أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زينب رشيد - عن سوريا وحاجتها الملحَة لأساطيل الحرية














المزيد.....

عن سوريا وحاجتها الملحَة لأساطيل الحرية


زينب رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3041 - 2010 / 6 / 22 - 09:18
المحور: حقوق الانسان
    


عندما يسمع البعض بمشاركة أشخاص من سوريا في عداد من شارك بما يسمى "أسطول الحرية" فان هذا البعض يعتقد ان السوريين قد تجاوزوا جميع مشاكلهم الداخلية والخارجية، ولم يبقى لديهم إلا المساهمة في التخفيف من مشاكل الآخرين وأعباءهم والمساهمة في رفع الحصار عنهم، وعندما يسمع البعض أيضا أن السفير السوري في الأردن قد رافق "المتضامنين" السوريين المفرج عنهم من قبل اسرائيل الى الحدود الأردنية السورية فمن الطبيعي أن يعتقد هذا البعض ان الدولة السورية تولي اهتماما خاصا جدا برعاياها وأمنهم وسلامتهم حيثما تواجدوا واحتاجوا الى رعايتها، أما حين يسمع البعض بأن وزيري الخارجية والاعلام السوريين كانا على اتصال دائم بالمتضامنين السوريين بعد الافراج عنهم، فان اعتقاد هذا البعض سيزول ليحل محله قناعة شبه كاملة على مدى الاحترام الذي يحظى به المواطن السوري من قبل حكومته.
أما حين يصل الموضوع الى ذروته ويستقبل الرئيس السوري المتضامنين السوريين في القصر الجمهوري ليستمع منهم الى تفاصيل معاناتهم من البطش والتعذيب الاسرائيلي خلال فترة توقيفهم بعد السيطرة الاسرائيلية على سفن الأسطول واقتيادها الى ميناء أسدود، فان الجميع هنا وليس البعض فقط، سيحسدون المواطن السوري على مستوى الرعاية والاهتمام الذي يلقاه من رأس الدولة.

أعلم ويعلم الجميع، أن تلك المعاملة من قبل الدوائر الرسمية السورية مع المشاركين السوريين في الاسطول، والموقف الاعلامي الرسمي السوري من قضية الاسطول عموما، ماهي إلا محاولة لركوب موجة المد الأردوغاني التركية، إلا انني أعتقد جازمة بان هذا النظام قد فكر بالطريقة التي ذكرتها أعلاه، راجيا من وراء اهتمامه الخاص والنوعي بالمشاركين السوريين ابعاد الأعين عن حال سوريا الداخلية وما وصلته من تدهور تام على جميع المستويات، وابعاد الآذان عن أنات وصراخ أسرى الحرية في باستيلاته بنوعيها، ماهو فوق الارض منها وماهو تحتها والأخيرة أكثر بكثير.

حال غزة وأهلها حتى لحظة سيطرة حركة "حماس" عليها، وعلى كل المستويات الاقتصادية والمعيشية والتعليمية ومستوى الحريات بانواعها هي أفضل بكثير مما هي عليه في سوريا في ظل سيطرة العائلة الأسدية وأجهزتها الأمنية القمعية، التي أعادت سوريا عشرات السنين الى الوراء، وأحالت شعبها الكريم الى واحدا من أكثر شعوب المنطقة والعالم فقرا، وخنقت الحريات و"أسرت" كل من يرفع صوته مطالبا ولو بالحد الأدنى منها، وأنا أصر هنا على اطلاق مصطلح الأسرى على كل مواطنة سورية وسوري محتجزين في زنازين النظام الأسدى نظرا لفقدان ما كان يُؤمل منها انها ستكون مرحلة مصالحة ممكنة بعد رحيل الديكتاتور الكبير وتوريث الحكم لابنه، وبالتالي فان النظام الحالي وبعد استنفاذه لجميع الفرص التي أتاحها له شعب سوريا الكريم لتحقيق مصالحة تاريخية، فانه أصبح في حال "عدائية" مع كل الشعب السوري ومن يُحتجز من السوريين في زنازينه فهو أسير لدى جهة معادية للشعب والوطن ولكل ما هو انساني وأخلاقي وجميل.

