أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي اللامي - أوراق طالب يساري_10














المزيد.....

أوراق طالب يساري_10


رامي اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 21:36
المحور: الادب والفن
    


ألاهداء....
الى الجامعة المستنصرية....

مربع كامل يحتل مساحة كبيرة وطويلة وعريضة وسط العاصمة بغداد كنت أشاهد طلبة المحافظات وهم يمرون من أمام بيتنا لدخول هذا الصرح التعليمي الكبير الذي يضم اقسام ومختبرات ونوادي وملاحق جميلة في الجامعة. خاصة عندما كانت تمتلئ بطلبة وهم يرتدون ذات اللون. لم أكن اتجول في الجامعة الا في حفلات التخرج والمناسبات كانت جميلة أيام تخريج أفواجها وكراديسها وعلى انغام الطبول والايقاعات والزغاريد العراقية الرنانة يرقص الطلبة الخريجين وانا كنت اشاهد وأصفق بيدي وكذلك كنت فرح مثلهم...
الصواريخ بدأت بالسقوط في الاول من أذار 2003 الى الاول من نسيان من نفس العام لا أعلم متى لكن كنت حينها أتغدى وسقط صاروخ من طائرة أمريكية وسط الشارع الملاصق للجامعة المستنصرية من الباب الخلفي الذعر والخوف وصراخ نساء البيت والدخان المسموم صورلنا أن الصاروخ سقط وسط البيت او حديقة ولاأنسى عندما خرجنا من البيت غير منتعلين اي شيء وخوفنا زاد عندما سقطت خزانات الوقود الصغيرة التي كنا نحنتفظ بها داخل البيت وسقط اغلبها على سجادة حمراء طعنها الزمان مرراً. الحرب أنتهت اللصوص بدأو بسرقة الاجهزة الثقلية والخفيفة وتمزيق الكتب ورميها بالشارع وكذلك سرقة كل شيء أمامهم. حارس الجامعة كان شهم عندما قاوم اللصوص وقطاع الطرق ببندقيته الخمسينية وأستمر في الاطلاق حتى نفذ العتاد وأتصور انه كان يعرف أن الرصاصات هذه لاتفعل شيء لكنه حافظ على واجبه وأمانته لأخر دقيقة مثل أي جندي نازي كان يعرف أن المعركة حسمت مع جيش ستالين على مشارف موسكو.
السرقة مستمرة ولااحد يكترث أنتابني الفضول لكي أدخل الجامعة مع غروب الشمس بعد يوم واحد من الاجتياح دخلت لقيت كل شيء ممزق من الداخل ومحترق جزيئاً السراق يتجولون ويصرخون بينهم لذهاب بين الاقسام لايجاد اي شيء خرجت حينها وخفت.الجامعة كانت خائفة مثل أمراة يطوقها رجال وكل شخص يمزق قطعة من الثياب للوصول الى الممنوع
رجعت للبيت من نفس اليوم بدأت ألسنة النيران تتشعل وكانت البداية في النادي الطلابي الكبير للجامعة خرجت أنا ووالدي وكنت حينها نائم في سطح المنزل من شدة الحر لاحظنا هذا الشيء المروع حزنا جميعاً وكل شخص فسر النيران او النار على تفكيره واحد يقول دولة عربية أغتصبنها في القرن الماضي وهي الان تنتقم وأخر يقول انها دولة اسلامية دخلنا معها بحروب على مدار النشئة الكونية وو وحتى الان لم تعرف الاسباب والفاعل لايزال مجهول ومن يدري قد هو الان أستاذ في احد اركان الجامعة! أنا كنت ساكت وارى النادي يحترق وكم عاشق وكم شاعر وكم شخص مسك يدي حبيبته تحت سقف النادي ياترى عندما علموا ماذا أصابهم؟
بعد سنة من كل شيء وأكملت دراستي المتوسطة وانتقلت الى مدرسة الاعدادية كنت كل يوم أسير لأشق الشارع الخلفي العريض لها كانت هناك حملة أعمار لابأس بها وكذلك أنشاء المستطيلات المسلحة على سورها الخارجي لصد اي عميلة أرهابية حقيرة من قبل المغرر بهم..
أشاهد الطلبة كل يوم وهم يفترشون الارض الخضراء ويضحكون برغم المأسي لكن كل شيء لم يستمر حتى الارهاب ضرب قلب الرصافة الجامعة المستنصرية ضربة عنيفة في عام 2007 حسب علمي ومزق أجساد الطلبة لكن الطلاب أستمروا في الدراسة والمثابرة لتغليب العلم والمعرفة على لغة السلاح والانفجارات...
في النهاية..
أيها الطلاب أستمروا في العيش وكتابة الشعر والقصص رغم الاتراح.
استمروا في الحب والعشق بكل صدق.
أستغلوا كل ثانية من هذه الحياة الجامعية.
لأنها لاتعوض
اما أنتِ أيتها الجامعة ستبقين جميلة رغم كل شيء
المقاعد والمدرجات و(السنتر) هي نبضكِ بلا منازع
أنتِ مرفوعة الرأس والشموخ مثل ساعتكِ المنتصبة على أرض عشتار وسومر
حزنت عندما توشحتي بالسواد من قبل الطائفين والمتطرفين وعندما لصقوا بعض الملصقات الحقيرة على جدرانكِ الطاهرة
لكن أنتصرتي في النهاية وتبرجتي بطلاب الشرفاء والطالبات الجميلات.
لا اخفي سراً كنت أتمنى ان أدرس في الجامعة لانها قريبة من عندي ومن بيتنا الذي لااعرف ماذا حل به الان لكن الظروف والاقدار أبعدتني عن الاصدقاء والاحباء والشرفاء وعن مدرستي وذكرياتي وحبيبتي.
أيتها الجامعة العملاقة التي خرجت كذا شخص
نلتقي بالقريب العاجل
أرقدي بسكينة
وداعاً

