أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - ردا على مقالة الأستاذ هايل نصر:- تنويريون-















المزيد.....

ردا على مقالة الأستاذ هايل نصر:- تنويريون-


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3102 - 2010 / 8 / 22 - 17:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نشر" الحوار المتمدن" بتاريخ 19.8.2010، و تحت هذا الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=226346
مقالا للكاتب نصر. لقد لفت نظري العنوان " تنويريون" مما دفعني الى الاستزادة في القراءة وللاستفادة من الموضوع.
الذي اراه مهما جدا!
لأنني على ثقة تامة ان ما نحتاجه نحن العرب وباقي الشعوب الاسلامية، للخروج من هذا الواقع الانحداري التخلفي الأليم والمأزق التاريخي المزري الذي نتخبط ونتخابط مع الآخرين فيه والمدمر لكل القيم التي نتغنى بها، هو التنوير ورفع راياته لتكون مصابيح تهتدي بها مجتمعاتنا الى الطريق الصحيح.
ولأنني على ثقة تامة ايضا ان الدين الاسلامي المسيطر سيطرة تامة على مجتمعاتنا عبر رجال الدين وتراكمه التاريخي خلال القرون هو الذي يتحمل المسؤولية الأولى لكل ما نتعرض له من نكبات لا تنتهي ومآس تستدرج أخرى.
يقول الكاتب" يطيب للبعض في ايامنا هذه ان يصف بعض الكتاب وبعض الكتابات بالتنوريين أو التنويرية, تشبيها لهم ولكتاباتهم بفلاسفة وكتاب وسياسي عصر التنوير في أوروبا. وتطيب لهؤلاء هذه الصفة".
هذا ليس صحيحا !
فلا اعتقد ان المفكر الجزائري محمد اركون شبه نفسه بفولتير، ولن يطيب له، ذلك ولن يطيب لنا ! كيف لا ولكل منهما عصره وبيئته وزمانه وشخصيته وفكره واسلوبه وجذوره وفلسفته ... الخ
ولا اعتقد ان المصلح الاسلامي المصري نصر حامد ابو زيد شبه نفسه بالمصلح المسيحي الالماني الشهير مارتن لوثر ولن يطيب له ذلك ولن يطيب لنا .
ولا يمكن تشبيه التنويري الأوروبي في مواجهة الدين المسيحي المستورد من الشرق، بالتنويري العربي في مواجهة الدين الإسلامي المتأصل في الوجدان والروح العربية الى حد العشق. ومن العشق ما قتل!
يقول الكاتب" كم نتمنى ان يظهر عندنا "تنويريون", أو "تنويريون قدر المستطاع", أو "تنويريون بما يجود به الحال".
يا صديقي واذا لم يكن د. صادق جلال العظم تنويري فمن هم التنويريون اذن؟ الذي قامت القيامة عليه عندما اصدر في الستينيات من القرن الماضي كتابه نقد الفكر الديني. ومنع الكتاب وقتها وتعرض للملاحقة وكم هائل من الشتائم كما يحدث مع كل التنويريين العرب.
هناك عشرات الأسماء التنويرية اللامعة وربما المئات ومنهم من قدم حياته شهيدا من اجل التنوير كالمفكر اللبناني مهدي عامل والمفكر المصري فرج فودة . وماذا عن فرح انطون وسلامة موسى وطه حسين وجبران خليل جبران وجميل صدقي الزهاوي ، د. احمد البغدادي، سيد القمني ، د. كمال النجار وغيرهم الكثيرين نحن بحاجة الى مقالة خاصة فقط لسرد مئات الاسماء من التنويريين العرب الشجعان.
ألم يخطفوا ويغتالوا على ابشع الصور الصحفي السوداني محمد طه؟
الم يحاولوا اغتيال الكاتب الكبير نجيب محفوظ؟
ألم يهددوا سيد القمني بالموت؟ ومنعه من الكتابة!
ينسى الكاتب هنا ان ظروف التنويريين في اوروبا كانت افضل بكثير ماديا ومعنويا و من جميع النواحي من ظروف العالم العربي الحالي، وبالاخص من ناحية الحرية الفكرية والانفتاح الاجتماعي على التجدد والجديد.
لقد مرت الممالك والامم الأوروبية في عصر النهضة في تنافس محموم للارتقاء بشعوبها ونهضة مجتمعاتها عكس السلطنة العثمانية التي كانت تستبد بشعوبها من لبنان الى البلقان.
وهكذا فلقد ساند رجال الحكم في اوروبا في بمعظم الاحيان المفكر والفيلسوف والشاعر الذي وجد بيئة حاضنة ومشجعة.
عكس المفكر والفيلسوف العربي الذي اذا اقترب من النص الديني وقطع الخطوط الحمراء قامة القيامة عليه متعرضا لشتى انواع الشتائم والسباب واتهامات العمالة والتخوين والطرد والمحاكمة او الاغتيال والقتل.
وعندما اعلن الفيلسوف الألماني نيتشه 1844- 1900، مقولته الشهيرة: " Gott ist tod" اي" الله مات". فلم يتعرض لا للملاحقة ولا للقتل ولا للمحاكمة!
فللأسف الشديد ان العالم العربي الحالي يمر في ظروف خانقة للفكر الحر يتحالف فيه رجل الدين مع رجل السياسة في قمع وخنق اي فكر تنويري. هذه الظروف هي اسوأ مما يمكن ان يتعرض له اي مجتمع.
ولهذا فلا عجب ان يعيش معظم التنويريين والعلماء العرب ويبدعون في العالم الغربي.
يقول الكاتب نصر" ورغم اننا نعيش سياسا واقتصاديا وثقافيا بعض ما عاشته اوروبا في عصورها الوسطى, وأدى الى ظهور رجال اعطوا لعصرهم بحق صفة عصر التنوير. فاين فوانيسنا "النائصة" من انوارهم الساطعة !!!."
لا اتفق معك البتة في هذا الرأي المجحف بحق الفكر العربي التنويري الذي يتعرض ومنذ بداية القرن العشرين الى ردة ظلامية دموية رهيبة من الجهلة والغوغائيين تحركهم فتاوي وحقد رجال الدين.
حتى المغني مارسيل خليفة الذي غنى اغنية من اشعار محمود درويش ارادوا محاكمته ، وهذا في لبنان البلد المنفتح قليلا عن باقي العالم العربي. فماذا تنتظر يا صديقي من الدول الأخرى؟
