أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر موحى - ضقنا ذرعا بعنتريكاتم ياسادة















المزيد.....

ضقنا ذرعا بعنتريكاتم ياسادة


ناصر موحى

الحوار المتمدن-العدد: 3154 - 2010 / 10 / 14 - 02:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل شتنبر تعقد هيئة الأمم المتحدة مؤتمرها السنوي بحضور زعماء الدول الأعضاء ووفودها . وكانت الأهداف الإنمائية للألفية العنوان الرئيس لقمة 2010 . ولأن القرارات الأممية الحقيقية لاتخرج من لقاءات الجمعية العامة بل من مداولات أعضاء مجلس القمع الدولي أو الأمن الدولي , فقد تركت القوى المسيطرة العظمى منبر هيأة الأمم المتحدة كمساحة لزعماء الدول المسيطر عليها ليفرغوا ضغائنهم ويفوجوا على أنفسهم بل ليلعبوا لبعض الدقائق دور ابطال الملاحم الإغريقية أمام شعوبهم المفلوبة على رؤوسهم الكفة . هكذا تحولت منصة مبنى الأمم الحائرة لحلبة سرك من نوع خاص وببهلوانات من الطراز الرفيع . فهذا معتوه يرعد ويزبد ويلعن دين أب هاته المنظمة اللقيطة لساعات طويلة قبل أن ينتبه إلى أن نصف القاعة خرج ليأخذ مشروبات مرطبة في محلبات المبنى النيويوركي والنصف الآخر يشخر في نوم عميق ووحدهم طاقم وفده من ينصتون . وذاك يطحن شعبه كالدقيق ويقف امام زعماء الكون ينبئ العالم بفجر ديمقراطية جديدة و يدعو لمبارزة ثنائية مع اللي سماتو مو راجل بشرط مايتحاماوش عليه . وآخر يرتدي ملابس وكأنه خرج للتو من تصوير فلم سريالي يسترسل في نص تكسبي طلبا للمساعدة لاينقصه إلا العويل والبكاء وهو الذي مص ثروات شعبه وحولها إلا أبناك خارجية حيث الأموال آمنة مطمئنة .
لكن جوقة أخرى من قارونات بلدانهم يلعبون خطة سير واجي كي يأخذوا الصدقات دون أن يفقدوا ماء وجوههم . زعما السعاية ديال الفن . وفن السعاية ينبني على إظهار عدم الرغبة في الصدقات و طلبها خفية . وتلك إحدى الأساليب التي يتقنها النظام المغربي وتوارثها السلاطين العلويون إلى اليوم .
فالمتصفح لخطاب الملك محمد السادس من على ركح الأمم المتحدة يجد نفسه حائرا في تصنيف المغرب الذي تكلم باسمه , بين أمم الأرض . فنص الكلمة الملكية لاتنقصها إلى القوافي وحوافر الخيل لتصبح توأم إليادة هوميروس أو بنت خالة ملحمة جلجاميش . وكأن المستشارين الذين كتبوا نص الخطبة جزء من مجموعة أهل الكهف خرجوا للتو من منفاهم القسري ولايدرون بعد أي عصر أسقطوا فيه . لقد ألفوا نسج خطب مجنونة في كل عيد مخزني تغلي بالمشاريع والمنجزات يبن سطور كلماتها وتنطح أرقام النماء سقف النهايات لكنها مجرد أرقام تسبح في فضاء اللاواقع . إختلط عليهم المتخيل بالمنجز لدرجة لم يستطيعوا التمييز بين خطبة ستتلى آياتها من قاعة العرش على الرعاع الذين لاحق لهم في الكلام إلا حق السمع والطاعة وتقبيل أوراقها المقدسة وبين خطبة ستلقى على منبر الأمم المتحدة حيث تقارير المنظمات الدولية لاتترك تزنزين دبانة إلا وأحصتها . على من يضحكون حين يتكلمون بلغة الوثوق عن تحقيق المغرب نسبة 93% في تمدرس الأطفال بين 6 و11سنة ؟ وكأن مفهوم تمدرس الأطفال لايعني سوى تسجيلهم في سجلات المدارس وتكديسهم في أقسام مجحفة في حق الحيوان ليعيش فيها فأحرى ان تكون فضاءات لتربية وتكوين الآدميين . أقسام تنطلق ب60 متمدرسا في بداية موسم السنة الأولى ولا يصل إلى نهاية السنة السادسة إبتدائي إلا ثلث هذا الرقم في أحسن الحالات . أين الباقي ياحضرة خبراء التخلويض وفبركة النسب و السيناريوهات والتهم ؟
ثلثين تبخرت في ضرف 6 سنوات وسيتسارع مفعول التبخر مع مرور السنوات لنجد أنفسنا أمام واقع 7 مغاربة فقط من اصل 100 تحصل على دبلوم الإجازة !!
على من يكذبون حين يتحدثون عن تقدم كبير في نظام المساعدة الطبية للمعوزين والقادرون على دفع تكاليف التطبيب لايجدون اسرة تأوي مرضاهم فأحرى أن تأوي شعب المزاليط ؟ هل بنسبة طبيب واحد ل 1700 شخص سيساعدون المعوزين وجارتنا الشمالية إسبانيا تعاني نقصا رغم تحقيقها نسبة 414 طبيب لكل 1000 مواطن ؟؟ أما جودة المستشفيات فالباطوارات ألطف نعت لهذا العالم الرهيب .
لكن قمة الإستخفاف والتهكم تصل ذروتها حين كتبوا في نص الكلمة التي ألقاها الملك أن المغرب سيقضي على الفقر مع حلول 2015 وهو الذي تقهقر إلى الصف 130 بواقع أكثر من 6 ملايين مغربي تعيش تحت عتبة الفقر ( أي باقل من دولار يوميا ) حسب دراسة أنجزتها منظمة "مبادرة أكسفورد للتنمية " .
ككل مخرج مبتدأ وزع الوفد المغربي في نيويورك الأدوار بسطحية مثيرة للسخرية في محاولة لنقد التقارير الدولية حول التنمية الخاصة بالمغرب واستباق الآتي منها من جهة وطلب المساعدات من جهة أخرى , فكانت رسائل خطاب الملك في معناها المبني نسبية غير قطعية بل وفضفاضة في نتائج التنمية البشرية التي أنجزها المغرب مثل قوله " قطع المغرب أشواطا متقدمة ....حققنا تقدما ملموسا ....قطعنا خطوات موفقة ..." لكنها واثقة في تحقيق اهداف الألفية الإنمائية في وقتها في معناها المضمر لكن شريطة أن يمد الكبار ايديهم إلى جيوبهم . وهنا كانت المباشرة " ...يتعين على شركائنا في الدول المتقدمة الإلتزام بالوفاء بالتزاماتها فيما يتعلق بتمويل التنمية ..."
أما وزير الملك في الخارجية الفاسي الفهري فأريد له أن يكون أرنب سباق و كلف بتحدي الجميع ولا مشكل إن لم يتحقق التحدي مادام سيكون كلام وزير فقط في حكومة شكلية لذلك أطلقها ولا نقطة حياء على وجهه المقزدر . المغرب سيحقق أهداف الإنمائية الثمانية للألفية في وقتها المحدد !! إنتهى الكلام ياسادة !
لكن مكر الصدف لاينتهي بل يظهر حيثما العبث يتناسل .
ففي نفس الأسبوع الذي حيح المغاربة الأشاوس في نيويورك وحمروا وجوهنا كان أربعة أطفال يلفظون انفاسهم الأخيرة في منطقة انفكو رغم كل ماقيل عن تجهيزها بضرورات الوجود وقضاء الملك ليلة رمزية قربهم في خيمته الفارهة وليس معهم في أكواخهم كما يغالط الإعلام المخزني . رحل الأطفال وتركوا رسالتهم : هانحن ذاهبون ولاحق لنا في الحياة فأحرى ان نحلم بمقعد في مدارسكم . إنفخوا في نسب تمدرس المحظوطين كما تشاؤون , إرفعوا تقارير تحقيق التنمية عن أبناءكم الذين حققوها منذ عقود . أتركونا رجاء فذنبنا الوحيد أننا ولدنا في زمان ووطن غير مناسبين !!!!
تحدثوا عن تقدم كبير في قطاع الصحة لكن رضيعين في سلا رحلا نتيجة الإهمال تاركين نفس الرسالة أصالة عن نفسيهما المجهضتين ونيابة عن مآت من أقرانهم يلقون نفس المصير كل سنة في كل ربوع وطن المعجزات .
وفي ختام الردود عن مرافعات نيويورك جاءت رسالة المواطن الذي قتل في إحدى كوميساريات بنفس المدينة سلا ليصرخ في وجوهنا حكاما متسلطين ومحكومين مستسلمين و نيابة عن كل شباب المغرب مفادها ان البحر المتوسط ليس وحده من يقتل المغاربة بل مراكز الشرطة أيضا عالم داخله مفقود وخارجه مولود . لاتنمية ايها السادة من دون أمن على الحياة أولا.
آسف أيها الحكام المبجلون , نحاول أن نصدق ماتقولون حفاظا على بعض كرامة المغرب أمام اللي إسوا أولي مايسواش على الأقل مظهريا لكن الواقع وصدفه المنسوجة بإتقان عصيان على إخفاء بشاعتكم .



