أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم الربيعي - الجريمة بين خيمة البعث وعباءة الدين














المزيد.....

الجريمة بين خيمة البعث وعباءة الدين


كريم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 941 - 2004 / 8 / 30 - 08:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لربما لازال البعض منا يتذكر خيمة البعث في نهاية السبعينات ، والتي ارادها البعث الفاشي ان تكون خيمة للجميع بقوة السلاح والمال وغسل العقول ، وقد كان من شعاراتها ذلك الشعار " الجميع بعثيون وان لم ينتموا" وكان اسلوب تطبيق تلك السياسة واضحا للكثير " والذين يبدوا انهم قد نسوا" رغم ان اثار تلك السياسة وشواهدها لم تمحى بعد ، والاكثر من ذلك ان ضحايا تلك السياسة لم يجري انصافهم ولم تظهر للعلن فتوى او راي او خطبة جمعة تطالب بحقهم، بل على العكس يجري العمل على قدم وساق وربما بالاربعة من اجل اعادة منتسبي تلك الدوائر الى اعمالهم للاستفادة طبعا من خبراتهم!! وهذه الخبرات لا يختلف عليها اثنان! فمن لا يعترف يجري اغتصابه او اجباره للجلوس على القنينة ! وهي حقا خبرات تثمن عليها جهود كل من عمل للاستفادة منها!!
واليوم وبعد احداث النجف الدموية و ليس النجف وحدها بل المحافظات الجنوبية على وجه التحديد التي عاثت بها الجماعات الدينية من بقايا احفاد الطاغية وحزبه الفاشي خرابا باسم الدين وكما هو الحال في الفلوجة، وبعد ان نصبت مشانق للمواطنيين واقامت محاكمها الشرعية الاسلامية كما يقولون واعدمت المئات وفجرت العديد من انابيب النفط واستباحت حرمة الجامعات والمدارس وحرمت وحللت كما تهوى واستهدفت الناس العزل ايضا عبر احتلال منازلها لمحاربة قوات الاحتلال، وقتل ابناء الديانات الاخرى وتفجير محلاتهم ، وعمليات الاختطاف والذبح ، ياتي اتفاق النجف ليمحو لهم كل هذا ، لابل ويسمح لهم بالاحتفاظ باسلحتهم الثقيلة والخفيفة ، وهذا ما تناقلته وسائل الاعلام من الاتفاق الذي لم ينشر لحد هذا اليوم !!! وتجسد ذلك عبر اعلان زعيم العصابات الصدامية في النجف احترامه لاوامر ورغبات المرجعية الدينية في امن وقدسية النجف!!
وهكذا اصبحت عباءة الدين غطاء لتلك العصابات وما ارتكبته من جرائم بحق العراق وابناء العراق؟ وهنا تلاقت الاساليب رغم اختلاف النوايا ولكن النتيجة واحدة الا وهي التدمير، اقتصاديا اجتماعيا ، صحيا ونفسيا للناس العزل. والاخطر من ذلك انه ياتي بمباركة المرجعية الدينية التي يجب عليها ان تفي بالتزامها قول كلمة الحق؟ بل وتتناسى المرجعية وعلى اقل تقدير مطالبة زعيم العصابة بالاعتذار عما ارتكبه من جرائم بحق الناس الابرياء وبهذا دخل زعيم العصابة ورجاله الدار امنين او لنقل من دخل الخيمة فهو امن!! حيث لم تتمكن الحكومة العراقية المؤقتة بعد من احالة هؤلاء للقضاء لانها ستنتهك اتفاقا مع المرجع الديني وبهذا يكون استفزازا لمشاعر الاخرين؟
انني اعتقد اننا كعراقيين ساسة كنا او رجال دين او عامة الناس نعاني ازمة اخلاقية حادة، وهذه الازمة الاخلاقية هي الاساس وراء جميع الكوارث التي تعصف في بلدنا ، حيث اصبح النفاق سيد الموقف على المستوى السياسي وعلى المستوى الديني وعلى المستوى الاجتماعي وهذا داء اخطر فعلا من مرض جنون البقر.
ان المسؤولية الاخلاقية تعد حجر زاوية للفعل الديني والسياسي في ان واحد ، فمن اوجه تلك الازمة نجد مثلا ان المرجعية تصمت على الافعال التي تجبر الناس على اتباع اوامر رجال الدين وتصمت عن قتل الناس وتصمت عن انتهاك حرمات المنازل وتصمت عن ابداء الراي في تلك الجرائم التي ارتكبها مقتدى وجيشه ولازال ، في وقت انها في الجانب الاخر تدعو للعدالة ! فهل اصبحت بوابة العدالة كبوابة تحرير القدس تمر عبر ايران كما قالها القائد المفدى!!
وتعلن المرجعية انها لا تريد التدخل بالسياسة وانها تريد الاهتمام بالدين فقط ولكن تصمت المرجعية عن اعلان بعض الاحزاب بانها تعمل تحت امرة المرجعية؟ وهذا يعني ان المرجعية لها احزابها على الساحة؟
ونرى ان قيادات احزاب تطالب بالحل السلمي وهذا ليس بخطاء لكن تلك القيادات تصمت كما الحجر عن الانتهاكات التي يرتكبها السيد القائد مقتدى !! كما يسميه حارسه الامين الشيباني ! وبذات الوقت تتحدث ذات الالسن في تلك القيادات التي تحكم وتريد ان تحكم العراق بانها تعمل من اجل ضمان حرية الجميع واحترام الراي والراي الاخر والتاكيد على الحوار السلمي وصيانة التنوع في المجتمع العراقي!! والادهى من هذا وذاك هو مطالبة هذه القيادت لزعيم العصابات بالانظمام للعملية السياسية؟؟؟ اذن لماذا يقبع صدام بزنزانته ؟؟ لماذا لا يطلق سراحة ويدخل الخيمة امنا وبهذا يدعوا انصاره ايضا للدخول بالعملية السياسية ؟؟ وبهذا يعم الهدوء في باقي المحافظات ايضا؟؟ هل يقف وراء ذلك الموقف عقل سياسي سليم ؟ يحمل الحق والعدل ليس لنا بل لاجيال العراق القادمة؟؟
ان المطالبة بالتسامح لا يمكن ان تاتي بهذه الطريقة، ان تجارب الشعوب التي تشابه معاناتها تلك المعانة التي مررنا بها فرضت على حكوماتها تقديم من ساهموا بارتكاب المجازر والانتهاكات ضد حقوق الانساء الى القضاء العادل ليقول كلمته النهائية بهم وامام اهالي الضحايا الذين لهم الحق باسقاط حقهم بعد اعتراف الطرف الاخر بجريمته! ان التسامح لا يمر عبر اعادتهم للعمل من اجل الاستفادة من خبراتهم ؟ ولا باعلان التوبة ! والمطالبة بتقديمهم للقضاء ليس من باب الثورجيات كما يصفها البعض.
ان ما نمر به هو ازمة اخلاقية عميقة اراها هي السبب الاساس وراء كل هذا الدمار الذي عشناه ونعيشه واعتقد ان القوى الدينية والسياسية على حدا سواء مساهمة بفعالية بهذا الازمة التي تمتد جذورها عميقا في المجتمع العراقي.



