أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زينب رشيد - لا يحدث إلا في ديار الاسلام













المزيد.....

لا يحدث إلا في ديار الاسلام


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3134 - 2010 / 9 / 24 - 07:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما يكون الله قادرا على كل شيئ وفاعلا لكل شيئ ومحركا لكل شيئ، وعندما يكون على علم بكل شيئ، بل و مسجلا لكل ما سيحدث في لوحه المحفوظ، عند ذاك يصبح الله مسؤولا عن النتائج المترتبة على قدرته وفعله وتحريكه.

هكذا تعرفنا على الله من خلال النص الديني، ماهو مختلف عليه وما هو متفق عليه، قرآنا وسنة، فالله هو خالق الكون، ومبرمج نظامه، هو مزلزل زلازله، وهو من يثير البراكين ويخمدها، ويفجر الينابيع ويجففها، ويشعل الحرائق ويطفأها، يحيي الانسان ويميته، يجعله مريضا ويداويه ان أراد.

كلما منحنا العلم فرصة لنبرئ الله مما هو متهم به، رفضناها وأصرينا على انه هو المزلزل و هو الجبار وهو المنتقم وهو المسيطر وهو المتجبر وهو القادر وهو المهيمن وهو المتكبر الخ..

نجادل بالتنظيم المبدع والدقيق لهذا الكون، ودائما ما نتفاخر بقدرة "ربنا" اللامتناهية في ابداع أدق التفاصيل التي من شأنها توفير شروط الحياة لعباده، وترانا نصمت صمت القبور اذا ما تزلزلت الأرض تحت أقدامنا، أو جرفت الفيضانات بيوتنا، أو التهمت النيران أجسادنا، أو داهمنا طارئ طبيعي من أي نوع.

أكثر ما نجيده هو الهرب في كل الاتجاهات عدا اتجاه الحقيقة، وحتى نطمئن أنفسنا، نؤكد أن الله يفعل كل ذلك ولا أحد سواه، وهو ان يفعله فله غاية في ذلك وحكمة، فاذا زلزل الأرض أو فجر الفيضانات في افغانستان وباكستان وتركيا وايران انما هو يختبر عباده المؤمنين وقدرتهم على الصبر والتحمل، وان فعل مثلها في هاييتي أو في الولايات المتحدة الامريكية انما يعاقب الضالون الكافرون.

حين نصر على أن الله يفعل كل ذلك، يصبح الله متهما ولو نظريا عن كل المآسي والويلات والمصائب التي تأتي على البشر والشجر والحجر، التي تُحدثها ما يسميه المؤمنون أفعاله، وما يسميه العقل كوارث طبيعية، يجب التعامل معها، والعمل قدر المستطاع من أجل التقليل من ضحاياها وأضرارها.

اصرارنا على القول ان الله يفعل كل ذلك لا ينبع من ايمان بهذا الاله بقدر ماهو محاولة كي يخلي المؤمنين ومن يتلطى بغطاء الدين أيضا مسؤوليتهم عن التقصير في العمل من أجل درء خطر الكوارث الطبيعية وما تخلفه من ضحايا.

لا يحدث إلا في بلد اسلامي، أن يُكمل الرئيس جولة زيارات دولية بصحبة أولاده في ذات الوقت الذي يتعرض بلده وشعبه لأسوأ الكوارث، وهو الرئيس القادر شخصيا على التخفيف كثيرا من آلام الفقراء والمشردين من شعبه بفضل الأموال الطائلة التي تمتلأ بها حساباته المصرفية في الداخل والخارج، التي جمعها من نسبة العشرة بالمائة التي يحصلها من أغلب الأعمال التجارية، حتى بات اسمه المتداول شعبيا هو "مستر تن برسنت"، ولن نسمع بعد ذلك إلا قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، فهل هناك اله يبني ليدمر ويخلق ليقتل؟؟

لا يحدث إلا على المستوى الاسلامي، أن يتبجح الناس ويتفاخر ببناء المساجد التي تكلف الملايين حول العالم، وفي مناطق نائية جدا، بحيث لا تجد هذه المساجد من يصلي فيها، في حين ان غالبية مطلقة من المسلمين تعيش حالة فقر مدقع يكون اول ضحاياها الاطفال، وكما ان من يقتل نفس بغير حق كأنما قتل الناس جميعا، فان بكاء طفل على "كسرة خبز" أو قطرة حليب لا يعادله فناء العالم حين تُهدر فيه الملايين "النظيفة الشريفة" على بناء مساجد نائية وخاوية ولا معنى لها، ولن نسمع بعد ذلك الا ربنا لا نسألك رد القضاء ولكننا نسألك اللطف فيه، كأن الله هو من ترك الطفل جائعا يبكي!

لا يحدث إلا في بلاد الاسلام، أن تستنفر الشعوب كل طاقات الغضب والسخط والتظاهر، حين يتعلق الامر بما يسمونه اهانة او ازدراءا بالمقدسات والرموز الاسلامية يقوم بها الآخر، ويصمتون تماما اذا ما تعلق الأمر بالحاجة الى اظهار جزء بسيط من ذلك الغضب في وجه من يسلبهم أدنى مقومات الكرامة الانسانية. من لا يمنح قداسة لانسانيته ويغضب لاستلابها لن يكون له أي مقدس آخر حقيقي، ومن يريد أن يغضب لاهانة رموزه ومقدساته عليه أن يتوقف فورا عن التجاوز الصارخ والفظ على مقدسات الآخر وصولا الى الدعوة العلنية المقدسة والطلب من الله أن يميته ويشرده وييتم أطفاله ويسهل لرجال المسلمين سبي نسائه، بعد ذلك لا نسمع إلا ان الدين عند الله الاسلام ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وكان في الآخرة من الخاسرين. اذا أين كان الله حين انتحل البعض هويته ونادى بأديان الأخرى!!

لا يحدث إلا في قوانين المسلمين وفتاويهم، أن لائحة ماهو ممنوع أكبر بما لا يقاس بما هو مسموح، وأن أغلب تلك الممنوعات تشمل المرأة، والغريب أن كثير من الحلال والحرام على السواء مخالف لأبسط قواعد حقوق الانسان، فالطبيعي هو تحريم ومنع زواج القاصرات في حين يحلله المسلمون ويقاومون أي مبادرة لمنعه أو الحد منه، وعوضا من أن يكون للمرأة كيانها المستقل بما يضمن حقوقها وحريتها في التصرف بما تملك وحريتها في التنقل وغير ذلك، نرى ان أكثر من ثلاثة ارباع الفتاوي لا هم لها إلا زيادة قائمة الممنوعات على المرأة بما يحرمها تماما من حريتها ويلغي كيانها بحيث تكون تابعة للرجل وقاصرا تحتاج لوصايته. يبدو اننا نحتاج لعكس الصورة تماما بحيث يصبح الحلال حراما والحرام حلالا زلالا، ثم لماذا خلق الله المرأة ناقصة عقل ودين؟ وهل ان الانسان الذي خلقه في أحسن تقويم ينطبق على الانسان الذكر فقط؟

لم يكن للنص الديني عبر التاريخ من وظيفة إلا التغطية على فشل المؤمنين وكسلهم وجرائمهم بحق بعضهم البعض وبحق الاخر، وقد أبدع أجدادنا وسار أبائنا على ذات الطريق في الاستفادة من نص يحوي بين ثناياه كل ما يحتاجونه لخدمة أغراضهم وكلها سلبية، طالت القريب قبل أن تطول الغريب، وان محاولات تصحيح المسار ستبقى فاشلة ما دام هناك نص يمكن استخدامه كيفما يشاء البعض للتهرب من مسؤلياتهم حينا، وفرض وصايتهم حينا آخر.

فئة محدودة جدا تنحصر في الحاكم ورجل الدين هي التي تستفيد من النص فيما غالبية المسلمين هم ضحايا لتلك النصوص قبل أن يكونوا ضحايا لمن يستخدمها لمصلحته، سواء كان حاكما أم رجل دين، وان الفكرة التي يصر البعض على ترويجها بأن النص جيد وصالح لكل زمان ومكان وان الخلل يكمن فقط في المسلمين، هي فكرة لا غرض منها سوى الحفاظ على الوضع القائم الى ما لا نهاية. المسلمين جميعهم، بمن فيهم من يسرق ويقتل ويفجر نفسه ويتهرب من مسؤوليته، هم ضحايا النص وليس العكس، ويبقى السؤال الى متى؟؟

الى اللقاء



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم أنا فلسطينية
- كاميليا زاخر..حتى لا يكون مصيرها كمصير وفاء قسطنطين
- مسجد قرطبة النيويوركي..مسجد ضرار
- تنويعات على هامش الاسلام وتخلف المسلمين
- سوريا..الطغيان ما زال في صباه
- اسرائيل ونحن...بلا تشابيه
- هل أٌغتيل نصر حامد ابو زيد؟
- لسنا ملك يمينكم ولا يساركم
- عن سوريا وحاجتها الملحَة لأساطيل الحرية
- أردوغان..لعله يكون آخر الأنبياء
- حماس..نكبة النكبات
- لتكن القدس كما مكة قبل الاسلام
- أَيُّهُمَا العصر الجاهلي؟
- ماذا يعلمونهم في المساجد؟
- الى متى تبقى المملكة أسيرة للمافيا المقدسة؟؟
- في اسلام أسامة بن لادن
- عبدالله بن سبأ
- هل تستحق القدس كل هذه الدماء؟؟
- ببساطة..قبر راحيل أثر يهودي وليس إسلامي
- مرارة السيد الرئيس!!


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زينب رشيد - لا يحدث إلا في ديار الاسلام