أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسماعين يعقوبي - الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -14-















المزيد.....

الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -14-


اسماعين يعقوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3106 - 2010 / 8 / 26 - 17:43
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إذا كان اغلب الأشخاص الذين تمت الإشارة إليهم في المقال السابق والذين يحملون اسم أبو يعقوب يوسف لا يطرحون أي إشكال مادامت تواريخ وفاتهم معروفة وأماكن دفنهم كذلك, فان أبا يعقوب يوسف المذكور الذي تحدث عنه ابن بطوطة في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار يستحق الوقوف عنده والإشارة إلى بعض التشابهات والمعلومات التي سبقت الإشارة إليها:
♦ إن أبا يعقوب يوسف المدكور كان حارسا لبستان فيه رمان حلو ورمان حامض, وآل أمغار كما يقول الكثيرون كانوا يفطرون برمانتين بتيط نفطر, احداهما حلوة والأخرى حامضة. فهل قضية الرمان هي من قبيل الصدفة أم أن أبا يعقوب يوسف اخذ معه أشجار الرمان إلى تيط نفطر وغرسها هناك
♦ انه بدل النحاس ذهبا وهذا يتماشى مع ما سبقت الإشارة إليه في مقالات سابقة من أن أبا يعقوب يوسف, دفين أسول, بدل الرمل ذهبا
♦ انه قال في آخر كتابه للملك نور الدين: وإن كان إبراهيم بن أدهم قد خرج عن ملك خراسان فأنا قد خرجت من ملك المغرب، وهذا ما يعني أن يكون من سلالة الأدارسة التي فقدت الحكم بالمغرب وتمت ابادتهم وفر العديد منهم إلى وجهات متعددة سواء داخل المغرب أو خارجه,
♦ إن الملك نور الدين طلب أبا يعقوب فلم يجد له أثرا ولا وقع له على خبر. أي أن هناك إمكانية أن يكون أبو يعقوب يوسف قد عاد إلى المغرب الذي كان قد خرج منه حسب ما قال,
ولهذا سنحاول وضع هذا الحدث في سياقه الزمني كي نتمكن من استجلاء جزء من الحقيقة الكامنة وراء هذا الشخص. وهنا تجدر الإشارة إلى أن بن بطوطة كان خروجه من طنجة مسقط رأسه في يوم الخميس الثاني من شهر رجب الفرد عام خمسة وعشرين وسبعمائة (725 ه)، وكان ذلك في أيام حكم أبي سعيد ناصر الدين. وهاته المرحلة تتناسب وأواخر الدولة المرينية حيث حكم أبو سعيد ما بين 1398 و 1420 ميلادية لينتقل بعده الحكم إلى عبد الحق 1420 _1465 ثم إلى عهدة الوطاسيين.
ان هذا التاريخ يتنافى مع ما توصلنا إليه لحد الساعة حول الحقبة التي عاش فيها ابو يعقوب يوسف دفين أسول والتي تختلف جذريا من رواية إلى أخرى فتارة تكون قبل فترة حكم المرابطين وتارة تكون القرن التاسع او العاشر الهجري. مما يطرح معه سؤال حول هذا الشخص وما إذا كان هو أبو يعقوب يوسف الذي نبحث عنه أم يضيف تعقيدا للموضوع الذي نحن بصدده.

