قصة.........حقيقة لم تدفن بالتراب

اسامة البردينى

الحوار المتمدن-العدد: 3105 - 2010 / 8 / 25 - 13:15
المحور: الادب والفن
    

وبعد ان مر الزمن ومرت الايام والسنين ......
كل شىء حولينا يكبر وكل شىء تكتمل ملامحة ...........
واحيانا ..... تفتح ستائر مسرح الحياة على ما لا يحمد عقباة ......
واحيانا...... تغلق ستائر مسرح الحياة على ما يحمد عقباة ومالا يحمد عقباة .............
ونخرج احيانا بكثيرمن المفارقات وكثيرا من الاحداث التى نحاول دائما وابدا الانسياق اليها ومحاولة معرفة ما يدور فى هذه الاحداث ...........
وفى يوم من ايام الشتاء البارد القارص الشديد البرودة كنت انظر من غرفتى حتى ارى ما يدور فى الشارع من احداث.............
وكنت ارى دائما وابدا احداثا ليس لها مثيل .... تختلف دائما وابدا ولكنها لم تلفت نظرى ابدا ولكن فى يوم من الشتاء وجدت مأساة لم تكتب من قبل على صفحات الورق او تحكى بالاساطير .........
واحسست بان دائما وابدا ان الحقيقة لم تدفن بالتراب..........
فى تمام الساعة السادسة صباحا كل يوم كان يدق جرس الانذار صحيان من نوبة نوم الى نوبه بدء يوم جديد كنت ارى ام العيال تنادى اومى يا بنت انتى وهية قومو هتتأخرو على المدرسة ياه يا ماما ارحمينا بقى اللى يسمعك بتقولى كدة وانتى بتصحينا يقول انك جبتلنا هدوم المدرسة الجديدة مش الهدوم القديمة اللى لبسها ناس تانيه قبلنا ولا الجزمة اللى ركبنلها نصف نعل امبارح ولا الاقلام اللى كل قلم منها نصف قلم ارحمينا بقى ياماما سبينا نقوم براحتنا مش كل يوم تصحينا قبل ميعاد المدرسة بساعتين .......
هعمل ايه يا بنتى الايد قصيرة وربنا يسهلها علينا بكرة هتروق وتحلى كل يوم تقولنا كده بكرة هتروق وتحلى كل يوم تقولى كدة احنا خلاص زهقنا من كتر الكلام نفسنا نحس اننا بنلبس حاجات جديدة اشتريناها بفلوسنا هدوم محدش لبسها قبل كدة وجزمة كمان جديدة مش بتاعت حد من اولاد الجيران نفسنا نشم الهوى ذى كل الناس
نفسنا نحس اننا ناس ذى كل الناس بناكل ونشرب اكل نظيف ونلبس ونسكن ذى الناس حرام ياماما البدروم اللى احنا فية هيموتنا......
معلش يا بنتى استحملى لما انتى بتقولى كدة .... اخواتك هيقولو ايه يا ماما احنا مش قادرين نصاحب حد الناس بتخاف مننا علشان احنا فقراء ودايما محتاجين وبيشفونا وبنحس بنظرة الشفقة فى عيونهم .....
حتى الابلة بتاعت الحساب فى المدرسة بتهتم بالاولاد الثانين واحنا لا..... لحد امتى يا ماما هنفضل كدة .....دايما نلبس حاجة ولاد الجيران انا خايفة يا ماما تيجى يوم متلقنيش انا زهقت وخلاص مش عاوزة اقعد هنا فى البيت ده تانى ..... لا يا بنتى متكفريش باللى خلق الكون ..... بكرة ربنا يعدلها ودوام الحال من المحال اصبرى لحد ما تتعلمى وتخدى الشهادة الكبيرة .... وتشتغلى سعتها هتقدرى تعملى كل اللى انتى عوزاة .... اصبرى لحد امته ...... موت ياحمار
واحنا كل يوم يا بنتى هنتكلم فى نفس الموضوع وتنكدى علية كل يوم مش كفاية الحمل الثقيل اللى انا شيلاه من يوم ما ابوكم مات وانا وسطى انكسر عليكم علشان اربيكم بشتغل عند دة وعند دة من اجل انكم تعيشو ... وانتى فاكرة ان احنا عايشين ............ على العموم انا رايحة اصحى اخواتى علشان انا زهقت من الكلام
وعلى فكرة انا معروض علية شغل فى المحل اللى جمبنا بس انا مش عارفة اعمل اية لا يا بنتى لسة بدرى على ما تشتغلى واذا كنتى عايزة تشتغلى شوفى اى مصنع اتعلمى فية اى صنعة مصنع اية وصنعة ايه بقولك المحل اللى جمبنا بتاع الفساتين بتاع الافراح وولاد الذوات مع الست الخوجاية ....... بعد مخرج من المدرسة
انتى حرة يا بنتى بس انا مش عايزاكى تشغلى نفسك دلوقتى خليها فى الصيف فى اجازة المدرسة انتى شايفة كدة يا ماما ايوة يا بنتى يالله صحى اخواتك علشان محدش يتاخر منهم على المدرسة .......
يا ناس يلى هتروحو المدرسة قومو يالله صحو النوم ولا ارش عليكو ماء .... اخص عليكى سبينا ننام شوية امك يا اختى انتى وهية قلبتلى دماغى من الساعة سته الصبح..... يالله لحسن الساعة سبعة الا الثلث يادوب تقومو تغسلووشكو.... انا نزلة اجيب فطار حد عايز حاجة غريبة يأكلها ولو حد عايزمحدش يطلب علشان مفيش فلوس كفاية كالعادة هنزل اجيب فطار شكك لحد ما ربنا يفرجها.... وبعدين يعنى هو احنا مش هنعرف حتى نفطر مش كفاية هدومنا قديمة ومش كفاية العيشة اللى احنا عيشنها.... اسكتى انتى قومى انتى يا جميلة الملامح ...قولى ايه رايك تفطرى اية اى حاجة هتجييها نعمة من عند الله ربنا يكملك بعقلك انتى الوحيدة فينا اللى دايما بتقولى كدة ....... طبعا لازم نقول كلنا كدة عندك حق الحمد لله على كل حال الله اللهم دمها نعمة واحفظها من الزوال.......... يالله روحى بسرعة علشان كمان تشوفى حبيب القلب وانتى ماشية زمانة قاعد على القهوة بيشرب شاى ..... يا ريت دنا بقالى يومين ولا ثلاثة مبشفهوش ..... قاعد على القهوة يارب اشوفة انهرضة لحس وحشنى قوى ...... يا ختى انتى فى ايه ولا فى اية ....... هيبقى فقر ومفيش حب كمان ...... روحى بقى وتعالى بسرعة ..طيب قومو اغسلووشوشكم
لحس امكم على نار من الصبح ............خلاص احنا قمنا متتاخريش علينا بالفطار ......... لحسن احنا اصلا متعشناش.......... ومن امبارح واحنا على لحم بطننا
............
قليل من احداث القصة لحين اصدار القصة فى الاسواق
الكاتب والشاعر/ اسامة البردينى
عضو المنظمة العالمية للكتاب الافريقيين والاسيويين

#اسامة_البردينى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات