أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زينب رشيد - أردوغان..لعله يكون آخر الأنبياء














المزيد.....

أردوغان..لعله يكون آخر الأنبياء


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 08:14
المحور: القضية الفلسطينية
    



لم يبق أحد إلا وتاجر وناور وغامر بشعب فلسطين وقضية فلسطين وتراب فلسطين ودماء فلسطين و "مقدسات فلسطين" بدءا بالفلسطيني ذاته - أعني قياداته - مرورا بكل العرب وجيران العرب من العجم، وأخيرا هاهو السيد رجب طيب أردوغان يدخل المزاد من أوسع الأبواب ويحقق بضربة معلم وبزمن قياسي ما عجز التجار الأخرين من تحقيق ربع ربعه في سنوات.

ربما سيكون الفلسطيني، العادي والقيادي، أقوى بكثير مما هو عليه الأن في مواجهة تدخلات الآخرين القميئة والدنيئة والرخيصة في أدقَ شؤونه وأكثرها خصوصية، لو لم يكن له السبق في التدخل بشؤون الآخرين في الأردن ولبنان والعراق والكويت وغيرها من البلدان، وهذا موضوع طويل لكنه لا يتطلب إلا نزرا بسيطا من المصارحة والمكاشفة مع الذات يتمخض عنهما علاقة جديدة مع أطراف كثيرة يدين الفلسطيني لها باعتذارات تاريخية واضحة عما بدر منه من تجاوزات وصلت الى مستوى الجريمة في بعض الحالات خلال حقبة الثورة.

تاجر بنا القومي العروبي الشوفيني، وتاجر بنا الماركسي اللينيني الشمولي، وها نحن الأن سلعة تتقاذفها أيدي التجار الاسلاميين الكارهين للحياة والآخر وكل شيء.

وقبل هؤلاء جميعا تاجر قادتنا بنا، فبعضهم باعنا لأجل رمزية جُبلت بدماء كثيرة ماكان يجب أن ينزف عُشرها للوصول الى أكثر مما وصل اليه "الرمز" الراحل، والبعض الآخر باعنا في بازرات المعسكر الاشتراكي، وهاهم رجال الدين يعرضون بضاعتهم - دمائنا - تارة على مجنون ايراني وتارة أخرى على مراهق سوري.

النظام الايراني يقايض بنا للحصول على زمن كاف لبلوغ جنونه النووي، والنظام السوري يريد من وراء الامساك بنصف الورقة الفلسطينية الحفاظ على حالة اللاحرب واللاسلم التي أمنت له سيطرة على رقاب الشعب السوري ستدخل عقدها الخامس قريبا، و لا بأس لديه من خوض الحروب بدماء الأخرين حتى أخر عراقي في العراق، وآخر لبناني في لبنان، وآخر فلسطيني في فلسطين.

وأخيرا أردوغان يريد أن يواجه عسكره وجهازه القضائي بشعبية كاسحة حصل عليها بدماء تسعة أتراك وبعلم فلسطين، آملا أن يمرر تعديلاته الدستورية التي تحد من فعالية جهازي القضاء والعسكر بسلاسة، وهو لا يحتاج من "اسطول الحرية" أكثر من ذلك، في الوقت الذي نشرت فيه صحيفة "حريات" وهي كبرى الصحف التركية، ما يستشف منه دليل براءة لاسرائيل مما حدث، وهو عبارة عن صور لجنود اسرائيليين مضرجين بالدماء على سفينة "مرمرة" يتلقون اللكمات والاهانات من قبل "رواد السلام" حتى ان هؤلاء الرواد قاموا بخلع بنطال أحد الجنود. هذه الصور لم ينشرها الجانب الاسرائيلي على أهميتها في تبرئته خوفا من فضيحة تطال وحدته البحرية الخاصة التي بدت هشة الى أبعد الحدود في القتال الفردي القريب، وهو سبب يضاف الى مليون سبب آخر للاطاحة بالحكومة الاسرائيلية.

ناشر الصور التركي ضرب عصفورين بحجر واحد، فهذه الصور بالنسبة للجان التحقيق القانونية هي دليل براءة اسرائيلية كاملة، ستكون حجة بيد اردوغان ان لا يذهب أبعد مما ذهب اليه في انتقاد اسرائيل بعد أن حصل على أكثر بكثير مما كان يحلم بتحقيقه من وراء التصعيد الكلامي مع اسرائيل، أما بالنسبة للغوغائيين والمغيبين وما أكثرهم على امتداد عالمنا العربي والاسلامي فهي معركة انتصر فيها التركي المسلم على الاسرائيلي اليهودي بغض النظر عن النتيجة العملية النهائية وهي قتل تسعة من "المتضامنين" وجر الباقي مع سفينتهم الى ميناء اسرائيلي.

