أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - انطلاقة حزب العمل الجديدة في سوريا والموقف الصحيح حيالها















المزيد.....



انطلاقة حزب العمل الجديدة في سوريا والموقف الصحيح حيالها


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 10:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


مقدمة :
كانت الشيوعية وستبقى تيارا سياسيا يعبر عن مصالح وتطلعات فئات اجتماعية معينة داخل تجمعات الجنس البشري . وهي كأي تيار سياسي في التاريخ يستند إلى أرضية فلسفيه لها بعدان ,أيديولجي ومعرفي .
ومع أن الشيوعية الحديثة ربطت نفسها بالعلم وتم تقديمها بوصفها نقيض الدين, وضد كل جمود أو تقديس , الا أنه جرى لها على أرض الواقع ما جرى للأديان الكبرى وخاصة الإسلام والمسيحية مع فارق أن الدينين السابقين اعتمد كل منهما على نبي واحد, في حين اعتمدت الشيوعية على نبيين معا , كنت وما زلت أعتبر نفسي شيوعيا ولست ماركسيا ليننيا , وأكبر اذى لحق بالأحزاب الشيوعية جاء من دمغها بتلك الدمغة أحزاب( الماركسية الليننية) ولم تكن شيوعية ماركس من وجهة نظري الا تعبيرا عن مصالح معينة لفئات اجتماعية نبتت في تربة معينة هي أوروبا وفي زمان ومكان محددين .
آن الأوان لكي ينهض الفكر الشيوعي من كبوته ويساهم ممثلوه كتيار سياسي مع بقية التيارات المعنية بمستقبل الجنس البشري , في دفع تجمعات هذا الجنس الى الأمام ومن اجل حياة أكثر بهاء وأقل شقاء, متجاوزين أي أصولية شيوعية هي من مخلفات الماضي ولها مصالح ذاتية خاصة . مستفيدين من تطور العلم ووسائل المعلومات والاتصالات الحديثة التي حّولت العالم الى قرية صغيرة . لقد تجاوز الزمن ديكتاتورية البروليتاريا وليس غير الأحمق من يؤمن بها , مع قناعتي بأن مقولة الصراع الطبقي ما زالت حجر الزاوية في هذا الفكر, وأن كل الحروب التي شنت وستشن, يقف وراءها الصراع الطبقي, صغيرة ام كبيرة, عالمية أم محلية , لكنها تطفو على السطح بأشكال أخرى قومية أو طائفية أو محلية , ولكن تجلي الصراع في واقعنا الحالي غّير من الطبقات والفئات بحيث علينا دراسة أشكال تمظهره من جديد كما درسه ماركس في عصره حيث كانت البروليتاريا آنذاك في المقدمة , أيضا علينا كشيوعيين تلطيف الصراع ما أمكن وليس النفخ فيه . عصرنا الحالي يحتاج الى اعتماد عنصر الوعي ليكون قابلة الجديد , قابلة المستقبل وليس الرصاص أو الأسلحة الفتاكة التي تفتك بالجميع .
أما على المستوى السياسي فليس غير الأحمق أيضا من يتوهم بأن إمكانية تجاوز الرأسمالية يمكن أن تبدأ من الأطراف , من المحيط من ضرب الأمبريالية في الحلقة الأضعف ,
ما من شك في أن على الشيوعيين الآن تحديد النقطة أو الحلقة التي يرشحها المستقبل اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا لكي تلعب دور قاطرة التاريخ لتجر بقية العربات نحو الاشتراكية, ولكن المطروح علينا نحن الشيوعيين في البلدان المتخلفة هو مهام من طبيعة ديمقراطية, هو بالضبط استكمال وإنجاز مهام الثورات الديمقراطية على شاكلة ما جرى في الغرب لنصل الى مجتمع يتم فيه تداول السلطة , والسلطات الثلاث فيه مفصولة عن بعضها, وهناك مجتمع مدني بنقاباته ومنظماته وجمعياته المستقلة التي تسند الدولة وتسهل عملها وتعمل بالتكامل معها.
باختصار . علينا المساعدة في نقل بلداننا من مجتمع الراعي والرعية الى مجتمع يصبح فيه الجميع مواطنين لكل مواطن حقوق وعليه واجبات معروفة . مجتمعات تحترم حقوق الانسان الفردية بشكل خاص لا مكان فيها لزعيم واحد خالد . ربما الإضافة الجوهرية على تلك الثورات عنها في أوروبا هو الفارق بين ثورات اوروبا التي انطلقت من الجانب السياسي البحت متناسية الجانب الاقتصادي, في حين يفترض بثوراتنا أن يكون نصب عينها تنمية اجتماعية واقتصادية لمصلحة المجتمع ككل وليس لمصلحة فئات محددة بعينها وهذا ما يتحدد بكل ساحة على حدة حسب ظروفها وثقافتها وتراثها وتاريخ الصراع الطبقي فيها وتوازن القوى على أرض الواقع ودور القوى السياسية المتواجدة على الأرض
.
1- الحركة الشيوعية السورية , واقع وآفاق :
قبل التعرف على واقع الحركة الشيوعية لا بد من الحديث عن واقع سوريا الحالي ولو ببضعة سطور .