لايوجد في غزة مدارس طينية كتلك الموجودة في كثير من المحافظات السورية، ولا يوجد في غزة صفوف دراسية يزدحم فيها أكثر من ستون طالبا وطالبة، ولا يوجد في غزة حتى بعد الحصار ندرة في المواد الغذائية كما هو الحال مع كثير من المواد الغذائية التي لا تتوافر في السوق السورية الا بواسطة منافذ التهريب عبر الحدود السورية اللبنانية، وخدمات الانترنت هي أفضل في غزة بما لا يقاس بوضع الانترنت البائس في سوريا، كما لاتوجد في غزة ولا في الضفة لائحة تتألف من مئات المواقع الالكترونية المحجوبة، ووضع الماء والكهرباء لغاية سيطرة "حماس" على مقاليد الامور هو افضل بكثير مما هو في سوريا، ومستوى دخل الفرد في القطاع هو اكثر من دخل الفرد في سوريا، وعشرات الآلاف من الموظفين العاطلين عن العمل بعد انقلاب "حماس" ما زالوا يتلقون رواتبهم بانتظام عبر الصراف الألي، فمن يحتاج أكثر لأساطيل الحرية أهل القطاع أم الشعب السوري؟

حتى لحظة سيطرة "حماس" على القطاع كانت هناك مجموعة منابر اعلامية متنوعة ومختلفة حد التناقض تمارس مهام عملها بحرية مقبولة، والانتقادات التي كانت توجه للسلطة حينذاك في تقارير الاعلاميين من غزة لا تعد ولا تحصى. كان هناك فضائيات واذاعات ومجلات وصحف للفصائل المختلفة ومنها ماهو للمستقلين، في حين يحاكم السيد علي العبدالله على مقالة كتبها من داخل سجن النظام الأسدي الذي مازال فيه عقابا له على ابداء رأيه، فمن يستحق أكثر أساطيل الحرية؟ شعب سوريا الأسير أم أهل غزة الذين لم يعرفوا مستوى القمع الذي يعيشونه هذه الأيام لولا "حماس" المدعومة من النظامين السوري والايراني.

لم يمر على أهل غزة مجزرة داخل سجن كمجزرة سجن صيدنايا وقبلها مجزرة سجن تدمر ولا مجزرة بحجم مجزرة حماة، ولم يُنحر رئيس وزراء ووزير داخلية كما حصل مع محمود الزعبي وغازي كنعان، ولم تكن تسري في غزة قوانين الأحكام العرفية الاجرامية التي مازالت سارية على رقاب السوريين منذ مايزيد على أربعون عاما، فمن يستحق أساطيل حرية حتى تنبه العالم لمآساته وما يعانيه من ظلم وقمع واضطهاد؟

شعب سوريا مصمم هذه الأيام، يتقدمه نخبة من بناته وأبنائه الأحرار على الخلاص من النظام الديكتاتوري الأسدي، كي يبني وطنه ومستقبل أبنائه ويلحق بركب العالم المتقدم بعد أن أتت تلك "العصابة" على خيرات الوطن ومسخت المواطن وامتهنت كرامته، وأقل ما يحتاجه شعب سوريا الكريم هو أساطيل حرية تتجه باتجاه الساحل السوري حتى توجه أنظار العالم وتنبه ضمائره الى هول معاناتاه التي يعانيها تحت سياط القمع الأسدي. فهل من مبادر أم أن لا مصلحة ولا تجارة لأحد؟



#زينب_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان..لعله يكون آخر الأنبياء
- حماس..نكبة النكبات
- لتكن القدس كما مكة قبل الاسلام
- أَيُّهُمَا العصر الجاهلي؟
- ماذا يعلمونهم في المساجد؟
- الى متى تبقى المملكة أسيرة للمافيا المقدسة؟؟
- في اسلام أسامة بن لادن
- عبدالله بن سبأ
- هل تستحق القدس كل هذه الدماء؟؟
- ببساطة..قبر راحيل أثر يهودي وليس إسلامي
- مرارة السيد الرئيس!!
- ارفع رأسك عاليا يا ابن العراق الجديد
- خطر التزمت الديني على أطفالنا
- الفلسطينيون والاعلام الاسرائيلي و-طناجر- جحا
- المبحوح...مجرم قُتل بأيدي مجرمين


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زينب رشيد - عن سوريا وحاجتها الملحَة لأساطيل الحرية