أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل كان -العراق الجديد- أكثر خطورة على العرب من إسرائيل؟















المزيد.....

هل كان -العراق الجديد- أكثر خطورة على العرب من إسرائيل؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3140 - 2010 / 9 / 30 - 18:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

ما هو "العراق الجديد"؟

"العراق الجديد" - بكل بساطة - هو العراق الذي أنهى الحكم الديكتاتوري الصدامي صبيحة التاسع من نيسان/إبريل 2003، ولكن تبين لنا فيما بعد – وللأسف الشديد – أن ديكتاتورية الأفندية متمثلة بالنخب السياسية العراقية الموجودة معظمها الآن على الساحة السياسية العراقية، هي أكبر شراسة، وأشد قسوة، وأكثر تمسكاً بالسلطة والدفاع عن شرعية هذه السلطة، مما سبق وحكم العراق من ديكتاتوريات مختلفة منها العائلية (الأمويون والعباسيون والمماليك والعثمانيون والهاشميون وغيرهم) ومنها الحزبية، والعسكرية المعروفة.

-2-

"العراق الجديد" - بكل بساطة - أصبح للأنظمة العربية المختلفة من دول الجوار ودول المزار والدمار نمر من ورق، بعد أن كان في 2003 وما بعدها بسنوات قليلة، نمر ديمقراطي حقيقي، يخيف كافة الأنظمة العربية، ذات الديمقراطيات المزيفة (الديكورية) وتلك التي لم تزل تتهجى كلمة "ديمقراطية".

-3-

"العراق الجديد" – بكل بساطة – هو البلد العربي الوحيد في التاريخ العربي القديم والحديث، الذي استعان بدول أجنبية تكلفت أكثر من 4500 قتيل من جنودها وأكثر من 500 مليار دولار من جيوب شعبها، لاقتلاع نظام ديكتاتوري عسكري وحزبي وعائلي من العراق. ورغم هذا فجلُّ العراقيين الآن، وخاصة في الداخل العراقي، يبصقون بوجه هذه الدول، ويرمونها بشتى اتهامات السرقة، والنهب، والفوضى، والتسيّب، وجلب الفئات السياسية الفاسدة والحرامية للعراق.

-4-

"العراق الجديد" – بكل بساطة ورغم ما فيه من عيوب سياسية واجتماعية واقتصادية كثيرة – إلا أنه يظل البلد الوحيد في العالم العربي، الذي يقول للحاكم الأعور: "يا أعور"، ولا يقول له: " يا صاحب العين الكريمة المطفأة" . وربما يشارك العراق الجديد في هذا " مصر الجديدة" في عهد مبارك، حيث يتم نقد رأس الدولة كما لم يتم في مصر منذ أكثر من خمسة آلاف سنة. ولهذا، ربما تخاف معظم الأنظمة العربية من "أمثولة" العراق الجديد كما سبق أن خافت في الستينات من أمثولة "تونس البورقيبية" عندما تبنت "مجلة الأحوال الشخصية" "الثورية"، وقالت للعرب: " خذوا وطالبوا"، ولكن العرب لم يسمعوا ذلك ورموا بورقيبة في أريحا عام 1965 بالبيض والطماطم الفاسدة. وبعدها لم يأخذوا، ولكنهم ظلوا يطالبوا، ولم يحصلوا على شيء حتى الآن!

-5-

"العراق الجديد" – بكل بساطة – كان يمكن له أن يكون الأمثولة العربية الديمقراطية، فيما لو كان جيران العراق هم هولندا، والنرويج، والسويد، والدنمارك، وسويسرا، وأخذوا بيد العراق إلى الديمقراطية، ولم يقطعوا هذه اليد بسيوفهم كل يوم. ولم يكتفوا بذلك، بل فرّغوا الساحة السياسية العراقية من السياسيين الأشراف القلائل جداً في العراق، وعزلوهم عن العراق بأن أغدقوا عليهم من الأصفر والأخضر. ونشروا قواتهم السرية والخفية تحت كل حجر عراقي، وتمترسوا تحت كراسي السلطة، وفي قاعاتها.

-6-

هذا ملخص سريع للعراق الجديد الآن، ونأمل أن يتغير في المستقبل القريب، ويصبح أكثر جدة، بحيث نرى الطبعة الثانية المزيدة والمنقحة والمحسنة من "العراق الجديد". وتلك الطبعة لا تأتي بالأماني والمعجزات، ولكنها تأتي بالعمل الجاد والمنظم، الذي لن تظهر نتيجته إلا بعد سنوات طويلة، أصبح الشعب العراقي بحاجة إلى العمل فيها بجد وصدق، لكي يعرف كيف يختار ممثليه السياسيين الصادقين الشرفاء. فالديمقراطية لا تتحقق عبر صناديق الاقتراع فقط، ولكنها تتحقق عبر وعي الشعوب بها وإدراكها لها. فما معنى أن تتم انتخابات نزيهة بين شعوب جاهلة لما تقرأ، وقارئة لما تجهل؟! وهذا ما حصل بالأمس (2004) في غزة مثلاً حين جرت انتخابات تشريعية نزيهة. ولكن 70% من الناخبين الذين انتخبوا حماس، كانوا من الأميين فلم يقرأوا. وإن قرأ البقية، فلا قراءة لمكتوب عقلاني وواقعي، من قبل مرشحي حماس.