إن أنظمة "اليمقراطية الشعبية " الى زوال , والمسألة مسألة وقت وسيتفكك ما بقي منها عاجلا أم آجلا سواء تم ذلك تحت تأثير التناقضات الداخلية كما جرى في روسيا أو بفعل العامل الخارجي كما جرى في العراق , وسواء تم التفكك من أسفل الى أعلى كما جرى في رومانيا أو من أعلى الى أسفل كما يجري الآن في الصين .
أما في سوريا بلدنا الحبيب فلم يعد خافيا على أحد الى أين أوصلنا نظام الديمقراطية الشعبية بدستوره حزب البعث قائد الدولة والمجتمع , وإن كان قائد الكل قد غاب , فإن حضوره في كل مؤسسة أو اتحاد أو نقابة تابعة للدولة مازال بنفس القوة حيث المدير العام هو القائد الملهم والآمر الناهي في مؤسسته وهو يفهم مصلحتها أكثر من الجميع وما على الرعية فيها الا أن تدعو له بطول العمر , وستشهد الفترة القادمة تسليط الضوء على سوريا بحيث تجبر على تفكيك هذا النموذج تحت ضغط الحاجة الى شرق أوسط جديد أكثر انسجاما مع السوق الدولية ورأس المال العالمي واستثماراته فوق القومية والصورة واضحة منذ الآن تقريبا فهناك جهتان .
الأولى : مجموعة قوى ترفض وتقاوم أي تغيير سياسي في الداخل قبل إجراء تسوية دولية يتم فيها ارجاع الجولان المحتل ولسان حالها يقول : أي تغيير في الداخل سيضعف سوريا في صراعها مع العدو الخارجي أمريكا واسرائيل , أي أنها تعزف المعزوفة القديمة , قمع أي قوى تحاول ان يكون لها استقلال عنها ولا تسير تحت مظلتها باسم النضال ضد الامبريالية والصهيونية
يقف في مقدمة هؤلاء أجهزة الأمن وتيار عريض من الحزب الحاكم وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية , هؤلاء المتضررين من أي تغيير سياسي يقلص نفوذهم في الداخل ويحد من امتيازاتهم البيرقراطية .
الثانية : وهي الأضعف حتى الآن وداخلها تياران متناقضان .
الأول . موجود في السلطة وخارجها أصبح مقتنعا بضرورة أجراء تغيير داخلي ينسجم مع الخارج ويلبي مصالح أمريكا واسرائيل في الداخل شريطة اعتماده وتفصيل الديمقراطية القادمة بحيث تكون شكلية لا تمس ولا تحد من نهبه لثروات البلاد أو تقليص نفوذ رأسماله .
الثاني : يوجد داخل حزب البعث ومؤسسات الدولة والأحزاب والقوى السياسية المعارضة والتي تريد جميعها انتقالا هادئا وسلميا وتدريجيا محسوبا تكون كل خطوة فيه نحو نظام وطني ديمقراطي محصن من الداخل بوجه الخارج , وهذا التيار مازال هو الأضعف ولا تنسيق بين أطرافه حتى الآن
يهمنا هنا وضع الحركة الشيوعية السورية وكيف يمكن أن تلعب دورا في هذا التفكك بحيث تكون محصلته تقوية الطبقات الشعبية والمنتجين السوريين بوجه أعدائهم في الداخل والخارج .
يمكن تصنيف الفصائل الشيوعية السورية الى نوعين. نوع جاء الى الشيوعية من بوابة الحركة الشيوعية الرسمية ويمكننا أن نعد منه الحزب الشيوعي الرسمي متمثلا بأم عمار والحزب الشيوعي الثاني متمثلا بأمينه العام يوسف فيصل والتيار الجدبد المدعو جماعة قاسيون متمثلا بالدكتور قدري جميل والحزب الشيوعي – المكتب السياسي , ونوع أخر جاء الى الشيوعية من خارج مظلة موسكو يمكننا أن نعد منه حزب العمال الثوري وحزب البعث الديمقراطي وحزب العمل الشيوعي . يمكننا تصنيفها أيضا حسب قربها او بعدها من الجبهة الوطنية التقدمية القائمة او حسب التعبير الشائع في الشارع السياسي , معارضة وموالاة وبين بين . تحتاج هذه الفصائل الى حوار فيما بينها يؤهلها لتحالف عريض تدعو فيه الى إلغاء المادة الثامنة من الدستور - حزب البعث قائد الدولة والمجتمع - وحل الجبهة الوطنية القائمة والدعوة الى تحالف مع حزب البعث بشرط أن يستمد قوته ونفوذه من المجتمع وليس من الدولة ومؤسساتها وأجهزتها , أما الوصول الى حزب شيوعي واحد فهو يحتاج الى زمن يطول أو يقصر حسب المتغيرات الدولية وتقدم الحركة الشيوعية ومجيء مرحلة نهوض على المستوى العالمي . نحاول هنا أن نستعرض واقع هذه الفصائل ومدى استجابتها لهكذا طرح .
