ماجد لفته العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 11:11
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كتب الرفيق الخالد فهد قبل 58عاما عددة مقالات قيمة تناولت برنامج الشيوعين العراقين في مرحلة التحرر الوطني ,والتي سطرها تحت عنوان(مستلزمات كفاحنا الوطني)في ظل الاستعمار الحديث,وقد نشر تلك الموضوعات في جريدة العصبة في السادس عشر من حزيران عام 1946 وقد حاول من خلاك تلك المقالات تحليل طبيعة مرحلة التحرر الوطني وسماتها وتحديد طبيعة الاستعمار الحديث واهدافه وواجبات حزب الطبقة العاملة وا شكال كفاحه وسبل نضاله الوطني , واستطاع ايضا عبر سلسلة هذه المقالات الخروج بجملة من التحليلات والاستنتاجات السياسية والفكريةالتي لازالت تمتلك حيوتها وقيمتها في الوقت الراهن ,ويتطلب من الشيوعين العراقين وضعها نصب اعينهم عند تحليل الوضع السياسي الراهن ,وفي تحديد طبيعة المرحلة الراهنه والقوى الطبيقة المحركة وطبيعةالاصطفافات الطبيقية وامكانية التحالفات السياسية في ظل مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي التي يتم خوض النضال فيها على جبهتين اساسيتن , الجبهة الاولى الامبريالية الامريكية وحلفائها والقوى الممثله بالبرجوازية الطفيلية وحلفائها من يجدون في الاحتلال وشركاته المتعددة الجنسيات حليف طبيعي لهم , وفي الجانب الاخر القوى الظلامية والارهابية وبقايا النظام السابق التي تقف بوجه التطور السياسي الديمقراطي المستقل لبلادنا , ان التصدي لهذه المهام لايمكن ان يتم من دون تحديد الطبيعية الفكرية والطبيقية للحزب الشيوعي العراقي التي تلعب دور اساس في تحديد مواقفه وسياسيته وعلى ضوئها يمكن ان يتم تحديد البرنامج السياسي في ظل الاحتلال , وتوضيح الفوارق بين التواجد العسكري والاحتلال العسكري وشتنان بين الاثنين من الناحية القانونية والسياسية والعسكرية ,وعبر ذلك يتم تحديد ملامح البرنامج الاقتصادي والسياسي للمرحلة التحرر الوطني في ظل التطور الراسمالي الطفيلي المشوه لبلادنا, يؤكد الرفيق فهد في مقالته الكفاح السياسي على اهمية تحديد سلم الاولويات التي من دونه يفقد الحزب الشيوعي بوصلة النضال ويقع في مواقف متذبذبه لايجمعها جامع , بين مواقف البرجوازية الصغيرة المتردده ومواقف الطبقة العاملة وحلفائها الواضحة والثابته, اذا يحاول التاكيد علي اهميةالتنظيم (يتطلب تنظيم للقوى والاحزاب الوطنية المناضلة ضد الاستعمار)ويضع على عاتق الطبقات والفئات الاجتماعية عبر طلائعها السياسية ,مهمة النضال والكفاح ضد الاستعمار والتحرر والانفلات من انيابه السياسية ومخالبه الاقتصادية, وهو مدرك تماما طبيعة هذا الاستعمار الذي يصفه(فالاستعمار الذى تجابه الشعوب المكافحة في سبيل انعتاقها عدو جبار وعنيد يمثل الراسمالية العالمية المتشابكة مصالحها ومؤسساتها المالية , عدو مسلح من اسفله الى قمته ,عدو لاتفيد معه اساليب النضال القديمة ولايفيد معه الصراخ والعويل والمطالبة بالحق)(1)وعبر استيعابه الدقيق لنضال شعبنا منذ ثورة العشرين المجيدة وماثره النضالية ضد الاستعمار والرجعية والاقطاع , ايقن ان التحليل السليم لمجريات الاحداث وتقيم الظواهر والاشياء لايمكن قرائته من دون(نظرية وطنية علمية واضحة,نظرية لاتنفصل عنها اشكال التنظيم واساليب العمل,نظرية واضحة لاتعطي للمهرجين والمترددين لخرقها وتلطيفها .بالشكل الذي يتفق ونزعاتهم ,نظرية تعتمدالجماهير الشعبية في الكفاح وتلائم المرحلة التي يتمخض عنها المجتمع)0(2).لقد كان الرفيق فهد يخشى على الحزب والحركة الوطنية من المتحذلقين السياسين ,اشباه المثقفين الذين يلقون بكامل ثقل ترددهم وتذبذهم السياسي على كاهل الحزب الحركة الوطنية و يربط كل ذلك في تصدر النضال قيادة سياسية اهل لثقة الجماهير الشعبيةمؤكد على (ان النضال ضد عدو جبار عنيد منظم ومسلح يتطلب قيادة حكيمة وجريئة لاتتردد ولاتضيع الفرص ,,قيادة لاتؤثر فيها المصالح الطبقيةوالشخصية,,قيادة لاتسير خلف الحركة ولافي وسطها بل تاخذ مكانها الامامي .قيادة تتصف بالحكمة والصلابة والاقدام لكي تستطيطيع ان تكسب ثقة جماهير شعبنا فتقوده الى النضال)(3)ولم يستهن الرفيق بأي شكل من أشكال النضال والكفاح الوطني واشار الى ان استخدام شكل الكفاح السياسي بشكل الاضراب السياسي والاحتجاجات الجماهرية والمضاهرات السلمية والانتفاض الشعبي -لايتعارض البته حين تستخدم هذه الاشكال مجتمعة اومنفردة فانها تكمل بعضها البعض في معترك النضال والكفاح السياسي ,وفي الظروف الراهنة تطرح العديد من التساؤلات المشروعة ,حول امكانية وكيفية استخدام اليسار الديمقراطي لهذه السبل للخوض النضال ضد الاحتلال والارهاب والعنف في وقت واحد.وقيادة الجماهير الشعبية للدفاع عن مصالحها وحماية ثروتها الاجتماعية وتشديد نضالتها لحل مشاكلها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية (البطالة,تدني الخدمات الضرورية ,وعدم الاستقرار الامني ,وانتشار الجريمة المنظمة,وازمة السكن والمواصلات ,وقضايا التعليم والصحة والاسعار والمحروقات والغذاء ...وغيرهما)من دون ان توضح معالم برنامجه السياسي الاقتصادي للمرحلة الاحتلال الامريكي _البريطاني الامبريالي الوحشي المعولم ,الذي حدده الرفيق فهد قبل 58عاما وشدد عليه بالقول(الكفاح السياسي يجب ان يخضع للخطة السياسية الوطنية العامة_لمرحلة التحرر الوطني _كأن يعين العدو الرئيسي(الاستعمار طبعا )الذي يجب ان توجه القوى الرئيسية ضده وان يعين حلفاء الاستعمار الطبيعين منهم والعملاء المعروفين ,,الرتل الخامس,,والذين يعتمدون للمحافظة على كيانهم على الاستعمار ,وان يحاربوا ويبعد تأثيرهم عن الجماهير)(4 ان الدراسة التاريخية رغم مرور زمن غير قليل عليها ,الاانها لازالت تحتفظ في الكثير من مضامينها كما اسلفنا بفعل تناولها للواقع بشكل موضوعي والتعرف على امكاناته عن قرب ,لمايتمتع به الرفيق فهد من حنكة سياسية ووعي طبقي جذري تمكن من خلالهما تعليل خطابه السياسي الفكري للنضال التحرري الوطني وجدلية علاقته في الكفاح المتواصل ضد الاستعمارالحديث في ذلك الوقت, والذي نطلق عليه وقتنا الراهن الاحتلال الامبريالي الوحشي المعولم.ان الخطاب السياسي الراهن للشيوعين واليسار الديمقراطي العراقي يواجه تحديات جدية في ظل تعقد الوحة السياسية وتشابكها في ظل استحقاقات سياسية انتخابية برلمانية لايقرئها الناخب العراقي من خلال البرامج الانتخابية الصماء , بل من خلال الفعل والعمل النضالي اليومي وسط الجماهير الشعبية للدفاع عن مصالحها واهدافها ,وانه لم يتيقن من مايجرى ومايدور في الغرف والدهاليز السياسية المغلقة بقدر تيقنه من التحركات والاعمال الجماهرية اليومية وتصدر الشيوعين واليسارين لها دفاعا عن حرية واستقلال وسيادة وثرة الشعب,حينها يكون التصويت رغم نسبيته , تصويت على الموقف والبرنامج والممارسة السياسية اليومية وعلى الربط الدقيق بين النظرية والتطبيق , ومن دون هذا سوف ترى بأم عينها ان خطابنا لايسمن ولايغني ولايسد جوعا اويكسي عريا ,ويظهر الرفيق في ختام تناوله لموضوعة الكفاح السياسي ثقته التامة بقدرات الجماهير الشعبية (ان الشعوب لن تموت وقد نهضت اليوم تريد التحرر من العبودية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجميع الدلائل تشير الى ان الشعوب لن تتراجع أهدافها)0(5)الهوامش_ اعتمدت الهوامش على المؤلفات الكاملة للرفيق الخالد من الصفحة 215 الى الصفحة 222 _مستلزمات كفاحنا الوطني _منشورات الثقافة الجديدة _سنة1973 مطبعة الشعب بغداد
#ماجد_لفته_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