فكيف يمكن للديمقراطية أن تكون وتتحقق، عندما يكون الناخب الأمي أمياً أبجدياً، أو أمياً سياسياً، أو أمياً رغم أنفه، ويكون المرشح بدون برنامج انتخابي واضح وواقعي ومنطقي، وإنما هو نتيجة مظاهرات شعبوية، ومهرجانات وشعارات حماسية صاعقة؟!

-7-

أما الجواب عن سؤال: لماذا تعتبر معظم الأنظمة العربية "العراق الجديد" أكثر خطورة عليها من إسرائيل؟ فيتلخص فيما يلي:

1- إسرائيل ليس نظاماً سياسياً مهدداً للأنظمة العربية، لكي تنادي الشعوب بالاحتذاء بها، وبذا تكون تنادي بالاحتذاء بنظام دولة صهيونية. وإن كان هناك بعض الليبراليين الشجعان الذين يعيّرون الأنظمة العربية بدكتاتوريتها بين حين وآخر، وينادون بالأخذ بالديمقراطية الإسرائيلية، دون وعي منهم أن الديمقراطية الإسرائيلية هي لشعب إسرائيل المثقف والواعي القادم من شرق أوروبا ومن غربها، وقلة منهم من العالم العربي. وهم الذين حملوا إلى إسرائيل التعصب والتشدد والممانعة. ورفضوا الحياة الجديدة، ويرمون السيارات المارة بأحيائهم بالحجارة كل يوم سبت. وهؤلاء هم الأصوليون الدينيون "السكناج". وهم كالأصوليين المسيحيين والمسلمين، لا فرق كبيراً.

2- إسرائيل لا تسعى، ولا تهتم بتصدير ديمقراطيتها العَلْمانية إلى الدول العربية، كما كان هدف "العراق الجديد" في بداية سنوات انطلاقه، وكما جاء على لسان ناطقه (أمريكا) في ذلك الوقت. فلا خوف من إسرائيل. وإنما كان الخوف كل الخوف من "العراق الجديد"، الذي كان يتهدد الأنظمة العربية، فأصبحت الأنظمة العربية، هي التي تهدده الآن!

3- وأخيراً، لم يكن لإسرائيل منذ بداية تأسيس دولتها عام 1948، رسالة سياسية جديدة للعالم العربي، لما يُعرف بـ "التدخل في الشؤون الداخلية". وكان كل ما تريده هو الاعتراف بها كسارق للوطن الفلسطيني، وأن تعيش بسلام، وهي تحتضن هذه السرقة. بينما كان لـ "العراق الجديد" هدف دمقرطة باقي بلدان العالم العربي، وإزالة الأنظمة الدكتاتورية منه، كما تمَّ في العراق. وهكذا جاء "العراق الجديد" يحمل سيفه – وربما كان سيف الحق - في وجه كثير من الأنظمة العربية.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايجابيات الاحتقان السياسي العراقي!
- هل أضاع العراق اللبن في الصيف كما ضيّعته دخنتوس؟
- احتمالات الحرب الأهلية في العراق
- ما هي المبررات الإرهابية لقتل العراقيين في رمضان؟
- العراق: من النزاع السلمي إلى الصراع المسلح
- صوت العقل الذي لم يسمعه سياسيو العراق
- العراق: من دكتاتورية العسكر إلى دكتاتورية الأفندية
- ماذا كان الدور الأمريكي المطلوب في العراق؟
- ما فعله الساسة في العراق لم يفعله الاجتياح العسكري!
- ما فعله العرب في العراق لم يفعلوه في إسرائيل!
- (إماتة العراق عطشاً بعد تدميره بالمتفجرات)
- صادق العظم مثالاً: الليبراليون وحل الأزمة العراقية
- انهيارُ المجتمع المدني قتلَ الديمقراطية في العراق
- هل قرأ بوش العراق من الداخل؟
- التقييم الاستراتيجي لديناميكيات النزاع في العراق
- خسائر العراق والعرب من تلاعب الدكتاتوريين الجُدد
- العراق هو الشغل الشاغل الآن للإعلام والسياسة
- العراق: من دكتاتورية البعث إلى دكتاتورية الملالي
- من عراق الدكتاتور إلى عراق الدكتاتوريين!
- الدبلوماسية والاحتلال الإيراني بقفازات إسلامية


المزيد.....




- السعودية تحدد قيمة مخالفة من يضبط داخل مكة والمشاعر دون تصري ...
- بوتين يؤدي اليمين الدستورية لولاية خامسة.. شاهد ما قاله عن ا ...
- غزة: ما هي المطبات التي تعطل الهدنة؟
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي عنيف على القطاع ومخاوف من -الغزو ...
- وداعا للسيارات.. مرحبا بالمشاة! طريق سريع في طوكيو يتحول إلى ...
- يومين فقط من إطلاقها.. آثار كارثية للعملية الإسرائيلية برفح ...
- البيت الأبيض يعلق على -محاولة اغتيال- زيلينسكي
- اكتشاف سبب جديد يؤكد أن غواصة تيتان كانت ستقتل ركابها لا محا ...
- -إنسولين فموي- بتقنية النانو قد يغني عن الحقن لمرضى السكري
- السجن لمصري جمع 100 ألف دولار من أبراج الكويت


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل كان -العراق الجديد- أكثر خطورة على العرب من إسرائيل؟