أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الهلسه - غولدستون: تعليق الجرس














المزيد.....

غولدستون: تعليق الجرس


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2809 - 2009 / 10 / 24 - 17:51
المحور: القضية الفلسطينية
    



* أهم ما في تقرير اللجنة التي رئسها القاضي ريتشارد غولدستون، وفي التصويت عليه في مجلس حقوق الإنسان، هو أنه علَّق الجرس وفتح الباب لإعادة النظر في الصورة المرسومة والمكرسة لإسرائيل، وفي التعامل معها في أوساط اعتادت على تأييدها انسياقاً وراء صورتها المقدمة كضحية: بوصفها دولة الناجين من المحرقة، أو بوصفها واحة التمدن والديمقراطية وحقوق الإنسان، التي تشكل امتداداً للحضارة الغربية وسط عالم يسود فيه التخلف والاستبداد.
فمن الآن فصاعداً سيكون الحديث عن عدوانية إسرائيل، وكذا المطالبة بوضع حد لعربدتها، أمراً مقبولاً بعدما فتح التقرير الأعين وقدَّم الوثائق.
ومما عزَّز من ثقل هذا التقرير، أنه ليس كالبيانات والخطب السياسية أو المؤلفات –على أنواعها- المنددة بإسرائيل الصادرة عن شخصيات وجهات ودول عديدة. فهو تقرير قانوني مصاغ وموثق بمهنية، وكاتبه -القاضي غولدستون- يهودي الديانة. مما أسقط من يد إسرائيل وأنصارها السلاح الجاهز الذي اعتادت على استخدامه في وجه منتقديها: أي معاداة السامية. وأسقط كذلك قدرتها على القول أنه "يهودي كاره لذاته" كما جرت عادتها في نعت من رفضوها من اليهود. فهو يَهودي وعلى صلة طيبة بالجماعات اليهودية في بلده جنوب افريقيا، وله علاقات حسنة وأصدقاء في (إسرائيل).
بالطبع ثمة ملاحظات عديدة -وفي العمق- على التقرير، أهمها غياب النظرة التاريخية في رؤية سياق الأحداث، ومساواته بين دولة استعمارية استيطانية عنصرية محتلة مدججة بالسلاح، وشعب مُهجّر من بلاده، وواقع تحت الاحتلال، ومحاصر.
لكن هذا لا يقلل من قيمة التقرير التي قلنا انها دشنت الطريق أمام إعادة النظر في إسرائيل، ووضعها تحت الضوء كدولة معتدية ينبغي ملاحقتها وإخضاعها للقانون وللمعايير الدولية في السلوك.
وقد يطول هذا المسعى، وقد يتعثر ويتأخر، لكن الطريق تم افتتاحها، وعلى الفلسطينيين والعرب والمسلمين وأصدقائهم من ذوي الضمائر الحية في العالم، أن يمضوا فيها بإصرار وبمهنية كساحة مهمة من ساحات الصراع العديدة مع "إسرائيل".
وإذا كانت الحرب الإجرامية على قطاع غزة هي موضوع تقرير غولدستون وفريقه، فإن هذا لا يمنع -بل يشجع- طرح القضايا الأخرى أمام المحافل القانونية الدولية ضد إسرائيل: الاستيطان، تهويد القدس، التمييز العنصري ضد السكان الأصليين –العرب-، إرهاب الدولة والمستوطنين، المُهجَّرين (اللاجئين)، مصادرة وضم الممتلكات والأراضي العربية، الجدار، المجازر والاعتداءات التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين وضد العرب، سرقة التراث وسرقة المياه ...الخ.
* * *
لكن العمل على الجبهة القانونية يستدعي تشكيل هيئة قانونية مستقلة وطنية ومهنية، تضم شخصيات فلسطينية وعربية وأجنبية صديقة، وشخصيات يهودية مناصرة للحقوق العربية. هيئة تتوفر لها الإمكانات اللازمة: البشرية والمالية والفنية، لتكون قادرة على الوفاء بمتطلبات العمل والتواصل مع الشخصيات والهيئات الداعمة لحقوق الإنسان في العالم، لصياغة القضايا ومتابعتها في الدول المختلفة.
ولتكون هذه الهيئة المرجوَّة حرة في القرار والتحرك بعيداً عن الضغوط، يجب أن تقوم في دولة أوروبية يُتفق عليها، فيما تتواجد فروعها والشخصيات المتعاونة معها في فلسطين وفي الدول العربية والبلدان التي تراها مناسبة.
* * *
بهذه العقلية والأسلوب من العمل المنظم، المخطط، المنهجي، المؤسسي، المصمم والدؤوب، تتوفر إمكانية أكبر لتحقيق النتائج. أما عقلية وأسلوب الارتجال، والعفوية، والمياومة، والتفرُّد، ومنطق "الفزعة" الوقتية، فنحن نعرف من تجاربنا المريرة كم كلَّفت الفلسطينيين والعرب من خسارات في مختلف الميادين والمجالات. بل كم أفقدتهم من مكاسب كانوا قد أحرزوها.
إن تغيير عقلية وأسلوب العمل ليس مسألة تكيّف وظيفي فحسب، إنه تحدٍ حضاري علينا الاستجابة له واجتيازه بنجاح إن أردنا اختصار درب الآلام ونيل حقوقنا.
بالطبع، ومع التقدير لأهمية العمل في الساحة القانونية الدولية كغيرها من ساحات النضال ضد العدو، لا يجب نسيان ما هو أكيد: ما قام على العنف وبالعنف، يزول بالعنف. وبين عنف الاستعمار الإجلائي العنصري وعنف التحرر، مسافة شاسعة هي المسافة الفارقة بين العبودية والحرية، وبين الجور والعدل.
* * *
بشعور عميق بالامتنان، لا بد من تقديم الشكر لكل أولئك الذين علقوا الجرس مدفوعين بدواعٍ أخلاقية ومهنية راقية. فأصغوا لصرخات وأنين الضحايا وقرروا الانتصار لهم. ففتحوا الطريق لرؤية "إسرائيل" على حقيقتها العارية كدولة إجرامية بامتياز.
[email protected]