ان التنويريين العرب الذي تفكر بهم وتتمنى ظهور انوارهم الساطعة هم موجودون بيننا، الا انه هناك عوائق كثيرة تمنع ظهورهم ومنها شمولية الاسلام واستبداده بالفكر الاخر وهذا الكبت القاتل لكل امل بالحرية عدا الارهاب الاسلامي الذي زاد طين الطين بلة.
يقول الكاتب"
فلاسفة وكتاب وأدباء وشعراء وسياسيو وحقوقيو عصر التنوير في أوروبا لم يغوصوا في واقع مجتمعاتهم غوصا ابقاهم في قاع تلك المجتمعات, وانما أعملوا العقل في تشخيصهم للواقع المتخلف فكشفوه بموضعية ومنهجية الباحث المبدع".
وهل المفكر المغربي د. محمد عابد الجابري لم يغص في العقل العربي ويكتب فيه المؤلفات؟
مشكلتنا الكبرى والتي تقف سدا منيعا وجدارا صلبا وبرجا عاليا في وجه اي فيلسوف او كاتب او أديب او شاعر او مصلح ديني او سياسي عربي هي النصوص القرآنية التي تحولت الى اصنام لا بد من انتقادها وفكفكتها والقاء الضوء عليها لتنوير العقول الغائبة والمغيبة في غياهبها.
ومع احترامي لرأي الكاتب الا انه هنا يقع في مغالطة علمية كبيرة جدا خالطا بين التنويري والعلماني وزغلول النجار وعمرو خالد وباقي تنويري الحياة الآخرة أي الجنة والنار وفتاوي الحلال والحرام وجماعة الحزام الناسف وتنوير دربهم بالسبعين حورية،
كما يصفهم، عندما يقول:
" التنويريون العرب , ممن اطلق عليهم البعض هذه الصفة فاستعذوبها وصدقوا انفسهم , دون ان يصدقهم أحد , يصنفون في فئتين متناقضتين, يسلطون "انوارهم" باتجاهين متعاكسين. انوار "علمانية" تخص الحياة الدنيا . واخرى دينيوية متعصبة تخص الحياة الاخرة. والهدف وان اختلفت طبيعته هو التنوير !!!.
لا يا عزيزي الكاتب! التنوير الهدف منه تحرير العقل من هيمنة رجال الدين، واستقلالية الانسان في اتخاذ القرار وان لا يكون من افراد القطيع تابعا بلا ارادة لإرادة أخرى تسيره.
على كل حال لا بد من تعريف التنوير والفرق بين التنويري والعلماني. وبين التنوير والتزوير من خلال امثلة حية:
فما تعبر عنه د. وفاء سلطان قولا وكتابة هو التنوير ،
وما يعبر عنه د. زغلول النجار قولا وكتابة هو التزوير.
ولا عجب ان يعتبر المفكر الإسلامي السعودي الدكتور محمد حامد الأحمري المنشغلين بالقضايا الإسلامية مجرد أدوات تعيد إنتاج الماضي بتكرار نقاش نفس القضايا التي مضى عليها قرون، وذلك في برنامج "وجوه إسلامية" الذي بثته "العربية" السبت 21-8-2010
التنويري لا ينتج الماضي وانما يلقي انواره على الماضي كاشفا اخطائه ومغالطاته.
التنويري يهدف الى تنوير العقول وتحريرها من خلال نقد الدين والمقدس المهيمن والمتسلط على المجتمع بالغيبيات.
العلماني هدفه سياسي، الا وهو فصل السياسة عن الدين. اي ان العلماني يجب ان يكون حياديا والا تعرض للطعن في علمانيته.
ومن الممكن ان تجد اكثر من رجل دين علماني ولكن من الصعب جدا ان تجد رجل دين تنويري، والا سيخرجوه فورا من الملة.
ومن هنا يجب التفريق ، والا فاننا سنخلط الامور ببعضها ولا نخرج بنتيجة تفيد الباحث عن الحقيقة.
ومن خلال هذه الحادثة التي سنسردها حول مفهوم التنوير كانت العلاقة علاقة حوار فكري بناء وفلسفي سليم بين المفكر التنويري ورجل الدين المسيحي.
وهكذا فقد وجه القس يوهان فريدريش تسولنر السؤال التالي الى الفيلسوف الالماني ايمانول كانت : ما هو التنوير ؟
فجاوبه في مقالة عام 1784 معرفا مفهوم التنوير بالتالي:
" التنوير هو خروج الإنسان من قصوره الذي اقترفه في حق نفسه من خلال عدم استخدامه لعقله إلا بتوجيه من إنسان آخر . ويحصر أسباب القصور تلك في سببين: الكسـل والجبــن ! فتكاسل الناس عن الاعتماد على أنفسهم في التفكير أدى من جهة إلى تخلفهم ، ومن جهة أخرى هيأ الفرصة للآخرين لاستغلالهم ، وذلك بسبب عامل الخوف فيهم ".
ما معناه ان الانسان سيكون قاصرا فيما يقترفه بحق نفسه من عدم استخدام عقله الا بفتوى او توجيه من انسان آخر . المقصود هنا رجل الدين. ولكن يومها كان لرجل الدين في اوروبا سطوة وقوة تفرض على الفيلسوف ان يكون دبلوماسيا سلسا في رده دون المساس بجوهر مقاله.
ومن هنا فالانسان الذي يملك عقله ليس قاصرا ويجب ان يكون صاحب قراره لا ان يكون فردا من القطيع بلا ارادة .
نتفق مع الكاتب عندما يقول" العلمانية لا تعني تسفيه ما ترسخ في الضمير الجمعي للشعوب وانما بجعل هذا الراسخ قابل لان يستنير بنور العقل ويستوعب حقائق العصر. "
ولكن مشكلتنا مع ديننا الاسلامي انه لا يسمح لهذا العقل ان يستنير الا بالمربع الديني الخانق للعقل. فما الحل؟
الا يفرض علينا هذا انتقاد الدين؟ بالتاكيد! لا الغائه! ولن نستطيع!
الهدف ليس الغاء الدين بقدر ما هو حقنا المشروع في ان تحترم افكارنا المعارضة. خاصة وعندما يتحمل في نظري الدين السبب الأول لقصور عقلنا ومسخ فكرنا وانحدار مجتمعاتنا.
يقول الكاتب "وعلى العدالة العلمانية التي لا تتعارض بوجه من الوجوه مع عدالة السماء, وانما تلتقي معها في سعادة الانسان واحترام كرامته وانسانيته .
لا توجد عدالة علمانية. لان العلمانية ليست سلطة قضائية. بل هي فكرة فلسفية تفصل السياسة عن الدين وتحترم الاثنين. اما عدالة السماء فهذا امر غيبي ايماني ليس له برهان قاطع او وجود حسي!
مع تحياتي للستاذ هايل نصر على الجهد الذي بذله مشكورا!



