أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي اللامي - أوراق طالب يساري_8














المزيد.....

أوراق طالب يساري_8


رامي اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 19:52
المحور: الادب والفن
    



ألاهداء..
الى عمي الذي يرقد بجوار جدي....

كنت صغيراً حينها لم أعبر العقد الاول من عمري قال لي والدي تريد الذهاب معنا الى المقبرة لاأفهم كنت ماهي المقبرة او المدافن او اي شيء نظراً لصغري. وافقت على الذهاب انا ووالدي وجدتي امروني بأن أحمل خزان مياه متوسط وجدتي تحمل صحون كبيرة تحتوي على طعام.أنطلقنا من البيت الى المقبرة والدي يتكلم مع جدتي وأنا انظر لطريق الصحرواي على جانبه سكان مبعثرين مع قطاعات للجيش مع رعاة ونساء ومراهقات ملثمات يغرفن من الماء والمسطحات مادة بيضاء قطعت كلام والدي وسألته ماهذ ه المادة البيضاء؟قال انه ملح رجعت أنظر واني ملتصق بالنافذة الخلفية لسيارة.لانزال نشق الطريق حتى رأيت خزان ماء كبير يقف شامخاً مسند على أكثر من عمود حديدي يتوسطهم درج حديدي ايضاً.اخذت السيارة بالذهاب يمناً مسافة أقل من ربع ساعة قال والدي وصلنا المقبرة .شاهدت ناس ينزلون من السيارة صندوق خشبي طويل وشبه عريض والدي القى التحية لم أصدق حتى سألته.بابا هل تعرف احد من هؤلاء الذين يبكون وما هذا الصندوق؟
جدتي قالت أن الصندوق هذا هو نهاية أي انسان وبعدها يذهب تحت التراب والدي سلمت عليهم لانهم حاملين ميت. أبي ومن هو الميت؟ رامي بدأت تزعجني حسناً حسناً
توقفت السيارة أمام جامع قبته خضراء منارته متهالكه ومفطرة رجال يؤدون شعائر الصلاة. نزلنا فتح والدي الصندوق وحملت الخزان الصغير وجدتي الصحون أخذ والدي الصحون الممتلئة بالطعام. مشينا فترة طويلة دخلنا لمنطقة القبور والدي حذرني بأن لا أغرس قدمي بأحدى المساحات الترابية المستطيلة او المؤطرة بالاحجار البيضاء او المرمر.خضعت لأمر والدي ورحت اتمشى خلفه واتجنب السير على القبور.
وصلنا لسور حديدي أبيض صغيرة كانت الباب مفتوحة يضم قبرين دخلت جدتي وبدأت بالبكاء والنواح واللطم ولعنت الزمان وكل شخص أخذ منها أبنها الكبير وزوجها والدي قال لنقرأ الفاتحة على ارواحهم قرأنا ومسحنا وجهنا بخفه. جدتي تبكي بشدة والدي انزعج وقال(يوم صحتج اهم شي) لم تكترت هي نادني بأن أفتح خزان المياة وابدأ بالرش قليلاً لنغسل قبرعمي الشهيد بالحرب العراقية_الايرانية وبعدها نغسل قبر جدي انا مذهول وانا انظف حتى صرخت لانني شاهدت شيء غريب من الزواحف! والدي لاتخاف وقال هذا شيء عادي ونظف بجدية تامة اتى شخص يرتدي دشداشة زرقاء ويحمل قرأن وبعض الشموع سلم علينا ردينا بالمثل والدي طلب منه أن يقرأ سورة (ياسين) يقرأ واننا نستمع والفقراء بدأو باللجوء الينا وهم يطلبون بعض المال والاكل والدي أشر لي أن اخرج الصحون المحملة بالطعام من الكيس وأوزعها عليهم فردأ فردأ حتى أكملت والقارئ اكمل بعض السورة.جدتي توقفت نسبياً عن البكاء والنواح وأعطته بعض من الاوراق المالية رفع يده وقال(رحم الله من أعاد سورة الفاتحة) كررنا قرأت السورة وبعدها رحل القارئ. والدي أدلني على مكان لاملئ الخزان بالماء لنعاود غسل قبر عمي وجدي الذي رحل بسبب المرض واصابته بالشلل لانه لم يتحمل ان يكون ابنه شهيداً.وانا في الطريق أسال اي عابر سبيل او أمراة تبكي او رجل مسن لكن لااحد يعرف سوى شاب صغير وقال لي عند المسجد هناك ستجد الماء. رحت وملئت الخزان المتواضع ووصلت الى والدي وشاهدت جدتي تقرأ بعض السور من القرأن والدي اصبح هو من يسكب الماء واني احمل مكنسة سعف صفراء صغيرة كانت تحملها جدتي بحقيبتها..
أنتهينا من كل شيء والدي بدأ يجر جدتي وهي تبكي الى السيارة واني حملت الاغراض جميعها فارغة صعدنا الى السيارة الوقت شارف على الظهيرة. في الطريق لم اتحمل وقلت لوالدي مجموعة اسئلة أتمنى ان تجيب عليها الوقت ليس ملائم يارامي لا ملائم تفضل.
لماذا نزور عمي وجدي وماهي هذه المقابر ولماذا يحملون الانسان بهذا الصندوق وهل يستطيع الانسان أن يخرج من الصندوق الخشبي ومن هو الميت قبل أنسى؟
حسناً رامي سأجيب عليك من حيث انتهيت أن الميت هو الشخص الذي يكون بلا روح بمعنى اي كائن حي لايملك روح هو شخص ميت يعني هل الروح هي محرك الانسان قد تكون هكذا. وهذا كما تسميه انه ليس صندوق أنما نعش او( تابوت) يوجد بداخله الانسان الميت حسناً فهمت. والمقبرة هي المكان المخصص لدفن الانسان وخاصة (أن اكرام الميت دفنه) وانا وجدتك منذ رحيل عمك وجدك عن هذه الحياة نزورهم كل أول يوم من عيد الفطر او الاضحى او في الايام المباركة او حتى المناسبات الدينية.
طئطئت براسي ففهمت ووالدي سكت وكذلك جدتي ووصلنا بعدها للبيت.............
كل عيد وانا أكبر نزور قبر عمي وجدي بمقبرة محمد سكران الواقعه شمال بغداد ويوم بعد يوم حتى حدثت الحرب وأصبح طريق المقبرة طريق الموت القتل فيه على الهوية.. لم نصل الى المقبرة لكننا نسمع الاخبار.
ست سنوات وانا لم أصل الى المقبرة لكي أغسل قبرهم الطاهر. في كل عيد أتذكر الزيارة لهم وغداً العيد وستكون السنة السابعة وانا لم أزورهم في الحقيقة لعل الاحلام او الملائكة تاخذني عندهم
كل عام وانتم بخير يا جدي وعمي انا بخير وكذلك والدي
ناموا بهدوء
الجنة هي مثواكم
سأزوركم
مهما كلف الامر
رحم الله الاموات والاحياء
جميعاً



#رامي_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق طالب يساري_7
- أوراق طالب يساري_6
- أوراق طالب يساري_5
- أوراق طالب يساري_4
- أوراق طالب يساري_3
- أوراق طالب يساري_2
- أوراق طالب يساري
- قصص قصيرة جداً
- سؤال للشعب العراقي وانا واحد منهم
- بركر كنك_ ج1
- أمرأة تدعى نون_ج1


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي اللامي - أوراق طالب يساري_8