وللاقتراب اكثر من الموضوع, سننقل رواية أحد ابناء المنطقة والتي وجدنا بعض الاوراق تحتويها مع تبيان اسمه لكن دون أي توقيع. ورغم بعض التناقضات التي تحتويها وعدم دقة بعض المعلومات الذي يمكن تسجيله والذي يرجع في جزء منه الى الصراع الذي لا زال محتدما لحد الساعة حول أحقية هذا أو ذاك بشرفاء سيدي بويعقوب في تناقض صارخ مع الحديث الذي يقول: "من دعي إلى غير أبيه, حرمت عليه الجنة"
وفي ما يلي ما وجدناه بتلك الاوراق:
"اللهم صلي على سيدنا اشرف المخلوقين وعلى اله وأصحابه أجمعين.
نحن عسي محا بن امحمد أود أن أقدم إليك أخي القارئ نبذة مفصلة عن الرحلة التي قام بها جدنا ابي يعقوب من الشرق الى المغرب وذلك حسب ما كان يروي لنا عن العالم المحترم مولاي ادريس الذي عاش في عهد الاستعمار هنا في منطقة أسول والذي كان يحكم بين الناس وكان يجمع في الارشيفات والوثائق وبهذا أود من جديد ان احكي لكم ما كنت اسمعه عن عالمنا مولاي ادريس وأنا مازلت صغيرا وذلك سنة 1917 الى سنة 1950 وقد كان العالم رحمة الله عليه وعلى جميع المسلمين يأتي إلى عند أبينا المحترم في المنزل وكانوا جميعا يقرؤون القرآن ويحكون عن جدنا أبي يعقوب حتى تمكنت من جمع معلومات حول الرحلة التي سوف أقدمها لكم حتى تتمكنوا من الاستفادة واخذ معلومات جد مهمة حول الرحلة التي قادها أبو يعقوب من الشرق إلى الغرب واليكم الحديث:
لقد كان أبو يعقوب يسكن في منطقة الينبوع في شبه الجزيرة العربية وقد كان المرحوم ينحدر من أسرة غنية وكان له اخوة هم: أبو زكرياء وإسماعيل والسبب الذي دفعه إلى الدخول إلى المغرب هو انه كلما اتجه إلى فراشه إلا وكان يرى ويسمع من رؤيا أن عليه الذهاب إلى المغرب من اجل نشر العلم. وكان دائما يروي رؤياه على أخويه لكنهما لم يصدقاه لكن لتراود وتكرار هذه الأقاويل التي كان يحث عليها أبو يعقوب فقد قرر إسماعيل وأبو زكريا مرافقته إلى المغرب ومساعدته في رحلته من اجل القيام بمهمته الدينية.

المرحلة الأولى:

كانت أول محطة حط فيها الرحال أبو يعقوب بالمغرب ناحية أسفي المغربية, لقد رحب به أهل المنطقة هو وإخوته ونال إعجابا كبيرا وكان يحث أبناء الساكنة على تلقي العلم وحفظ القران على الألواح الخشبية وأسس لهم دارا للقران كما أسس زاوية له تأوي العلماء وأهل الدين وحفظة القرآن والعلم ونظرا لأهمية أبي يعقوب وإعجاب السكان به فقد اهدوا له امرأة تزوج بها اسمها سارة رزق منها بثلاثة أولاد احدهم عبد السلام وهو الذي أسس الزاوية الحالية بنواحي ايفران أما الولدين الآخرين فلم اعد اذكر أسماءهم.
كان أبو يعقوب كل يوم يجتهد في نشر العلم والمعرفة لكن الرؤيا في المنام دائما لا تفارقه وكان يسمع انه مازال لم يتمم مهمته وكان عليه متابعة رحلته الشيء الذي اقترحه على زوجته سارة لكن هذه الأخيرة اعترضت وطلبت منه إعفاءها بسبب صغر أطفالها الشيء الذي وافق عليه أبو يعقوب وقرر ترك زوجته سارة وأبنائها في الزاوية ووصى سارة وإسماعيل بالتكفل بأمور الزاوية أما أبو زكريا فقد وافته المنية رحمة الله عليه.

المرحلة الثانية:

اتجه أبو يعقوب في مرحلته الثانية من رحلته الدينية إلى منطقة ملوية بالأطلس الكبير بنواحي ايت مييل وكان يسكن هناك لكنه كان يسأل عن منطقة بها سكان كثيرون وماء وكان ينتقل على رجليه حتى حل بمنطقة آهلة بالسكان وكان أهلها يتقاتلون ويتحاربون فيما بنهم فأثار ذلك انتباهه وكان يجمع بين القبيلتين المتحاربتين من اجل الإصلاح بينهما. قد وافق كل منهما على نزع السلاح وكان رحمة الله عليه يوصيهم بعدم الإساءة بينهم وتزويج أبنائهم بينهم وكان يردد عليهم العبارة التالية: "فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء" وشرح لهم هذه العبارة بأنهم لهم الفضل في الصلح بينهم وفعل الخير.