#كريم_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاجئون العراقيون في الدنمرك
- السكوت من نفط
- نداء
- لماذا يا مجلس الحكم؟؟؟
- في اليوم العالمي للمرأة تحية للمرأة العراقية ألام والأخت وال ...
- رسالة مفتوحة لمجلس الحكم العراقي
- تضامنا مع الأخت ينار محمد
- سحر الانتخابات !!!
- مشهدان
- انقلاب 29-12 الأبيض!!
- اغتيال ناشط في حقوق الإنسان
- السيستاني و القادمين من الخارج
- تضامنا مع المراة العراقية اغتيال لحرية المراة العراقية وتعمي ...
- اصحاب النهي والمنكر؟؟؟؟؟؟
- الحياة الدستورية في العراق على ضوء المشاريع الدستورية المقتر ...
- المظاهرات واللغط الذي يثيره البعض!!!
- لا للحرب نعم من اجل حقوق الإنسان والديمقراطية في العراق هذا ...
- الدنمرك : مسيرة جماهيرية تحت شعار لا للحرب على العراق في 26/ ...
- نفاق الجنرال الصغير
- أبواق صدام بلباس جديد


المزيد.....




- استطلاع: ثلث طلاب الجامعات البريطانية المرموقة يعتبرون هجوم ...
- ضابط استخبارات أمريكي سابق: من تبقى من الأوكرانيين ليسوا مست ...
- لماذا النسيان مفيد؟
- روسيا.. تنظيم يانصيب للفوز برحلات عائلية للحج خلال مهرجان إس ...
- -أنت مطرود.. أخرج من هنا يا جو!-.. ترامب يسخر من بايدن ويهاج ...
- النيجر ومالي وبوركينا فاسو تتفق على الصيغة النهائية لتشكيل ا ...
- إلغاء عشرات الرحلات في ثاني أكبر مطارات ألمانيا إثر احتجاجات ...
- كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط ...
- البرلمان العراقي يخفق في انتخاب رئيس له بعد جلسة متوترة
- الرياض وواشنطن تبحثان الاتفاقيات الإستراتيجية والأوضاع في غز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كريم الربيعي - الجريمة بين خيمة البعث وعباءة الدين