أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام الهلسه - عَصِيُ الدمع














المزيد.....

عَصِيُ الدمع


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 3113 - 2010 / 9 / 2 - 16:07
المحور: الادب والفن
    



*ترغب في البكاء.لا قهراً ولا حزناً ولا فرحاً, بل البكاء الخالص لِـذاتِه, كما ضبابٍ ناعـسٍ, أو شِتاءٍ وحشـي حميم.
كم مـرَّة أوشـكـت وهَـمَـمْـت ــ اوهـكـذا ظنـنـت ــ لكـنـك لم تسـتـطع, وظـلـت دمـوعـك مُكابـرة,عَـصِيَّـةً, لا تـرِيـم.
تجهـل كُـنه هذه الرغـبة المبهـمة التي تعـتادك من حيـن لحيـن. وحينما تـتـذكر المَرَّات التي بكـيت فيها, تجد انها لم تبلغ عدد اصابـع اليــد الـواحـدة.
* * *
في الرابعة عشرة من عمرك بكيت أول مرة عندما توفي الرئيـس جمال عبدالناصر, او "ابـو خالـد" كما إعتاد قومـك أن يـقـولـوا مـن بـاب الاُلـفـة والتـقـديـر.
تذكرُ الموقـف بوضوح: شعرت بغـصَّـةٍ وإختناق فيما كنت واقـفاً تستمع الى المذياع وهو يعلن الخبر: تماسكت وإنزويت في العتمة. وفجأة- ودون أن تدري- تـحَـدَّرت الدموع السـخينة من عينيـك, فتظاهـرت بإنشغال ما وأشحت بوجهـك جانباً كي لا يـراه رفاقـك المتوترون الملتفـون حول المذياع.
لم تبـكِ بعدها سـوى ثلاث مرات: مرَّة في موقـف قهـرٍ وغيـظٍ, ومرتيـن إثـر وداع عزيـزَيـن رحـلا فجأة الى الابـد, بكاء صامتاً مـكـلوماً انطـلـق فغَـلبَـك على نفـسك.
* * *
ليس إعتذاراً ما ترويـه, ولا تبريراً لسلوك شعوري يبدو مخالفاً لتنـشئةٍ ثقافية ترى في بكاء الرجال علامة ضعف.
فأنت لم تبـكِ من ضعـف ولا فـزع عند المحن والملمات التي ألِفتها الى درجة اللامبالاة بها وكأنها اُمور طبيعيـة. ففي الظروف الصعبة الطارئة, وحتى الخطرة جداً التي عايشتها, كنت ــ وما زلت كما تأمل ــ تتصرف بهدوء تلقائي كمن يـزاول امراً إعـتـاد عليـه.
ما ترويه إذاً, هو إسترجاع لما ترغب به الآن ولا تستطيعه. لعله يفتح باباً لدمعك الحَبيس المضطرم الذي لا تعرف سِـرِّه. لكنك لا تريد ان تبكي هذه المرة على أحد, بل على آمال حشدتها وعَبَّأتها عبر السنـيـن, وعلى عيـون حزينة غادرتـها اللهـفـةُ وبَـرَّحَها الصَّبرُ الجميل وشوق الإنتظار, فإتكأت كإضمامة وردٍ على طاولة في مقهى مُعتمٍ خلا من الرواد.
* * *
ــ لم لا تـستـطيـع البـكـاء؟
ــ لعلك خَجِلٌ من نفسك؟ او تخشى أن "يذاع لك سِر"؟
ــ لا أنتظر منك أن تخبرني. أعرف أنك لن تعترف, وستحدثني عن شأن آخر.
* * *
تلوذُ بصمتك, مُوارِياً ما أنت فيه بابتسامةٍ حارقة..
ويندلـعُ ســؤالٌ تعـرف مُسبـقاً اجابـته:
من ذا الذي يفهمك في ذا الزمن القاحـل الموحش؟
ترغب في البكاء.. لكنك لا تجد صدراً تبكي عليه!
* * *
آهٍ عليك...



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الصمتِ مَسَّرةٌ...والقليلُ من الكلام يَفِي بحاجتك !
- تعرف الآن ما تريده
- كل شيء على ما يرام
- كل ما في الامر..
- صيف لاهب
- ماكريستال..افتضاح الاخفاق
- حق الاختلاف...البشر ليسوا اشياء !
- خبرٌ عابر..أسوأ من الخيانة !
- تشومسكي ..اضافة جديدة ؟
- سردشت عثمان..الجرأة على الاسياد
- مئة واربعون عاما على مولده.. لينين: التقديس, الانكار, وشجرة ...
- القمة والقاعدة..وجهة النداء
- سبب آخر للاعتذار
- خزانة الألم..السينما في خدمة السياسة
- مستعرب وعرب..حب وحوار!؟
- أمل دنقل..بلسان عربي مبين
- آفاتار:استعارات.. واحالات
- تشيخوف..حفاوة جديرة بالتقليد
- ضد الكتاتورية
- غولدستون: تعليق الجرس


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام الهلسه - عَصِيُ الدمع