يقف في مقدمة هذه الفصائل الحزب الشيوعي- مكتب سياسي - والذي تلمس أهمية الديمقراطية كقيمة لأي تغيرات داخلية او خارجية وكان ذلك السبب في تمرده على مدرسة الديمقراطية الشعبية ورأس حربتها الاتحاد السوفياتي السابق . والحزب يطرح الآن التغيير السلمي والديمقراطي كخيار أمام سوريا والمصالحة الوطنية بشخص أمينه العام الذي أمضى أكثر من ثمانية عشر عاما في زنزانة وتعامل بحقد قل نظيره في التاريخ . مع ذلك يقف شامخا أكبر من جراحه يمد يده للمصالحة من أجل الوطن , وقد طرح الحزب موضوعاته بجرأة . ولكن بنيته التنظيمية الداخلية الموروثة من مرحلة الأحزاب الرسمية لم تنسجم بنفس المقدار لطرحه للديمقراطية في المجتمع وسيحسم مؤتمره القادم هذه النقطة . أما حزب العمال الثوري وحزب البعث الديمقراطي الملتزمان مع المكتب داخل التجمع فتنطبق عليهم هذا الملاحظات .
أما بالنسبة للحزب الرسمي متمثلا بأمينه العام (وصال فرحت ) فلا نعتقد بأنه سيتجيب لهذا الطرح بشكله الحالي فما زال ملكيا أكثر من الملك بالنسبة للدفاع عن الديمقراطية الشعبية وهو يعتقد أن كل ماجرى للدول الاشتراكية مؤامرة من الخارج وان الاتحاد السوفياتي سينهض من جديد بقيادة أولينغ شينين وشركاه
أما بالنسبة للفصيل الثاني االمتواجد في الجبهة, ومع ان هذا الحزب يقبل بالآخر ويعرف أهمية الديمقراطية لآي تحول مستقبلي ألا انه لن يستجيب حسب قناعتي لطرح كهذا منطلقا من حسابات خاصة فيه, جوهرها أناني ومصلحي , فهو سيتمسك بصيغة تطوير الجبهة الوطنية التقدمية وسيبقى أمينه العام قادرا على ضبط إيقاعاته بدهائه المعروف . ونحن لا نعلم هنا إن كان الأستاذ يوسف فيصل يهيء أحدا من عائلته لخلافته في الجبهة ووراثة امتيازاتها مثل أم عمار وصفوان قدسي وفايز اسماعيل وعبد العزيز عثمان .
هناك فصيل جديد يطرح وحدة الشيوعيين وقد شكل لجنة لذلك اسمها اللجنة المؤقته لوحدة الشيوعيين يريدها وحدة بشروطه وعلى اسس ستالينية سيصنع حزبا ليننيا لا مارتوفيا يناضل به ضد الامبريالية الامريكية المأزومة والتي تريد تصدير أزمتها كي تتجنب السقوط في الهاوية التي هي على بعد أمتار منها ويكفيها دفشة واحدة إذا تماسك الشيوعيون حول عبقرية رؤاه , ولكن كلمة حق تقال. يحاول هذا الفصيل أن ينطلق من الأرض ليكون فاعلا . أما بالنسبة لطرحه حول وحدة الشيوعين السوريين فأقل ما يقال عنه انه طرح أخلاقي يصح عليه المثل القائل من كبر الحجر لم يضرب ,
2- حزب العمل الشيوعي في سوريا قبل انطلاقته الأخيرة

لا أريد ان أكرر هنا ماقلته في كراسي المعنون ( حزب العمل الشيوعي والمستقبل – رؤيا من الداخل ) فلا غنى عنه لمن يهمه معرفة وجهة نظري بصيرورة الحزب وما أقوله هنا لا يعدو كونه استدراك واستكمال لذلك الكراس .
لقد ولدت رابطة العمل الشيوعي( التي تحولت فيما بعد الى حزب العمل ) ولادة قيصرية من رحم الحلقات الماركسية تحت ضغط دخول الجيش السوري الى لبنان, وسهل ذلك انتصار التيار المتطرف الذي يريد أن يصنع قي سوريا ثورة سورية على طراز الثورة الروسية بطراز ما العمل , بدزينة الأذكياء التي يصعب على الأمن اعتقالها قياسا باعتقال مائة أحمق , ومع أن غالبية رموز الحلقات المحنكة والمجربة ابتعدت عن التنظيم الوليد الا أن الصراع حول مفهوم الديمقراطية انتقل الى داخل التنظيم بين جهة ترفض تنظيم ما العمل ولها ملاحظات عليه وتود العودة الى عصبة ماركس وتنظيمها المفعم بالديمقراطية , وبين جهة تدرك استحالة ذلك على ارض الواقع , والغريب أن أول لائحة تنظيمية نتجت عن الاجتماع الثالث الموسع كانت أقرب الى ماركس حيث تريد أن يتم عقد مؤتمر كل سنتين مهما كلف الآمر , ولكن حملات القمع المتكررة جعلت الجميع يقفون على أرضية ما العمل , أرضية الاحتراف الثوري بقيادة دزينة الأذكياء . لكن تلك الروح الديمقراطية استمرت داخل التنظيم حيث لا وجود لأمين عام والهيئة المركزية ترسم الخط النظري والسياسي ولجنة العمل تنفذ خطة الهيئة المرسومة في كل اجتماع أما أعضاء التنظيم خارج الهيئة فقد كان بإمكانهم التعبير عن آرائهم بمجلة داخلية تحولت فيما بعد بحق لتنطق باسم الأقلية وتعبر عن وجهة نظرها , وقد تبلور الصراع فيما بعد بين رموز, ولم يكن بالامكان أن يتبلور بين مؤسسات في بلد شرقي يتجلى التعبيرفيه عن اتجاه سياسي دائما في ذهن فرد له مواصفات شخصية مطابقة لذلك الإتجاه , لقد كان الصراع داخل المركزية بين فردين ومحصلة التصويت الديمقراطي بغض النظر عن حيثياتها كانت ترسم وتحدد القرار السياسي
1-الرمز الأول والأهم في تاريخ الحزب هو المهندس فاتح جاموس الآتي من حركة الاشتراكيين العرب الى الماركسية والذي يلقب بحق دينامو الحزب وجديده كفرد معبر عن تيار هو رغباته التي يسقطها على الواقع مدعومة بتنظير عن الذات وأهميتها ودورها في العملية الثورية داخل البلدان المتخلفة . وقد كان وما يزال صاحب نظرية الاستنهاض التي تجلت في الحزب بالتوزيع القطاعي والتحريضي فالحركة السياسية عنده يجب ان تسبق الحركة العفوية بدلا من ان تتلاقى معها وقد كلفت تلك النظرة الحزب الكثير.