#ناصر_موحى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمير في جبة ثوري!!
- الكذب المقدس!!
- ثورة الملك مع الشعب أم ضده ؟
- إحذروا غضبات الملك !!
- المهجرون من الأبقار إلى المواطنين
- المعطلون و ضيق هامش المناورة
- مرحبا بالأبقار المهجرة
- فرسان وقرصان وإكفتان ...
- الحاج الوزير والبلطجي !!
- عيد الزعيم ومزاليطه !!
- معنى أن تكون مغربيا الآن !!
- بوكرين الصعلوك ...إلى الجحيم !!
- ما أشبه الأمس باليوم !!
- حمار وقطار يابلدي !
- وزراء دولة أم مجرد عوازل طبية !!؟؟
- مستوطنات في فلسطين ومستوطنات في المغرب ! أية علاقة ؟(1)
- حين تصبح صاحبة الجلالة جارية في بلاط -صاحب الجلالة - رشيد ني ...
- من الأشرف ياعقلاء ؟؟حجاجنا الميامين ام عاهراتنا المهجرات ؟؟!
- هكذا يكون القضاء وإلا فلا !!
- كيف يشجع النظام المغربي الإنفصال ؟ سيدي إفني نموذجا !!


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناصر موحى - ضقنا ذرعا بعنتريكاتم ياسادة