المرحلة الثالثة:

في مرحلته الثالثة من رحلته كان أبو يعقوب دائما يسمع في منامه أن عليه استئناف رحلته وفعلا فقد توجه في هذه المرحلة إلى الجنوب وكان ينتقل مشيا على الأقدام في الجبال وقد كان يزور قبائل الرحال وكذا الساكنة التي يمر عليها في طريقه وكان رحمه الله يزود هؤلاء السكان بكتب الدين وقد أعجبوا واشتاقوا إلى مرافقته في رحلته لكنه لم يقبل بذلك بسبب مصاعب الرحلة وتكاليفها. ومن قبيلة إلى أخرى, أعجب أبو يعقوب برجل وبشجاعته وحبه للدين فقبل برفقة هذا الأخير حتى حلوا بمدينة كلميمة وكلما حل بقرية في طريقه إلا كان دائما يرى في منامه ما يراه ويحثه على متابعة الرحلة حتى وصل مدينة كلميمة فانقطعت الرؤيا واعتقد أبو يعقوب أن هذه هي نقطة وصوله وكعادته فقد كان يسأل عن الماء والسكان فوجد كل ذلك في كلميمة فتوضأ وصلى هو وصاحبه في الرحلة فرحب به أهل كلميمة وكان دائما يحث الأولاد والسكان على تلقي العلم والمعرفة وأمر النجارين بصنع الألواح الخشبية لحفظة القرآن وقد أثار ذلك إعجاب السكان فقاموا بذله بهدايا من الأراضي الفلاحية وبنوا له دارا للسكنى وبنى الزاوية لنشر العلم لكن أبا يعقوب كان لا يقبل في البداية الهدايا من السكان بأمر أن الغرض منه هو نشر العلم وليس التزود بالهدايا فامتنع السكان عن ذلك وكذلك القبائل المجاورة. لكن ذات يوم أتت امرأة ببعير وهي من الرحال فسألت السكان عن زاوية أبي يعقوب من اجل إعطائه هذه الهدية فأمرها السكان بعدم فعل ذلك حتى الاستشارة مع أبي يعقوب وفعلا عند استشارته قال لهم إنني في حاجة ماسة إليها من اجل مزاولة الرحلة, ربما انه بسبب رحلة أبي يعقوب ولأنهم أعجبوا به وأنهم استفادوا منه كثيرا وكانوا آنذاك يتساءلون عن سبب الرحلة فقالوا ربما إن أبي يعقوب قد ضايقه اليهود الذين كانوا يسكنون البلاد آنذاك فإنهم مستعدون لتهجيرهم, لكن المرحوم قال لهم بان ليس هو السبب والسبب الرئيسي هو اكتشاف الجبال ومتابعة نشر العلم والدين. ونظرا لذكائه وعلمه الواسع فقد كان أبو يعقوب لا يقمع السكان في الوهلة الأولى عند البدع التي كانوا يقومون بها بل كان يحارب ذلك بالقراءة والتشبث بالدين الإسلامي فيجدون في ذلك كل ما ينفعهم ويدلهم على الطريق المستقيم.

المرحلة الرابعة:

في مرحلته الرابعة من الرحلة, حل أبو يعقوب ضيفا على سكان تاديغوست, هذه البلدة التي يطلق عليها هذا الاسم حسب الرواية: أنها اشتعلت فيها النيران واحترقت بكاملها وكان أبو يعقوب في طريقه قبل الوصول قد مر بقصر ايت يحيى اوعثمان ومكمان. ونظرا لصعوبة هذه الرحلة ووعورتها بسبب الجبال فقد قرر أبو يعقوب مرافقة ثلاثة فقراء معه وكان كلما وصل قصرا من القصور إلا وقام السكان بإهدائه هدايا من الأراضي الفلاحية حتى وصل تاديغوست فرحب به سكانها وطلبوا منه الدعاء إلى الله بإحياء هذه البلاد وفعل ذلك واستمر في رحلته إلى بلدة موي وعند وصوله رحب به السكان واهدوا له أراضي زراعية وبنى زاويته الثالثة وأمر كعادته الأولاد والسكان بحفظ القرآن وتلقي العلم وفعلوا كل ذلك وعند قراره بالذهاب قلقوا لذلك وأرغموه على البقاء لكنه لم يفعل وقرر رحمه الله متابعة رحلته الدينية لنشر العلم. ونشير إلى أن سكان تاديغوست رغم رحيله عنهم فقد اهدوا له الهدايا بسبب استجابة الله عز وجل لدعائه الصالح ودعا لأهل موي بالطمأنينة والاستقرار رغم كل الظروف. واستأنف رحلته المرحوم أبو يعقوب نفعنا الله ببركته متجها إلى تاغيا هو وأربعة أصحابه وجماله وفي طريقه وصل إلى مكان يسمى تقات فوجد قليلا من السكان هم وماشيتهم ولا يجدون ما يأكلون فتأثر رحمة الله عليه بذلك ونزع لباسه وسلمه لهم واستمر في الطريق وأمرهم بإخلاء ذلك المكان والذهاب إلى مكان فيه ماء وسكان. أما الولي الصالح فقد اتجه نحو تاغيا عن طريق الحرون تمالوت سمكات وقد شعر جل سكان هؤلاء القصور بقدوم الولي الصالح أبو يعقوب فكلما وصل قصرا إلا وحيوه تحية الإسلام ورحبوا بقدومه وكان رحمة الله عليه يدعو كل سكان قصر مر به بالصلوات الخمس والدعاء وهناك من السكان ما سألوه عن ما بعد الصلاة فأمرهم بالتسبيح كما يلي: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم هكذا حتى وصل اموكر ايت مرغاد. هناك اخذ قسطا من الراحة هؤلاء الذين رحبوا به واهدوا له أراضي زراعية, نفس الشيء بالنسبة للقصور التي مر بها. بعد استراحته لبضعة أيام بأموكر, استعد المرحوم للرحيل فسال أهل القصر عن الطريق التي تؤدي إلى أسول, فنعتوا له الطريق المسماة بوساكم وهي طريق وعرة في الجبل ليس التي يمر منها الناس حاليا وفعل ذلك هو وأصحابه وناقته التي وضع عليها كل مستلزمات الرحلة فاخذ الطريق وعند وصوله قمة الجبل بدأ يدعو الله ويسبح له بمعية أصحابه, أما الناقة فقد توجهت إلى مكان فجلست على غير عادتها وأمر رحمة الله عليه أصحابه بتعيين هذا المكان ببناء علامات بالأحجار

http://www.youtube.com/watch?v=68vD7PDT05E

http://www.youtube.com/watch?v=9G3QjCOetiI

وفعلوا ذلك ثم توجه احدهم إلى الناقة فوجد ركبتها قد التحمت بالحجر ولا تستطيع الوقوف فسرع إلى أبي يعقوب واخبره بذلك, هذا الذي توجه إلى الناقة وأمرها شفويا بالوقوف فالطريق مازال مستمر حتى أسول وبفضل الله وقوله نهضت الناقة من مكانها ومن هنا تتجلى لنا معجزة من بين معجزات الولي الصالح نفعنا الله به.
ثم توجه رحمة الله عليه إلى أسول, وعند وصوله وجد أسول تسكنه قبيلة فيها عظمان من السكان: عظم اكروان واملوان وفي هذا الأخير تنحدر امرأة تسمى سمية والملقبة عند أهل القصر ب تودة, هذه المرأة التي امتنعت عن الزواج رغم تقدم العديد من الرجال لها لكنها كانت ترفض بدعوى أن زوجها مازال لم يصل إلى البلاد وهذا ربما من بركتها والعجيب في الأمر أن هذه المرأة كلما أخذت في عملية طحن الزرع بالطريقة التقليدية كما تفعل نساء القصر فإنها تردد أمداحا والرحى تدور لوحدها دون إبدال أي جهد عضلي. هذا من جهة ومن جهة أخرى فعند سماعها بقدوم الشيخ أبو يعقوب, فرحت لذلك وأعلنت لصديقاتها بأن هذا هو الرجل الذي تنتظره وفعلا قدمت له نفسها للزواج فقبل بذلك فتزوجها على سنة الله ورسوله فرزق معها بأولاد هم: مولاي عيسى وعبد الكريم وعبد الواحد. فالضريح يضم قبورهم وقبر الشيخ ولالة تودة وآخرون أجانب دفنوا بالقوة.
وقد رحب به السكان لأول مرة فبنا مسجدا وزاويته الرابعة لتأوي أهل السبيل والمحتاجين وحفظة القرآن الكريم ولازالت إلى يومنا هذا

http://www.youtube.com/watch?v=pgwDhY0WhLU

http://www.youtube.com/watch?v=ti0k7x_v8Q4

وفعلا فعل ذلك ففرح السكان لذلك فاخذ رحمة الله عليه يرسل إلى الأهالي المجاورة للمجيء لتلقي العلم الشيء الذي أثار غضب السكان خاصة عظم اكروان والذي رفض هذا الطرح, أما عظم املوان الذي تزوج عندهم فقد التزموا الصمت فاخذ الولي الصالح يهدن عظم اكروان ويشرح لهم هذا بالتفصيل عساهم يتفهموا الوضع لكنهم تمادوا في طغيانهم الشيء الذي أثار غضب الشيخ فتوسل إلى الله عز وجل بأخذ الحق فيهم وفعلا وقع ما وقع وأخذت الأفاعي تخرج لهؤلاء السكان في منازلهم واستمر ذلك حتى هاجر هذا العظم من القصر وبقي الشيخ وعظم املوان فقط والذين قدموا لتلقي العلم وحفظ القران,
بعد ذلك بقليل قدم إلى أسول اثنان من أبنائه الذين تركهم في أسفي وزوجهم في أسول وهيأ لهم العرس وعلم السكان بان يقوموا بإحياء موسم الولي الصالح في الخامس عشر من شعبان من كل سنة الذي مازال إلى يومنا هذا واستمر في أعماله الدينية حتى وافته المنية هذه مدة تتراوح ما بين 480 و 500 سنة. فانتعشت زاويته التي تكفل برعايتها أبناؤه الاثنان وازدهرت على ما كانت عليه في عهد المرحوم بدعوى أن الأبناء يقبلون الهدايا التي تقدم إلى الزاوية عكس الولي الصالح الذي كان يرفض ذلك. وأشير أن أسول يقع في منطقة جد معزولة الشيء الذي دفع بالأبناء إلى قبول الهدايا من اجل إحياء الزاوية وتمكينها من تقديم الخدمات الخيرية والدينية.
مراسيم الاحتفال بموسم الولي الصالح:
تحتفل بلدة أسول بموسم سيدي أبي يعقوب أيام 15 - 16 - 17 شعبان من كل سنة وقبل حلول الموسم بقليل تتم عملية تنقية الحبوب من قمح وذرة وشعير من طرف النساء وهن يرددن أمداحا وأشعارا دينية وبعد ذلك يقمن بطحن الزرع بالطريقة التقليدية استعدادا لقدوم الموسم, بعد هذه العملية وعندما تفصلنا ثلاثة أيام عن افتتاح الموسم يشرع سكان البلدة في إزالة الأثواب الموضوعة فوق القبور لغسلها حيث يتجه جل المتطوعين إلى مكان يسمى: انغرارام حيث الماء منشدين أمداحا نبوية والثناء على روح الولي الصالح حتى يصلوا إلى عين المكان حيث يقومون بغسل الأغطية والأقمشة والأثواب ونشرها في الشمس حتى تجف ثم يجمعونها ويأتون إلى الزاوية في نفس الحماس والخشوع المألوفين وتتم عملية اكساء الضريح على يد مجموعة من شيوخ البلدة الذين يهيئون أنفسهم لهذا الغرض ثم بعد ذلك يعلنون للناس بإخراج الكسكس "تزلافين" إلى سكان أسراك أمام الضريح طيلة أيام الموسم للقيام بالشعائر الدينية من طرف الوافدين.
ونشير أن شرفاء قصر اكوراي هم الذين يسبقون للزيارة في الصباح الباكر ويأتون بوفد وبلباس ابيض ناصع ومعهم هدية تتمثل في خروف كبير وسمين وهم من يسبق للذبح لتقديم اللحم ويأمرون مقدم الزاوية بطبخ الخروف بأكمله لتوفير اللحم للزوار.
بعد هؤلاء, يأتي شرفاء ايت سيديمح بنفس الطريقة وبنفس الشكل ومعهم كذلك خروف كبير وسمين ويرددون شعارات دينية وكل هذا لإيجاد اللحم للزوار.
بعد هؤلاء, يأتي مجموعة من الزوار من مختلف المناطق التي مر منها الشيخ أبو يعقوب في رحلته والذين يعرفونه حق المعرفة كما يأتي آخرون سمعوا عنه الكثير وعن أعماله الجليلة ومعهم مجموعة من الزيارات والهبات يقدمونها لمقدم الزاوية وهذ الأخير يأمر الخماس وخدام الزاوية بتوفير الطعام وجميع الضروريات والاغطية والشراب لجميع الزوار ويتخلل هذا العرس الموسمي مجموعات مختلفة من الناس في الزاوية وفي الضريح فهناك من يقرأ القرآن وهناك من يتلو الامداح النبوية والترحم على الشيخ وهناك من يقوم بابتهالات دينية او ما يسمى بالعمارة واشيران. هناك عدد من النساء يأتين لزيارة الموسم من قبائل ايت مرغاد وهن ينظمن رحلة في الجبل ويأتين على أرجلهن مرددات شعارات عند وصولهن يقلن فيها أن لا خوف عليهن ولا قنط ورجاؤهن عند الله عند الله وفي أيديهن أعاصي يستعن بها في المشي لطول المسافة التي يقطعنها عن طريق تيزي امزور.
كما أن هناك فوج آخر من النساء يطلق عليهن اسم تفقرين يأتين على أرجلهن من مناطق موي وتاديغوست ينظمن رحلة تمتد لخمسة أيام ويأتون عن طريق أقا ويسترحن كل ليلة في قصر يصلنه وعند وصولهن لأي قصر يرددن شعارات تتعلق بالولي الصالح: الشيخ سيدي ابو يعقوب ايا اغبالو انامقورن, فيرحب بهن الناس ويهيئون لهن المبيت والطعام وهكذا من قصر إلى قصر حتى وصولهم الزاوية بأسول فيستقبلهن الأطفال وفي أيديهم اللعب/تزغايين يصنعها لهم آباؤهم كما تستقبلهم النساء بالرقص والغناء المحلي ويأتون معهن في دروب القصر حتى يدخلون الزاوية ويستمر الحفل طوال ثلاث أيام من الموسم.
هكذا مرت حياة الولي الصالح سيدي أبو يعقوب نفعنا الله ببركته وبدعواته الصالحة ونتمنى من العلي القدير أن يسكنه فسيح جناته وان جميع أملاكه في هذا لصالح زاويته التي تركها لأبنائه مختلف القصور مازالت تستقل إلى يومنا هذا لصالح زاويته التي تركها لأبنائه جيلا على جيل."



#اسماعين_يعقوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- من اجل قطعة زفت –مطالب القرن الواحد والعشرين لساكنة مهمشة بإ ...
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- قراءة في مشروع القانون الأساسي لموظفي العدل لسنة 2010 ┘ ...
- الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -13-
- الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -12-
- الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -11-
- الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -ج 10-
- الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -10-
- انتهازيو وضحايا -المجتمع المدني-:
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء التاسع-
- المجتمع المدني في الفكر المعاصر -الجزء الثامن-
- المؤمن يزني ويسرق ولا يكذب


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسماعين يعقوبي - الشرفاء بين الحقيقة والوهم: شرفاء سيدي بويعقوب نموذجا -14-