أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حنان بديع - النظرة المتوجسة للآخر الحضاري














المزيد.....

النظرة المتوجسة للآخر الحضاري


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 1912 - 2007 / 5 / 11 - 06:44
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



هل يمكن أن نبني مستقبلا في جو من التطرف الفكري أو الديني؟
ثم هل لنا أن نكرس لوعي ثقافي من دون الاعتراف بالآخر واحترام اختلافه كي نسترد بدورنا هذا الاحترام والاعتراف؟
هذا ما ببالي عندما أتصفح أخبارا من هنا وهناك في فضاء الانترنت لكن ليست الأخبار بحد ذاتها ما يستوقفني إذ أني أدرك تماما أن الحضارات الأخرى لديها دائما ما يدهش من منتجات فكرية وثقافية منها ما يثير إعجابي ومنها من لا يفعل إلا أن ردود فعل القراء والمتصفحين تعكس نظرتنا الفوقية التي ندافع بها عن خلفيتنا الثقافية والحضارية من خلال التهكم والتهجم على الآخر المختلف وربط فلسفته الدينية كسبب مباشر لأي سلوك أو إنتاج ثقافي لا يمثل قناعاتنا وثقافتنا العربية..
هذا التوجه العام يجعلنا في صراع مع الحضارات الأخرى بدل التفاعل وينقلنا تلقائيا إلى موقع الدفاع والهجوم باعتبارنا الأفضل والأصح بل وفوق النقد الذاتي .
فهل تتصارع الأصالة والحداثة فعلا ؟ أم أنها كذلك في مفهومنا وعرفنا الاجتماعي فقط؟
وهل ننكر بأن مفهوم العصرنة أو الانفتاح على الغرب تجربة مليئة بالهواجس والالتباس ويحدث هذا في الوقت الذي لم يعد بإمكاننا أن نبقى منعزلين عن حركة العالم والحضارة الحديثة لكننا نمارس هذا الحذر كسلوك تلقائي دفاعي لحماية خصوصيتنا الثقافية دون الانتباه إلى أن هذه النظرة المتوجسة للآخر الحضاري تجعلنا غير مؤهلين للاستفادة من حضارته حتى أصبحت محاولة تجاوز الفارق الحضاري الذي نعيشه مع الغرب جريمة في حق الذات والهوية العربية في مفهوم شريحة كبيرة من المجتمع ننقلها كحقيقة ثابتة.
من وجهة نظري الخاصة أرى أن الإبداع كل الإبداع في إعادة النظر والتحقق من كل الثوابت والمتغيرات..
هذا الأمر يبدو مرعبا ومهددا لهويتنا ؟
نعم ..لكن الأصالة ليست العودة إلى الماضي..
وليست العصرنة أيضا محاكاة الغرب وإلا تحولنا إلى أمة مقلدة وجامدة ، فهذا الغرب انطلق يوما ما من مفاهيمه وسياقه الثقافي والفكري للأخذ بجميع التطورات التي حدثت وتحدث في العالم .
وإذا كان هنالك فرق كبير وشاسع بين التجديد والتقليد، فليس صعبا على الإطلاق إدراك هذا الفرق والتعامل معه كمنتجين فكريا ووحدها الثقافة تمنحنا تلك القدرة على استيعاب ما نعرفه ثم تطبيقه بالطريقة التي تناسبنا لا اجتراره وتلاوته كما هو.
نعم ليس سوى الثقافة ثم الثقافة قادرة على أن تؤهلنا فيما بعد للانفتاح على العالم كعقول قادرة على الغربلة ثم الابتكار.
وخوفنا المزعوم هو الوجه الآخر لفقرنا الثقافي المدقع عندما نصبح عاجزين عن غربلة ما تنتجه الحضارات الأخرى.
مطالبين نحن اليوم بأن نتعلم قبل أن نتثقف ونتثقف قبل أن ننتزع الخوف والهواجس عن صدورنا..
وإذا كان الاعتراف بالحق فصيلة..
فلنعترف بأن كلمة (ثقف) في لغتنا العربية تعني قوم الاعوجاج وتصبح كلمة ثقافة هي الاستقامة والأمة الغير مثقفة هي أمة تعاني الاعوجاج أي أنها جاهلة ولا ثقافة لديها تصلح اعوجاجها.
ربما لهذا كانت كلمة سمو الشيخه موزة بنت ناصر المسند حرم سمو أمير دولة قطر من ذهب لا من حروف حينما أشارت إلى ضرورة توجيه الرعاية للعقول قبل الحقول وأهمية الاستثمار في الأجيال المقبلة لتنبث مستقيمة مثقفة بلا جهل وبالتالي بلا توجس وخوف من رياح التغيير ،فأطفالنا عقول نظيفة قد تصبح مبدعه خلاقة وفاعلة في جو من الانفتاح البعيد عن القشور أو التعاطي السطحي مع منتجات الحضارة كما هو حاضرنا اليوم.
فمتى نجرؤ على تجاوز هذا الخوف ومتى نقوى على استثمار الفرصة التي يعيشها المجتمع اليوم بانفتاحه الثقافي والحضاري لنتبادل المعارف مع الحضارات الأخرى العريقة والمختلفة .
إذ لا يمكن لحضارة ما أن تدعي أنها تحتكر الحقيقة، وإذا كان لابد من بديل موضوعي لصراع الحضارات فهو حوارها وتعايشها وليكن الاتفاق على الحد الأدنى من القيم والسلوكيات التي تشترك فيها مختلف الثقافات والأديان.
أخيرا يبقى الإنسان هو الإنسان وحقوقه كونية تنطبق على جميع الشعوب وليست خاصة بتاريخ شعب دون آخر، هكذا تصبح الأولوية كل الأولوية لقيم الحرية والعدل والمساواة.
فلنرتب أولوياتنا إذن ولنبدأ بثقافتنا .
حنان بديع
[email protected]



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -إصبع الحظ-
- من قال أني معاق!
- غواية الشوكولاته
- قلة أدب
- للحب ناسه وللزواج ناسه
- عورات العقل
- القانون لا يحمي المغفلين ..
- هنا بيروت
- مطرود من الجنة
- صورة صدام على وجه القمر!
- ماجدة الرومي خلطة ملائكية فريدة
- أطارد أرانبي البيضاء
- وحشّية محبتي كالتَتار
- واني بعفوك زاهدة
- ما بين الرمد والعمى
- عيناك والمطر
- من هو المسئول عن توحش الرجل ؟
- بين النقاب وجائزة نوبل
- جوارب الحبيب
- تدريس الجنس بين الحذر والخوف


المزيد.....




- احتمال الصراع الأهلي في سوريا يزداد
- الجالية الروسية بعمّان تحتفل بيوم العمال
- نائب وزير الخارجية التركي لبي بي سي: -حرب غير مسبوقة تُشنّ ض ...
- إقالة أم استقالة؟ مستشار الأمن القومي يغادر منصبه على وقع تس ...
- قاضٍ أمريكي يفرج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي ويؤكد حقه ا ...
- سوريا: أنباء عن اتفاق بتسليم السلاح الثقيل ودخول الأمن إلى ا ...
- مركبة فضاء سوفيتية ضلت طريقها وتعود إلى الأرض بعد نصف قرن
- السودان.. الدعم السريع تقصف العاصمة وسط تحذيرات أممية
- مفوض أممي: الرعب في السودان لا حدود له
- سلطات رومانيا ترحل مراسل RT إلى تركيا


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حنان بديع - النظرة المتوجسة للآخر الحضاري