2- الرمز الثاني هو الأستاذ اصلان عبد الكريم مدرس اللغة العربية الشركسي البدوي الآتي من السلمية ومن حركة الاخوان المسلمين ومعه ذاكرة قوية وطريقة في الاستشهاد بالنصوص, وقد كان وراء الخط النظري للحزب بما فيه من سحب مفاهيم الماركسية الللينينية سحبا ميكانيكيا الى الواقع السوري وبفضله انقلب خط الحزب من ثورة ديمقراطية الى ثورة اشتراكية . وقد كان من اكبر المتحمسين لدخول الدبابات الروسية الى أفغانستان وظل الأمر كذلك حنى انهار المعسكر الاشتراكي حيث انقلب على ماضيه من جديد باتجاه الفهم الليبرالي الخالص . ولكنه كان ضد الاستنهاض ويرى بان الحركة السياسية يجب أن تتلاقى مع الحركة العفوية وتعبئها وتنظمها وتقودها الى أهدافها أما إذا سبقتها فهو جنوح نحو اليسار وإذا قصرت عنها هو جنوح نحو اليمين .
باختصار كان الحزب طيلة الفترة السابقة قبل انهيار الاتحاد السوفياتي أقرب الى المدرسة الرسمية . كان جزءا من حركة اليسار الجديد الذي يود ان يضغط على تلك الحركة لتعود الى الخط الماركسي اللينيني الأرسوذكسي وكانت مواقفه السياسية الخارجية تكاد تكون متطابقة , الموقف من أثيوبيا بقيادة منغستو مثلا , وتأييد دخول الدبابات السوفييتيه الى أفغانستان ووصفها تطورا ثوريا في سياسة السوفيات !! . أي أن الحزب لم يكن يوما أقرب الى الشيوعية الأوروبية بفهمها الليبرالي للديمقراطية وطرحها موضوع الاستقلالية والتي برهنت الحياة انه الأقرب الى الحقيقة المعرفية من بقية التيارات الشيوعية .

فيما بعد برز رمز ثالث معبر عن اتجاه تروسكي داخل المنظمة هو الضابط منيف ملحم المسرح من الجيش السوري عام 1972 بسبب ولائه المكشوف لحركة 23 شباط أكثر من الحركة التصحيحية والذي عمل من داخل الحزب مع أقلية متبلورة وبالتنسيق مع التروتسكيين من أجل تحويل حزب العمل الى فرع للأممية الرابعة وكان عمله علنيا وديمقراطيا بشكل تام .
أما التيار العقلاني كماأحب أن أسمية وتيار الانتهازية اليمينية كما يسميه التروتسكيون . وهو التيار الذي لم يتجانس يوما في الحزب خارج السجن وذلك لأن كل من كان يصل الى نضجه العقلى في محاكمة الظاهرة يجد نفسه يقاتل على أرض ليست أرضه فيغادر التنظيم . ولكن من نضجوا داخل السجن كيف سيغادروه ؟
أعتبر نفسي واحدا من هذا التيار وكانت لي تلمسات عديدة على هذا الطريق سأذكر بعضا منها
1- في الرابع والعشرين من آذار عام 1977فوجئت بكثافة المسلحين الذين يحاصرون البيت والشارع الذي أسكن فيه , منظر السلاح أخافني فهربت ولم أسلم نفسي , وبعد خمسة عشر يوما من المطاردة كانت بالنسبة لي أهم من كل الكتب التي كنت أعيش بين صفحاتها , أين نحن من الواقع ؟ نحن في واد وللجماهير في واد آخر . تمكنت من الاتصال بالمنظمة لأخبرهم برغبتي في تسليم نفسي بعد أن هدأت قعقعة السلاح . شرحت وجهة نظري برسالة مطولة جوهرها التباين على ارض الواقع في سوريا بين الحركة السياسية والحركة العفوية حيث يسير كل منهما باتجاه وأنني لست مقتنعا وغير مهيأ بالمعنى الموضوعي والذاتي للاحتراف الثوري . وجاءني الرد من لجنة العمل صاعقا . لم أفاجآ بدفاعهم النظري حيث المثقف الحقيقي عليه استنهاض تلك الحركة , المفاجأة بأصرارهم على التشهير بي إذا سلمت نفسي , فهم لا يضمنون ان انهار وأقضي على التنظيم أداة الثورة القادمة في سوريا ورافعتها , والتزمت بالقرار على أرضية أخلاقية بحتة وأصبحت محترفا ثوريا رغما عني .