#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حوار لم يحدث مع اوباما: بلا حسد! استحق جائزة نوبل!
- محمد علي باشا :الإقليم .. والقيادة
- الثورة الفرنسية : ما لم يطوه التاريخ
- اوباما...الواعظ .. ومقاعد المستمعين !
- انتخابات لبنان : تقدير ..وتذكير
- - انتم لم تنتصروا في الحرب - !؟
- العقاد : صورتان
- أبو القاسم الشابي...عصف حياة خاطفة !
- أدونيس...الاثارة حد التهافت !
- قاب قوسين؟ لتكن مشيئتك !
- بردها شيني !
- مضرج بالخجل..مبرح بالاسئلة
- ما لهم وللمتنبي؟ تركوا الخيل..واحتفظوا بالليل !
- معركة الكرامة:ماينبغي استعادته
- سألتني عن الشجن...
- القدس: حيِّز -الضمير- ..وحيِّز -الفعل-
- عرب الانتظار ؟
- حشد الاحقاد
- . أو لا سلام يكُون !
- فنزويلا: ضمير ومبدأ وإيمان


المزيد.....




- مهرجان الصورة عمّان..حكايا عن اللجوء والحروب والبحث عن الذكر ...
- المجلس الرئاسي الليبي يتسلم دعوة رسمية لحضور القمة العربية ف ...
- الخارجية الروسية تحذر من شبح النازية وتقدم تقييما لوضع العال ...
- إصابة 29 شخصا بزلزال شمال شرقي إيران
- وزير الداخلية الإسرائيلي: المشاهد القادمة من سوريا تشير إلى ...
- والتز يؤكد استمرار المباحثات بين موسكو وواشنطن
- -حماس- تعلق على قرار سويسرا حظر الحركة
- مادورو: رفع -راية النصر- على مبنى الرايخستاغ عام 1945 تحول إ ...
- بريطانيا تبحث استخدام أموال ليبيا المجمدة لتعويض ضحايا -إرها ...
- بريطانيا ترحب بتوقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف


المزيد.....

- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بسام الهلسه - غولدستون: تعليق الجرس