احلام عصفورية تحويل العراق الى محمية امريكية وجود دائم واتفاقيات الغرف الخلفية وتعزيز مواقع المتعاونين

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3107 - 2010 / 8 / 27 - 12:48
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

احلام عصفورية تحويل العراق الى محمية امريكية
وجود دائم واتفاقيات الغرف الخلفية وتعزيز مواقع المتعاونين
نشرت الصحف الامريكية استراتيجية الادارة الامريكية الجديدة التي عبر عنها بايدن المندوب السامي الامريكي في العراق ويجري تطبيقها تحت ضجيج من الشعارات والاجراءات الشكلية بعد تخليه عن استراتيجية السابقة القائمة على تجزئة العراق الى ثلاث ولايات تسهل الهيمنة الشاملة عليه. وذلك بتحويل العراق الى محمية امريكية تنفيذا لاحلام اوباما , من خلال تحقيق الوجود الدائم تحت شعارسحب القوات المقاتلة واستبدالها باعداد مضاعفة من القوات المتعاقدة والاتفاقيات السرية والعلنية الملغمة التي تضمن الهيمنة الامريكية على جميع ثروات الشعب العراقي وجميع مرافق حياته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. وافتعال اشكال من الازمات لتعزيز مواقع ادواته من قادة الكتل السياسية التي رهنت حاضر ومستقبل العراق بكراسي السلطة التي تبيح لها الاثراء الفاحش والسريع وفي مقدمتها ازمة تشكيل الحكومة الحالية, لتمويه الازمة الرئيسية والحقيقية التي يعانيها الشعب العراقي جراء الهيمنة الامريكية وادواتها الطيعين واشغال الجماهير عن قضاياهم الحياتية الملحة. ففي ظل هذه الازمة المفتعلة يستمر تدفق النفط العراقي ونهب عوائده المتراكمة في البنوك الامريكية ويستمر عقد المزيد من الاتفاقيات لرهن ثروات الشعب لعشرات السنين مع الحكومة القائمة رغم كونها حكومة مؤقتة . وفي ظل الازمة يستمر تقاسم الكتل الاربعة لما تبقى من ثروات الشعب , ويستمرتصاعد الارهاب الدموي دون ادانة الحكومة باعتبارها حكومة مؤقته . وكأنها كانت وجميع الحكومات السابقة حامية للامن في فترات حكمها . فليس حماية الامن من مهمات الحكومات المتعاقبة في ظل الاحتلال وانما تنفيذ كل مخططات المحتلين بما فيها تمرير الاعمال الارهابية والمساهمة فيها بل واستخدامها كوسيلة في الصراعات فيما بينها على كراسي السلطة. فادامة الازمة المفتعلة لاطول مدة ممكنة في مصلحة المحتلين والكتل السياسية الاربعة المتصارعة على السلطة
ويرى البعض بان على البرلمان حل الازمة ويطالب بضرورة عقد البرلمان لفرض تشكيل الحكومة وفقا لتناسب الاصوات. وكأن البرلمان العراقي المنتخب في ظل الاحتلال برلمان حقيقي مكون من شخصيات وطنية تمثل مصالح الشعب. في حين راح معظم النواب المنتخبين وقد تمتعوا برواتبهم وكل امتيازاتهم منذ اقرار نتائج الانتخابات ينعمون بها وفقا لاهوائهم داخل الوطن وخارجه ولا يرغبون بتعكيرها بحضور جلسات البرلمان المملة و المزعجة . وحتى في حال انعقاد جلساته وتمكنه من فرض حكومة كما يسمونها حكومة وحدة وطنية اي من الكتل السياسية الاربعة فانها ستلتزم باستراتيجية المحتلين في ادامة الاحتلال وتركيع الشعب العراقي. وبعد يأسهم من عقد البرلمان تتعلى المطالبة باعادة الانتخابات وباصلاح قانون الانتخابات في حين تزخر تجارب شعبنا وجميع شعوب العالم بان اكثر الانتخابات حرية وافضل القوانين الانتخابية لاتصمد في ظل الاحتلال . ويطالب اخرون بتدخل الامم المتحدة لتشكيل الحكومة العراقية جاهلين او متجاهلين بان هيئة الامم المتحدة جزء من الاستقطاب العالمي بين البشرية واعدائها فهي لاتختلف عن سائر ادوات الهيمنة الامريكية من حكومات ومنظمات دولية فهي لم تجرأ حتى على تحرير العراق من الفصل السابع في رهن عائدات النفط في البنوك الامريكية رغم انتهاء مبرراته . بل وافصح بانكيمون لمن طالبه بالتدخل, بان تشكيل الحكومة العراقية قرار امريكي!!
ان الازمة العراقية العامة الشاملة هي جزء من الازمة العامة الشاملة لعموم البشرية جراء الهيمنة الامريكية بما فيها الشعب الامريكي حيث يرزح في السجون الامريكية مليونيين ونصف من السجناء ويعانون صنوفا من التعذيب والانتهاكات لحقوق الانسان وتعاني الملايين من التمييز والحرمان من فرص العمل, من ناحية , وغياب القيادة السياسية الواعية على الصعيد الوطني والعالمي ,القادرة على توعية وتعبئة الملايين للنضال من اجل التحرر الوطني والاجتماعي . ولا شك بان النضال الجماهيري هو السبيل الوحيد لتربية وتطوير قيادات سياسية وطنية وعالمية قادرة على توعية و تعبئة الشعوب وعموم البشرية في كفاح متواصل ومتصاعد لبناء عالم حر سعيد. وكما كان الشعب العراقي دائما في طليعة شعوب العالم في النضال رغم تركز اقسى وافضع اساليب ووسائل استغلال وتركيع الشعوب ضده, تنطلق جماهيره هذه الايام في نضالات متصاعدة ترعب المحتلين وادواتهم وتبعث الامل والثقة لديه ولعموم البشرية .

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل