أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - سماد الطائفية!














المزيد.....

سماد الطائفية!


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 00:12
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


أذكر تصريحاً صحفياً، منذ سنوات، منسوباً إلى الشيخ عادل المعاودة قال فيه إن 15% من أعضاء مجلس النواب طائفيون، وقد بدا لنا، يومها، أن هذا التصريح متفائل جداً. فإذا صح تقدير المعاودة هذا، فإن ذلك يعني أن هناك ما نسبته 85%، وهم بقية النواب غير طائفيين.
لكن المشكلة هي اننا لا نعرف ما هو المعيار الذي إليه استند أبوعبدالرحمن في هذا التحديد الذي قال بكامل الثقة وبطريقة توحي بدقة الحساب. ودون أن ندخل في جدل حول النسبة وحول المعيار الذي بموجبه حددت، بوسعنا القول انه حتى بافتراض أن هؤلاء لا يشكلون أكثر من 15% فإنهم نجحوا في إضفاء الطابع الطائفي على أداء البرلمان، ونقلوا الأمر خارجه، أي إلى المجتمع.

والشيخ المعاودة محق في ما يذهب إليه من أن الطائفية لم تنشأ بسبب البرلمان، فهي سابقة له، وهي ذات جذور ضاربة في مرافق ومناحي شتى في الدولة وفي المجتمع، لكن البرلمان، بطريقة الأداء الموتور للكثير من أعضائه، ساهم في تغذية تربتها بالمزيد من السماد المشبع بسمومها. وها هم النواب ينقلون هذه الأجواء إلى حملاتهم الانتخابية المبكرة فيزيدون الأوضاع تسمماً. بحيث إننا نطالع برامج ووعوداً انتخابية لا تخاطب سوى الغرائز الطائفية البغيضة، ولا تغلب الهم الوطني المشترك الذي يجمع أفراد هذا الوطن في قارب واحد، إن غرق فسيغرق جميع من هم فيه، لا فرق في ذلك بين من يتحدر لهذا المذهب أو ذاك.

على كل حال، من الإجحاف أن نحمل مجلس النواب أو بعض أعضائه مسؤولية كل المثالب والبلاوي في هذا البلد، ودون أن نعفيهم من حصتهم من هذه المسؤولية، علينا القول إن استشراء الغلواء الطائفية بات أمراً مقلقاً ويحتاج إلى مبادرات حقيقية، على الصعيد المجتمعي العام للتغلب عليه أو الحد منه على أقل تقدير، خاصة وان التأثيرات الآتية إلينا من المحيط الإقليمي المجاور تساهم في إشعال الأوار الطائفي بطريقة تبدد ما تكرس من تقاليد التسامح والعيش المشترك لأبناء الفئات المختلفة.

ويتعرض مناخ التسامح هذا لمخاطر التقويض جراء التجييشات الطائفية من هنا ومن هناك، حيث تزداد غلبة الطابع الفئوي والطائفي على الكثير من المناشط، ويتمترس أبناء كل طائفة خلف زعاماتهم وشعاراتهم الفئوية، ويبهت دور الزعامات الوطنية المعبرة عن الوجدان الوطني المشترك لشعبنا لصالح قيادات ميدانية ذات نفس طائفي، لا تستطيع أن ترى ما هو أبعد من حدود الحي الذي تنتمي إليه.

الغائب الأكبر عن لعب دوره المناط به في هذا الظرف الدقيق هو التيار الديمقراطي الذي مازالت جهوده مشتتة، متنازلاً عن دوره المستقل في توجيه الحركة الشعبية بشعارات وطنية عامة ذات طابع ديمقراطي وتقدمي، فلم تعد الناس تفرق كثيراً بين أداء القوى الديمقراطية وأداء القوى الأخرى، لأن القوى الديمقراطية لا تطرح نفسها على صعيد الممارسة بصفتها بديلاً وصاحبة رؤية وبرنامج مختلفين.

وفي الظرف الدقيق الذي تجتازه البلد اليوم، سياسياً وأمنيا، حيث تبرز الحاجة لدور جامع يذكر البحرينيين بما يوحدهم، ويضع حداً للفزعات الطائفية بكافة تلاوينها، فان الأبصار تتوجه نحو هذه القوى بالذات لتكون في مستوى هذا التحدي.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم يوجد بديل
- الروية وليس الفزعة الطائفية
- الحفاظ على الحريات العامة
- بين «البيت الشيعي» و«الشارع السني»!
- لماذا يغيظهم المنبر التقدمي؟
- عن تمكين المرأة
- عابرو الطوائف
- وقف العنف مقدمة للحوار
- غازي القصيبي
- ترشيد الخطاب السياسي
- تعدوا الناس بالمن والسلوى!
- المكاسب وإعادة الزخم
- ذاكرة المنامة في عيون عبدعلي
- من أجل مجلس متوازن
- رسائل قريبة من القلب
- الوحدة الوطنية لماذا؟!
- «الديجتال» الخادع
- كيف نشأت الفكرة الوطنية في البحرين؟
- رحيل محمد حسين فضل الله
- حكايات قاسم حسين


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - حسن مدن - سماد الطائفية!