هم أبناء هذه الأرض منذ القدم ويجب أن يشعروا بأن ليس عليهم ان يصنعوا مصيراً خاصاً بهم، بل مصيراً مشتركاً مع شركائهم. إن انخراطهم في العالم العربي كما أوصى به البابا يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي من أجل لبنان، يجب ألاَّ يفقدهم حقوقهم ولا حرياتهم، بل يجب أن يثبتهم معاً في حقوق وحريات سائر المواطنين.

2 - مسؤولية المسلمين: ينبغي على هؤلاء الشركاء المسلمين الذين يشكلون أكثرية أن يعطوا إخوتهم المسيحيين فسحتهم الخاصة. لا يقتصر الأمر على حضور في المجتمع فحسب، إنما يعني كذلك إعداد مشروع هذا المجتمع وحكمه الجيد. وهكذا، ان المسيحيين الذين ساهموا في الماضي في نهضة الثقافة والمجتمعات العربية، سيساهمون أيضاً فيها في المستقبل، ويعيشون جميعهم المشاركة والمساواة والحرية المطلقة معاً ومع شركائهم.

3 - مسؤولية القوى الغربية: لقد ارتكبت الأخطاء التاريخية والمظالم بحق الشرق الأوسط. يجب أن تصحح هذه الأخطاء برفع الظلم عن الشعوب المظلومة - كافة، خصوصاً الشعب الفلسطيني -
4 - مسؤولية مسيحيي الغرب والعالم: عليهم أن يتعرفوا عن كثب إلى إخوتهم في الشرق الأوسط ليكونوا متحدين معهم في قضاياهم على نحو أفضل. يجب أن يضغطوا على الرأي العام لديهم كما على حكوماتهم من أجل إعادة تأسيس العدل في العلاقات مع الشرق الأوسط والإسلام، ومن أجل تحرير العالم من الأصولية ودفعه نحو الاعتدال.
وفي اجتهاد «متقدم» ذهب المطران يوسف بشارة (ماروني/ لبنان) الى مناقشة عنوان بارز في وثيقة السينودوس يتعلق بـ «العلمانية الإيجابية». وبدا ان بشارة منسجم مع ممثلي الطائفة المارونية في هذا الاجتماع عندما أوضح مدققاً «تتوقف مداخلتي عند الفقرتين 25 و39 من ورقة العمل حيث يتعلق الأمر بالعلمانية الإيجابية. في مكان آخر (الرقم 109) يتم تأكيد ألاَّ علمانية في البلدان الإسلامية. وبالنظر الى أن الغالبية الساحقة من بلدان الشرق الأوسط هي مسلمة (...) قد يكون من الأفضل لسينودوسنا أن يستعمل بدلاً من ذلك مصطلح المواطنة أو دولة المواطنة. (اقترح المطران بشارة الراعي تسمية الدولة المدنية).
أضاف بشارة: «من أجل أن تكون حقيقة المواطَنة مقبولة، ومعممة ومدرجة في الدساتير، خصوصاً في العقليات، ينبغي القيام بعمل مزدوج: على صعيد المجتمع الشعبي (الإعلام) وعلى الصعيد التربوي».
كثيرة هي العناوين المثارة في نقاشات الفاتيكان بما فيها مسألة سلطة البطاركة الكاثوليك على المؤمنين خارج كنائسهم (في بلدان الاغتراب). وفيما اقترح المطران انطونيوس مينا (أسقف الجيزة/ مصر للأقباط) إعطاء «البطريرك السلطة الشخصية على مؤمني كنيسته أين ما كانوا»، لاحظ المطران كيرلس وليم (أسقف أسيوط/ مصر للأقباط) ان الكثير من الرهبان اللاتين «يقومون بترجمة الليثورجيا اللاتينية الى اللغة العربية ويحتفلون بها للمؤمنين الشرقيين، فيساعدونهم هكذا على الانفصال عن كنائسهم وإضعاف انتمائهم إليها». وسأل مطران أسيوط: «في بلد مثل بلدنا، مصر، حيث جميع المسيحيين أقباط، ماذا ينفع الاحتفال بالقداس اللاتيني باللغة العربية؟ ان كان هناك لاتين، لكان لهم الحق بأن يحتفلوا بالقداس اللاتيني ولكن بغير اللغة العربية، لأن ذلك يجذب مؤمنينا ويساعد على بعثرتهم».

