أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن فيصل البلداوي - الفقر...تلك الحالة التي يستغلها الجميع..!















المزيد.....

الفقر...تلك الحالة التي يستغلها الجميع..!


مازن فيصل البلداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 14:42
المحور: حقوق الانسان
    


فقير،فقيرات،فقراء........مسميات تعود الى مصدر واحد هو الفقر،والمتعارف عليه في المجتمعات الأنسانية هو ان الفقر يعني وصفا دقيقا لضعف الحالة المادية التي لايقوى صاحبها على اعالة نفسه او عائلته،على الرغم من ان المصدر ذاته يستخدم لوصف حالات متعددة ومتنوعة أخرى مفادها النقص الحاصل في مادة او حالة معينة كمثل (تربة فقيرة،اي انها ضعيفة لاتقوى على مساعدة البذور على الأنبات، وثقافة فقيرة،اي انها ضعيفة عند من يحملها ولاتستطيع ان تساعده على ان يستوعب ماحوله من احداث او لايستطيع ان يفهم مايدور حوله او عدم ادراك ماوصل اليه العالم من تطور وتغيير،وحالات أخرى نستطيع ان نستخدم معها كلمة الفقر او احد مشتقاتها)،الا ان من الفقر حالة تعد اكثر عمقا وأكثر شراسة يطلق عليها الفقر المدقع، ومن هنا نستطيع ان نعرف او نفهم بأن المراد من (الفقر) هو الضعف وعدم القدرة على أتيان او عمل المطلوب.
وفي هذا الموضوع احببت ان نسلط بعض الضوء على (لماذا يستغل السياسيون بشكل خاص حالة الفقر للتعبير عن برامجهم الساسية،فيكون الفقراء على رأس قائمة الدعاية الأنتخابية منطلقين منم انهم سيضعوا حدا للفقر في مجتماعتهم فور وصولهم الى سدة الحكم والتي ستؤهلهم لوضع التشريعات والقوانين الت ستكفل معالجة هذه الحالة واعطاء الحقوق لأصحابها لأنهم جميعا متشاركون في الثروة الوطنية لهذا البلد او ذاك.
ومن الطبع فأن هذه الدعاية الأنتخابية يتفرع منها مايتصل ببرامج معالجة الفقر وباعتبارها عاملا مهما من عوامل المعالجة كبناء مصانع او بناء مستشفيات او ماشابه ذلك على اساس انها تعالج مسألة العاطلين عن العمل والذين سيتسنى لهم العمل من اجل ان يكون لهم دخل ثابت يستطيعون بموجبه سد رمقهم ورمق من يعيلونه،الا ان الأمر يطول كما نراه حاصلا بين صفحات تاريخ الأمة المحصورة بين قوس الخليج العربي وقوس المحيط الأطلسي،اذ يكتشف السياسي الذي سينجح باستخدام الفقر كمظلة لتطلعه السياسي بأن امر السلطة امر غير ماكان يتصوره،اذ ان الفقراء الموجودين حوله في منطقة سدة الحكم يختلفون عن الفقراء الذين دفعوا به كي يصل الى هذه المنطقة ناهيك عمّن صعد معه من (الحبربشية) الذين لاغنى عنهم وبمرور الوقت يصبح الفقراء في منطقة سدة الحكم هم النموذج الأقرب الذي يستطيع السياسي ان ينظر اليه ويفهم بأن الفقر قد تم علاجه لأن هؤلاء ممن كانوا بالأمس في منطقة العدم اصبحوا اليوم في منطقة الرفاه الذي حققه السياسي الذي لاير الا ماحوله.
وتمضي السنون ويبقا الفقر فقرا والفقير يصبح أكثر فقرا والسياسي الذي توكأ على الفقر يبقى فقيرا بمفهوم ان ليس هنالك معنى محدد او قيمة محددة لوصف الفقر ونفهم حينها بأن الجميع هم فقراء،من لايستطيع ان يأكل رغيف خبز ومن لايستطيع ان يكمل صحن كافيار هم فقراء....!فأين هو مرجع الفقر ومقياسه لنعرف ماذا يعني؟!
لقد عرّف البنك الدولي مفهوم الفقر بأنه ((الحالة التي يقل فيها دخل الفرد عن 600 دولار اميركي سنويا وهنالك 45 دولة تنضوي مجتمعاتها تحت هذا المفهوم معظمها دولا افريقية ومنها 15 دولة ينخفض فيها معدل دخل الفرد عن 300 دولار سنويا،وقد أضاف برنامج الأمم المتحدة للأنماء معايير أضافية لمستوى مقياس رفاهية الأنسان وحياته وهذا بطبيعته انعكس على دلائل مفهوم الفقر،لذا فقد أصبحت الدول المنضوية تحت مسمى الفقر ومفهومه حوالي 70 دولة منها دول غير منخفضة الدخل لأفرادها وبهذا اصبح 45% من الفقراء يعيشون في دول غنية،وتفيد أحصاءات الأمم المتحدة بأن هناك مايعادل بليون انسان فقير حول العالم او يعاني من الفقرمن غير الهند والتي يقل بها دخل الفرد عن 600 دولار سنويا، ومن البليون انسان نجد ان هنالك 630 مليون في فقر مدقع يقل دخلهم عن 275 دولار سنويا،ولو استطعنا توسعة دائرة الفقر بمو جب معايير التنمية البشري لو جدنا انها ستشمل 2 بليون أنسان من اصل 6 بليون انسان يعيشون حول العالم منهم بليون فرد غير قادرين على القراءة والكتابة( وهذا يعني ان هؤلاء الأفراد يعانون من الفقر العلمي+ الفقر المادي+الفقر الحضاري والثقافي) وهنالك 1.5 بليون لايحصلون على مياه شرب نقية وهنالك بليون يعانون من الجوع، وحوالي 13 مليون طفل في العالم يموتون سنويا قبل اليوم الخامس من ميلادهم بسبب سوء التغذية او ضعف الحالة الصحية للأم او الطفل بسبب الفقر!!

اراقام مخيفة ومرعبة تشير الى الحالة البشرية العامة حول العالم،وتشير الدراسات الى ان من اهم الأسباب لواقع الفقر حول العالم هو العامل السياسي،فالحكومات في عديد من الدول الفقيرة سببا مباشرا للفقر نتيجة لمركزية الأدارة ومركزية اتخاذ القرار.الى هذا وضع المختصون استراتيجية ذات ملامح متشابهة للدول التي تعاني من الفقر كي تستطيع الحد من هذه الحالة والأرتقاء بمستوى الفرد الى مصاف الرفاهية ونذكر منها باختصار:

1- القناعة والألتزام السياسي والحكومي بان التنمية البشرية هي وحدها القادرة على احداث النمو الأقتصادي مترجمة بصيغة اعادة توزيع الأٍتثمارات.
2- تطبيق اللامركزية الكامل في السلطة واتخاذ القرار من خلال مؤسسات مجتمعية تتمتع بالديموقراطية.
3-التمية المتواصلة تتحقق بايجاد تكنولوجيات محلية كثيفة العمل كفوءة باستخدام الطاقة منخفضة التكاليف ،صديقة للبيئة محافظة على الثروات.
4- تعديل اساليب ادارة الميزانيات الحكومية والأنفاق العام واعادة جدولته لأحداث التوازن بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية،اذ بيّنت الأحصاءات بأن الفرد في المدن الرئيسية يحصل على حوالي 550 دولار كقيمة انفاق للخدمات والتعليم والصحة ومياه الشرب بينما يحصل الفرد في مناطق الريف على 10 دولارات فقط.

وأقول….يجب ان يضاف منطق مكافحة الفساد الى استراتيجيات التنمية ومكافحة الفقر،اذ انه عنصر مهم جدا في ثبات نجاعة الأستراتيجيات التي يضعها المختصون لمعالجة الفقر المادي اذا ما استطعنا تسمية الفساد بأنه فقر أخلاقي لاغير،ينخر جسد المجتمع والوطن والفقر الأخلاقي هذا ليس له علاقة بالدين او الحصارة او التعليم او الثقافة، فهو حالة تربوية منفصلة ينشأ عليها الفرد مهما كان دينه او علمه معتمدا على طبيعة المجتمع ونشأته ومبادئه.
يقول ابن الحنف في الفقر:
يمشي الفقير وكل شئ ضده ********* والناس تغلق دونه ابوابها

صحيح ان من مسؤولية الحكومات في الدول الفقيرة القيام والوقوف على هذا الأمر وبشكل اساسي لحلّه في الدول الفقيرة، لكن ما بال دولا غنية يعاني مواطنها من الفقر؟؟ دول الخليج والعراق منها؟ ماهو السبب؟ وكيف يفسرون ذلك؟
الفقر احد اهم الأسباب التي تدفع الى الأنحراف الأجتماعي، الى شيوع الجريمة في المجتمع،وعلى الرغم من قوة التشريعات التي تقف بوجه الجريمة، الا ان ليس هنالك تشريعات تقف في وجه الفقر؟!
ولايستطيع احد ان يلوم انسان سوي ينحرف الى خارج جادة الصواب عندما يلسعه سوط الفقر!
وكل ماذكرناه حول الفقر قد يكون من حصة الفقر المادي بشكل اكبر....الا ان الأتعس والأنكى من الفقر المادي هو الفقر الفكري والحضاري،الفقر الذي لايستوعب الأخر ليعيش معنا في بيئة الوطن الواحد،الفقر الذي يريد الغاء الآخر، الفقر الذي يصر على اني انا الأوحد الذي افهم وغير لايفهم، الفقر الذي يستحضر كل واقع السوء كي يجعله في صورة انسان يختلف معنا بفكره وطريقة تفكيره.
هذا النوع من الفقر هو الأجدر بالمعالجة وحل أزمته والأستمكان منها لأنه بحل هذه الأزمة سيكون أسهل علينا حل لا بل ألقضاء على الفقر المادي بالوحدة الوطنية التي تنشد بناء وطنا للجميع لا بناء فكرا الغائيا لايبقي ولا يذر.

على الفقراء ان ينتبهوا جيدا لمن يسوق اليهم معسول الكلام ليشتري عطفه، أصواتهم واصابعهم الأنتخابية، لأنهم ان لم ينتبهوا فلا سبيل لرد ماسيكون ولاسبيل لتصحيح الخطأ.
تحياتي...



#مازن_فيصل_البلداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الله مختفي.......؟!ج2
- لماذا الله مختفي....؟! الجزء الأول
- الى حبيبتي الساكنة هناك!!!
- لاملحد ولا متدين....الشارع البريطاني، في حالة أيمان غامض
- حسن وسوء استخدام مفهوم التطور في موضوع النقاش حول العلم/ الد ...
- جديد العلمانية والتطور...كائنات تتطورحديثا!
- نهاية الدين.........مقال مترجم!
- أنتشار الأنسان الحديث في جنوب آسيا
- أحتباس حراري في العصر الفجري أدّى الى تقلّص حجم الثدييات
- بركان مجرّي هائل! أين نحن من هذا؟
- خبر للمهتمين بموضوع التطور...مقال مترجم
- ترجمات للعلمانيين فقط...!
- للعلمانيين فقط....!!
- سكان الفضاء المحتملون وثقافة الأتغلاق العلمي الفكري
- الأنتماء الوطني وتوحيد مفهوم الوطنية
- الأنتخابات التشريعية وأعادة تشكيل الأئتلافات
- الملف الأمني....... والتداعيات السياسية
- الذكرى الثامنة.......... وبعدها التاسعة!
- أغتصاب
- الكتابة بين المنطق والسياسة


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مازن فيصل البلداوي - الفقر...تلك الحالة التي يستغلها الجميع..!