أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زينب رشيد - في اسلام أسامة بن لادن














المزيد.....

في اسلام أسامة بن لادن


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2966 - 2010 / 4 / 5 - 12:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اذا اردنا التحدث عن "الشيخ" أسامة بن لادن، فلن نجد صعوبة تذكر في توصيف الرجل ومعتقده وأفعاله التي جعلت منه المطلوب رقم واحد في العالم، وأقول الشيخ أسامة لأنه فعلا كذلك، ومن الثابت شرعا انه يستحق هذه الدرجة الدينية أكثر من مئات الآلاف غيره يحملونها اسما ولا يفعلون ما يترتب على حامل هذه الدرجة أن يفعله.
أسامة بن لادن رجل صادق وصريح والأهم من هذا انه بوجه واحد وليس بعدة أوجه، قد يستعمل أحدها مع المسلمين والثاني مع غير المسلمين والثالث مع المتعلمين والنخبة والرابع مع عوام الناس الخ.
هو ليس قرآني يأت لنا بخليط علماني ليبرالي بمفردات اسلامية ليقول لنا هذه هي حقيقة الاسلام، والاسلام من تلك الخلطة وأصحابها براء، وهو ليس مدُعي وسطية ليقع في مطب الحقيقة الساطعة التي تقول أن لا وسطية في ما هو مقدس. هو سلفي بالفعل لا يتوانى حسب شروط القدرة المتوفرة على القيام بما قام به السلف وأكثر.
هو لا يفسر النصوص المقدسة بمزاجه، وليس له منهج خاص وفريد للتفسير، ولا يحاول ليً عنق النصوص ليقولبها بما يخدم أجندة خاصة، ولا ينكر سنة ولا قياس ولا اجماع ولا أي من الأمور التي كانت على مر العصور ومازالت محل اجماع غالبية ان لم يكن كل المسلمين. طبعا مع اعتباره للقرآن أول وأهم مصادر التشريع.
كل ما فعله ومازال يهدد بفعله بن لادن فعله المسلمون منذ بداية الدعوة، وهو ليس إلا شخص مؤمن أصر على أن يقتدي بالرسول وصحابته وقبل هذا فهو يريد ارضاء ربه عبر العمل على تنفيذ ما هو مطلوب منه شرعا حسب نصوص صريحة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.
لهذا لم يتجرأ رجل دين "ذو وزن" حتى اللحظة أن يُكفر بن لادن ويخرجه من ملة المسلمين، فابن لادن أكثر اسلاما من الناحية الشرعية من أولئك الدعاة والشيوخ الذين يتمتعون برغد العيش في قصور مشيدة مكتفين بالجهود الدعويًة الكلامية، وشتان بين "المرابط على الثغور" و"القابض على الجمر" مثل بن لادن وبين المرابطين على تخوم الفضائيات ومنابر المساجد.
عندما اتهم بن لادن قيادة "حماس" بانها باعت دينها بدنياها وبادلت ايمانها بكراسي الحكم، وهو اتهام يصل الى حد تكفيرهم واخراجهم من الملة، لم تستطع "حماس" ومن يناصرها فقهيا من رجال الدين أن يردوا ولو بما هو دون مستوى اتهام بن لادن لقيادة "حماس". اذا بن لادن هو من يملك سلطة التكفير والآخرون ما عليهم ان كانوا ملتزمون شرعا إلا السمع والطاعة.
لو أجرينا انتخابات حرة وشفافة ونزيهة في العالم الاسلامي - مع ادراكي المسبق بان الانتخابات بالنسبة لبن لادن هي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار - وكان بن لادن أحد مرشحيها لفاز بالاغلبية الساحقة بدون منازع، على افتراض ان أحدا سيخرق قوانين السقيفة - أقصد العملية الانتخابية - وينافسه، فهو الأمل الباقي بالنسبة للجمهور لاعادة العمل بجوهر الاسلام قولا وفعلا. هو الراغب عن متاع الدنيا وما أكثرها لمن يمتلك من أموال ما يملكه بن لادن. القلة القليلة التي لن يفوز بن لادن باصواتها هم فلول العلمانيين، والمارقين الملحدين، وشراذم الليبراليين، وبقايا العقلانيين والانسانيين.
الغالبية الساحقة التي أتحدث عنها، هي التي ترنو عيونهم وتهفو قلوبهم لطلته، وتشنف آذانهم لسماع ماهو جديد منه..يرون في ضحاياه ما يراه هو بانهم اما كفار أو مشركين أو في أحسن حال أهل ذمة تخلفوا عن دفع الجزية فوجب قتالهم وقتلهم، حتى وان لم يكونوا تحت "ظلال" ولاية اسلامية، كما ويرون أنفسهم بأنهم خير أمة أخرجت للناس، وأن الله أعزهم وفضلهم على العالمين بدين الاسلام الذي هو الدين عنده ومن ابتغى غيره فلن يقبل منه وكان في الآخرة من الخاسرين.
القلة القليلة التي لن تمنحه صوتها، تراه ارهابيا مجرما، تشمئز من طلته، وتهزأ من "كليباته"، وترى ضحاياه ابرياء قتلوا غيلة في ميدان الاقصاء والاستئصال الديني والفرز الدنيوي، كما ويقولون صراحة بأن من حق الانسان أن يؤمن بما يشاء - أستغفر الله - شرط أن لا يؤذي بايمانه هذا الأخرين، وان لا فضل لأحد على آخر إلا بما يقدمه للبشرية من علم وفكر ومعرفة، وان احتكار الحقيقة دليل عدم امتلاكها أصلا.
لا أعلم ان كان بن لادن الأن حيا أو ميتا، فهذا ليس مهما على الاطلاق، وماهو مهم فعلا كم واحد من هؤلاء الأغلبية الساحقة على استعداد ليكون بن لادن ثان وثالث وعاشر وألف ومليار، وماهو أكثر أهمية يكمن في معالم الطريق الذي أوصل بن لادن وأصحابه الى ما وصلوا اليه، واذا ما تفحصنا ذاك الطريق فلن نجد إلا مسجدا وقرآنا هنا، وزاوية وحديث هناك، وحكايا غزوات صدر الاسلام من بدر الى خيبر وما بينهما.



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالله بن سبأ
- هل تستحق القدس كل هذه الدماء؟؟
- ببساطة..قبر راحيل أثر يهودي وليس إسلامي
- مرارة السيد الرئيس!!
- ارفع رأسك عاليا يا ابن العراق الجديد
- خطر التزمت الديني على أطفالنا
- الفلسطينيون والاعلام الاسرائيلي و-طناجر- جحا
- المبحوح...مجرم قُتل بأيدي مجرمين


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زينب رشيد - في اسلام أسامة بن لادن