2- كنا خمسة من الرابطة ثلاثة سوريين وفلسطيني وفتاة سورية حموية داخل معسكر تابع للجبهة الشعبية لتحريرفلسطين في بستان كاظم الخليل ( نائب رئيس حزب الأحرار ) والمستولى عليه من قبل الجبهة , نجري دورة تدريب على السلاح قبل ان نشارك في عمليات فدائية معها ضد سعد حداد وأعوانه الصهاينة , وفجأة توقف برنامج الدورة وأعلن النفير العام ووزع الجميع على الحراسة للدفاع عن المعسكر ضد فتح التي تريد من الجبهة تسليم المعسكر لصاحبه , رفضت حمل السلاح ومغادرة خيمتي ولم يفلح قائد المعسكر بإقناعي رغم تهديده, فالقانون يبيح له الإعدام الثوري لمن يرفض الدفاع عن احد معسكرات الثورة وهو داخلها , وأجبته أنا جئت لأستشهد في عملية ضد ميلشيات الكتائب والصهاينه وليس في عملية ضد فتح والتي اعتبرها الجسم الوطني الحقيقي في الساحة الفلسطينية وليست الجبهة كما يتوهم كوادرها . وعندما انتهت الأزمة وفك عرفات الحصار لأن الضغط لم ينفع , وانتقلنا الى الممارسة برهنت لرفاقي أنني لست جبانا كما توهموا, فقد حملت السلاح على الخط الأول في تلة شلعبون – مارون الراس المواجهة لبيت سعد حداد , ولم اهرب كما هرب غيري من هناك .
3- كتبت في جريدة البروليتاري الداخلية وانا محترفا ثوريا في حماه . ( إن طريقة مجابهتنا للسلطة طريقة فروسية والفروسية قد تقود صاحبها إلى دق عنقه وقد تقوده الى النصر , الشيوعي يجب أن يعمل وفقا لقوانين بعيدا عن الفروسية , ليس عبثا أن هناك مثلا يتردد في حماه – لا تزوج بنتك لا ثنين الطيار وعضو رابطة العمل الشيوعي .

الغريب أن هذا الاتجاه لم يتم التعامل معه بنفس الروح الديمقراطية السابقة عندما تبلور داخل السجن وتم الفصل والطرد والتشهير برموزه وهم ما زالو خلف القضبان وفي مقدمتهم كاتب هذه السطور وما سأضيفه هنا لغاية في نفس يعقوب, ستتضح في خاتمة الدراسة ومنها هذه الفقرة المكتوبة حرفيا داخل سجن تدمر عام 1986
(( المقدمات عادة تتصدر الأعمال الأدبية والنظرية والتاريخية التي تأتي نتيجة جهد فردي وتوقع باسم صاحبها وقلما تتصدر المقدمة عملا سياسيا ، من جهة أخرى قد تكون المقدمة لا ذمة لعمل سياسي وليد لحظة محددة حيث يراد وضع الأجيال بصورة الظرف الذي أعطى الموقف .
هذه المقدمة شاهد على حركة لها موضوعيتها في زمان ومكان محددين وهي حالة وسط بين الجهد الذاتي والجهد الجماعي . بين العمل السياسي والعمل النظري , وكاتبها يعلم علم اليقين أن عملا كهذا يحترمه التاريخ أكثر بكثير عندما يكون نتيجة جهد جماعي حيث تنتفي فيه الذاتية . لكن للضرورة أحكامها . إن مسؤولية الكتابة تقع على صاحبها بالنهابة لكنها تعبر حقا عن اتجاه استلهم الكاتب منه المنحى العام .
السجن الصغير ليس الا صورة مصغرة عن السجن الكبير , فالوضع الذي نمر به في سوريا شبيه ببعض الوجوه بالمرحلة الناصرية لكن تجربة مصر المأساة وتجربة سوريا المهزلة . وشر ما في الجانبين أن القوى الوطنية مضطرة لتغليب الجانب الايجابي على الجانب السلبي كي لا يستفيد من هم على شاكلة السادات . رغم هذا فإنني أعتقد أن الأوان قد آن لرفع الصوت عاليا ضد قمع الشيوعيين والوطنيين دون ان ننقص من الجانب الوطني والمجابهة مع الامبريالية . لكن هل هذه المجابهة لا تكتمل الا بالتضييق على الشيوعيين ؟؟!! على العكس إن هذه المجابهة تتعزز بأخذ الشيوعيين دورهم في المجتمع , قمع الشيوعيون في عهد عبد الناصر وحل الحزب واستشهد شهدي عطية الشافعي تحت التعذيب ومات معين بسيسو ببطئ وتشققت أقدام طاهر عبد الحكيم العارية فتعبد الطريق نحو كامب ديفد .
وفي سوريا من يستفيد من الاصرار على ان يكون الشيوعيين ملحقين ومصفقين ومشتتين .
أما في السجن الصغير فمنذ عام 1980 يقبع عدد من أعضاء الحركة الوطنية السورية في السجون . حزب شيوعي م. س . ح . ع. ش. حزب بعث ديمقراطي ( ح . 23 شباط ) الاتحاد الا شتراكي جناح جمال الأتاسي , اتحاد النضال الشيوعي هذا غير الأفراد والشخصيات الوطنية وظرفهم يسوء يوما إثر آخر ولم يبحث وضعهم بشكل جماعي ومن خرج منهم تم له ذلك بعد أن طرق أهله باب السلطان وسجدو أمامه فهل هكذا يحمى الوطن ؟ , هل تتم حمايته بوصول قسم من هؤلاء الى سجن تدمر ؟ وإذا كانت هذه القوى قد أخطأت في عام 1980 , فإن المسئول عن الخطأ هو قمع السلطة المعمم إزاء المجتمع, وإن كانت تلك السلطة تتبجح بأن هؤلاء يخدمون كامب ديفيد وتجد من يردد وراءها هذا الكلام داخليا وخارجيا, فما هي حجتها بالنسبة لتيار نشأ في السجن من هذه القوى ووصل من خلال تطور الأحداث واشتداد الهجمة الامبريالية على سوريا الى النظر للموضوع بعين العقل ورؤية الجانب الوطني أولا ومن ثم الجانب القمعي , بدلا من مساعدة هذا التيار تكالبت عليه جهات عدة لإضعافه .
- السلطة وخاصة الأجهزة الأمنية تحاول ابتزازهم فردا إثر الآخر تستغل ضعف خبرتهم فتلعب بأعصابهم
- المعارضة تجيد الضرب على الوتر النفسي وخصائص كل فرد فتنفخ بها ليبدو كل فرد منظومة فكرية أو ليتوهم أنه كذلك وهي بالتالي تريد أن تبرهن أنهم أفرادا متساقطين تعبوا من العمل السياسيي .
رغم ذلك فحركة التيار تتقدم وسط هذا الزمن العربي الرديء, بدأت بموقف سياسي جوهره التكتيك وانتهت الى التفتيش عن الخلفية الأيديولوجية الذي تحرك في حقلها الموقف السياسي فكانت هذه الخلاصة حول الموضوعات التالية
1- ملامح حركة الصراع الطبقي العالمي
2- الأممية والحركة الشيوعية العالمية
3- المسألة القومية
4- حركة التحرر العربية
5- المسألة الفلسطينية
6- سلطة البعث السورية وآفاق تحولها
7- في سبيل حزب شيوعي سوري موحد
لم يتم التماسك كما كنت أرغب , لا كمجموعة ولا كتيار سياسي, كيف يتم ذلك في ظرف تفتت فيه حزب شيوعي كان يسيطر على سدس الكرة الأرضية ؟ وخرج الرفاق كما هو معروف بمساعدة الحزب الشيوعي السوري جناح يوسف فيصل على قاعدة أفراد يدعمون خط الجبهة الوطنية ولم أخرج انا لأنني رفضت أن أرسل اسمي بوصفي فردا. كان كلامي في آخر حوار مشترك معهم يشير إلى أن الموضوع هنا مختلف عن مخاطبة السلطة. فهنا انا لا أقوم بمساومة مذلة من أجل الوطن، إن إرسال اسمي كفرد يعني اعترافي الصريح بأن كل تاريخ ظاهرتي كان خطأـ وان الصواب هو يوسف فيصل وحزبه مع ان قناعتي بأن حزب العمل قدم للوطن والمجتمع بفترة قصيرة ما يزيد عن كل ما قدمه الحزب الشيوعي الرسمي . وفعلا بقيت داخل السجن وتقدمت لمحكمة مثل باقي رفاقي وما زلت حتى كتابة هذه السطور أعاني مثل بقية رفاق الحزب من التضييق والملاحقة والحصار والمحاربة بلقمة العيش بوصفي جزء من ظاهرة حزب العمل .

3 - انطلاقة الحزب الجديدة مالها وما عليها

كما هو معلوم انتهى نشاط الحزب التنظيمي داخل سوريا بعد حملة قمع شرسة على الحزب إثر إصداره بيان – عرس الديكتاتورية – عام 1992 ومنذ ذلك الحين وحتى عام 200 كانت الحياة السياسية السورية راكدة مثل مستنقع , الى أن استلم الأسد الابن السلطة وجرى حراك نسبي بعد خطاب قسمه الشهير , كان الرفاق قد خرجوا جميعا من السجن باستثناء الدكتور عبد العزيز الخير , وكالعادة كان لرفاق الحزب نشاط بارز في ذلك الحراك بصفتهم ناشطين ومعنيين بالهم العام . منذ ذلك الحين بدأ الناشطون السياسيون يتساءلون عن مصير حزب العمل في المنتديات وخاصة منتدى جمال التاسي ومنتدى اليسار الديمقراطي الذي أشرف عليه الرفيق منيف ملحم , ربما فوجئ البعض بالرفيق اصلان عبد الكريم يقدم نفسه بأن لاعلاقة له بحزب العمل وقد عمل مع جماعة المجتمع المدني بحدود معلوماتي ولا أعلم إن كان حتى الآن يعمل معهم .
أما الرفيق منيف ملحم وبعد إغلاق منتدى اليسار من قبل السلطة, ظهر نشاطه السياسي في منظمة جديدة مناهضة للعولمة تصدر نشرة اسمها البديل . ومن يطلع عليها وعلى نشرة الآن للحزب يجد أنهما في خندق واحد ضد الأمبريالية والصهيونية . نتمنى من الأستاذ منيف أن يزيل الالتباس ويشرح لنا لماذا نفض يده من أي عمل من خلال الحزب .
أما الأستاذ فاتح جاموس فقد أصدر كراسا بعنوان : أي حركة سياسية نريد ؟ .. كيف نبدأ ؟ .. في 16/ 1/ 2001 / همه استنهاض الحزب من جديد وقد قمت بالرد عليه في حينه واعتبرت أن الرفيق مازال كما كان, يسقط رغباته على الواقع, وتقدمت بورقة موازية تحمل اسم
إعادة بناء حزب العمل الشيوعي _ دعوت فيها للعلنية والشفافية والانطلاق من شرعية واقعية تحميها عقلانية سياسية جديدة , وقلت فيها أنني أفضل حل أي حزب في العالم ولا العمل بشكل سري كما في السابق وتجنبت كلمة استنهاض لما للكلمة من أثر سيئ في نفسي,. فهي تذكرني باستنهاضنا السابق للحركة العفوية عن طريق توزيعنا القطاعي والتحريضي وما سبب لنا من ويلات. ولكن دعوتي لم تلق صدى في وسط الرفاق .
وفي حزيران من عام 2002 صدرت ورقة جديدة بعنوان – دعوة الى حوار تداولي مفتوح – حزب العمل الشيوعي في سوريا – الخطوة التالية بتوقيع هيئة الحوار المؤقته . تعد بحوار شامل يشترك فيه كل الطيف السياسي حول تجربة الحزب, ومع ان من يقرأها سيقدر لغة الكاتب بسهولة.. ألا انني رغبت في تنشيط الحوار وتقدمت بكراس تحت عنوان ( حزب العمل الشيوعي والمستقبل – رؤيا من الداخل ) قلت فيه بالحرف الواحد ص 58 (( أنا شخصيا في هذه الدراسة لا أود ان أستنهض أحدا , بل ان أتلاقى مع كل من يرغب ولديه الاستعداد التام لتقييم هذه التجربة , ومن ثم الانطلاق بها من جديد إن أمكن . الفرق كبير بين الاستنهاض والنهوض والمسألة ليست فذلكة لغوية )) .
وفي عام 2003 استأنف الحزب نشاطه وعلمت ذلك من قوى سياسية أخرى مما جعلني أقدر أن سبب استبعادي هو موقفي السياسي السابق من الحزب داخل السجن .
أحب ان أوضح هنا من جديد موقفي بلا غموض .
يعلم الرفاق الذين اجتمعت بهم خلف القضبان أنني كنت أسمي ما فعلته مساومة مذلة تنطلق من قاعدة, أن الوطن غاية والحزب وسيلة وهي تخدم الحزب والوطن وأنا كعضو مركزية في الحزب مسؤول عنها امام أول مؤتمر . والآن لدي من الشجاعة ما يكفي لأقول انني أخطأت بحق نفسي والحزب, ومع أنني لازلت أصرعلى أن موقفي السياسي كان صائبا آنذاك . وجه الخطأ كمن في تقديم الموقف لسلطة لا يهمها الوطن كما توهمت ورموزها كانوا وما زالوا كما قلت عنهم في ردي على الدكتور مهدي دخل الله في نشرة - كلنا شركاء - تحت عنوان – الضغط من أسفل عندما ينعدم التجاوب من أعلى . قلت فيه : المسؤولين الأمنيين والسياسيين في سوريا يحكمهم الصلف والغرور والعنجهية . لكن خطأ الطرف الآخر بحق الحزب كان أمر وأدهى على ما أعتقد .
واليوم وبعد أن وصلت نشرة الآن الناطقة باسم الحزب الى العدد الثامن عشر اتصل بي الرفاق طالبين مني تحديد موقفي من الحزب وها أنذا أجيبهم كتابة .
لي ملاحظات ليست قليلة على النشاط الجديد للحزب في الشكل والمحتوى و في النظرية والممارسة وهذا غيض من فيض .
1- إن الآلية التي تم بها نفخ الروح في الحزب غير مفهومة لدي . نحن في عصر العلنية والشفافية , والعمل السري كما في السابق لم يعد مقبولا والأ فضل للحزب اعلان أسماء المبادرين وتحملهم المسؤولية وكتابة مقالات نشرة الحزب بالأسماء الصريحة .
2- يبدو الحزب للمراقب الحيادي وكان الحلقة المركزية لدى الرفاق هي المسألة الوطنية . والديمقراطية يجب ان تكون على قاعدتها . كيف يمكن ان نقرأ ما جاء في الصفحة الأخيرة من العدد السابع عشر؟ ( والثانية تتعلق بمواجهة المخططات الأمريكية الصهيونية , بالمراقبة , التنبه و جمع القوى , الاستعداد برفع روح المقاومة وتهيئة المجتمع والقوى الوطنية لاحتمال انقلاب التناقضات من الميدان الديمقراطي الى الميدان الوطني ....الخ )
3- لا أدري من أعطى الرفاق الحق برفع الشعارات التي تتصدر نشرتهم والنضال تحت رايتها كما كان الحال أيام الحرب الباردة وكأن لا جديد تحت الشمس .
