المظاهرات واللغط الذي يثيره البعض!!!

كريم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 403 - 2003 / 2 / 20 - 02:50
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

نعم لقد تظاهر الملايين من البشر في كل بلدان العالم ، لقد تظاهروا ضد الحرب كاسلوب في حل النزاعات، ضد الحرب التي تريد من ورائها اميركا السيطرة على الشرق الاوسط وثرواته، ضد الحرب كجريمة ضد الانسانية والتي كانت الدافع لقيام الامم المتحدة . ضد الحرب التي تريد منها اميركا ان تكون السيدة الوحيدة على العالم ، وربما تريد ان تعيد الى التاريخ "مجد" الامبراطورية التي لن تغيب الشمس عنها، تلك الامبراطورية التي كنستها الشعوب عبر نضالتها العنيده، وليس بالاعتماد على اطراف اخرى لتحقق امالها! نعم لقد كانت التضحيات وصوت الجماهير الهادره هي التي قوضت تلك الامبراطورية وغيرها!  خرج الملايين منددين بالحرب وبذات الوقت كانت وقفة انسانية للتضامن مع ابناء العراق في وجهه الدكتاتورية وهذا ما اكدته الكلمات التي القيت وما قاله ابناء العراق ايضا في هذه المظاهرات! نعم ان هذه الملايين التي خرجت لتدين السياسة الاميركية ! وهذا الحق لا يمكن لا حد ان يشك به او ان يصادره عنهم وهم الذين خبروا الحروب ايضا مثل شعوب الشرق وهم الذين يتظاهرون دوما في الدفاع عن مصالح الشعوب والفقراء بشكل خاص! نعم انهم طاقه بشريه ولهم قوتهم التصويتية في بلدانهم ومن ثم التاثير على مجرى مايدور في بلدانهم، وليس لديهم سلطة التوسط او الخدمة لهذه الدولة او تلك . ولهذا كان يفترض بالمتباكين على الشعب العراقي ، ليس اصدار النداءات للقيام بمظاهرات مضاده وانما المشاركة في هذه المظاهرات من اجل تعزيزها وهي التي اكدت على احقية الشعب العراقي في التغيير والتخلص من النظام القمعي في بغداد! والعجب ان البعض اخذ يتصيد هذا التصريح او ذاك ، فمن السيد العميد نجيب الصالحي ، والذي طالما تغنى بالوطنية  وبناء الديمقراطية والشعب ، وحتى الحملة من اجل  المجتمع المدني في العراق. ولا اعرف ما الذي حدى بالسيد العميد الصالحي كي يتهم هذه المظاهرات بانها من تدبير شركات النفط؟ ومن اين اتى السيد العميد بهذه المعلومات؟ وماهي الاثباتات التي بنا على اساسها السيد الصالحي هذا الاتهام للمتظاهرين ، في انحاء المعمورة؟فاذا كانت من باب سلطة ونفوذ هذه الشركات ! فاعتقد ان الادارة الاميركية ومراسليها لديهم النفوذ ايضا ناهيك عن المال لا بل ايضا مسكرات التدريب!!! وليتذكر السيد العميد ان هذه الاتهامات مردودتا له ومحسوبتا عليه في ذات الوقت! ومن عجائب المدنية ايضا ان يدعوا منظمي حمله من اجل مجتمع مدني.. للحرب ! وحقا انها ليس بكارثة وانما هي تساوي ام الكوارث من الناحية الاخلاقية التي يجب على مثل هذه الحملة التحلي بها ! ولحد هذا اليوم لم اسمع بمنظمة حقوق انسان او العفو دولي او أي منظمة او جمعية متخصصة بالعمل الانساني  ولم تحصل على مدى التاريخ ان وجهت جمعية او منظمة من هذا النوع دعوة لشن الحرب ؟؟؟؟ فعلى الرغم من التحذيرات الدولية والتي وردت على لسان ممثلي المنظمات الدولية بان ضحايا هذه الحرب ستقارب اكثر من ربع مليون عدى الجرحى واللاجئين ! ودون حساب تاثيرات انواع الاسلحة التي سيستخدمها الاميركان والنظام العراقي،  ياتون وباسم المدنية والانسانية للدعوة لشن الحرب واستخدام القوة كما يدعوا ! ايها الاخوه ان من يقول  فالتاتي اميركا حتى لو  قتل نصف مليون او ربع مليون او عشره من العراقيين؟ لا يمكن لهؤلاء صراحة ان يدعوا يوما انهم يناضلون من اجل مجتمع مدني وحقوق انسان في العراق ! لا بل ان هذا تشيجع ودعم صريح للجريمة بغض النظر عن من يكون مرتكبها.  