لو وصلت كل سفن "الحرية" المزعومة الى غزة فانها لن تُغير شيئا بواقع شعب غزة المحاصر من الداخل، أكثر بكثير مما هو محاصر من الخارج، فأهلنا في غزة يحتاجون الى الحرية من تسلط أبناء جلدتهم "الحمساويين" بعد أن حصلوا على حريتهم عمليا من الاحتلال الاسرائيلي بانسحاب اسرائيل الكامل من قطاع غزة، وسفن "الحرية" كانت النتيجة من وراءها وللاسف الشديد هو مزيد من تقوية حركة "حماس" واحكام قبضتها على القطاع وأبناءه واطالة أمد هذه السيطرة الى أجل غير معروف. لقد ربحت "حماس" ومعها اردوغان، وخسر الجميع وعلى رأسهم وفي مقدمتهم شعب غزة.

صفق شعبنا كثيرا وطبل وزمر أكثر، ورفع بعض الشخصيات الى مستوى الرسل والأنبياء، ولن نتفاجأ اذا ما بدأ يشاهد أبناء العالم العربي والاسلامي ومعهم أبناء شعبنا صور أردوغان في القمر، فقد شاهد هؤلاء من قبل صور صدام حسين وأسامة بن لادن وجمال عبد الناصر وأحمدي نجاد وحسن نصر الله وهوغو تشافيز.

ما يميز اردوغان عن هؤلاء الديكتاتوريين والثيوقراطيين، انه اضافة لكونه يعمل لمجده الشخصي والحزبي، فانه يعمل قبل ذلك للمصلحة التركية العليا، ومجد الزعيم هو مجدٌ للوطن في دولة المؤسسات والدستور، ومع كل صورة ترفع لاردوغان ومع كل هتاف باسمه يتمدد نفوذ تركيا الاقليمي والدولي، بحيث تصبح أكثر قوة مماهي عليه من قوة، وأكثر احتراما بين الأمم مما هي محترمة أصلا، بينما نظل نحن نجتر الهتافات ذاتها والشعارات ذاتها مع تبديل الأسماء فقط..جاعلين من هذا رسولا وذاك مخلصا والثالث منقذا والرابع نبيا، في ظل استمرار ثبات حالنا على ماهي عليه من ضياع وتشرذم وانقسام وتخلف وضياع حقوق.

لن تتغير هذه المعادلة إلا باعتمادنا على قوانا الذاتية وهي كبيرة جدا اذا ما تم تنظيمها واستغلالها على أحسن وجه، والتعامل بمنطق عقلي وليس عاطفي مع مجريات الأحداث الخاصة بقضيتنا، والتوقف عن التصفيق لكل من يدغدغ عواطفنا والهتاف باسمه ورفعه الى مستوى الانبياء وأول هؤلاء التركي رجب طيب أردوغان.



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس..نكبة النكبات
- لتكن القدس كما مكة قبل الاسلام
- أَيُّهُمَا العصر الجاهلي؟
- ماذا يعلمونهم في المساجد؟
- الى متى تبقى المملكة أسيرة للمافيا المقدسة؟؟
- في اسلام أسامة بن لادن
- عبدالله بن سبأ
- هل تستحق القدس كل هذه الدماء؟؟
- ببساطة..قبر راحيل أثر يهودي وليس إسلامي
- مرارة السيد الرئيس!!
- ارفع رأسك عاليا يا ابن العراق الجديد
- خطر التزمت الديني على أطفالنا
- الفلسطينيون والاعلام الاسرائيلي و-طناجر- جحا
- المبحوح...مجرم قُتل بأيدي مجرمين


المزيد.....




- تعليق لزعيم -جيش محمد- المستهدف بالضربة الهندية في باكستان
- كامالا هاريس تظهر لأول مرة بشكل مفاجئ في حفل -ميت غالا-
- على الخريطة.. نظرة على المواقع التي اختارت الهند ضربها في با ...
- غارة جوية إسرائيلية تخلف حفرة كبيرة وعشرات القتلى والجرحى في ...
- 410 أسرى يعودون إلى ديارهم في صفقة تبادل جديدة بين موسكو وكي ...
- الحوثيون يتوعدون برد -مزلزل- على إسرائيل رغم حديث عن اتفاق ل ...
- نجم من أصول جزائرية على طاولة بوروسيا دورتموند
- بعد انقطاع 4 سنوات.. وصول أول طائرة إماراتية إلى مطار بيروت ...
- صحة غزة: حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع بلغت 52653 ...
- سفير موسكو في القاهرة : مصر وروسيا حاربتا النازية معا.. ونؤم ...


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زينب رشيد - أردوغان..لعله يكون آخر الأنبياء