أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زينب رشيد - الفلسطينيون والاعلام الاسرائيلي و-طناجر- جحا














المزيد.....

الفلسطينيون والاعلام الاسرائيلي و-طناجر- جحا


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2931 - 2010 / 3 / 1 - 08:15
المحور: القضية الفلسطينية
    



يروى فيما يروى من نوادر جحا انه احتاج ذات يوم لإناء "طنجرة" كي يطهو طعاما فطلب حاجته من جاره الذي سارع الى اعارته واحدة من الطناجر التي يملكها ليعيدها له جحا بعد أيام مع طنجرة صغيرة مما أثار دهشة واستغراب الجار الذي سأل جحا عن سر اعادته لطنجرة صغيرة مع طنجرته التي استعارها منه. ببساطة رد جحا عليه قائلا: لقد ولدت طنجرتك في داري وبالتالي فهي من حقك فرح الجار كثيرا وأخذهما منه..بعد أيام احتاج جحا طنجرة أكبر من الاولى فأسرع الى جاره الذي أعطاه بلا تردد وكله أمل أن تلد في دار جحا كما الطنجرة الأولى، وفعلا فقد أعادها له جحا بعد أيام مع أخرى صغيرة قائلا له بأنها قد ولدتها في داره وهي تاليا من حقه..بعد أيام قدم جحا الى جاره ليطلب منه أكبر طنجرة لديه فلم يتردد أبدا الجار باعارتها له وكله يقين هذه المرة بأن جحا سيعيدها له مع عدد من الطناجر الصغيرة "مواليد جدد"، مر الاسبوع الاول ولم يظهر أثرا لجحا وكذلك الاسبوع الثاني والثالث فذهب الجار الى منزل جحا ليسأله عن طنجرته فما كان من جحا إلا ان قال لجاره ان طنجرتك قد ماتت، ضحك الجار بسخرية وقال لجحا ويحك هل هناك طنجرة تموت رد عليه جحا بهدوء نعم هناك طنجرة تموت مثلما ان هناك طنجرة تلد، أم يعني انك تصدق انها تلد ولا تريد ان تصدق انها تموت.

في كل مرة اسمع كيف يتعامل الفلسطينيون وخاصة طرفي المعادلة الحزبية الرئيسيين "فتح" و "حماس" مع الاخبار الفلسطينية التي تبث عبر الاعلام الاسرائيلي وكل وسائل الاعلام تخطر على بالي هذه النادرة من نوادر جحا، اذا ان كل من الطرفين يريد ان يصدق ما يناسب أهوائه وما يتوافق مع مصالحه وما يدين الطرف الآخر ويعريه، أما كل ما يبثه الاعلام خصوصا الاسرائيلي منه بخصوصه فانه مؤامرة محبوكة ودسائس اعداء وحرب نفسية الخ هذه المصطلحات التي يلجأ اليها عادة كل اطراف المعادلة الفلسطينية.

تجلت هذه الرؤية بشكل صارخ بعد أن بثت القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي لقاءا فضائحيا مع الضابط في جهاز المخابرات الفلسطينية فهمي شبانة تحدث فيها عن فساد العديد من رموز السلطة الوطنية الفلسطينية ومقدما للقناة تسجيل بورنوغرافي يظهر فيه رفيق الحسيني مدير ديوان الرئاسة الفلسطيني عاريا من كل ثيابه تقريبا استعدادا لخوض غمار معركة من المؤكد ان مدينة القدس وما تعنيه والتي ينحدر منها الحسيني ليست أحد ميادينها.

الجانب الفتحاوي ممثلا برموزه الاكثر فسادا سارع الى وصم ما بثته القناة العاشرة الاسرائيلية بأنه مؤامرة اسرائيلية حُبكت خيوطها بعناية، هدفها ابتزاز السلطة الفلسطينية من اجل العودة لطاولة المفاوضات بالشروط الاسرائيلية، الى جانب اهداف أخرى يرومها الاسرائيليين ومنها تشويه صورة المجتمع الفلسطيني وقيادته وانه اولا واخيرا اعلام معادي لن يبث وينشر الا ما يسيئ لشعبنا وقضيته، في ذات الوقت الذي هلل ذات الرموز وفرحوا ورحبوا وبدأوا بالترويج للاخبار التي نشرت في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية بخصوص عمالة مصعب حسن يوسف لجهاز الشاباك الاسرائيلي.