انها «الورشة» الأولى ينظمها البابا في الفاتيكان لمسيحيي الشرق الكاثوليك، وينتظر كثيرون أن تؤتي ثماراً في مجال وحدة الكنيسة وترسيخ دورها وفي تعميق التزام المسيحيين بأوطانهم. ومع ذلك فلدى كثير من المشاركين ملاحظات مهمة حول تنظيم هذه الورشة. ولم يخفِ هؤلاء عدم رضاهم عن عدم إشراك جيل الشباب من رجال دين ومدنيين في النقاشات. وتحدث آخرون عن غياب شبه تام للمرأة وقالوا إن أكثر من 60 في المئة من أبناء مجتمعاتنا ينتمون الى جيل الشباب، والمرأة نصف المجتمع فكيف يُبنى من دون هؤلاء.....
كتاب ذي عنوان لافت "---حياة أو موت المسيحيين الشرقيين"--، يحلل جان بيار فالونيْوْ، أحد دارسي المسيحية الشرقية حالة مسيحيي المشرق، بطريقة غنية بالمراجع وبالتحليل النقدي الجدي. النتيجة التي يتوصل إليها - تبدو إلى حد ما مأساوية: يتوقع الكاتب، نظرًا لمسيرة الأمور---- أن ينتهي الوجود المسيحي في الشرق.
-لأنه بعد نحو 16 سنة من نشر الكتاب، --نرى أن حالة المسيحيين في الشرق - لم تتحسن، لا بل ساءت أحوالهم بشكل لم يكن بامكان المؤلف أن يعرفه مسبقًا عندما نشر الكتاب في عام 1994.
الحروب المتهورة التي تلت هجمات الحادي عشر من أيلول سبتمبر 2001 أدت إلى نوع من ردة فعل دفاعية عند بعض المسلمين، وبسبب سوء تفاهم جيوسياسي، ربط البعض ردة فعل إدارة جورج بوش بالمسيحية، فصار المسيحيون، رغم عدم ارتباطهم بالسياسية الأميريكية، أول المتهمين بسياسات الإدارة الأميريكية السابقة، وأكبر ضحايا هذه المعركة التي تدور دون ميدان محدد، دون عدو معروف، ودون أهداف واضحة.
بأن أكبر الضحايا بين المسيحيين هم -العراقيين،-- ولكن نظرة أدق إلى حالة ما بعد 11 سبتمبر 2001 تبين لنا أن حالة المسيحيين بشكل عام ساءت في الشرق. تقول الاحصاءات، مثلاً، بأن عدد المسيحيين في الأراضي الفلسطينية الآن لا يزيد على 2 %. الحالة التي تولدت بشكل خاص بعد غزو العراق في عام 2003 حملت على خروج وهجرة كبيرة وجماعية للمسيحيين الذين هربوا من الأراضي التي عاشوا فيها منذ العصور المسيحية الأولى تجنبًا للقتل، والتهميش -- ان الحكومة العراقية تتحمل المسؤولية بحماية المسيحيين وتوفير قوات من الجيش والشرطة لحمايتهم واشراك المسيحيين بالقوات المسلحة والشرطة الوطنية -



#علي_عجيل_منهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من - -الانبار - الى --البصرة --- النفط - مستعبد الشعوب --- و ...
- المحكمة الاتحادية- تلزم - رئيس مجلس النواب بأستئناف جلساتة- ...
- النجف الاشرف --- بين طلبها تعين -- ممثليات فى السفارات العرا ...
- الكويت الى اين - - اكثر من 200 عنصر مسلح -- يقودهم اعضاء فى ...
- المملكة العربية السعودية ---- من حقوق المرأة - الى - اطلاق - ...
- الدستور العراقى- ذكرى الاستفتاء علية - وهل تريد ---الانتساب ...
- القائد العمالى فى مصر- عاشت - الطبقة العاملة -المصرية
- مبروك - للعرب - والمسلمين - وصول - الهمبرغر الحلال - الى فرن ...
- اتحاد الادباء العرب- يرفض -عضوية اتحاد ادباء العراق- ويضع شر ...
- الكويت-- والفصل السابع -لماذ ترفض- خروج العراق منه ؟؟
- الطبقة الوسطى فى العراق- رغم عجز الحكومة- ونقص الخدمات- والا ...
- الاحصاء السكانى فى العراق- تأجل- ولصالح الوحدة العراقية-اريد ...
- شدة-ورد- شعبنا العراقى- مشاكل- و-هموم
- الحزب الشيوعى العراقى- و- التيار الديمقراطى-- يحرك المياه ال ...
- الاقاليم الفدرالية- فى العراق - اقليم غرب العراق الفدرالى - ...
- المرأة الشرقية العربية واليهودية بين الدين والسياسة
- بين - مطالب- القائمة الكردية- ومطالب- القائمة العراقية - عاش ...
- الاسلام والمسلمين - جزء من المجتمع الالمانى-- المعاصر و- الح ...
- الاستثمار فى العراق- بين- الواقع - والطموح- القسم الثانى
- الاستثمار فى العراق الجديد- الفرص -والامكانات --والصعوبات


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - علي عجيل منهل - هجرة - اخوتنا المسيحيين - فى العراق- لماذا ؟ - مؤثمر- الاسقافة --فى الفاتيكان -