حنان بديع
كاتبة وشاعرة
(Hanan Badih)
الحوار المتمدن-العدد: 3143 - 2010 / 10 / 3 - 13:51
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
كيف تصبح خالدا !
من أجمل أسمائنا العربيه وأكثرها انتشارا وشعبيه اسم (خالد) و (خلود) نسمي بها أبنائنا ليس بالضرورة أعجابا بالاسم أو معناه فقط لكن ربما هي رغبة دفينه في أن تطول أعمارهم ليصبحوا خالدين، فهل يكون الخلود حلم أم وسوسة شيطان ؟
فكرة الخلود هذه قد راودت الانسان حتى قبل نزوله للارض عندما لم يجد الشيطان أفضل من شجرة الخلد ليغوي بها آدم ..
" قل يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد"
ولا يبدو أن حلم الخلود منذ لك اللحظة قد غادر ذهن الانسان في يوم من الايام فمن شجرة الخلد وإكسير الحياة قديما الى الاستنساخ والتجميد وحبة الدواء التي تطيل فترة الشباب وتحارب الشيخوخة!
الى هنا والأمر لا يتعدى الأماني والأحلام لكن المرعب حقا أن طموح العلم بلا سقف وأسئلته بلا خطوط حمراء بل وفضوله بلا حدود ، مما دفع الكثير من دول العالم الى اصدار قوانين تمنع استنساخ البشر أو حتى اجراء البحوث عليها لكن حتما ليس هناك قوانين تمنع تعاطي الحبوب الطبيه .. وهذه المره الحبة هي حبة دواء روسية ابتكرها البروفيسور الروسي سكولاتشيف وستكون متوفره في الأسواق خلال عامين على الأكثر ، فمن سيعارض الحبة قبل أن تصبح قبه كما يقول المثل ؟
لا أحد طالما هي لا تثير المخاوف على المدى القريب كونها تحارب الشيخوخة باعتبارها مرض من الأمراض وتؤخر عوارضها عشر سنوات تجعل الانسان يكسب سنين اضافيه ليس إلا.
هذا طبعا على المدى القريب ، لكن للاحلام بقيه ..
فماذا عن المدى البعيد ؟
ماذا لو تطورت الحبه الى حبوب لا تؤخر الشيخوخة فقط إنما تنهي هذه الظاهره الى الأبد ؟
ثم ليبقى الانسان شابا الى ما لا نهاية!
ترى ما الذي يمكن أن يحدث لو تحول حلم الخلود الى حقيقة في عصر الأحلام الشاهقة ،ثم الى أي مدى تناقض فكرة الخلود الغريبه هذه تعاليم الأديان السماوية ؟
في وجود علماء يؤمنون بأن الانسان يمكن أن يعيش الى الأبد ..
وفي وجود حالمون معهم يعتقدون أن كل شىء ممكن وهم في انتظار هذا الحلم عاجلا أم آجلا ..
لكن هذا الايمان والاعتقاد لا يشبع نهم عقول وأفئدة الشعراء والمبدعين والعباقره الذين يحاولون تخليد أسمائهم بدلا عنهم في محاولة يائسه لبلوغ حلم الخلود لكن على طريقتهم الخاصة..
في كل الأحوال نحن نعيش ونحيا يوميا مع هذا الشعور الغامض بأننا خالدين فيها فنمشي في جنازات أحبائنا ونعود لنلهو بحياتنا نأكل ونشرب ونذهب للعمل وكأن الأمر لن يطالنا يوما .. ترى هل لأن ارواحنا خالده تعترف بالموت لكنها لا تصدقه؟
لم لا .. تبدو الفكره منطقية.
حنان بديع
www.hanan-badih.com
[email protected]
#حنان_بديع (هاشتاغ)
Hanan_Badih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