حركة "حماس" بدورها وان ذكرت على لسان رئيس الحكومة المقالة السيد اسماعيل هنية بانها لن تتعاطى مع ما ادلى به شبانة للقناة العاشرة الاسرائيلية إلا ان واقع حال قياديها واعلامها يعبر عن عكس ذلك تماما، فقد اصبحت قضية شبانة مادة ثابتة على الموقع الرئيسي للحركة على الانترنت، الى جانب عشرات المقالات التي تهاجم السلطة ورموزها وكلها تستند الى ماجاء في مقابلة شبانة من معلومات، وكذا فان الناطقين الاعلاميين باسم الحركة لم يترددوا بمناسبة وبدون مناسبة من الاستشهاد بما أورده شبانة للطعن بالسلطة، في حين ان "حماس" وكل قياديها ومحازبيها ومناصريها لا يتورعون عن اتهام الاخر بالخيانة والعمالة لمجرد ترديده خبرا صادرا عن الاعلام الاسرائيلي يتعلق بسلبيات وفضائح تمس حركة "حماس".

تعاملت "حماس" في المرحلة الاولى مع خبر "هآرتس" بخصوص عمالة مصعب حسن يوسف على انه مؤامرة وحرب نفسية واخبار عارية عن الصحة تماما الا ان جاء بيان والده من داخل السجن بأن ابنه قد سقط بالفعل ومنذ وقت طويل في شرانق الشاباك وتم التعامل معه منذ ذلك الحين على هذا الاساس، تماما مثلما حدث ابان نشر ذات الوسيلة الاعلامية لخبر تغيير مصعب لديانته فقد انكرت حركة "حماس" تلك الاخبار قبل ان تاتي مقابلات مصعب مع التلفزة الامريكية لتحسم المسألة، على نفس المنوال تعاملت حركة حماس مع الاخبار الصادرة عن الاعلام الاسرائيلي المتعلقة باغتيال محمود المبحوح في دبي، فالاعلام الاسرائيلي صادقا اذا ذكر ان الفلسطينيين الموقوفين في دبي على ذمة القضية لهم علاقة برام الله، ويعتبر هذا الاعلام جهنميا ويتم تخوين كل من يردد اقاويله اذا جاء به ان الفلسطينيين الموقوفين لهم علاقة بحركة حماس، وهو ذاته موقف حماس من تصريحات الفريق ضاحي خلفان الذي ظل قادة حماس يكيلون له المديح حتى جاء تصريحه الذي ذكر به ان القاتل الفعلي للمبحوح هو من قدم معلومات للموساد عن موعد وصول المبحوح الى دبي وهو من الدائرة الضيقة المحيطة بالمبحوح، عندها أصبح الفريق خلفان بالنسبة لقادة حماس متسرعا وغير دقيقا بتصريحاته.

كثيرة هي المواقف المتناقضة التي يطلقها الفلسطينيون تجاه ما يصدر من وسائل الاعلام الاخرى وخاصة الاعلام الاسرائيلي، واستطيع ان اسجل كما يوميا من تلك المواقف المتناقضة التي تسهم اولا وقبل كل شيئ في فقدان مصداقية­ - ان تبقى شيئا منها - من يكيل بعدة مكاييل بتعامله مع تلك الوسائل الاعلامية، فالأجدر بنا أن أن نتعامل مع كل ما يصدر عن تلك الوسائل بذات الرؤية واما ان نتجاهل كل مايصدر عن تلك الوسائل الاعلامية، مع الاخذ بعين الاعتبار ان الاعلام الاسرائيلي وكل الوسائل الاعلامية له اجندات معينة واهداف مرسومة يجب التعامل معها باعلام جاد مضاد وليس بالتهليل لما يعجبنا ورفض ما لا يعجبنا لاننا حالنا حين ذلك لن تختلف عن حال جار جحا الذي صدق ان الطناجر تلد لكنه يرفض ان يصدق ان الطناجر تموت.



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبحوح...مجرم قُتل بأيدي مجرمين


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زينب رشيد - الفلسطينيون والاعلام الاسرائيلي و-طناجر- جحا