والعجب ان يخلط البعض هنا ومن موقع عدم المعرفة والوعي حتما بين قضيتنا وبين نضال الشعب الفلسطيني متهما الشعب الفلسطيني بالارهاب! تريثوا قليلا ايها السادة اينما كنتم ! نعم تريثوا قليلا وفكروا قبل ان توجهوا الاتهامات الطنانه للاخرين! فاذا كان الشعب الفلسطيني ارهابي كما قال العراقي موه ابراهيم لاحد الصحف الدنمركية وكذا اضاف له مكرمته بان لاباس ان يقتل ربع مليون او نص مليون من الشعب العراقي المهم ان تسقط اميركا صدام ! فهذا يعني ان شارون رجل سلام ولم تحركه شركات النفط للتظاهر ضد الحرب ولم يلبي نداءات لا للحرب !!! التزم بيته  !!!
لقد بان المخطط الاميركي ولم يتورع المسؤوليين الاميركيين من التاكيد عليه والذي التقاهم في الامس عبر عن نفوره منهم اليوم وهذا ما فعله مكية ، حكم عسكري اميركي، وادارة البلد للمخابرات الاميركية وفريق من الخارجية ، والاعتماد سيتم على ذات الهيكلية التي يعتمد عليها صدام اليوم؟ فعلامكم كل هذا الصراخ؟ الم ياتي البريطانيين قبلهم حيث اتحفونا بعبارتهم الشهيرة !" جئنا محررين لا فاتحين" وماذا كانت النتيجة !! عشرات السنسن من النضال والتضحيات قدمها الشعب العراقي كي يخرج المحتلون من الوطن! نعم يبدوا اننا بحاجتا لاحتلال جديد كي تسقط اوراق التوت عن الكثير ممن اعتبروا رجال البيت الابيض من اهل بيتهم!
وربما اذكر الاخوه في صوت العراق " الانترنت" والحمله والصالحي  وغيرهم، من الذي ساعد صدام بهذه الاسلحة البيوكيميائية؟ ومن الذي زاره عام 1982 وقبلها؟ ومنالذي  استعداه على ايران ؟ومن الذي اطلق يده على الكويت؟؟ ومن ساعده بقمع الانتفاضة الاذارية المجيدة ؟؟ ومن الذي صمت عن حلبجة والانفال؟؟ ومن الذي صمت عن جرائم النظام الدموي كلها طيلة اكثر من 30 عاما من؟ انه حتما ليس الصالحي او غيره بل انها الادارة الاميركية ! ومن الغباء التصور ان الاميركان يريدون نزع الاسلحة البيوكيميائية العراقية لانه استخدمها ضد الشعب الكردي او العراقي بشكل عام! ان من قراء التقارير اليوم يرى الانتشار الواسع للجيش التركي اكثر من 50 الف جندي والتنسيق الاميركي معهم في كردستان وفي أي حرب سيكون وكالعادة الخاسر الاول الشعب الكردي بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام.
اما الادعاء بان النظام استفاد من هذه المظاهرات؟ لقد استفاد النظام من الحصار الاقتصادي،  رغم انه عقوبة على الشعب ايضا ،  لم نسمع اصواتا تعالت من هذه التجمعات تطالب بالغاء الحصار الاقتصادي! وكيف يسفيد النظام من هذه التظاهرات هل من الادانات التي وجهت له او من وصمه باعتى نظام دكتاتوري في العالم ام بنظام ارهابي دموي؟  ام هي محاولة للي عنق الحقيقة كما عبر عنها رئيس وزراء الدنمارك ففي ذات يوم المظاهرات قال نعم انهم تظاهروا ايضا ضد صدام ؟ وبعدها ردد ان المظاهرات تقوي صدام ؟ وهذا لا اريد مناقشته لان هذه الاخلاقيات والقيم التي تحدث عنها هو  والثمانية في رسالتهم لبوش ؟ انها  قيم القتل والحرب ، قيم احتلال الشعوب وسفك الدم ! كي يصل النفط اليهم ولعقولهم بارخص الاثمان ودون عائق ومهما كانت الضروف؟
ان من يدعي الحرص والوطنية وشرف النضال ضد الدكتاتورية البغيضة علية اولا وقبل مطالبة المتظاهرين ان يجد مع ابناء شعبه الحل الامثل والطريق الذي يمكن لشعبنا وقواه المعارضة السير عليه من اجل اسقاط هذا النظام.لا استجدا الالة العسكرية المدمرة وقبول قتل ابناء جلدته.
ولي عوده على هذا الموضوع.

#كريم_الربيعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل