أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - الْمُسْتَهْزِئُ













المزيد.....

الْمُسْتَهْزِئُ


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3085 - 2010 / 8 / 5 - 17:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ومن هو الْمُسْتَهْزِئُ ؟ إنه الله بعلوِّهِ وعظمتِهِ وجلالهِ!
وهل معقول ان ينزل الله ذو العلو والعظمة والجلالة الى هذا المستوى البشري الهزلي التهريجي ويستهزئ؟
نعم معقول وبشهادة الآية 15 من البقرة:
" الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون"
ومن هم هؤلاء الذي يستهزئ بهم صاحب الجلالة؟
انهم الكافرون!
ولماذا يستهزئ الله بالكافرين ويمدهم في طغيانهم يعمهون؟
لأنهم وبكل بساطة لا يؤمنون!
ولكن ما علاقة الطغيان بالكفر والإيمان؟
وهل كل كافر يجب ان يكون طاغيا شريرا؟
وهل كل مسلم مؤمن يجب ان يكون حكيما صالحا؟
وهل هناك مقياس للايمان؟
وهل مظاهر العبادة من صلاة وصوم وحج وحجاب ونقاب وبرقع ولحية كثة وعمامة ولطخة سوداء على الجبهة دليل على الايمان؟
هذه المعادلة القرآنية لا تستقيم. ولا علاقة لها بما يحدث على ارض الواقع.
اليست المشايخ وملالي آيات الله المؤمنون الملتحون الخاشعون الراكعون الساجدون الكرام:
كحسن نصرالله ونعيم قاسم ومحمد يزبك وخامنئي وابن لادن والترابي واسماعيل هنية وخالد مشعل والظواهري ونجاد والملا عمر ومقتدى الصدر وطالبان باكستان واختها في أفغانستان وحركة الشباب المؤمنة في الصومال العامر والحوثيون في اليمن التعيس وامثالهم قمة الاستكبار والغرور والخبث والفتن والتآمر والتعصب والغدر والاستعباد والقمع والطغيان وسفك الدم البريء وجز الرقاب ونشر الفوضى والارهاب في العالم المعاصر؟
أليست رؤساء وحكام وقادة العالم العربي والاسلامي المسلمون المؤمنون، واتحدى هنا أي رئيس او ملك او قائد يعلن على الملأ عدم ايمانه بالاسلام او يتجرأ على علمنة الدولة، كما فعل عظيم تركيا اتاتورك، اليس هؤلاء جميعا قمة الطغيان والفساد والدكتاتورية والاستبداد والتوحش السلطوي المخابراتي والعناد والبطش في التحكم برقاب شعوبهم باسم الايمان والمتاجرة بالاسلام؟
واليست رجال دين فسطاط الكفر البوذي والهندوسي والمسيحي مثالا في الرأفة والأخوة والتعاطف والتسامح والتواضع والمحبة والعمل الصالح واحترام الاخر؟
ولماذا لا يفجر نفسه البوذي والهندوسي والمسيحي في معابد المذهب الآخر؟
وأليست رؤساء وقادة العالم الديمقراطي العلماني الديمقراطي الكافر غربا وشرقا من اليابان الى كندا ومن استراليا الى إنكلترا قمة في الإنسانية والعدالة والإخاء والمساواة والتحضر والتعاطف والتضامن والتوحد والتقدم في خدمة واحترام شعوبهم، واحتضان ملايين المسلمين الهاربين المهاجرين من فسطاط الايمان.
ألا يرتكب صاحب القرآن غلطة محققة وموثقة وفظيعة تدل على قصر نظره الاجتماعي والسياسي والفكري والفلسفي عندما يربط عدم الايمان بالطغيان؟
أي ان الكفار اناس طغاة، غلاظ القلوب واشرار، وان المؤمنين اناس
متسامحين طيبين رحماء القلب وأخيار وخير امة اخرجت للناس!
أليست هذه هي الهرطقة الاسلامية بعينها تردد نفسها متبجحة في كل مرة بقدسية مقولاتها البالية؟
كيف لا وما نراه الآن على ارض الواقع من خلال الأمثلة التي اسلفناها اثبتت العكس حيث الطغيان من رجال دين وحكام سياسيين مستشري بشكل مخيف ومتطرف وجنوني ومزري فقط في الدول او قبائل المسلمين المؤمنين. فالاسلام حوَّل المسلمين ومنذ سقيفة بني ساعدة قبل 1400 سنة وحتى اليوم الى قبائل متناحرة على السلطة مع نفسها ومع العالم. يفجرون الحروب وينهزمون على اعقابهم شر الهزائم ويعلنون الانتصارات الإلهية الوهمية في ظاهرة غريبة عجيبة لا مثيل لها في التاريخ البشري.
وبماذا يجب ان يؤمن الكافرون لكي لا يستهزئ الله بهم؟
يجب ان يؤمنوا بالغيب حسب الآية 3 من البقرة:
" الذين يؤمنون بالغيب" أي الإيمان بالله والبصم لحقيقته عن غيب!
وما هو الغيب؟
الغيب يعني الشيء الغائب المحجوب الغير حاضر وغير منظور لا بالعين المجردة ولا حتى باحدث تلسكوب. والمعروف ان وراء السحاب فراغ وفضاء لا نهائي وليس له حدود. ربما الله موجود وراء السحاب وربما غير موجود. ان فرضية وجوده في هذه الحالة هواء. ومحاولة برهنة وجوده العقيمة تماما كمن يريد ان يقنعنا بانه يستطيع القبض على الهواء أو السير على الماء. وحتى من يشتري سمك في البحر بالتاكيد سيحصل يوما ما على سمكة بعد جهاد مع الموج وعراك. اما من يشتري الغيب فالاحتمال الاكبر انه لن يحصل الا على الفراغ والعدم حتى ولو صلى الخمسين بدل الخمس وصام السنة بدل الشهر، وعاش في مكة حجا اليها مدى العمر.
أي ان الغيب وبكل بساطة هو هالة وجلالة غائبة غيبية ليست ملموسة ولا يقينية.

والغيب هو العامود التي تقوم علية الخيمة الإسلامية باركانها الخمسة وتراثها وسنتُها وركامها وتراكماتها وقرآنها.
واذا وقع العامود هبطت الخيمة على الجموع!
ومن هنا يأتي هذا التشبث الرهيب السياسي والديني بالعامود.
أي ما يسمى الذات الإلهية وعدم المس بها ونقدها بقصيدة شاعر او كتاب مفكر او فكرة فيلسوف خوفا من ان تهبط الخيمة.
والخيمة التي تقوم على العامود الغيبي ستهبط على الرؤوس عاجلا ام اجلا! ودليلي هو الآية 55 من البقرة مرددا مع جماعة موسى:
" لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ"
وانا لن اؤمن حتى ارى الله بالعين المجردة فليتفضل وليظهر ولتاخذني الصاعقة وانا انظر. ولن يظهر! ولن تاخذني الصاعقة!
لأن كلام القرآن من تأليف محمد في تخويف الناس من بعبع الله.
انا لا اتحدى احدا، ولا اريد ان استفز احدا، وانما اريد تعرية الآيات على حقيقتها الواهية وتنوير العقول الغارقة في الجهالة والجهل المؤسس على الغيب والغيبوبة والمجهول.
ولماذا يخاف الله من الظهور؟ وبماذا هو اصلا مشغول؟
هكذا وبدل ان ينشغل الله بفك حصار غزة. او ضرب غطرسة اسرائيل كالعادة بحجارة من سجيل. وبدل ان يحل مشكلة الصومال ويردع شبيبته المؤمنة من تدمير الآمال وتجهيل الأجيال.
فهو منهمك طيلة اليوم ومنذ ظهور الارض قبل ملايين او مليارات السنين بعملية الإيلاج حسب الآية 61 الحج:
" ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ".
وعندما ينهمك طيلة اليوم بعملية الإيلاج فكيف سيلتفت لحل مشاكل البشر؟
على فكرة النهار والليل ليس لهما في الحقيقة وجود لأنهما من افضال نور الشمس علينا. وهما ظاهرتان تظهران مع حركة دوران الارض الآلية حول نفسها وبدون إيلاج ولا قدرة الهية.
ويعلن الله في الآية 6 البقرة:
" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ"
طبعا بالغيب! فحمد يريدنا ان نؤمن بالغيب أي باللاشيء أي بالسراب!
وكيف سيعرف الكافر حقيقة وجود الله اذا كان الله خائفا ومرعوبا من اظهار حقيقته للبشر.
وهل عملية الايمان بالله حزيرة؟ يا نقشة يا طرة!
ولماذا لا يستطيع الكافرون الحصول على مهجة المهج، وسعادة الإيمان بالغيب؟ يأتي الجواب الشافي من الآية رقم 7:
فهؤلاء" خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ"
يعني تناقض بتناقض. فالله يمنعهم من الإيمان بوضعه غشاوة على قلوبهم ويريد تعذيبهم عذابا عظيما، لأنهم لا يؤمنوا بالغيب. اين العدل؟
هذا كلام محمد المتناقض ولا يمكن ان يصدر عن اله عادل خالق لهذا الكون.
وهنا نكتشف خطأ قرآني بقوله للكافرين في آية 13 البقرة :
" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ"
الخطأ في استعمال كلمة الناس. والصح ان نقول:
" وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ المؤمنون"
وهل كل الناس مؤمنة بالقرآن وفكرة الله الغيبية؟
وهناك الملحد والكافر والوجودي واللاديني والبوذي وعبدة البقر وعبدة الشمس وعبدة النار.... الخ.
تصديقا لصحة ما اشرنا اليه يأتي في الآية التالية:
"وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا". وليس واذا لقوا الناس قالوا امنا!
أي ان الخطأ في استعمال كلمة الناس يجب ان لا يقع فيها كتاب مقدس ومنزل من السماء!
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا وصلت الأمور بمحمد الى وضع الله في هذا الوضع الاستهزائي الهزلي التهريجي المضحك؟
نحن الان في مكة قبل 1430 سنة. تخيلوا معي ابو جهل وابو لهب ومعهم مجموعة من الكفار يتندرون ويستهزئون بمحمد وفي المقابل الله متخفيا في احدى الزوايا يستهزئ بهم مقهقها.
الجواب على هذا السؤال يأتي من القرآن نفسه في سورة الزخرف آية 7:
" وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" وكأن محمد من خلال آية الاستهزاء يريد ان يضفي على نفسة صفة النبوة. أي ان كل الانبياء استهزئ بهم. فلا عجب ان يستهزئ كفار قريش بمحمد.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصر الله من قفص الاتهام الى الزنزانة
- نصرالله: طز بلبنان وبالمحكمة الدولية !
- السيدة ثورة تنصف الرجل
- علم الدين: يزعزع الايمان ام ينور الاذهان؟(2) والاخير
- علم الدين: يزعزع الايمان ام ينور الاذهان؟(1)
- من يتحمل مسؤولية التغيير ؟
- برهانٌ جديدٌ على أن القرآنَ من صنعِ محمد
- رسالة السيدة ثورة الأخيرة: شريعة أم مشرحة؟
- رسالة من السيدة ثورة: اضربوهن!
- لماذا ينفخ نصرالله في الصور؟
- رسالة السيدة ثورة الثانية: وأئد الروح! (2)
- رسالة السيدة ثورة الثانية: وأئد الروح! (1)
- أخْطاءٌ قُرآنِيَّةٌ: إشكاليةُ المطر!
- نور الدين ينتقد علم الدين ورجال الدين
- احترموا أنفسكم اولا يا مسلمين !
- تَخَبُّطٌ فِكْرِيٌّ في سورَةِ البَقَرَةِ(2) والأخير
- تَخَبُّطٌ فِكْرِيٌّ في سورَةِ البَقَرَةِ(1)
- رسالة السيدةُ ثورة
- أخْطاءٌ قُرآنِيَّةٌ: هل حقا السَّماءُ فوق الأرضِ؟
- شتان ثم شتان بين تركيا وايران!


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد علم الدين - الْمُسْتَهْزِئُ