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قرائن نصر الله ستورطه أكثر(2) الأخير
- قرائن نصر الله ستورطه أكثر(1)
- هل رمضان شهر الصوم ام النوم؟
- الْمُسْتَهْزِئُ
- نصر الله من قفص الاتهام الى الزنزانة
- نصرالله: طز بلبنان وبالمحكمة الدولية !
- السيدة ثورة تنصف الرجل
- علم الدين: يزعزع الايمان ام ينور الاذهان؟(2) والاخير
- علم الدين: يزعزع الايمان ام ينور الاذهان؟(1)
- من يتحمل مسؤولية التغيير ؟
- برهانٌ جديدٌ على أن القرآنَ من صنعِ محمد
- رسالة السيدة ثورة الأخيرة: شريعة أم مشرحة؟
- رسالة من السيدة ثورة: اضربوهن!
- لماذا ينفخ نصرالله في الصور؟
- رسالة السيدة ثورة الثانية: وأئد الروح! (2)
- رسالة السيدة ثورة الثانية: وأئد الروح! (1)
- أخْطاءٌ قُرآنِيَّةٌ: إشكاليةُ المطر!
- نور الدين ينتقد علم الدين ورجال الدين
- احترموا أنفسكم اولا يا مسلمين !
- تَخَبُّطٌ فِكْرِيٌّ في سورَةِ البَقَرَةِ(2) والأخير


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - ردا على مقالة الأستاذ هايل نصر:- تنويريون-