أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - رحيل محمد حسين فضل الله














المزيد.....

رحيل محمد حسين فضل الله


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 3055 - 2010 / 7 / 6 - 19:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سيمرّ وقت طويل قبل أن تهبنا الحياة رجلاً في وزن محمد حسين فضل الله الديني والمعرفي، وفي حصافته الفكرية ورصانته المعرفية، وفي شجاعته باجتراح الجديد المستقيم مع روح الإسلام والمتسق مع تعاليمه، وفي تأكيده على ضرورة وحدة صفوف المسلمين في وجه مساعي تفتيتهم إلى ملل وطوائف متضادة، متنازعة ومتحاربة.
ولا جدال في أن رجل الدين والدنيا محمد حسين فضل الله الذي رحل عنا، هو من أكثر وجوه لبنان والعالمين العربي والإسلامي إشراقاً وتفتحاً وعمقاً ورهافة إنسانية، هو الذي ترفع بنضج نادر عن الانتماء الطائفي الضيّق، وأصبح رجلاً للأمة كلها بمذاهبها كافة، بل إنه بتكوينه المعرفي الواسع، تحوّل إلى قيمة إنسانية مطلقة، حين أفلح، في ما أخفق الكثيرون في تحقيقه، في أن يصالح بين الدين والعصر، وأن يؤكد ما في روح الإسلام من قيم التسامح كونه دين يسر لا دين عسر.
أخذ من لبنان، وهو اللبناني الذي ولد وتعلم وعاش ردحاً من حياته في النجف، روح التفتح والتعايش المشترك، والانفتاح على المكونات الفكرية والفلسفية كافة، ناهيك عن الدينية بطبيعة الحال، كونه مرجعاً دينياً رفيع المقام، وصاحب الكلمة المسموعة لدى الملايين من مريديه ومقلديه.
كان رجل دين مقاوماً، وكان أيضاً رجل دين متسامحاً، وطنياً لبنانياً، بعيد الأفق، يدرك أن قوة لبنان في وحدة أبنائه من شتى الطوائف، ووسط الغلواء الطائفية التي تجتاح المنطقة، كان أوعى وأبعد نظراً من كل أولئك الذين غرقوا في وحل الطائفية والمذهبية الضيّقة، بوعي منهم أو من دون وعي.
ما أن انزاح الاحتلال الصهيوني عن ضيعته عيناتا ليس بعيداً عن بنت جبيل عام 2000 مجبراً أمام صمود المقاومة اللبنانية، حتى ذهب اليها، ومن هناك، قال: ليس للمسلمين في لبنان إلا المسيحيون، وليس للمسيحيين في لبنان إلا المسلمون، لقد تحرّرت الأرض وعلينا أن ندخل في معركة تحرير الإنسان من الحقد، لقد بقيت المعركة ضد الطائفية.. إنّ الدين قيمة والطائفية هي عشائرية متخلّفة.
لم تخدعه المظاهر والقشور، كان مفكراً عميق التحليل، ويرى ما خلف الظاهر من الشعارات البراقة التي تطلق للاستهلاك، وهو يلاحظ أن هناك مسحة حضارية تخدعنا، ولكن هناك عمقاً متخلّفاً يعيش في أعماقنا: «تعالوا عقلاً بعقل وقلباً بقلب، (والقول له)، تعالوا البلد الجميل لنغرسه بالمحبة، وأن تكون حركتنا في خطّ الجمال وصنع الجمال في الإنسان، فلبنان دُمّر جسدياً وأخشى أن يُدمّر إنسانياً».
مازلت أذكر دراسة قيمة كتبها فضل الله عن الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، جدير بالكثيرين من رجال الدين أن يتعلموا منه ومنها. يقول فيها لقد عاش شاعر فلسطين معنى إنسانيته، ومعنى شعبه، وانطلاقاً منه، فإنّ الذين يعيشون معاني إنسانيتهم وإنسانية وقضايا شعوبهم لا يمكن أن يبتعدوا عن نوافذ الانفتاح على الله تعالى... وعن الإيمان الذي هو حركةٌ في العقل ونبضةٌ في القلب وحركةٌ فيه وفي التجربة والحياة، ولهذا حين تسمع محمود درويش لا تشعر بابتعاده من الإيمان في تجربته الإنسانية... علماً أننا لا نفصل بين الإنسان وفنّه الذي ينطلق من داخله، فالخارج هو صورة الداخل، والفنّ ليس شيئاً معلقاً في الهواء، بل هو انطلاقة العقل ونبضُ القلب وحركة الواقع.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات قاسم حسين
- هل علينا أن ننسحب من المشهد السياسي؟
- خليجنا بلا نفط
- إدوارد سعيد والجامعة
- رافعة الوحدة الوطنية
- أطفال أذكياء.. مجتمعات غبية
- لتفادي المجلس الطائفي
- فارس آخر يترجل
- البحرين بحاجة إلى الصوت الآخر
- قافلة الحرية وبلاغة الرسالة
- ديمقراطية 1973 في صور
- ديمقراطية 1973 في صور
- إعادة الجمال المفتقد لبيئة البحرين
- أطروحات أحمد زويل
- حملة «أنا مو طائفي»
- لكي لا تسرقنا التفاصيل
- عبد الواحد عبد الرحمن ورفاقه
- الأصل في البحرين هو التنوع
- البروليتاري الآتي من الحورة
- البروليتاري الآتي من الحورة


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدن - رحيل محمد حسين فضل الله