حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3149 - 2010 / 10 / 9 - 09:47
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
الواقع العراقي ومنذ عقود من الزمن واقع مرير ومأساوي أدى بحياة الكثير من خيرة أبناءه وهجرة الكثير من عقوله الجبارة خارج أرض الوطن كما أدى إلى هدر طاقات واستنزاف ثروات لو وضعت في مكانها الصحيح لتغيرت صورة العراق والعراقيين وأصبح الحال أفضل بكثير مما هو عليه ألان . وما تسربت إلى مجتمعنا كل هذه الآفات الاجتماعية والسلوكية وأدت إلى جملة من الإمراض يعجز أمام علاجها كل تكنولوجيات العصر الحديث . فعلى سبيل المثال لا الحصر لو أن العراقيين رفضوا حالة الحرب وقاوموها كما قاوم الشعب الأمريكي تورط قادته في حرب فيتنام , لما استمرت الحرب على مدى ثمانية سنوات وذهب مئات الآلاف وقودا لتلك الحرب البائسة ولما تغير السلوك العراقي إلى تلك السلبيات التي يعاني منها مجتمعنا اليوم .
لقد عالج العراقيين حالة الحرب هذه كل حسب أهوائه واجتهاده . فمنهم من اثر مغادرة العراق لتجنب حالة الحرب هذه ومنهم من فرض على نفسه حالة من العزلة بين أربعة جدران وكثيرون لجئوا إلى تزوير مستندات أو وثائق تؤخر اشتراكهم بالحرب ولو لحين . كما أن البعض وجدها فرصة لتحسين ظروفه الاقتصادية ودفع أبنائه للمساهمة بتلك الحرب أما النذر اليسير من العراقيين وقف وبشجاعة ورفض المساهمة بتلك الحرب الغير مبررة . لو كان هنالك رفض شامل من الشعب العراقي لحالة الحرب تلك وجوبهت بإصرار بعدم المشاركة مع كل قساوة النظام , لكانت التضحيات أقل بكثير من تلك التي قدمها الشعب العراقي في مساهمته بالحرب والتغير الايجابي كان هو السائد ولتعود شعبنا أساليب جديدة في التعبير عن قناعاته كما هو حال الشعوب الراقية التي ترفض وبقوة فرض إرادة الحكام عليها . الفشل في معالجة مسألة الحرب ورفضها بطريقة صحيحة أدى إلى انتشار ظاهرة الرشوة والمحسوبية والتزوير والخنوع وتفشي ظاهرة الأنا كما أدى إلى استخفاف الحكام بالإرادة الشعبية . التحايل على الأمر الواقع ومحاولة البعض الاستفادة من سلبياته ظاهرة عربية متلازمة مع انتشار الجهل والقبلية والوهم الديني الذي هو آفة مجتمعاتنا وخصوصا في بلد مثل العراق توالى على إدارته نخبة من الحكام اختيروا بعناية فائقة لتنفيذ إرادات دولية وليست إرادة شعبية .
تغير الواقع المرير بأسلوب جماعي متفق عليه بين الجماهير هو الأمثل والأكثر نفعا والأقل خسارة كما أنه وسيلة للتعود على العمل الجماعي الذي لا بد منه في عملية البناء الحضاري والتقدم والازدهار . أما التحايل عليه ومحاولة علاجه بشكل يطغى فيه الأنا يجلب الخسارة والفشل كما يفتح أبواب مشرعة لكل الأمراض الاجتماعية التي نعرفها والتي تنتظر الانتشار . إن دعوة الأستاذ موسى فرج للمثقفين العراقيين لأخذ دورهم في عملية التغيير لا تكون ذات بال إذا لم يسبقها دعوة للتخلي عن الأنانية والنظرة الضيقة للمصالح الشخصية ووضع مصلحة الوطن فوق كل مصلحة ذاتية ...
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