4- يقول الرفاق أن عملهم ينحصر في التحضير لمؤتمر . لو صح ذلك كان من المفروض التركيز على تاريخ الحزب وموضوعات المؤتمر القادمة وأنهم تيار داخل الحزب بادروا من أجل ذلك , ولكن ماهو باد للعيان كما تقول الهمهمات وهمسات القوى الأخرى – حزب العمل الشيوعي لصاحبه فاتح جاموس – وهّم الحزب الجديد هو التوقيع على بيانات مع القوى الأخرى .
من جهتي أقول وبكل مرارة أن عمل الرفاق حتى الآن يظهرهم كأنهم أقرب الى المدرسة البكداشية بكثير من الحزب وظاهرته وتاريخه .
أما موقفي النهائي فأنا كنت قد عاهدت نفسي أن لا أتجه نحو قوة سياسية اخرى تنظيميا قبل مؤتمر للحزب وأنا على استعداد للدفع بهذا الاتجاه وإذا تمكن المؤتمرون من الاتفاق على نقطتين فسيكون من حقهم حفظ تاريخ الحزب والانطلاق به من جديد وسأكون معهم , وإذا أخذ المؤتمر وجهة اخرى فلكل حادث حديث بالنسبة لي , والنقطتان هما .
- موقف سياسي موحد جوهره . إن الديمقراطية قيمة انسانية كبرى وهي تحصن الداخل بوجه الخارج والمطلوب على هذه الأرضية في سوريا انتقال هادئ وسلمي وتدريجي نحو دولة القانون والمؤسسات . دولة يتم فيها تداول سلمي للسلطة .
- شكل تنظيمي جديد مختلف عن الأسس اللينينية ومركزيتها الديمقراطية
أما الخلافات الأيديولوجية فهي مشروعة والسجال حولها يغني الظاهرة ولا يضعفها .

خاتمة :
أنا مقتنع تماما أن القوى اليسارية السوريه كلها بنت الديمقراطية الشعبية من كان منها في المعارضة او الموالاة وليس حزب البعث وحده و جميعنا تربينا في مدرسة ما العمل وليس من السهل التحول نحو بنية ديمقراطية جديدة , وأعرف أيضا أن أي حراك اجتماعي وسياسي مستقبلي في سوريا قد يفرز احزابا وقوى جديدة تتجاوز القوى القديمة ومع ذلك عمل كعملنا مفيد جدا لهذا الحراك
إن ظاهرة الحزب حوت الكثير من الكوادر بعضهم أقرب الى الشياطين مثل هيثم عودت – مناع - صاحب كراس- رابطة العمل الشيوعي في سطور- ورغبته في الشهرة الذي حققها على ما أعتقد, الى نهاد نحاس, الذي لا يحمل شيئا من مواهب هيثم ولم يكن سلوكه يوما لا داخل السجن ولا خارجه يشي بأنه شيوعي, الى الملائكة أمثال باسل حوراني وحليم رومية الذين أمضوا ما يزيد عن عشرين عاما خلف القضبان على فترتين غير سنوات المطاردة وكانوا وما زالوا جنودا مجهولين يكرسون سلوكا شيوعيا أينما حلوا, وبينهم تتدرج البقية مثل قوس قزح . إن كوادر حزب العمل سيكون لها دور في هذا الحراك ولذلك أدعو كلا منهم وخاصة القدامى .
( الذين امضوا اكثر من ربع قرن بين مطاردة واعتقال وما يزالون محاصرين ومجردين مدنيا ومضيق عليهم ) لتقديم تجربتهم داخل الحزب برؤيا نقدية ووجهة نظرهم في تلك الظاهرة الأكثر جدية في تاريخ سوريا الحديث وبمحاولة النهوض بها وبمآلها النهائي .

وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض

كامل عباس – أبو فريد
اللاذقية – تموز 2004



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث في إشكالية العلاقة بين الحركة السياسية والحركة العفوية
- حياة الدكتور عارف دليلة تواجه خطرا حقيقيا
- ليس من اختصاص الرئيس البشار العفو عن جرائم واقعة على امن الد ...
- الاسلام والبلشفية مصدران للاصولية في العراق الجريح
- ترخيص بحمل السلاح مرتين
- سأضرب في هذا المقال عصفورين بحجر واحد
- هل هذا المال حلال أم حرام ؟
- مهيار وحيدا على قارعة الطريق - قصة قصيرة مهداة الى الصديق أك ...
- متى نتحول نحن السوريين من رعايا إلى مواطنين ؟
- من الذي أتى بالدب الأمريكي إلى كرم العراق ؟؟ ومن الذي يقوده ...
- الهم بارك وزد في شهادات البعثيين السوريين القدامى
- دفاعا عن المعارضة السورية
- لمن يجب أن يوجه الاتهام ؟!م
- السياسة والأفيون
- تعميق المدرسة البكداشية في سوريا على طريقة تعميق مارتوف ل بل ...
- مدرسة الواقعية الاشتراكية وتجليها في - داغستان بلدي -
- القيادة الفلسطينية لا ترقى الى مستوى نضالات شعبها
- عن أي تحديث وتطوير يتكلمون ؟؟!!
- لماذا تحول العقل البشري من نعمة للإنسان الى نقمة عليه ؟؟!!
- رابطة العمل الشيوعي في سوريا - عرض – تحليل - نقد


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - كامل عباس - انطلاقة حزب العمل الجديدة في سوريا والموقف الصحيح حيالها