ملاحظة: سقط الصاروخ على الشارع المحاذي للجامعة من الباب الخلفي لوجود بدالة محورية تحت الشارع كانت تابعة لاحدى الاجهزة الامنية انذاك




#رامي_اللامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق طالب يساري_9
- أوراق طالب يساري_8
- أوراق طالب يساري_7
- أوراق طالب يساري_6
- أوراق طالب يساري_5
- أوراق طالب يساري_4
- أوراق طالب يساري_3
- أوراق طالب يساري_2
- أوراق طالب يساري
- قصص قصيرة جداً
- سؤال للشعب العراقي وانا واحد منهم
- بركر كنك_ ج1
- أمرأة تدعى نون_ج1


المزيد.....




- من الأرقام إلى الحكايات الإنسانية.. رواية -لا بريد إلى غزة- ...
- حين تتحول البراءة إلى كابوس.. الأطفال كمصدر للرعب النفسي في ...
- مصر.. الكشف عن آثار غارقة بأعماق البحر المتوسط
- كتاب -ما وراء الأغلفة- لإبراهيم زولي.. أطلس مصغر لروح القرن ...
- مصر.. إحالة بدرية طلبة إلى -مجلس تأديب- بقرار من نقابة المهن ...
- رسالة مفتوحة إلى الرئيس محمود عباس: الأزمة والمخرج!
- فيلم -صائدو شياطين الكيبوب- يحقق نجاحًا باهرًا.. ما سرّه؟
- موسيقى -تشيمورينغا-.. أنغام الثورة في زيمبابوي
- قائد الثورة الإسلامية يعزي برحيل الفنان محمود فرشجيان
- -عندما يثور البسطاء-: قراءة أنثروبولوجية تكسر احتكار السياسة ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي اللامي - أوراق طالب يساري_10